کتابخانه روایات شیعه
و كان من برهان كمالهما و حجة اختصاص الله سبحانه لهما مباهلة 4378 النبي ص بهما ع و بيعته لهما و لم يبايع صبيا في ظاهر الحال غيرهما.
و قد نزل القرآن الكريم في سورة هل أتى بإيجاب ثواب الجنة لهما على عملهما 4379 مع ظاهر الطفولية فيهما و لم ينزل في مثلهما بذلك 4380 فعمهما قوله تعالى إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً 4381 مع أبيهما و أمهما و تضمن نطقهما و ضميرهما الدالين على الآية الباهرة 4382 و الحجة العظمى على الخلق بهما كما تضمن عن نطق المسيح على نبينا و آله و عليه السلام في المهد.
[فصل في معجزات الإمام السجاد ع أخلاقيا]
فصل و أما علي بن الحسين ع فإنه كان أفضل خلق الله تعالى بعد أبيه علما و عملا و كان اجتهاده و عبادته و زهده و سيرته مع الخلق كلها خارقة للعادة.
عَنِ الْبَاقِرِ ع كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَ كَانَتِ الرِّيحُ تُمِيلُهُ بِمَنْزِلَةِ السُّنْبُلَةِ 4383 وَ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ وَ قَدِ اصْفَرَّ لَوْنُهُ مِنَ السَّهَرِ وَ رَمِضَتْ 4384 عَيْنَاهُ مِنَ الْبُكَاءِ وَ دَبِرَتْ 4385 جَبْهَتُهُ وَ انْخَرَمَ 4386 أَنْفُهُ مِنَ السُّجُودِ وَ وَرِمَتْ
سَاقَاهُ وَ قَدَمَاهُ مِنَ الْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ فَبَكَيْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ بِتِلْكَ الْحَالِ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا بُنَيَّ أَعْطِنِي بَعْضَ الصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا عِبَادَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَعْطَيْتُهُ فَقَرَأَ فِيهَا يَسِيراً 4387 ثُمَّ تَرَكَهَا وَ قَالَ مَنْ يَقْوَى عَلَى عِبَادَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع 4388 .
و كل هذا خرق للعادة ملحق بالأعلام الباهرة و كان ع في صباه عالما حكيما
وَ أَطْرَى 4389 الصَّادِقُ ع عَلِيّاً ع فَقَالَ مَا عُرِضَ لَهُ أَمْرَانِ قَطُّ هُمَا لِلَّهِ رِضًا إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَيْهِ فِي دِينِهِ وَ مَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ ص نَازِلَةٌ إِلَّا دَعَاهُ ثِقَةً بِهِ وَ مَا أَطَاقَ عِلْمَ 4390 رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرُ عَلِيٍّ ع وَ إِنْ كَانَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلٍ كَأَنَّ وَجْهَهُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ يَرْجُو ثَوَابَ هَذِهِ وَ يَخَافُ عِقَابَ هَذِهِ وَ لَقَدْ أَعْتَقَ مِنْ مَالِهِ أَلْفَ مَمْلُوكٍ فِي طَلَبِ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّا كَدَّ بِيَدِهِ وَ رَشَحَ مِنْهُ 4391 جَبِينُهُ وَ إِنْ كَانَ لَيَقُوتُ أَهْلَهُ بِالزَّيْتِ وَ الْخَلِّ وَ الْعَجْوَةِ وَ مَا كَانَ لِبَاسُهُ إِلَّا الْكَرَابِيسَ 4392 إِذَا فَضَلَ شَيْءٌ عَنْ يَدِهِ 4393 مِنْ كُمِّهِ دَعَا بِالْجَلَمِ 4394 فَقَصَّهُ
وَ مَا أَشْبَهَ مِنْ وُلْدِهِ وَ لَا أَهْلِ بَيْتِهِ أَحَدٌ أَقْرَبُ شَبَهاً بِهِ فِي لِبَاسِهِ وَ فِقْهِهِ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع.
[فصل في معجزات الإمام الباقر ع أخلاقيا]
فصل و أما محمد بن علي ع فلم يظهر من أحد بعد آبائه ع من علم الدين و الآثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون العلم ما ظهر منه.
و روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء الفقهاء و صار في الفضل علما يضرب به الأمثال.
وَ دَخَلَ عَلَيْهِ 4395 جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَبَّلَ رِجْلَيْهِ وَ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ لَعَلَّكَ تَبْقَى حَتَّى تَلْقَى رَجُلًا مِنْ وُلْدِي يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ النُّورَ وَ الْحِكْمَةَ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ فَقَالَ ع وَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ 4396 .
و سماه رسول الله ص و عرفه بباقر العلوم و قد روى الناس من أخلاقه و مناقبه الخارقة للعادة ما إن أثبتناه لكثر به الخطب 4397 .
