کتابخانه روایات شیعه
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ هُوَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ بَشِيرٌ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ جِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي دَخَلَ عَلَيْنَا 3057 .
55- وَ مِنْهَا:
أَنَّ مُهَاجِرَ بْنَ عَمَّارٍ الْخُزَاعِيَّ قَالَ بَعَثَنِي أَبُو الدَّوَانِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ بَعَثَ مَعِي بِمَالٍ كَثِيرٍ وَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَضَرَّعَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ وَ أَتَحَفَّظَ مَقَالَتَهُمْ قَالَ فَلَزِمْتُ الزَّاوِيَةَ الَّتِي مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ 3058 فَلَمْ أَكُنْ أَتَنَحَّى مِنْهَا فِي وَقْتِ الصَّلَاةِ لَا فِي 3059 لَيْلٍ وَ لَا نَهَارٍ.
قَالَ وَ أَقْبَلْتُ أَطْرَحُ إِلَى السُّؤَّالِ الَّذِينَ حَوْلَ الْقَبْرِ الدَّرَاهِمَ 3060 وَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُمْ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ حَتَّى نَاوَلْتُ شَبَاباً 3061 مِنْ بَنِي الْحَسَنِ وَ مَشِيخَةً مِنْهُمْ حَتَّى أَلِفُونِي وَ أَلِفْتُهُمْ فِي السِّرِّ.
قَالَ وَ كُنْتُ كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ يُلَاطِفُنِي وَ يُكْرِمُنِي حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ بَعْدَ مَا نِلْتُ حَاجَتِي مِمَّنْ كُنْتُ أُرِيدُ مِنْ بَنِي الْحَسَنِ وَ غَيْرِهِمْ دَنَوْتُ مِنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ تَعَالَ يَا مُهَاجِرُ وَ لَمْ أَكُنْ أَتَسَمَّى بِاسْمِي وَ لَا أُكَنَّى 3062 بِكُنْيَتِي فَقَالَ قُلْ لِصَاحِبِكَ يَقُولُ لَكَ جَعْفَرٌ كَانَ أَهْلُ بَيْتِكَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى هَذَا تَجِيءُ إِلَى قَوْمٍ شَبَابٍ مُحْتَاجِينَ فَتَدُسُّ إِلَيْهِمْ فَلَعَلَّ أَحَدَهُمْ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ تَسْتَحِلُّ بِهَا سَفْكَ دَمِهِ فَلَوْ بَرَرْتَهُمْ وَ وَصَلْتَهُمْ وَ أَنَلْتَهُمْ وَ أَغْنَيْتَهُمْ كَانُوا إِلَى هَذَا أَحْوَجَ مِمَّا تُرِيدُ 3063 مِنْهُمْ.
قَالَ فَلَمَّا أَتَيْتُ أَبَا الدَّوَانِيقِ قُلْتُ لَهُ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سَاحِرٍ 3064 كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانُوا إِلَى غَيْرِ هَذَا أَحْوَجَ وَ إِيَّاكَ أَنْ يَسْمَعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْكَ إِنْسَانٌ 3065 .
56- وَ مِنْهَا:
أَنَّ محزمة [مَخْرَمَةَ] 3066 الْكِنْدِيَّ قَالَ إِنَّ أَبَا الدَّوَانِيقِ نَزَلَ بِالرَّبَذَةِ وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ ع بِهَا قَالَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ.
فَدَعَاهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ جَعْفَرٌ ع قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ارْفُقْ بِي فَوَ اللَّهِ لَقَلَّمَا أَصْحَبُكَ.
فَقَالَ أَبُو الدَّوَانِيقِ انْصَرِفْ ثُمَّ قَالَ لِعِيسَى بْنِ عَلِيٍّ الْحَقْهُ فَسَلْهُ أَ بِي أَمْ بِهِ فَخَرَجَ يَشْتَدُّ حَتَّى لَحِقَهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ أَ بِكَ أَمْ بِهِ قَالَ لَا بَلْ بِي 3067 .
