کتابخانه روایات شیعه
7- وَ مِنْهَا:
مَا رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى قَالَ كُنَّا مَعَ أَبِي الْحَسَنِ ع فِي عُمْرَةٍ فَنَزَلْنَا بَعْضَ قُصُورِ الْأُمَرَاءِ فَأَمَرَ بِالرِّحْلَةِ فَشُدَّتِ الْمَحَامِلُ وَ رَكِبَ بَعْضُ الْعِيَالِ وَ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ ع فِي بَيْتٍ فَخَرَجَ فَقَامَ عَلَى بَابِهِ فَقَالَ حُطُّوا حُطُّوا.
فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَ هَلْ تَرَى شَيْئاً.
قَالَ إِنَّهُ سَتَأْتِيكُمْ رِيحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَتَطْرَحُ بَعْضَ الْإِبِلِ.
قَالَ فَحَطُّوا وَ جَاءَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ جَمَلَنَا عَلَيْهِ كَنِيسَةٌ 3091 حَتَّى أَرْكَبَ أَنَا فِيهَا وَ أَحْمَدُ أَخِي وَ لَقَدْ قَامَ ثُمَّ سَقَطَ عَلَى جَنْبِهِ بِالْكَنِيسَةِ 3092 .
8- وَ مِنْهَا: أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَمَرَ بِحَفْرِ بِئْرٍ بِقُرْبِ قَبْرِ الْعِبَادِيِ 3093 لِعَطَشِ الْحَاجِّ هُنَاكَ فَحُفِرَتْ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ قَامَةٍ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَحْفِرُونَ إِذْ خَرَقُوا خَرْقاً فَإِذَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ لَا يُدْرَى مَا قَعْرُهُ فَإِذَا هُوَ مُظْلِمٌ وَ لِلرِّيحِ فِيهِ دَوِيٌّ.
فَأَدْلُوا رَجُلَيْنِ إِلَى مُسْتَقَرِّهِ فَلَمَّا خَرَجَا تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمَا وَ قَالا رَأَيْنَا دَوِيَّ هَوَاءٍ وَاسِعاً وَ رَأَيْنَا بُيُوتاً قَائِمَةً وَ رِجَالًا وَ نِسَاءً وَ إِبِلًا وَ بَقْراً وَ غَنَماً كُلَّمَا مَسِسْنَا شَيْئاً مِنْهَا رَأَيْنَاهُ هَبَاءً فَسُئِلَ الْفُقَهَاءُ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مَا هُوَ.
فَقَدِمَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى ع عَلَى الْمَهْدِيِّ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ أُولَئِكَ 3094 أَصْحَابُ
الْأَحْقَافِ هُمْ بَقِيَّةٌ مِنْ قَوْمِ عَادٍ سَاخَتْ بِهِمْ مَنَازِلُهُمْ وَ ذَكَرَ عَلَى مِثْلِ مَا قَالَ الرَّجُلَانِ 3095 .
9- وَ مِنْهَا:
مَا رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ هَارُونَ الرَّشِيدِ يَوْماً إِذْ جَاءَتْ هَدَايَا مَلِكِ الرُّومِ وَ كَانَتْ فِيهَا دُرَّاعَةُ دِيبَاجٍ سَوْدَاءُ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهَا فَوَهَبَهَا لِي وَ بَعَثْتُهَا إِلَى أَبِي إِبْرَاهِيمَ ع وَ مَضَتْ عَلَيْهَا تِسْعَةُ 3096 أَشْهُرٍ.
فَانْصَرَفْتُ يَوْماً مِنْ عِنْدِ هَارُونَ بَعْدَ أَنْ تَغَدَّيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ دَارِي قَامَ إِلَيَّ خَادِمِيَ الَّذِي يَأْخُذُ ثِيَابِي بِمِنْدِيلٍ عَلَى يَدِهِ وَ كِتَابٍ لَطِيفٍ خَاتَمُهُ رَطْبٌ فَقَالَ أَتَانِي رَجُلٌ بِهَذَا السَّاعَةِ فَقَالَ أَوْصِلْهُ إِلَى مَوْلَاكَ سَاعَةً يَدْخُلُ.
