کتابخانه روایات شیعه
تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إلى تأويل و ذكروا أن الإعجاز في تسبيح الحصى في كف النبي ص ليس من حيث نفس التسبيح بل من حيث إسماعه للصحابة و إلا فهي في التسبيح دائما أن تخرجني من الدنيا آمنا أي من الذنوب التي بيني و بينك بأن توفقني للتوبة منها قبل الموت و من التي بيني و بين خلقك بأن توفقني للتخلص منها و تدخلني الجنة سالما أي من العقاب قبل دخولها بأن تعفو عن ذنوبي و تدخلنيها و هذه الجملة كالمؤكدة لسابقتها و لا حول و لا قوة إلا بالله و قد يراد من الحول هنا القدرة أي لا قدرة على شيء و لا قوة إلا بإعانة الله سبحانه-
وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّ الْحَوْلَ هُنَا [هَاهُنَا] بِمَعْنَى التَّحَوُّلِ وَ الِانْتِقَالِ وَ الْمَعْنَى لَا حَوْلَ لَنَا عَنِ الْمَعَاصِي إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا عَلَى الطَّاعَاتِ إِلَّا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا بِإِعَانَتِهِ سُبْحَانَهُ رَوَى ذَلِكَ رَئِيسُ الْمُحَدِّثِينَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ عَنِ الْبَاقِرِ ع
فينبغي قصد هذا المعنى المروي لا غير و اكشف همي و فرج غمي قد يفرق بينهما بأن الهم ما يقدر الإنسان على إزالته كالإفلاس مثلا و الغم ما لا يقدر على إزالته كموت الولد و قد يفرق بينهما قبل نزول
المكروه و الغم بعده من شر كل غاشم أي مبغض معتد [متعد] و طارق أي وارد في الليل بشر [لشر] الصامت و الناطق كثيرا ما يطلق الصامت على الجماد و الناطق على الحيوان و إن كان من الحيوانات العجم يقال فلان لا يملك صامتا و لا ناطقا أي لا يملك شيئا و منه قول الفقهاء الزكاة في الناطق و الصامت و يجوز أن يراد هنا بالناطق معناه المعروف بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ من قبيل حسن الغلام أي إن السماوات و الأرض بديعة أي عديمة النظير و قد يقال المراد بالبديع المبدع أي الموجد من غير مثال سابق فليس من قبيل إجراء الصفة على غير من هي له و نوقش بأن مجيء فعيل بمعنى مفعل لم يثبت في اللغة و إن ورد فشاذ لا يقاس عليه و فيه كلام سنذكره في الباب الثالث ما لاح الجديدان هما الليل و النهار و ما اطرد الخافقان هما المشرق و المغرب و اطرادهما بقاؤهما و ما حدا الحاديان هما الليل و النهار كأنهما يحدوان بالناس ليسيروا إلى قبورهم كالذي يحدو بالإبل ما عسعس ليل أقبل أو أدبر و هو من الأضداد و ما ادلهم ظلام بتشديد الميم على وزن اقشعر أي اشتدت ظلمته و ما تنفس صبح أي ظهر و عبر
عنه بالتنفس لهبوب النسيم عنده فكأنه تنفس به خطيب وفد المؤمنين خطيب القوم في اللغة كبيرهم الذي يخاطب السلطان و يكلمه في حوائجهم و الوفد بفتح الواو يراد به هنا الجماعة الوافدون المكسو حلل الأمان المراد أمان أمته من النار فإن الله تعالى قال له وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى و هو ص لا يرضى بدخول أحد من أمته في النار كما ورد في الحديث و حلل الأمان استعارة و ذكر الكسوة [المكسو] ترشيح و عزائم مغفرتك أي متحتماتها و المراد ما يجعلها حتما فيما فزعت إليك منه فزعت بالفاء و الزاي المعجمة و العين المهملة بمعنى التجأت قد غبرت وجهي بالغين المعجمة و الباء الموحدة المشددة من الغبار و الكلام استعارة و لو لا تعلقي جواب لو لا ما يأتي من قوله لقد كان ذل الأياس علي مشتملا لا تقنطوا أي لا تيأسوا ندبتنا أي دعوتنا داخرين ذليلين صاغرين قد أسبل دمعي حسن الظن بك إسبال الدمع إجراؤه و المراد أن حسن ظني بعفوك عن المذنبين و صفحك عن العاصين و إن عظمت ذنوبهم و كثرت خطاياهم قد أبكاني فإن قلت حسن الظن موجب للمسرة و الابتهاج لا للبكاء قلت المراد