57- وَ مِنْهَا:
أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ قَالَ قَالَ لِيَ الصَّادِقُ ع اكْتُمْ عَلَيَّ مَا أَقُولُ لَكَ فِي الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قُلْتُ أَفْعَلُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ يَنَالُ دَرَجَتَهُ إِلَّا بِمَا يَنَالُ مِنْهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍ
قُلْتُ وَ مَا الَّذِي يُصِيبُهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ يَدْعُو بِهِ فَيَضْرِبُ عُنُقَهُ وَ يَصْلِبُهُ قُلْتُ مَتَى ذَلِكَ قَالَ مِنْ قَابِلٍ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ وُلِّيَ دَاوُدُ الْمَدِينَةَ فَقَصَدَ قَتْلَ الْمُعَلَّى فَدَعَاهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ سَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَهُمْ لَهُ فَقَالَ مَا أَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَداً وَ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَخْتَلِفُ فِي حَوَائِجِهِ قَالَ تَكْتُمُنِي أَمَا إِنَّكَ إِنْ كَتَمْتَنِي قَتَلْتُكَ فَقَالَ لَهُ الْمُعَلَّى أَ بِالْقَتْلِ 3068 تُهَدِّدُنِي وَ اللَّهِ لَوْ كَانُوا تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعْتُ قَدَمِي عَنْهُمْ لَكَ فَقَتَلَهُ وَ صَلَبَهُ كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع 3069 .
فصل في أعلام الإمام موسى بن جعفر ع
1- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْبَطَائِنِيِّ قَالَ: خَرَجَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى ضَيْعَةٍ لَهُ خَارِجَةٍ عَنْهَا فَصَحِبْتُهُ أَنَا 3070 وَ كَانَ رَاكِباً بَغْلَةً وَ أَنَا عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا صِرْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ اعْتَرَضَنَا أَسَدٌ فَأَحْجَمْتُ 3071 خَوْفاً وَ أَقْدَمَ أَبُو الْحَسَنِ ع غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِهِ فَرَأَيْتُ الْأَسَدَ يَتَذَلَّلُ لِأَبِي الْحَسَنِ ع وَ يُهَمْهِمُ فَوَقَفَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ كَالْمُصْغِي إِلَى هَمْهَمَتِهِ وَ وَضَعَ الْأَسَدُ يَدَهُ عَلَى كَفَلِ 3072 بَغْلَتِهِ وَ خِفْتُ مِنْ ذَلِكَ خَوْفاً شَدِيداً.
ثُمَّ تَنَحَّى الْأَسَدُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَ حَوَّلَ أَبُو الْحَسَنِ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ وَ جَعَلَ يَدْعُو ثُمَّ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِمَا لَمْ أَفْهَمْهُ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الْأَسَدِ بِيَدِهِ أَنِ امْضِ فَهَمْهَمَ الْأَسَدُ هَمْهَمَةً طَوِيلَةً وَ أَبُو الْحَسَنِ ع يَقُولُ آمِينَ آمِينَ وَ انْصَرَفَ الْأَسَدُ حَتَّى غَابَ عَنْ أَعْيُنِنَا وَ مَضَى أَبُو الْحَسَنِ ع لِوَجْهِهِ وَ اتَّبَعْتُهُ.
فَلَمَّا بَعُدْنَا عَنِ الْمَوْضِعِ لَحِقْتُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا شَأْنُ هَذَا الْأَسَدِ فَلَقَدْ خِفْتُهُ وَ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ عَجِبْتُ مِنْ شَأْنِهِ مَعَكَ.
قَالَ إِنَّهُ خَرَجَ إِلَيَّ يَشْكُو عُسْرَ الْوِلَادَةِ عَلَى لَبْوَتِهِ وَ سَأَلَنِي أَنْ أَسْأَلَ 3073 اللَّهَ لِيُفَرِّجَ
عَنْهَا فَفَعَلْتُ ذَلِكَ وَ أُلْقِيَ فِي رُوعِي أَنَّهَا وَلَدَتْ لَهُ ذَكَراً فَخَبَّرْتُهُ بِذَلِكَ.
فَقَالَ لِي امْضِ فِي حِفْظِ اللَّهِ فَلَا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ لَا عَلَى ذُرِّيَّتِكَ وَ لَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ شِيعَتِكَ شَيْئاً مِنَ السِّبَاعِ فَقُلْتُ آمِينَ 3074 .
