کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 92

كما قال‏ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى‏ تَكْلِيماً .

قوله سبحانه- وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‏ أي حظكم و قال ابن عباس أي شكركم و هي لغة أزد شنوءة يقال ما رزق فلانا أي ما شكره.

قوله سبحانه- لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ‏ الرزق الكريم هو الخير المعطى على الإدراك المهنأ من غير تبعيض بالامتنان و هو رزق الله تعالى الذي يعم جميع العباد و يختص من يشاء بالزيادة.

قوله سبحانه- لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً وَ لا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ‏ يعني النفقة التي يريدون بها إعزاز دين الله و نفع المسلمين و التقرب إلى الله و الإنفاق إذا كان للشهوة أو ليذكر بالجود كان ذلك مباحا و إذا كان للرياء و السمعة أو للمعاونة على فساد كان معصية.

قوله سبحانه- تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ أي النبوة و الإمامة و الأرزاق الكثيرة و الأملاك الخطيرة إلا أنه لا يجوز أن يمكن ظالما من الظلم أو غاصبا من الغصب.

قوله سبحانه- قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ قال البلخي و الجبائي لا يجوز أن يعطي الله الملك للفاسق لأنه تمليك الأمر العظيم من السياسة و التدبير مع المال الكثير لقوله‏ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏ و الملك من أعظم العهود و لا ينافي ذلك قوله‏ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ‏ لقول مجاهد الهاء كناية عن إبراهيم و الملك أراد به النبوة و التقدير أن آتاه الله إبراهيم النبوة و يقال المراد بالملك المال دون السياسة. قوله سبحانه- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 93

الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً رد على من قال إن النبوة و الإمامة و الملك لا يجتمع في بيت واحد

فصل [في الاجل‏]

قوله تعالى‏ ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ و قوله‏ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ‏ و قوله‏ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرْكُمْ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى‏ ثم قال‏ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏ و قال‏ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لا تناقض بينها لأن الأجل الوقت المعلوم أنه يحدث فيه أمر من الأمور لأن التأجيل يكون به الوقت أجلا لأمر و ما في المعلوم ليس بأمر و الأجل لا يتأخر و لا يتقدم و الأجل المشروط بحسب الشرط و لا يجوز أن يكون المقدر أجلا كما لا يجوز أن يكون ملكا و الظاهر عند حصول الأجل لا يصح وقوع التقديم و التأخير فأما قبل ذلك فلا يبعد أن يقع هناك ما يقطع عند بلوغه الأجل من قتل و غيره فإن سمى ما يعلم الله تعالى أنه لو لم يقتل فيه لعاش إليه أجلا كان ذلك مجازا لأن الحي لم يعش إليه و لا يمتنع أن يعلم الله تعالى من حال المقتول أنه لو لم يقتله القاتل لعاش إلى وقت آخر و كذلك ما روي في قصة يونس و أن الله تعالى صرف عنهم العذاب و زاد في آجالهم و ما روي أن الصدقة و صلة الرحم يزيدان في الأجل لا يمنع منه مانع و إنما منع من التسمية لما قلناه.

قوله سبحانه- ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ الظاهر أنه قضى أجلا و أن عنده أجلا مسمى و ليس فيه أنهما أجلان لأمر واحد فيمكن أن يكون أحدهما الموت في الدنيا و أجل حياتهم في الأخرى ثم إنه يعم الجميع و ليس للجميع أجلان عند المخالف ثم إنه أضافه إلى نفسه فقال عنده و قال ثم أنتم تفترون في هذا الأجل المسمى يعني به القيامة و كانوا يشكون فيه و أكثر ما في القرآن من قوله‏ أَجَلٌ مُسَمًّى‏ يكون معنى به يوم القيامة نحو وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ‏ .

قوله سبحانه- وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا قال الجبائي‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 94

في الآية دلالة على أن أجل الإنسان أنما هو أجل واحد و هو الوقت الذي يموت فيه لأنه لا يقتطع عن الأجل الذي أخبر الله أنه أجل لموته و خالفه ابن الإخشيد و الأقوى الأول.

قوله سبحانه- لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى‏ أَجَلٍ قَرِيبٍ‏ و قوله‏ يُؤَخِّرَكُمْ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى‏ لا دلالة فيهما على مقالهم لأنا لا نمتنع من تسمية المقدر بأنه أجل و إنما منعنا من أن يكون ذلك حقيقة.

قوله سبحانه- لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ‏ قال البلخي لكل أجل مقدر كتاب أثبت فيه فلا تكون آية إلا بأجل قد قضاه الله في كتاب على ما يوجبه التدبير و قال الجبائي لكل أمر قضاه الله كتاب كتبه فيه فهو عنده كأجل الحياة و الموت و قال ابن عباس لكل كتاب وقت يعمل به من التوراة و الإنجيل.

