کتابخانه روایات شیعه
الْحَفِيُّ الرَّبُّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الذَّارِئُ الرَّزَّاقُ الرَّقِيبُ الرَّءُوفُ الرَّائِي- السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ السَّيِّدُ السُّبُّوحُ الشَّهِيدُ الصَّادِقُ الصَّانِعُ الطَّاهِرُ الْعَدْلُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْغَنِيُّ الْغِيَاثُ الْفَاطِرُ الْفَرْدُ الْفَتَّاحُ الْفَالِقُ الْقَدِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ الْقَوِيُّ الْقَرِيبُ الْقَيُّومُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ قَاضِي الْحَاجَاتِ الْمَجِيدُ الْمَوْلَى الْمَنَّانُ الْمُحِيطُ الْمُبِينُ الْمُقِيتُ الْمُصَوِّرُ الْكَرِيمُ الْكَبِيرُ الْكَافِي كَاشِفُ الضُّرِّ الْوَتْرُ النُّورُ الْوَهَّابُ النَّاصِرُ الْوَاسِعُ الْوَدُودُ الْهَادِي الْوَفِيُّ الْوَكِيلُ الْوَارِثُ الْبَرُّ الْبَاعِثُ التَّوَّابُ الْجَلِيلُ الْجَوَادُ الْخَبِيرُ الْخَالِقُ خَيْرُ النَّاصِرِينَ الدَّيَّانُ الشَّكُورُ الْعَظِيمُ اللَّطِيفُ الشَّافِي 551 .
9- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ اسْماً مَنْ دَعَا اللَّهَ بِهَا اسْتَجَابَ لَهُ وَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
قال محمد بن علي بن الحسين مؤلف هذا الكتاب معنى
قول النبي ص إن لله تبارك و تعالى تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة.
إحصاؤها هو الإحاطة بها و الوقوف على معانيها و ليس معنى الإحصاء عدها و بالله التوفيق.
اللَّهُ الإله الله و الإله هو المستحق للعبادة و لا يحق العبادة إلا له و تقول لم يزل إلها بمعنى أنه يحق له العبادة و لهذا لما ضل المشركون فقدروا أن العبادة تجب للأصنام سموها آلهة 552 و أصله الإلاهة و هي العبادة و يقال أصله
الأله يقال أله الرجل يأله إليه أي فزع إليه من أمر نزل به و ألهه أي أجاره و مثاله من الكلام الإمام فاجتمعت همزتان في كلمة كثر استعمالهم لها 553 و استثقلوها فحذفوا الأصلية لأنهم وجدوا فيما بقي دلالة عليها فاجتمعت لامان أولاهما ساكنة فأدغموها في الأخرى فصارت لاما مثقلة في قولك الله.
الْواحِدُ الأحد الأحد معناه أنه واحد في ذاته ليس بذي أبعاض و لا أجزاء و لا أعضاء و لا يجوز عليه الأعداد و الاختلاف لأن اختلاف الأشياء من آيات وحدانيته مما دل به على نفسه و يقال لم يزل الله واحدا و معنى ثان أنه واحد لا نظير له فلا يشاركه في معنى الوحدانية غيره لأن كل من كان له نظراء و أشباه لم يكن واحدا في الحقيقة و يقال فلان واحد الناس أي لا نظير له فيما يوصف به و الله واحد لا من عدد لأنه عز و جل لا يعد في الأجناس و لكنه واحد ليس له نظير.