2- وَ مِنْهَا:
مَا رُوِيَ عَنِ الرَّافِعِيِّ قَالَ كَانَ لِي ابْنُ عَمٍّ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ 3075 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ كَانَ زَاهِداً مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ يَتَّقِيهِ السُّلْطَانُ لِجِدِّهِ فِي الدِّينِ وَ اجْتِهَادِهِ وَ رُبَّمَا اسْتَقْبَلَ السُّلْطَانَ فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِمَا يُغْضِبُهُ وَ كَانَ يَحْتَمِلُ لِصَلَاحِهِ.
فَدَخَلَ يَوْماً الْمَسْجِدَ وَ فِيهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع فَأَتَاهُ فَقَالَ ع يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَحَبَّ إِلَيَّ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَتْ لَكَ مَعْرِفَةٌ فَاطْلُبِ الْمَعْرِفَةَ.
قَالَ وَ مَا الْمَعْرِفَةُ قَالَ اذْهَبْ وَ تَفَقَّهْ قَالَ عَمَّنْ قَالَ عَنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ.
فَذَهَبَ وَ كَتَبَ الْحَدِيثَ ثُمَّ جَاءَهُ وَ قَرَأَهُ عَلَيْهِ.
قَالَ اذْهَبْ وَ تَفَقَّهْ وَ اطْلُبِ الْعِلْمَ فَذَهَبَ وَ كَتَبَ الْخِلَافَ.
فَجَاءَهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِ فَأَسْقَطَهُ كُلَّهُ.
وَ قَالَ اذْهَبْ وَ اطْلُبِ الْمَعْرِفَةَ 3076 وَ كَانَ الرَّجُلُ مَعْنِيّاً 3077 بِدِينِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَتَرَصَّدُ أَبَا الْحَسَنِ ع حَتَّى خَرَجَ إِلَى ضَيْعَةٍ لَهُ فَلَقِيَهُ فِي الطَّرِيقِ.
فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي أَحْتَجُّ عَلَيْكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَدُلَّنِي عَلَى مَا يَجِبُ عَلَيَّ مَعْرِفَتُهُ.
فَأَخْبَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ بِأَمْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ حَقِّهِ وَ مَا يَجِبُ لَهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَمْرِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع ثُمَّ سَكَتَ.
فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنِ الْإِمَامُ الْيَوْمَ قَالَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَقْبَلُ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَا قَالَ فَشَيْءٌ أَسْتَدِلُّ بِهِ قَالَ اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ أَشَارَ إِلَى شَجَرَةٍ هُنَاكَ وَ قُلْ لَهَا يَقُولُ لَكِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ أَقْبِلِي قَالَ فَرَأَيْتُهَا تَخُدُّ الْأَرْضَ 3078 خَدّاً حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهَا فَرَجَعَتْ.
فَأَقَرَّ بِهِ ثُمَّ لَزِمَ الصَّمْتَ وَ الْعِبَادَةَ وَ كَانَ مِنْ قَبْلُ يَرَى الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ الْحَسَنَةَ وَ تُرَى لَهُ ثُمَّ انْقَطَعَتْ عَنْهُ الرُّؤْيَا فَرَأَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فِي النَّوْمِ فَشَكَا إِلَيْهِ انْقِطَاعَ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا رَسَخَ فِي الْإِيمَانِ رُفِعَتْ عَنْهُ الرُّؤْيَا 3079 .
3- وَ مِنْهَا:
مَا رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ قَالَ سَمِعْتُ الْأَخْرَسَ يَذْكُرُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع بِسُوءٍ فَاشْتَرَيْتُ سِكِّيناً وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ 3080 فَأَقَمْتُ عَلَى ذَلِكَ وَ جَلَسْتُ فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِرُقْعَةِ أَبِي 2 الْحَسَنِ ع قَدْ طَلَعَتْ
عَلَيَّ فِيهَا بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا كَفَفْتَ عَنِ الْأَخْرَسِ فَإِنَّ اللَّهَ ثِقَتِي 3081 وَ هُوَ حَسْبِي [فَمَا بَقِيَ أَيَّاماً إِلَّا وَ مَاتَ] 3082 .
4- وَ مِنْهَا: