کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الخرائج و الجرائح

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مفهوم الاعجاز: من يقوم بالاعجاز (باذن اللّه)؟ الرسالة الإلهيّة و الإمامة غير مستغنية عن المعجزات: بلى! فى النشأة الآخرة خلق جديد بمثل الخلق الأوّل‏ التعريف بالمؤلّف‏ موطنه‏ اسرته‏ أولاده و أحفاده‏ مكانته العلمية و الاجتماعية أساتذته و مشايخه‏ وفاته و مدفنه‏ آثاره‏ كتاب الخرائج و الجرائح‏ الوجه في تسمية الكتاب‏ أهمية الكتاب، و الاعتماد عليه‏ منتخب الخرائج و الجرائح‏ ترجمة الخرائج و الجرائح‏ التعريف بنسخ الكتاب‏ منهج التحقيق‏ تقدير و عرفان‏ [مقدمة المؤلف‏] الباب الأول في معجزات نبينا محمد ص‏ فصل‏ فصل من روايات العامة [فصل في ما ذكر فيه نبينا محمد ص في الكتب المتقدمة] فصل من روايات الخاصة [في معجزاته‏] [فصل طائفة من الأخبار في فدك‏] الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ الباب الثالث في معجزات الإمام الحسن بن علي أمير المؤمنين ع‏ الباب الرابع في معجزات الحسين بن علي ع‏ الباب الخامس في معجزات الإمام علي بن الحسين ع‏ الباب السادس في معجزات الإمام محمد بن علي الباقر ع‏ الباب السابع في معجزات الإمام جعفر الصادق ع‏ الباب الثامن في معجزات الإمام موسى بن جعفر ع‏ الباب التاسع في معجزات الإمام المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا ع‏ الباب العاشر في معجزات الإمام محمد بن علي التقي ع‏ الباب الحادي عشر في معجزات الإمام علي بن محمد النقي ع‏ الباب الثاني عشر في معجزات الإمام الحسن بن علي العسكري ع‏ الباب الثالث عشر في معجزات الإمام صاحب الزمان ع‏ فهرس الجزء الأول من كتاب الخرائج و الجرائح‏ الجزء الثاني‏ الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام‏ فصل في أعلام‏ رسول الله ص‏ فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول ع‏ فصل في أعلام أمير المؤمنين ع‏ فصل في أعلام الإمام الحسن بن أمير المؤمنين ع‏ فصل في أعلام الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏ فصل في أعلام الإمام علي بن الحسين ع‏ فصل في أعلام الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر ع‏ فصل في أعلام الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع‏ فصل في أعلام الإمام موسى بن جعفر ع‏ فصل في أعلام الإمام علي بن موسى الرضا ع‏ فصل في أعلام الإمام محمد بن علي التقي ع‏ فصل في أعلام الإمام علي بن محمد النقي ع‏ فصل في أعلام الحسن بن علي العسكري ع‏ فصل في أعلام الإمام وارث الأنبياء و الأوصياء حجة الله على خلقه صاحب المرأى و المسمع م‏ح‏م‏د بن الحسن المهدي عليه من الصلوات أفضلها و من التحيات أكملها صاحب الزمان ع‏ الباب الخامس عشر في الدلالات و البراهين على صحة إمامة الاثني عشر [إماما] ع‏ الباب السادس عشر في نوادر المعجزات‏ [فصل في تغسيل علي ع لرسول الله ص‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص بعد وفاته‏] [فصل في أغرب معجزات أمير المؤمنين ع بعد وفاته‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام السجاد ع‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص و الأئمة ع بعد وفاتهم‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الباقر و الصادق ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص و الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص و الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام المهدي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمامين الحسن و الحسين ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الحسن و الحسين ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الحسين ع‏] فصل في الرجعة [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الحسين ع‏] الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبينا ص و معجزات أوصيائه ع و معجزات الأنبياء ع‏ [باب في إبطال قول الخرمية ] باب في معجزات محمد و أوصيائه عليه و عليهم أفضل الصلاة و السلام من جهة الأخلاق‏ [فصل في معجزات الرسول الأعظم ص أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام علي ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الحسن و الحسين ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام السجاد ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الباقر ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الصادق ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الكاظم ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الرضا ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الجواد ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام علي الهادي ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الحسن العسكري ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام المهدي ع أخلاقيا] باب في موازاة النبي ص و الأئمة من أهل بيته ع للأنبياء في المعجزات و غيرها باب في أن معجزات النبي ص و الأئمة من آله ع ليست ببدع فقد كان قبلهم للأنبياء ع و الأوصياء معجزات‏ [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء آدم و أولاده ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء إدريس ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء إبراهيم ع و أولاده‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء يعقوب و يوسف ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء