کتابخانه روایات شیعه
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
319 [و من كلامه ع في القرآن و ما فيه من أخبار الأزمنة كلها]
وَ قَالَ ع فِي الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَ خَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَ حُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ.
هذا حق لأن فيه أخبار القرون الماضية و فيه أخبار كثيرة عن أمور مستقبلة و فيه أخبار كثيرة شرعية فالأقسام الثلاثة كلها موجودة فيه
320 [و من كلامه ع في دفع الشر بالشر]
وَ قَالَ ع رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لَا يَدْفَعُهُ إِلَّا الشَّرُّ.
هذا مثل قولهم في المثل إن الحديد بالحديد يفلح و قال عمرو بن كلثوم
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا 11538
و قال الفند الزماني
فلما صرح الشر
فأمسى و هو عريان 11539
و لم يبق سوى العدوان
دناهم كما دانوا
و بعض الحلم عند الجهل
للذلة إذعان
و في الشر نجاة حين
لا ينجيك إحسان
و قال الأحنف
و ذي ضعن أمت القول عنه
بحلمي فاستمر على المقال
و من يحلم و ليس له سفيه
يلاق المعضلات من الرجال
و قال الراجز
لا بد للسؤدد من أرماح
و من عديد يتقي بالراح
و من سفيه دائم النباح
و قال آخر
و لا يلبث الجهال أن يتهضموا
أخا الحلم ما لم يستعن بجهول
و قال آخر
و لا أتمنى الشر و الشر تاركي
و لكن متى أحمل على الشر أركب
321 [و من كلامه ع في كيفية الكتابة و الخط]
وَ قَالَ ع لِكَاتِبِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ أَلِقْ دَوَاتَكَ وَ أَطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِكَ وَ فَرِّجْ بَيْنَ السُّطُورِ وَ قَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الْخَطِّ.
لاق الحبر بالكاغد يليق أي التصق و لقته أنا يتعدى و لا يتعدى و هذه دواة مليقة أي قد أصلح مدادها و جاء ألق الدواة إلاقة فهي مليقة و هي لغة قليلة و عليها وردت كلمة أمير المؤمنين ع.
و يقال للمرأة إذا لم تحظ عند زوجها ما عاقت عند زوجها و لا لاقت أي ما التصقت بقلبه.
و تقول هي جلفة القلم بالكسر و أصل الجلف القشر جلفت الطين من رأس الدن و الجلفة هيئة فتحة القلم التي يستمد بها المداد كما تقول هو حسن الركبة و الجلسة و نحو ذلك من الهيئات.
و تقول قد قرمط فلان خطوه إذا مشى مشيا فيه ضيق و تقارب و كذلك القول في تضييق الحروف.
فأما التفريج بين السطور فيكسب الخط بهاء و وضوحا
322 [و من كلامه ع في بيان معنى يعسوب الدين]
وَ قَالَ ع أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ.
[قال معنى ذلك أن المؤمنين يتبعونني و الفجار يتبعون المال كما تتبع النحل يعسوبها و هو رئيسها] هذه كلمة قالها رسول الله ص بلفظين مختلفين تارة أنت يعسوب الدين و تارة أنت يعسوب المؤمنين و الكل راجع إلى معنى واحد كأنه جعله رئيس المؤمنين و سيدهم أو جعل الدين يتبعه و يقفو أثره حيث سلك كما يتبع النحل اليعسوب و هذا نحو
قوله و أدر الحق معه كيف دار.
323 [و من كلامه ع في اختلاف المسلمين بعد وفاة الرسول ص في الإمامة و الميراث و الزكاة دون التوحيد و النبوة كما فعل اليهود]
وَ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْيَهُودِ [لِبَعْضِ الْيَهُودِ حِينَ قَالَ لَهُ] مَا دَفَنْتُمْ نَبِيَّكُمْ حَتَّى اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقَالَ ع لَهُ إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْهُ لَا فِيهِ وَ لَكِنَّكُمْ مَا جَفَّتْ أَرْجُلُكُمْ مِنَ الْبَحْرِ حَتَّى قُلْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ 11540 .
ما أحسن قوله اختلفنا عنه لا فيه و ذلك لأن الاختلاف لم يكن في التوحيد و النبوة بل في فروع خارجة عن ذلك نحو الإمامة و الميراث و الخلاف في الزكاة هل هي واجبة أم لا و اليهود لم يختلفوا كذلك بل في التوحيد الذي هو الأصل.
قال المفسرون مروا على قوم يعبدون أصناما لهم على هيئة البقر فسألوا موسى أن يجعل لهم إلها كواحد منها بعد مشاهدتهم الآيات و الأعلام و خلاصهم من رق العبودية و عبورهم البحر و مشاهدة غرق فرعون و هذه غاية الجهل و قد روي حديث اليهودي على وجه آخر
قيل قال يهودي لعلي ع اختلفتم بعد نبيكم و لم يجف ماؤه يعني غسله ص فقال ع و أنتم قلتم اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ و لما يجف ماؤكم.
324 [و من كلامه ع في بيان شجاعته]
وَ قِيلَ لَهُ ع بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَ الْأَقْرَانَ فَقَالَ ع [قَالَ] مَا لَقِيتُ رَجُلًا [أَحَداً] إِلَّا أَعَانَنِي عَلَى نَفْسِهِ.