کتابخانه روایات شیعه
[فصل في أغرب معجزات الإمام الحسين ع]
فصل
89- وَ أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ ذُو الْفَقَارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدٍ الْحَسَنِيُ 4295 عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُشَيْشٍ 4296 أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع عَنِ الطِّينِ فَقَالَ كُلُّ طِينٍ حَرَامٌ كَالْمَيْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ مَا خَلَا طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ 4297 .
90- وَ قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ 4298 عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الشَّيْبَانِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَابُوسِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ صَلَّيْتُ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ وَ إِلَى جَانِبِي رَجُلَانِ عَلَى أَحَدِهِمَا ثِيَابُ السَّفَرِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ يَا فُلَانُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ بِي وَجَعُ الْجَوْفِ فَتَعَالَجْتُ بِكُلِّ دَوَاءٍ فَلَمْ أَجِدْ مِنْهُ عَافِيَةً وَ آيَسْتُ وَ كَانَتْ عِنْدَنَا عَجُوزٌ مِنَ الْكُوفَةِ فَقَالَتْ لِي يَا سَالِمُ مَا أَرَى عِلَّتَكَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَّا تَزِيدُ فَهَلْ لَكَ أَنْ أُعَالِجَكَ فَتَبْرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ قُلْتُ نَعَمْ فَسَقَتْنِي مَاءً فِي قَدَحٍ فَبَرَأْتُ وَ كَانَ اسْمُهَا سَلَمَةَ فَقُلْتُ لَهَا بَعْدَ أَشْهُرٍ بِمَا ذَا دَاوَيْتِينِي قَالَتْ بِوَاحِدَةٍ مِمَّا فِي هَذِهِ السُّبْحَةِ وَ كَانَ فِي يَدِهَا سُبْحَةٌ مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ ع فَقُلْتُ يَا رَافِضِيَّةُ دَاوَيْتِينِي بِطِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ فَخَرَجَتْ 4299 مُغْضَبَةً فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَجَعَتْ عِلَّتِي أَشَدَّ مَا كَانَتْ وَ أَنَا أُقَاسِي الْجَهْدَ وَ الْبَلَاءَ 4300 .
91- وَ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ يَخْدُمُ الْخَلِيفَةَ قَدْ مَرِضَ مَرَضَةً شَدِيدَةً وَ لَمْ يَنْفَعْ فِيهِ الدَّوَاءَ فَقَالَتْ أُمُّهُ 4301 تَنَاوَلْ مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ ع فَلَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى يَشْفِيكَ بِبَرَكَتِهِ ع فَقَدْ رُوِّينَا أَنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ أَنْتَ تُؤْمِنُ بِهِمْ وَ بِمَا قَالُوا فَتَنَاوَلْتُ مِنْ تُرْبَتِهِ ع فَعُوفِيتُ
قَالَ الرَّاوِي فَلَمَّا بَرَأَ وَ رَجَعَ إِلَى دَارِ الْخِلَافَةِ قَالَ لَهُ خَادِمٌ مِنْ خَدَمِ الْخَلِيفَةِ 4302 كُنَّا قَدْ آيَسْنَا مِنْكَ فَبِأَيِّ شَيْءٍ تَدَاوَيْتَ قَالَ إِنَّ لَنَا عَجُوزاً وَ لَهَا سُبْحَةٌ مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ ع فَأَعْطَتْنِي وَاحِدَةً مِنْهَا فَجَعَلَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِي شِفَاءً قَالَ الْخَادِمُ فَهَلْ بَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأْتِنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ قَالَ فَخَرَجْتُ وَ أَتَيْتُ بِحَبَّاتٍ مِنْهَا فَأَخَذَهَا وَ أَدْخَلَهَا فِي دُبُرِهِ 4303 تَهَاوُناً بِهَا فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ صَاحَ النَّارَ النَّارَ الطَّشْتَ الطَّشْتَ وَ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَغِيثُ ثُمَّ خَرَجَتْ أَمْعَاؤُهُ كُلُّهَا وَ وَقَعَتْ فِي الطَّشْتِ وَ بَعَثَ الْخَلِيفَةُ إِلَى طَبِيبِهِ النَّصْرَانِيِ 4304 فَاسْتَحْضَرَهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ هَذَا إِنَّمَا يُدَاوِيهِ الْمَسِيحُ وَ سَأَلَ عَنْ حَالِهِ فَأَخْبَرُوهُ بِمَا فَعَلَ الْخَادِمُ فَأَسْلَمَ النَّصْرَانِيُّ فِي الْحَالِ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ 4305 .