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ فَفَضَضْتُ الْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ يَا عَلِيُّ هَذَا وَقْتُ حَاجَتِكَ إِلَى الدُّرَّاعَةِ فَكَشَفْتُ طَرَفَ الْمِنْدِيلِ عَنْهَا وَ رَأَيْتُهَا وَ عَرَفْتُهَا وَ دَخَلَ عَلَيَّ خَادِمٌ لِهَارُونَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَقَالَ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قُلْتُ أَيُّ شَيْءٍ حَدَثَ قَالَ لَا أَدْرِي.
فَرَكِبْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ عِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ بَزِيعٍ وَاقِفاً بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ مَا فَعَلْتَ بِالدُّرَّاعَةِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكَ.
قُلْتُ خِلَعُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ كَثِيرَةٌ مِنْ دَرَارِيعَ وَ غَيْرِهَا فَعَنْ أَيِّهَا تَسْأَلُنِي قَالَ دُرَّاعَةُ الدِّيبَاجِ السَّوْدَاءِ الرُّومِيَّةِ الْمُذَهَّبَةِ.
قُلْتُ مَا عَسَى أَنْ أَصْنَعَ بِهَا أَلْبَسُهَا فِي أَوْقَاتٍ وَ أُصَلِّي فِيهَا رَكَعَاتٍ وَ قَدْ كُنْتُ دَعَوْتُ بِهَا عِنْدَ مُنْصَرَفِي مِنْ دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّاعَةَ لِأَلْبَسَهَا
فَنَظَرَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ بَزِيعٍ فَقَالَ قُلْ لَهُ لِيُرْسِلْ حَتَّى يُحْضِرَنَّهَا.
قَالَ فَأَرْسَلْتُ خَادِمِي حَتَّى جَاءَ بِهَا فَلَمَّا رَآهَا قَالَ يَا عُمَرُ مَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْبَلَ 3097 عَلَى عَلِيٍّ بَعْدَهَا 3098 شَيْئاً.
قَالَ فَأَمَرَ لِي بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ حَمَلْتُ مَعَ الدُّرَّاعَةِ إِلَى دَارِي.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينٍ وَ كَانَ السَّاعِي بِي ابْنَ عَمٍّ لِي فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَ كَذَّبَهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ 3099 .
فصل في أعلام الإمام علي بن موسى الرضا ع
1- رُوِيَ أَنَّ الْمَطَرَ احْتُبِسَ بِخُرَاسَانَ فِي عَهْدِ الْمَأْمُونِ فَلَمَّا دَخَلَ الرِّضَا ع وَ أُمِّرَ قَالَ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَنْ يُمْطِرَ النَّاسَ وَ كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ نَعَمْ النَّاسُ أَنْ يَصُومُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ السَّبْتَ وَ الْأَحَدَ وَ الْإِثْنَيْنِ وَ خَرَجَ إِلَى الصَّحْرَاءِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ خَرَجَ الْخَلَائِقُ يَنْظُرُونَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ يَا رَبِّ عَظَّمْتَ حَقَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَتَوَسَّلُوا بِنَا كَمَا أَمَرْتَ وَ أَمَّلُوا فَضْلَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ تَوَقَّعُوا إِحْسَانَكَ وَ نِعْمَتَكَ فَاسْقِهِمْ سَقْياً نَافِعاً عَامّاً غَيْرَ ضَارٍّ 3100 وَ لْيَكُنْ ابْتِدَاءُ مَطَرِهِمْ بَعْدَ انْصِرَافِهِمْ مِنْ مَشْهَدِهِمْ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَ مَقَارِّهِمْ قَالَ الرُّوَاةُ فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً نَبِيّاً لَقَدْ نَسَجَتِ الرِّيَاحُ الْغُيُومَ وَ أَرْعَدَتْ وَ أَبْرَقَتْ وَ تَحَرَّكَ النَّاسُ فَقَالَ الرِّضَا ع عَلَى رِسْلِكُمْ فَلَيْسَ هَذَا الْغَيْمُ لَكُمْ إِنَّمَا هُوَ لِأَهْلِ بَلَدِ 3101 كَذَا فَمَضَتِ السَّحَابَةُ وَ عَبَرَتْ ثُمَّ جَاءَتْ سَحَابَةٌ أُخْرَى تَشْتَمِلُ عَلَى رَعْدٍ وَ بَرْقٍ فَتَحَرَّكُوا فَقَالَ عَلَى رِسْلِكُمْ فَمَا هَذِهِ لَكُمْ إِنَّمَا هِيَ لِبَلَدِ كَذَا فَمَا زَالَ حَتَّى جَاءَتْ عَشْرُ سَحَائِبَ ثُمَّ جَاءَتْ سَحَابَةٌ حَادِيَةَ عَشَرَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذِهِ بَعَثَهَا اللَّهُ لَكُمْ فَاشْكُرُوهُ عَلَى تَفَضُّلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قُومُوا إِلَى مَقَارِّكُمْ وَ مَنَازِلِكُمْ فَإِنَّهَا مُسَامِتَةٌ 3102 لِرُءُوسِكُمْ