قوله سبحانه- يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ‏ الظاهر لا يقتضي أنه يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و إن الذي محاه هو الذي أثبته و لو أطلقنا ذلك لم يكن بداء لأن البداء أنما يلزم إذا عزم على فعل ثم قبل أن يفعله يكرهه فلا يفعله- ابن عباس و قتادة و ابن زيد و ابن جريح و أبو علي الفارسي- يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ في الأحكام من الناسخ و المنسوخ- الكلبي و الضحاك و الحسن و الجبائي يمحو من كتاب الحفظة المباحات و ما لا جزاء فيه- ابن جبير يمحو ما يشاء من ذنوب المؤمنين فضلا و يثبت ذنوب من يريد عقابه عدلا- عكرمة يمحو بالتوبة جميع الذنوب و يثبت بدل الذنوب الحسنات لقوله‏ إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ‏ - السدي يمحو ما يشاء يعني القمر و يثبت يعني الشمس بيانه‏ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ‏ و قيل يمحو ما يشاء من القرون و يثبت ما يشاء منها قوله‏ وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ‏

ابن مسعود قال النبي ص‏ هما كتابان سوى أم الكتاب- يَمْحُوا اللَّهُ‏ منه‏ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ‏ و أم الكتاب لا يغير منه شي‏ء.

حمران قال الصادق ع‏ هما أمران موقوف و محتوم فما كان من محتوم أمضاه فله فيه المشية يقضي فيه ما يشاء.

قوله سبحانه- وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً معناه لو لا ما أخبر الله به- 4

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 95

و ضربه من الآجال التي يبقى عباده إليها لكان الهلاك الذي تقدم ذكره أن الله أوقعه بالأمم السالفة لازما مستمرا يشهد بذلك ما قبل الآية- أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ‏ الآية و يكون معنى الآية لو لا الأجل المضروب في التبقية و استمرار التكليف لكان الهلاك لازما.

قوله سبحانه- قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى‏ مَضاجِعِهِمْ‏ كتب لا يخلو إما أن يكون لإيجاب فرض أو حكم أو قضاء أو علم فلو فرض قتلهم لكان قاتلهم مطيعا لذلك و أن يكون قتل المقتول واجبا على القاتل و لا يجوز بمعنى الحكم لأنهم يكونون مستحقين للقتل و إنما يحكم بالقتل على من يستحق القتل دون من لا يستحق و لا يجوز بمعنى القضاء لأن ذلك خارج عن اللغة فلم يبق إلا العلم و ما علم الله كونه فهو كأين لكن العلم لا يوجب المعلوم.

قوله سبحانه- وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ‏ و قوله‏ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً الوجه في إحصاء الأشياء في الكتاب ما في اعتبار الملائكة فيما لا تقدم به الإثبات مع أن تصور ذلك يقتضي الاستكثار من الخير و الاستبعاد من الشر كما يقتضي إذا قيل للإنسان ما تعلمه فإنه لك و عليك‏

فصل [في الموت‏]

قوله تعالى‏ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ‏ يحييكم و يميتكم- اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و قال‏ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ‏ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ و قال‏ فِيها تَحْيَوْنَ وَ فِيها تَمُوتُونَ‏ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ أضاف الفعل في ذلك إلى جماعتهم تارة لأنهم أعوانه و إليه تارة لأنه المؤمر و إلينا تارة للسبب المؤدي إليه و إلى نفسه تارة لأنه بحكمه و قيل الميت في القتال تتوفاه الملائكة و الميت على الفراش يتوفاه ملك الموت و الميت في المنام يتوفاه الله و يقال النزع من الملائكة و القبض من ملك الموت و الإماتة من الله و قال مجاهد المشارق و المغارب كالمائدة الصغيرة بين يديه يتناول منها ما يشاء يدعو

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 96

الأرواح فتجيبه و اختلفوا في الموت فقالت الفلاسفة الموت عن ضعف الطبيعة و قلة اقتدارها على إمساك الروح فتقفز الروح و ترجع إلى العالم و قال النظام الموت آفة تدخل على الإنسان فتمنعه عن الحس و العلم و قال البلخي و الأسواري هو عرض مضاد للحياة كمضادة السكون الحركة و قال غيرهما هو تفرق القلب و تباين أجزائه و قال الشيخ المفيد هو شي‏ء يضاد الحياة و يبطل معه النمو و يستحيل معه الإحساس و هو يحل محل الحياة فينفيها و الصحيح أنه انتفاء الحياة و إنه ليس بمعنى و هو اختيار المرتضى.