و قال بعض الحكماء في الواحد و الأحد إنما قيل الواحد لأنه متوحد و الأول لا ثاني معه ثم ابتدع الخلق كلهم محتاجا بعضهم إلى بعض و الواحد من العدد في الحساب ليس قبله شيء بل هو قبل كل عدد و الواحد كيف ما أدرته أو جزأته لم يزد عليه شيء و لم ينقص منه شيء تقول واحد في واحد واحد فلم يزد عليه شيء و لم يتغير اللفظ عن الواحد فدل على أنه لا شيء قبله و إذا دل على أنه لا شيء قبله دل على أنه محدث الشيء و إذا كان هو محدث الشيء دل أنه مفني الشيء و إذا كان هو مفني الشيء دل أنه لا شيء بعده فإذا لم يكن قبله شيء و لا بعده شيء فهو المتوحد بالأزل فلذلك قيل واحد أحد و في الأحد خصوصية ليست في الواحد تقول ليس في الدار واحد يجوز أن واحدا من الدواب أو الطير أو الوحش أو الإنس لا يكون في الدار و كان الواحد بعض الناس و غير الناس و إذا قلت ليس في الدار أحد فهو مخصوص بالآدميين دون سائرهم و الأحد ممتنع من الدخول في الضرب و العدد و القسمة و في شيء من الحساب و هو متفرد بالأحدية و الواحد
منقاد للعدد و القسمة و غيرهما داخل في الحساب تقول واحد و اثنان و ثلاثة فهذا العدد و الواحد علة العدد و هو خارج من العدد و ليس بعدد و تقول واحد في اثنين أو ثلاثة فما فوقها فهذا الضرب و تقول واحد بين اثنين أو ثلاثة لكل واحد من الاثنين نصف و من الثلاثة ثلث فهذه القسمة و الأحد ممتنع في هذه كلها لا يقال أحد و اثنان و لا أحد في أحد و لا واحد في أحد و لا يقال أحد بين اثنين و الأحد و الواحد و غيرهما من هذه الألفاظ كلها مشتقة من الوحدة. 554 الصَّمَدُ الصمد معناه السيد و من ذهب إلى هذا المعنى جاز له أن يقول لم يزل صمدا و يقال للسيد المطاع في قومه الذي لا يقضون أمرا دونه صمد و قد قال الشاعر-
علوته بحسام ثم قلت له
خذها حذيف فأنت السيد الصمد
.
و للصمد معنى ثان و هو أنه المصمود إليه في الحوائج يقال صمدت صمد هذا الأمر أي قصدت قصده و من ذهب إلى هذا المعنى لم يجز له أن يقول لم يزل صمدا لأنه قد وصفه عز و جل بصفة من صفات فعله و هو مصيب أيضا و الصَّمَدُ الذي ليس بجسم و لا جوف له و قد أخرجت في معنى الصمد في تفسير قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في هذا الكتاب معان أخرى لم أحب إعادتها في هذا الباب.
الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ الأول و الآخر معناهما أنه الأول بغير ابتداء و الآخر بغير انتهاء.
السَّمِيعُ السميع معناه أنه إذا وجد المسموع كان له سامعا و معنى ثان أنه سميع الدعاء أي مجيب الدعاء و أما السامع فإنه يتعدى إلى مسموع و يوجب وجوده و لا يجوز فيه بهذا المعنى لم يزل و البارئ عز اسمه سميع لذاته.
الْبَصِيرُ البصير معناه إذا كانت المبصرات كان لها مبصرا و لذلك جاز أن يقال لم يزل بصيرا و لم يجز أن يقال لم يزل مبصرا لأنه يتعدى إلى مبصر و يوجب وجوده و البصارة في اللغة مصدر البصير و بصر بصارة و الله عز و جل بصير
لذاته و ليس وصفنا له تبارك و تعالى بأنه سميع بصير وصفا بأنه عالم بل معناه ما قدمناه من كونه مدركا 555 و هذه الصفة صفة كل حي لا آفة به.
الْقَدِيرُ الْقاهِرُ القدير و القاهر معناهما أن الأشياء لا تطيق الامتناع منه و مما يريد الإنفاذ فيها و قد قيل إن القادر من يصح منه الفعل إذا لم يكن في حكم الممنوع 556 و القهر الغلبة و القدرة مصدر قولك قدر قدره أي ملك فهو قدير قادر مقتدر و قدرته على ما لم يوجد و اقتداره على إيجاده هو قهره و ملكه له و قد قال عز ذكره مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 557 و يوم الدين لم يوجد بعد و يقال إنه عز و جل قاهر لم يزل و معناه أن الأشياء لا تطيق الامتناع منه و مما يريد إنفاذه فيها و لم يزل مقتدرا عليها و لم تكن موجودة كما يقال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و يوم الدين لم يوجد بعد.
الْعَلِيُ الْأَعْلَى العلي معناه القاهر فالله العلي ذو العلى و العلاء و التعالي أي ذو القدرة و القهر و الاقتدار يقال علا الملك علوا و يقال لكل شيء قد علا علا يعلو علوا و علي يعلى علاء و المعلاة مكتسب الشرف و هي من المعالي و علو كل شيء أعلاه برفع العين و خفضها و فلان من علية الناس و هو اسم و معنى الارتفاع و الصعود و الهبوط عن الله تبارك و تعالى منفي و معنى ثان أنه علا تعالى عن الأشباه و الأنداد و عما خاضت فيه وساوس الجهال و ترامت إليه فكر الضلال فهو علي متعال عما يقول الظالمون علوا كبيرا و أما الأعلى فمعناه العلي و القاهر و يؤيد ذلك قوله عز و جل لموسى ع لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى 558 أي القاهر و قوله عز و جل في تحريض المؤمنين على القتال- وَ لا
تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 559 و قوله عز و جل إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ 560 أي غلبهم و استولى عليهم و قال الشاعر في هذا المعنى-
فلما علونا و استوينا عليهم
تركناهم صرعى لنسر و كاسر
.