الباب السابع عشر 4306 في الموازاة 4307 بين معجزات نبينا ص و معجزات أوصيائه ع و معجزات الأنبياء ع
أما بعد حمد الله الذي جعل الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق و الصلاة على سيدنا محمد و آله الذين هم حجج الله على الخلق بالحق فإن ذكر موازاة نبينا سائر الأنبياء المتقدمين في المعجزات و غيرها تكفي الإشارة إليها و كذلك الزيادة من المعجزات التي كانت له عليهم فهي 4308 أظهر من أن تحتاج إلى الاستدلال عليها فقد صح أنه ص أفضل من كل نبي سبق إذ أجمع عليه جميع المحققين و اتفق.
و لذلك
قَالَ: أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ لَا فَخْرَ 4309 .
وَ قَالَ ص آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ 4310 .
و قد ذكرنا من معجزاته ص و معجزات أوصيائه ع التي رواها الرواة المعروفون بالأمانة ما يربي على أعلام الرسل الماضين عند الموازاة و الموازنة و نذكر هاهنا شيئا يفتقر إليه في هذا المعنى إن شاء الله.
[باب في إبطال قول الخرمية 4311 ]
باب الكلام على الخرمية القائلين بتواتر الرسل بعد نبينا ص اعلم أنهم زعموا أن الأنبياء بعد محمد ص تترى و أن الرسالة لا تنقطع إلى الأخرى و تمسكوا بقوله تعالى يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَ أَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ 4312 قالوا و هذا في المستقبل يدل على أن الرسل تترى.
و استدلوا أيضا بقوله تعالى وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ 4313 و قالوا الخاتم في المعتاد يكون مستعملا في وسط الكتاب فدل هذا على أنه ليس بآخر الرسل.
و ربما كانوا يقولون قد علمنا ذلك بالعقل و الخبر فصل في إبطال قولهم اعلم أولا أنا إنما قطعنا على القول بأن لا نبي بعد نبينا و لا رسول بعد رسولنا من جهة الخبر على ما يذكر من بعد فأما من جهة العقل فقد كان جائزا أن يكون بعده ص نبي أو رسول
ثم يقول لهم في الآية الأولى إنها لا تدل على ما ذكرتم لأن معناها إن يأتكم نبأ رسل كانوا من قبلكم و كانوا يقصون دلالاتي و آياتي لأممهم و قد أنزلت عليكم فمن عمل بأوامره و انتهى عن زواجره فلا خوف عليه و لا حزن له فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه كقوله تعالى وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ 4314 و الإيجاز في الكلام من أعجب البراعة و فصاحة القرآن من أغرب البلاغة و من نظر في هذا الخطاب يعلم منه ما ذكرنا و لا يتذكر إلا أولو الألباب.
و يؤيد صحة ما ذكرناه الآية التي بعدها و هي قوله تعالى وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ 4315 .
و هذا وعيد لأمة محمد ص و لا خلاف أنه للماضي دون الاستقبال و معناه فكل أمة من أمم هؤلاء الرسل كذبوهم بسبب تلك الآيات و استكبروا عن قبول تلك المعجزات فقد صاروا أصحاب النار فإن كنتم مثلهم و لا تقبلونها فتكونوا أيضا من أهل النار.
على أن هذا الخطاب و إن كان على الاستقبال و المراد به الماضي على ما ذكرنا لما خصه
نَبِيُّنَا ص بِقَوْلِهِ لَا نَبِيَّ بَعْدِي.
و تخصيص القرآن بالسنة جائز شائع.