قوله سبحانه- حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا قالت الفلاسفة إن فوت الفجأة يقع لمعنيين إما بامتلاء العروق أو خلائها كالمسرجة تنطفئ إذا كثر دهنها و لا تزهر إذا قل دهنها و قالت الديانون هو بتقدير الله تعالى عند نفاد أجله و انقضاء أكله.

قوله سبحانه- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ‏ يقتضي أن روح الإنسان هي الإنسان و الإضافة وقعت فيها كما وقعت في نفس الإنسان.

قوله سبحانه- إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ‏ و قوله‏ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ‏ يعني إذا قرب أحدكم من الموت و لو لم يكن كذلك لما أسند إليه القول بعد الموت.

قوله سبحانه- حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ‏ قال الجبائي فيها دلالة على أن أحدا لا يموت حتى يعرف اضطرارا منزلته عند الله تعالى و أنه من أهل الثواب أو العقاب و يمكن أن يستدل على ذلك بقوله‏ لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ .

قوله سبحانه- كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏ يدل على أن كل نفس تذوق الموت و إن‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 97

كانت مقتولة على قول جماعة و عندنا أن الموت غير القتل فيقول إن المقتول يختار الله أن يفعل فيه الموت إذا كانت في فعله مصلحة و يمكن أن يكون المراد كل نفس تعدم الحياة فيكون ذلك على وجه الاستعارة.

قوله سبحانه- وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً إنما قال أحياها على وجه المجاز يعني نجاها من الهلاك كما حكي عن نمرود إبراهيم- أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ‏ فاستبقى واحدا و قتل الآخر لأن الله تعالى هو المحيي و لا يقدر على ذلك غيره.

فصل [في الرجعة]

قوله تعالى‏ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ يستدل بها على إثبات الفناء و هو أن الله تعالى لما كان أولا و لا شي‏ء معه و يكون آخرا كذلك فلا بد إذا أن يعدمها ليصح هذا القول و استدل أبو هاشم على إثبات الفناء بالعقل و الصحيح أنه لا يعرف إلا بالسمع.

قوله سبحانه- وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً لا خلاف أن الله تعالى يحيي الجملة يوم القيامة فالفوج أنما يكون في غير القيامة و قوله‏ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى‏ مَعادٍ قالوا أي إن الله يردك إلى دار الدنيا لنصره ولدك و لذلك نكر و لو أراد يوم القيامة لعرف و قال إلى المعاد و قوله‏ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ‏ دل على أن بين رجعة الآخرة و الموت حياة أخرى و لا ينكر ذلك لأنه قد جرى مثله في الزمن الأول قوله في قصة بني إسرائيل- أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ‏ و قوله في قصة عزير أو إرميا- أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى‏ قَرْيَةٍ إلى قوله‏ قَدِيرٌ و قوله في قصة إبراهيم- رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏ قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى‏ وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‏ الآية و قال المرتضى الطريق إلى إثبات الرجعة إجماع الإمامية ثم إن الرجعة لا تنافي التكليف فإن الدواعي مترددة معها حتى لا يظن ظان أن تكليف من لا يعاد لا يصح.

قوله سبحانه- مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ‏ و قوله‏ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 98

فِيها وَ يُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً الإعادة النشأة الثانية فالقادر على النشأة الأولى قادر على النشأة الثانية لأنه باق قادر على اختراعه من غير سبب يولده.

قوله سبحانه- كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا يدل على إعادة مستحق الثواب لدوام الثواب و خلوصه و لا يجب إعادة مستحق العوض لانقطاعه و جواز وصوله إليه في الدنيا و لا يجب إعادة مستحق العقاب لأن العقاب يحسن إسقاطه عقلا و قد ورد السمع بإعادتهم و إعادة الأطفال و المجانين و ما يجب إعادته هو عين الأجزاء التي هي أقل ما يكون معه الحي حيا و يبلى الباقي أما الأنبياء و الأئمة ع فلا تبلى منهم جارحة و إنهم في الجنان منعمون.

قوله سبحانه حكاية عن الكفار- إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى‏ وَ ما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ أي إن الله تعالى لو قدر على إعادة الأموات و إحيائهم قدر على إعادة الآباء و هذا باطل لأن النشأة الثانية أنما وجبت للجزاء لا للتكليف فلا يلزم إعادة الآباء و لا جزاء.

قوله سبحانه في أهل الجنة- لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‏ قيل إلا بمعنى بعد كأنه قال بعد الموتة الأولى و قيل معنى إلا سوى الموتة الأولى و قيل إنها بمعنى لكن و تقديره لكن الموتة الأولى فأذاقوها.

صفحه بعد