مُمْسِكَةٌ عَنْكُمْ إِلَى أَنْ تَدْخُلُوا مَنَازِلَكُمْ فَمَا زَالَتِ السَّحَابَةُ مُمْسِكَةً إِلَى أَنْ قَرُبُوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ ثُمَّ جَاءَتْ بِوَابِلِ الْمَطَرِ فَمَلَأَتِ الْأَوْدِيَةَ وَ جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ هَنِيئاً لِوُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص كَرَامَاتُ اللَّهِ لَهُمْ وَ قَدْ قَالَ لَهُمُ الرِّضَا ع حِينَ قَدْ بَرَزَ لَهُمْ وَ هُمْ حُضُورٌ اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ فِي نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تُنَفِّرُوهَا عَنْكُمْ بِمَعَاصِيهِ بَلِ اسْتَدِيمُوهَا بِطَاعَتِهِ وَ شُكْرِهِ عَلَى نِعَمِهِ وَ أَيَادِيهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَمْ تَشْكُرُوا اللَّهَ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ بَعْدَ الِاعْتِرَافِ بِحُقُوقِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ فِي اللَّهِ مِنْ مُعَاوَنَتِكُمْ لِإِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى دُنْيَاهُمُ الَّتِي هِيَ مَعْبَرٌ لَهُمْ إِلَى جِنَانِ رَبِّهِمْ فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ خَاصَّةِ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّ الْمَأْمُونَ سَمِعَ بِذَلِكَ وَ قَالَ لَهُ بَعْضُ خَوَاصِّهِ جِئْتَ بِهَذَا السَّاحِرِ قَدْ مَلَأَ الدُّنْيَا مَخْرَقَةً بِهَذَا الْمَطَرِ فَقَعَدَ مِنَ الْغَدِ لِلنَّاسِ فَقَالَ حَاجِبُهُ يَا ابْنَ مُوسَى لَقَدْ عَدَوْتَ طَوْرَكَ أَنْ بَعَثَ اللَّهُ بِمَطَرٍ مَقْدُورٍ فِي وَقْتِهِ فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَأَحْيِ لَنَا هَذَيْنِ وَ أَشَارَ إِلَى أَسَدَيْنِ مُصَوَّرَيْنِ عَلَى مَسْنَدِ الْمَأْمُونِ فَصَاحَ الرِّضَا ع بِالصُّورَتْيِن دُونَكُمَا الْفَاجِرَ فَافْتَرِسَاهُ وَ لَا تُبْقِيَا لَهُ عَيْناً وَ لَا أَثَراً فَوَثَبَتِ الصُّورَتَانِ وَ قَدْ عَادَتَا أَسَدَيْنِ فَتَنَاوَلَا الْحَاجِبَ وَ رَضَّضَاهُ وَ هَشَّمَاهُ وَ أَكَلَاهُ وَ الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ مُتَحَيِّرِينَ فَلَمَّا فَرَغَا أَقْبَلَا عَلَى الرِّضَا ع فَقَالا يَا وَلِيَّ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَا ذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَفْعَلَ بِهِ يُشِيرَانِ إِلَى الْمَأْمُونِ فَغُشِيَ عَلَى الْمَأْمُونِ مِمَّا سَمِعَ فَقَالَ الرِّضَا ع قِفَا فَوَقَفَا ثُمَّ قَالَ الرِّضَا ع صُبُّوا عَلَيْهِ مَاءَ وَرْدٍ فَفُعِلَ بِهِ فَأَفَاقَ وَ عَادَ الْأَسَدَانِ يَقُولَانِ أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نُلْحِقَهُ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ لَا فَإِنَّ لِلَّهِ أَمْراً 3103 هُوَ مُمْضِيهِ وَ قَالَ عُودَا إِلَى مَقَرِّكُمَا كَمَا كُنْتُمَا فَعَادَا إِلَى الْمَسْنَدِ وَ صَارَا صُورَتَيْنِ كَمَا كَانَتَا فَقَالَ الْمَأْمُونُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي شَرَّ حُمَيْدِ بْنِ مِهْرَانَ يَعْنِي الرَّجُلَ الْمُفْتَرَسَ 3104 .