البكاء من شدة الفرح 117 و تغمد زللي أي اجعله مشمولا بالعفو و الغفران و إقالة عثرتي الإقالة المسامحة و التجاوز و العثرة الخطيئة مأخوذة من عثرة الرجل و مجاهد الناكثين المراد بهم عسكر الجمل و رؤساؤه الذين نكثوا بيعته ع و القاسطين معاوية و أعوانه الذين عدلوا عنه ع و القسوط هو العدول عن الحق و المارقين المراد بهم الخوارج الذين مرقوا من الدين كما يمرق السهم من القوس كما ورد في الحديث إمامي خبر إن و الأوصاف الستة السابقة نعوت و يراد بها معنى الثبوت لا الحدوث 118 فصح وقوعها نعتا للمعرفة كما قالوه في قوله تعالى مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و القبول من حملتها و التسليم لرواتها العطف للبيان و التوضيح-
و الحملة بالحاء المهملة بالفتحات جمع حامل و المراد ناقلوها 119 أعلاما و منارا أي مدة و الأعلام جمع علم و هو الجبل الذي يعلم به الطريق في الصحاري و المنار بفتح الميم الموضع المرتفع الذي يوقد في أعلاه النار لهداية الضال و نحوه لا مفزع و لا ملجأ العطف تفسيري و معقلي من المخاوف المعقل بفتح الميم و كسر القاف قريب من معنى الحصن و يطلق على الملجإ أمام طلبتي أي قدام حاجتي و مطلبي و الطلبة بفتح الطاء و كسر اللام و معولي على صيغة اسم المفعول أي ثقتي و معتمدي و ظعني بالظاء المعجمة و العين المهملة ساكنة و مفتوحة أي سيري أو سفري و منقلبي و مثواي أي رجوعي و إقامتي أو حركتي و سكوني من نائلك أي من عطائك [عطيتك] و إحسانك و منه النوال من روحك فتح الراء أي من فرجك و لطفك ارتتاج مذاهبها الارتتاج بتاءين مثناتين فوقانيتين و آخره جيم بمعنى الانغلاق يقال ارتجت الباب أي أغلقته من كل ضنك
مخرجا الضنك بالضاد المعجمة المفتوحة و النون الساكنة الضيق و مجدك أي كبريائك و عظمتك و الديانة التي حض عليها بالضاد المعجمة المشددة أي بالغ في شأنها و حث على الاتصاف بها أم بتشديد الميم أي قصد و تزلف على وزن تكرم أي تقرب و قد أكدى الطلب بالدال المهملة أي تعسر و تعذر و انقطع و أعيت الحيل بالعين المهملة و الياء المثناة التحتانية أي أتعبت منيخ بالنون و آخره خاء معجمة أي مقيم بفنائك الفناء بكسر الفاء و بعدها نون الفضاء حول الدار و الكلام استعارة و إذا تلاحكت علي الشدائد بالحاء المهملة أي تداخلت و التصقت بي و نالني الضر أي أصابني و الضر هنا بضم الضاد سوء الحال و أما بفتحها فضد النفع و شملتني الخصاصة بالخاء المعجمة المفتوحة و صادين مهملتين بينهما ألف بمعنى الاحتياج و عرتني الحاجة أي شملتني و توسمت بالذلة أي صرت موسوما بها و حقت علي الكلمة أي صرت حقيقا بكلمة العذاب فامسح ما بي أي أذهب و أزل و يجوز قراءته بالصاد المهملة أيضا و المعنى واحد و الإيزاع لشكرك الإيزاع بالياء المثناة التحتانية و بعدها زاي و آخره عين مهملة الإلهام و لا تخلني من