وَ قَالَ ع مَا يَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا 4398 نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ مَوْضِعُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَهْبِطُ الْوَحْيِ 4399 .
وَ قَالَ ع بَلِيَّةُ النَّاسِ عَلَيْنَا عَظِيمَةٌ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَنَا وَ إِنْ تَرَكْنَاهُمْ لَمْ يَهْتَدُوا بِغَيْرِنَا 4400 .
وَ قَالَ ع إِذَا حَدَّثْتُ الْحَدِيثَ وَ لَمْ أُسْنِدْهُ فَسَنَدِي فِيهِ أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ ص عَنْ جَبْرَئِيلَ ع عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 4401 ..
و هذا كلام من هو معصوم من الغلط و الهذيان و طريقته خارقة للعادة.
[فصل في معجزات الإمام الصادق ع أخلاقيا]
فصل و أما جعفر بن محمد ع فإنه كان أنبه أهل زمانه ذكرا و أعظمهم قدرا و أجلهم في الخاصة و العامة و انتشر ذكره في البلدان و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و كان له و لآبائه و أبنائه الأئمة من الدلائل الواضحة ما بهرت القلوب و أخرست المخالف عن الطعون فيها بالشبهات.
وَ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَاهُ ع الْوَفَاةُ قَالَ لَهُ أُوصِيكَ بِأَصْحَابِي خَيْراً قَالَ لَأَدَعَنَّهُمْ وَ الرَّجُلُ يَكُونُ مِنْهُمْ فِي الْمِصْرِ 4402 لَا يَسْأَلُ أَحَداً 4403 .
وَ كَانَ ع يَقُولُ عِلْمُنَا غَابِرٌ وَ مَزْبُورٌ 4404 وَ نَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ وَ نَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ وَ إِنَّ عِنْدَنَا 4405 الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ وَ الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ وَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ ع وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ الَّتِي فِيهَا جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ فَسُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِهَا فَقَالَ 4406 أَمَّا الْغَابِرُ فَالْعِلْمُ بِمَا يَكُونُ وَ أَمَّا الْمَزْبُورُ فَالْعِلْمُ بِمَا كَانَ وَ أَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ فَالْإِلْهَامُ وَ النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ حَدِيثُ الْمَلَائِكَةِ نَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَ لَا نَرَى أَشْخَاصَهُمْ وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَحْمَرُ فَوِعَاءٌ فِيهِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَنْ يَخْرُجَ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَبْيَضُ فَوِعَاءٌ فِيهِ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ زَبُورُ دَاوُدَ وَ فِيهِ كُتُبُ اللَّهِ الْأُولَى وَ أَمَّا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ فَفِيهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَادِثٍ وَ أَسْمَاءُ كُلِّ مَنْ يَمْلِكُ 4407 إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَ أَمَّا الْجَامِعَةُ فَهِيَ كِتَابٌ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ فَلْقِ 4408 فِيهِ وَ خَطُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ فِيهِ وَ اللَّهِ جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى أَرْشُ 4409 الْخَدْشِ وَ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ 4410 وَ قَالَ أَلْوَاحُ مُوسَى عِنْدَنَا وَ عَصَا مُوسَى 4411 عِنْدَنَا وَ نَحْنُ وَرَثَةُ النَّبِيِّينَ 4412 حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي وَ حَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي وَ حَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ حَدِيثُ عَلِيٍّ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ وَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 4413 ..
[فصل في معجزات الإمام الكاظم ع أخلاقيا]
فصل و أما موسى بن جعفر ع فقد كان خلال 4414 الفضل و الكمال فيه مجتمعة خارقة للعادة.
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ ع عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدَهُ فَقَالَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ لَا يَلْهُو وَ لَا يَلْعَبُ فَأَقْبَلَ مُوسَى ع وَ مَعَهُ بَهْمَةٌ 4415 وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا اسْجُدِي لِرَبِّكِ فَأَخَذَهُ وَ ضَمَّهُ إِلَيْهِ 4416 وَ قَالَ بِأَبِي وَ أُمِّي مَنْ لَا يَلْهُو وَ لَا يَلْعَبُ إِنَّهُ أَفْضَلُ وُلْدِي وَ أَفْضَلُ مَنْ أُخَلِّفُ مِنْ بَعْدِي وَ هُوَ الْقَائِمُ مَقَامِي وَ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَى كَافَّةِ 4417 خَلْقِهِ مِنْ بَعْدِي 4418 .
و كان أعبد أهل زمانه و أفضلهم و أفقههم و أسخاهم و أكرمهم نسبا 4419 كان يصلي نوافل الليل و يصلها 4420 بصلاة الصبح و يعقب حتى تطلع الشمس و يخر لله ساجدا و لا يرفع رأسه من السجود حتى يقرب زوال الشمس.
و كان يتفقد فقراء المدينة بالليل فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين و الورق و الأدقة 4421 و التمور 4422 .