2- وَ مِنْهَا: أَنَّ الْمَأْمُونَ قَالَ لَهُ يَوْماً إِنَّ آبَاءَكَ كَانَ عِنْدَهُمْ عِلْمٌ بِمَا كَانَ وَ بِمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ أَنْتَ وَصِيُّهُمْ وَ هَذِهِ الزَّاهِرِيَّةُ حَظِيَّتِي لَا أُقَدِّمُ عَلَيْهَا أَحَداً مِنْ جَوَارِيَّ حَمَلَتْ غَيْرَ مَرَّةٍ كُلَّ ذَلِكَ تُسْقِطُ وَ هِيَ حُبْلَى.
فَأَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَا تَخَفْ مِنْ إِسْقَاطِهَا فَإِنَّهَا سَتَسْلَمُ وَ تَلِدُ غُلَاماً أَشْبَهَ النَّاسِ بِأُمِّهِ وَ قَدْ زَادَ اللَّهُ فِي خَلْقِهِ مَزِيَّتَيْنِ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى خِنْصِرٌ زَائِدَةٌ لَيْسَتْ بِالْمُدَلَّاةِ وَ فِي رِجْلِهِ الْيُمْنَى خِنْصِرٌ زَائِدَةٌ لَيْسَتْ بِالْمُدَلَّاةِ.
فَوُلِدَتْ وَ قَدْ عَاشَ الْوَلَدُ وَ كَانَ كَذَلِكَ 3105 .
3- وَ مِنْهَا:
مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ كُنْتُ فِي مَجْلِسِ الرِّضَا ع فَعَطِشْتُ عَطَشاً شَدِيداً وَ تَهَيَّبْتُهُ أَنْ أَسْتَسْقِيَ فِي مَجْلِسِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ جُرْعَةً
ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ اشْرَبْ فَإِنَّهُ بَارِدٌ طَيِّبٌ فَشَرِبْتُ.
ثُمَّ عَطِشْتُ عَطَشَةً أُخْرَى فَنَظَرَ إِلَى الْخَادِمِ وَ قَالَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ وَ سَوِيقٍ 3106 وَ سُكَّرٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ بُلَّ السَّوِيقَ وَ انْثُرْ عَلَيْهِ السُّكَّرَ بَعْدَ بَلِّهِ.
وَ قَالَ اشْرَبْ يَا أَبَا هَاشِمٍ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ الْعَطَشَ 3107 .
4- وَ مِنْهَا:
مَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ إِنَّهُ لَمَّا بَعَثَ الْمَأْمُونُ رَجَاءَ بْنَ أَبِي الضَّحَّاكِ 3108 لِحَمْلِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ع عَلَى طَرِيقِ الْأَهْوَازِ وَ لَمْ يَمُرَّ بِهِ عَلَى طَرِيقِ الْكُوفَةِ فَيَفْتَتِنَ بِهِ أَهْلُهَا.
وَ كُنْتُ بِالشَّرْقِ مِنْ إِيذَجَ 3109 فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهِ سِرْتُ إِلَيْهِ بِالْأَهْوَازِ وَ انْتَسَبْتُ لَهُ وَ كَانَ أَوَّلَ لِقَائِي لَهُ وَ كَانَ مَرِيضاً وَ كَانَ زَمَنَ الْقَيْظِ 3110 فَقَالَ لِي ابْغِ لِي طَبِيباً.
فَأَتَيْتُهُ بِطَبِيبٍ فَنَعَتَ لَهُ بَقْلَةً فَقَالَ الطَّبِيبُ لَا أَعْرِفُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَداً يَعْرِفُ اسْمَهَا غَيْرُكَ فَمِنْ أَيْنَ عَرَفْتَهَا أَلَا إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي هَذَا الْأَوَانِ وَ لَا هَذَا الزَّمَانِ.
قَالَ لَهُ فَابْغِ لِي قَصَبَ السُّكَّرِ قَالَ الطَّبِيبُ وَ هَذِهِ أَدْهَى مِنَ الْأُولَى مَا هَذَا بِزَمَانِ قَصَبِ السُّكَّرِ وَ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الشِّتَاءِ.