کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)

[المدخل‏] كلمة الناشر مقدمة المؤلف‏ الباب الأول فيما يعمل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‏ مقدمة فصل صفة الوضوء الكامل‏ [فصل الدعاء عند أفعال الوضوء] فصل آداب المشي إلى المسجد [فصل في الأذان‏ ] [فصل في النية] [فصل في التعقيب‏] [فصل أدعية كل ساعة من ساعات النهار] الباب الثاني فيما يعمل ما بين طلوع الشمس إلى الزوال‏ [أدعية الساعات المنسوب إلى الأئمة ع‏] [دعاء الساعة الثانية المنسوب للإمام الحسن المجتبى ع‏] [دعاء الساعة الثالثة المنسوب للإمام الحسين ع‏] [دعاء الساعة الرابعة المنسوب للإمام زين العابدين ع‏] [فصل في الصدقة و التمسح بماء الورد و آداب لبس الثياب‏] [فصل في آداب الأكل و الشرب‏] الباب الثالث فيما يعمل ما بين زوال الشمس إلى الغروب‏ مقدمة [فصل القيام إلى الصلاة في أول وقتها] [فصل نافلة الزوال و أدعيتها] [فصل في نافلة العصر و أدعيتها] [فصل أدعية الساعات المنسوبة للأئمة ع‏] [دعاء الساعة الخامسة المنسوب للإمام الباقر ع‏] [دعاء الساعة السادسة المنسوب للإمام الصادق ع‏] [دعاء الساعة السابعة المنسوب للإمام الكاظم ع‏] [دعاء الساعة الثامنة المنسوب للإمام الرضا ع‏] [دعاء الساعة التاسعة المنسوب للإمام الجواد ع‏] [دعاء الساعة العاشرة المنسوب للإمام الهادي ع‏] [دعاء الساعة الحادية عشرة المنسوب للإمام العسكري ع‏] [دعاء الساعة الثانية عشرة المنسوب للإمام المهدي ع‏] الباب الرابع فيما يعمل ما بين غروب الشمس إلى وقت النوم‏ [فصل الدعاء بعد نافلة المغرب و الغفيلة] [فصل في أول وقت العشاء و سجدتي الشكر و الوتيرة] الباب الخامس فيما يعمل ما بين وقت النوم إلى انتصاف الليل‏ [فصل في آداب النوم‏] الباب السادس فيما يعمل ما بين انتصاف الليل إلى طلوع الفجر مقدمة [فصل في العمل بعد الانتباه من النوم‏] [فصل في وقت انتصاف الليل و مسائل مرتبطة بنافلة الليل‏] [فصل في آداب التخلي‏] [فصل الدعاء في جوف الليل و آداب صلاة الليل‏] [فصل في ركعتي الشفع و مفردة الوتر من صلاة الليل‏] [في ركعتي الفجر] [فصل في الدعاء بعد الفراغ من صلاة الليل‏] خاتمة فهرست‏

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط القديمة)


صفحه قبل

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 360

اللَّهِ ذَنْبٌ إِلَّا غُفِرَ لَهُ.

و نحن بتوفيق الله تعالى قد بينا في الأبواب السالفة 325 [السابقة] ما يحتاج إلى البيان و شرحنا ما يفتقر إلى الشرح من أذكار الصلاة و بعض ما يقرأ فيها و يتلى بعدها من التعقيبات و قد ختمنا كتابنا هذا بتفسير الفاتحة رجاء لحسن الخاتمة و ليكون جميع ما يقال في الصلاة و قبلها و بعدها مما ذكرناه في هذا الكتاب مفسرا مشروحا سهل التناول على إخوان الدين و خلان اليقين و على الله أتوكل و بالله أستعين.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ .

الباء إما للاستعانة أو للمصاحبة و قد ترجح الأولى بإشعارها بكون ذكر الاسم الكريم عند ابتداء الفعل وسيلة إلى وقوعه على الوجه الأكمل الأتم حتى كأنه لا يتأتى و لا يوجد بدون التبرك بذكره و المصاحبة عرية عن ذلك الإشعار و إما متعلق الباء فمقدر خاص أو عام فعل أو اسم مؤخر أو مقدم و أولى هذه الثمانية أولها أعني الخاص الفعلي المؤخر إذ العام المطلق الابتدائي يوهم بظاهره قصر

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 361

الاستعانة على ابتداء الفعل فيفوت شمولها لجملته‏ 326 [بجملته‏] و الخاص الاسمي كقراءتي مثلا يوجب زيادة تقدير بإضمار خبره إذ تعلق الظرف به يمنع جعله خبرا عنه و المقدم كأقرأ بسم الله يفوت معه قصر الاستعانة على اسمه جل و علا و الله اسم علم شخصي للذات المقدسة الجامعة لصفات الكمال لا اسم لمفهوم واجب الوجود و إلا لم يكن كلمة لا إله إلا الله مفيدة للتوحيد لاحتمال تعدد أفراد ذلك المفهوم في اعتقاد قائلها و المعارضة بأنه لو كان كذلك لم يكن‏ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مفيدا للتوحيد لجواز كونه علما لأحد أفراد الواجب مع عدهم السورة من الدلائل السمعية على التوحيد مدفوعة بأن الواحدية تستفاد من آخرها و أما صدرها فيفيد الأحدية أعني عدم قبول القسمة بأنحائها و الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ صفتان مشبهتان من رحم بالكسر بعد نقله إلى رحم بالضم و الرحمن أبلغ لدلالة زيادة المباني على زيادة المعاني و هي هنا إما باعتبار الكمية و عليه حملوا ما ورد في الدعاء- يا رحمان الدنيا و يا رحيم الآخرة لشمول رحمة

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 362

الدنيا للمؤمن و الكافر و اختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن و إما باعتبار الكيفية و عليه حملوا ما ورد في الدعاء أيضا يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيم الدنيا لجسامة نِعَمِ الآخرة بأسرها بخلاف نِعَمِ الدنيا فمعنى الرحمن البالغ في الرحمة غايتها فلهذا اختص به سبحانه و لم يطلق على غيره لأنه هو المتفضل حقيقة و أما من عداه فطالب بإحسانه إما ثناء دنيويا أو ثوابا أخرويا أو إزالة رقة الجنسية أو إزاحة خساسة البخل ثم هو كالواسطة فإن ذات النعمة و سوقها إلى المنعم و إقداره على إيصالها كلها صادرة عنه جل شأنه و عظم امتناعه و تقديمه على الرحيم مع اقتضاء الترقي العكس لصيرورته بسبب الاختصاص به سبحانه كالواسطة بين العلم و الوصف فناسب توسطه بينهما و في ذكر هذه الأسماء في البسملة التي هي مفتتح الكتاب الكريم تأسيس لمباني الجود و الكرم و تشييد لمعالم العفو و الرأفة و إيماء إلى مضمون سبقت رحمتي غضبي و تنبيه على أن الحقيق بأن يستعان بذكره في مجامع الأمور هو الجامع لصفات الكمال البالغ في الرحمة غايتها المولى للنعم بأسرها عاجلها و آجلها جليلها و حقيرها و أما حمده سبحانه على بعض صفاته فراجع إلى‏

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 363

الحمد على الآثار المرتبة على نفس الذات المقدسة بناء على ما هو الحق من عينيتها لها و تلك الآثار اختيارية و لامه إما جنسية أو استغراقية أو عهدية أي حقيقة الحمد أو جميع أفراده أو الفرد الأكمل اللائق به ثابت له جل و علا ثبوتا قصريا كما تفيده لام الاختصاص و لو بمعونة المقام.

و الرب إما مصدر بمعنى التربية و هي تبليغ الشي‏ء كماله تدريجا وصف به للمبالغة كالعدل و إما صفة مشبهة من ربه يربه بعد نقله إلى اللازم كما مر في الرحمن و إضافة حقيقته لانتفاء عمل النصب فهو مثل كريم البلد فجاز وصف المعرفة مع أن المراد الاستمرار لا التجدد و العالم اسم لما يعلم به الشي‏ء غلب في كل جنس مما يعلم به الصانع كما يقال عالم الأفلاك و عالم العناصر و عالم الحيوان و عالم النبات‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ تكريرهما للإشعار في مفتتح الكتاب المجيد بأن اعتناءه جل شأنه بالرحمة أشد و أكثر من الاعتناء ببقية الصفات و لبسط بساط الرجاء بأن مالك يوم الجزاء رحمان رحيم فلا تيأسوا أيها المذنبون من صفحه عن ذنوبكم في ذلك اليوم الهائل‏ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ قراءة عاصم و الكسائي و قرأ الباقون مَلِكِ و قد تؤيد الأولى بموافقة قوله تعالى-

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 364

يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ‏ .

و الثانية بوجوه خمسة الأول أنها أدخل في التعظيم الثاني أنها أنسب بالإضافة إلى يوم الدين كما يقال ملك العصر الثالث أنها أوفق بقوله تعالى‏ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ .

الرابع أنها أشبه بما في خاتمة الكتاب من وصفه سبحانه بالملكية بعد الربوبية فيناسب الافتتاح الاختتام الخامس أنها غنية عن توجيه وصف المعرفة بما ظاهره التنكير و إضافة اسم الفاعل إلى الظرف لإجرائه مجرى المفعول به توسعا و المراد مالك الأمور كلها في ذلك اليوم و سوغ وصف المعرفة 327 [به‏] إرادة معنى المضي تنزيلا لمحقق الوقوع منزلة ما وقع أو إرادة الاستمرار الثبوتي و أما قراءة ملك فغنية عن التوحيد لأنها من قبيل كريم البلد و الدين الجزاء و منه قولهم كما تدين تدان.

و تخصيص يوم الدين بالإضافة مع‏

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 365

أنه سبحانه ملك و مالك لكل الأشياء في كل الأوقات لتعظيم ذلك اليوم و لأن الملك و الملك حاصلين لبعض الناس في هذه النشأة بحسب الظاهر يزولان و يبطلان في ذلك اليوم بطلانا بينا و ينفرد جل شأنه بهما انفرادا ظاهرا على كل أحد و في ذكر هذه الصفات بعد اسم الذات الدال على استجماع صفات الكمال إشارة إلى أن من يحمده الناس و يعظمونه إنما يكون حمدهم و تعظيمهم له لأحد أمور أربعة إما لأنهم يرجون الفوز في الاستقبال بجزيل إحسانه و جليل امتنانه و إما لأنهم يخافون من قهره و كمال قدرته و سطوته فكأنه جل و علا يقول يا أيها الناس إن كنتم تحمدون و تعظمون للكمال الذاتي و الصفاتي فإني أنا الله و إن كان للإحسان و التربية فأنا رب العالمين و إن كان للرجاء و الطمع في المستقبل‏ 328 [للمستقبل‏] فأنا الرحمن الرحيم و إن كان للخوف من كمال القدرة و السطوة فأنا مالك يوم الدين‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ العبادة أعلى مراتب الخضوع و التذلل و لذلك لا يليق بها إلا من هو مول لأعلى النعم-

مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة من الواجبات و المستحبات (ط - القديمة)، ص: 366

صفحه بعد