و معنى ثان أنه متعال عن الأشباه و الأنداد أي متنزه كما قال تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ 561 الباقي الباقي معناه الكائن بغير حدث و لا فناء و البقاء ضد الفناء بقي الشيء بقاء و يقال ما بقيت منهم باقية و لا وقتهم من الله واقية و الدائم في صفاته هو الباقي أيضا الذي لا يبيد و لا يفنى.
البديع البديع معناه مبدع البدائع و محدث الأشياء على غير مثال و احتذاء و هو فعيل بمعنى مفعل كقوله عز و جل عَذابٌ أَلِيمٌ 562 و المعنى مؤلم و يقول العرب ضرب وجيع و المعنى موجع و قال الشاعر في هذا المعنى-
أ من ريحانة الداعي السميع
يؤرقني و أصحابي هجوع
.
فالمعنى الداعي المسمع و البدع الشيء الذي يكون أولا في كل أمر و منه قوله عز و جل- قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ 563 أي لست بأول مرسل و البدعة اسم ما ابتدع من الدين و غيره و قد قال الشاعر في هذا المعنى-
و كفاك لم تخلقا للندى
و لم يك بخلهما بدعة فكف عن الخير مقبوضة
كما حط عن مائة سبعة و أخرى ثلاثة آلافها
و تسع مائيها لها شرعة
564 .
و يقال لقد جئت بأمر بديع أي مبتدع عجيب الْبارِئُ البارئ معناه أنه بارئ البرايا أي خالق الخلائق برأهم يبرؤهم أي خلقهم يخلقهم و البرية الخليقة و أكثر العرب على ترك همزها و هي فعيلة بمعنى مفعولة و قال بعضهم بل هي مأخوذة من بريت العود و منهم من يزعم أنه من البري و هو التراب أي خلقهم من التراب و قالوا لذلك لا يهمز.
الْأَكْرَمُ الأكرم معناه الكريم و قد يجيء أفعل في معنى الفعيل مثل قوله عز و جل وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ 565 أي هين عليه و مثل قوله عز و جل لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى و قوله وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى 566 يعني بالأشقى و الأتقى الشقي و التقي و قد قال الشاعر في هذا المعنى-
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتا دعائمه أعز و أطول
.
الظَّاهِرُ الظاهر معناه أنه الظاهر بآياته التي أظهرها من شواهد قدرته و آثار حكمته و بينات حجته التي عجز الخلق جميعا عن إبداع أصغرها و إنشاء أيسرها و أحقرها عندهم كما قال الله عز و جل- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ 567 فليس شيء من خلقه إلا و هو شاهد له على وحدانيته من جميع جهاته و أعرض تبارك و تعالى عن وصف ذاته 568 فهو ظاهر بآياته و شواهد قدرته محتجب بذاته و معنى ثان أنه ظاهر غالب قادر على ما يشاء و منه قوله عز و جل- فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ 569 أي غالبين لهم.
الْباطِنُ الباطن معناه أنه قد بطن عن الأوهام فهو باطن بلا إحاطة لا يحيط به محيط لأنه قدم الفكر فخبت عنه 570 و سبق المعلوم فلم يحط به 571 و فات الأوهام فلم تكتنهه و حارت عنه الأبصار فلم تدركه فهو باطن كل باطن و محتجب كل محتجب بطن بالذات و ظهر و علا بالآيات فهو الباطن بلا حجاب و الظاهر بلا اقتراب و معنى ثان أنه باطن كل شيء أي خبير بصير ب ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ و بكل ما ذرأ و برأ و بطانة الرجل وليجته من القوم الذين يداخلهم و يداخلونه في دخيلة أمره و المعنى أنه عالم بسرائرهم لا أنه عز و جل يبطن في شيء يواريه.
الْحَيُ الحي معناه أنه الفعال المدبر و هو حي لنفسه لا يجوز عليه الموت و الفناء و ليس يحتاج إلى حياة بها يحيا.
الْحَكِيمُ الحكيم معناه أنه عالم و الحكمة في اللغة العلم و منه قوله عز و جل يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ 572 و معنى ثان أنه محكم و أفعاله محكمة متقنة من الفساد و قد حكمته و أحكمته لغتان و حكمة اللجام سميت بذلك لأنها تمنعه من الجري الشديد و هي ما أحاطت بحنكه.