أيوب و عزير ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء موسى و الخضر ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء دانيال ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء و غيرهم أصحاب الكهف‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء عيسى ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء خالد بن سنان العبسي‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع بالجملة] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع‏] فهرس الجزء الثاني من كتاب الخرائج و الجرائح‏ الجزء الثالث‏ [مقدمة المحقق‏] تنبيه حول الأبواب الثلاثة التالية: 18، 19، 20 و أخيرا أقول: الباب الثامن عشر في أم المعجزات و هو القرآن المجيد [باب في كيفية الاستدلال بالقرآن‏] فصل في أن القرآن المجيد معجز [فصل في بعض التساؤلات حول القرآن‏] [فصل في الطريق إلى معرفة صدق النبي ص و الوصي ع و بيان شروط مفهوم المعجزات‏] [فصل في أن القرآن معجز تحدى العرب و بيان بعض الشبهات‏] فصل في وجه إعجاز القرآن‏ فصل في أن التعجيز هو الإعجاز فصل في أن الإعجاز هو الفصاحة فصل إن الفصاحة مع النظم معجز فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب‏ فصل في أن النظم هو المعجز فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز باب في الصرفة و الاعتراض عليها و الجواب عنه‏ باب في أن إعجازه الفصاحة باب في أن إعجازه بالفصاحة و النظم معا باب في أن إعجاز القرآن المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة [باب في خواص‏ نظم القرآن‏] باب في مطاعن المخالفين في القرآن‏ الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل و المعجزات‏ باب في ذكر الحيل و أسبابها و آلاتها و كيفية التوصل إلى استعمالها و ذكر وجه إعجاز المعجزات‏ باب في الفرق‏ بين المعجزة و الشعبذة باب في مطاعن المعجزات و جواباتها و إبطالها باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله و جواباتها و إبطالها باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر و من لا يقول و الكلام عليهما الباب العشرون في علامات و مراتب نبينا و أوصيائه عليه و عليهم أفضل الصلاة و أتم السلام‏ [باب في علامات النبي و الأئمة جملة و تفصيلا] باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك و ما سبح ملك‏ باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان و آبائه ع‏ باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي و معه ع‏ الفهارس العامّة: 1- فهرس الآيات القرآنية سورة البقرة/ 2 سورة آل عمران/ 3 سورة النساء/ 4 سورة المائدة/ 5 سورة الأنعام/ 6 سورة الأعراف/ 7 سورة الأنفال/ 8 سورة التوبة/ 9 سورة يونس/ 10 سورة هود/ 11 سورة يوسف/ 12 سورة الرعد/ 13 سورة إبراهيم/ 14 سورة الحجر/ 15 سورة النحل/ 16 سورة الإسراء/ 17 سورة الكهف/ 18 سورة مريم/ 19 سورة طه/ 20 سورة الأنبياء/ 21 سورة الحجّ/ 22 سورة النور/ 24 سورة الشعراء/ 26 سورة النمل/ 27 سورة القصص/ 28 سورة العنكبوت/ 29 سورة الروم/ 30 سورة لقمان/ 31 سورة السجدة/ 32 سورة الأحزاب/ 33 سورة سبأ/ 34 سورة فاطر/ 35 سورة يس/ 36 سورة الصافّات/ 37 سورة ص/ 38 سورة الزمر/ 39 سورة غافر/ 40 سورة فصلت/ 41 سورة الزخرف/ 43 سورة الدخان/ 44 سورة الجاثية/ 45 سورة الاحقاف/ 46 سورة الفتح/ 48 سورة الحجرات/ 49 سورة الطور/ 52 سورة النجم/ 53 سورة القمر/ 54 سورة الواقعة/ 56 سورة المجادلة/ 58 سورة الحشر/ 59 سورة الجمعة/ 62 سورة التحريم/ 66 سورة القلم/ 68 سورة نوح/ 71 سورة الجن/ 72 سورة الدهر/ 76 سورة التكوير/ 81 سورة الانشقاق/ 84 سورة الضحى/ 93 سورة الانشراح/ 94 سورة القدر/ 97 سورة البينة/ 98 سورة الزلزلة/ 99 سورة العاديات/ 100 سورة الكوثر/ 108 سورة النصر/ 110 سورة المسد/ 111 سورة الإخلاص/ 112 2- فهرس أسماء الأنبياء و الملائكة عليهم السلام‏ 3- فهرس أسماء المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام‏ [4-] فهرس الرواة و الاعلام‏ «حرف الالف» ب‏ ت‏ ث‏ ج‏ «الحاء» «الخاء» «الدال» «الذال» «الراء» «الزاى» «السين» «الشين» «الصاد» «الضاد» «الطاء» «الظاء» «العين» «الغين» «الفاء» «القاف» «الكاف» «اللام» «الميم» «النون» «الهاء» «الواو» «الياء» «الكنى» «الألقاب» «المبهمات» [5-] فهرس الكتب الواردة في المتن‏ 6- فهرس الفرق و القبائل و الطوائف‏ 7- فهرس الاماكن و البقاع‏ 8- فهرس الأيّام و الوقائع‏ 9- مصادر التحقيق‏ 10- فهرس الجزء الثالث من كتاب الخرائج و الجرائح‏

الخرائج و الجرائح


صفحه قبل

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 969

الجزء الثالث‏

[مقدمة المحقق‏]

بسم اللّه الرحمن الرحيم‏

تنبيه حول الأبواب الثلاثة التالية: 18، 19، 20

نتيجة سقوط و ضياع بعض أوراق البابين الثامن عشر و التاسع عشر من أصل نسخة «م» فقد بحثنا عن السقط في نسخ اخرى، منها ثلاث نسخ محفوظة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ النجفيّ- و التي أحدها «ه»- و نسخة المدرسة الفيضية، و نسختي جامعة طهران، و ثلاث نسخ محفوظة في المكتبة المركزية العامّة في مشهد المقدّسة، فلم نعثر على هذا السقط إلّا في نسختين من مجموع الثلاث نسخ المحفوظة في المكتبة الأخيرة و هما:

1- النسخة رقم «1677» كتبت بخط النسخ في شهر ذي القعدة سنة خمس و ثمانين و تسعمائة (985 ه) و رمزنا لها ب «د».

2- النسخة رقم «1678» و كتبت بخط النسخ، و هي بدون اسم الناسخ و تاريخ الاستنساخ، و رمزنا لها ب «ق».

و هاتان النسختان متّفقان في أغلب مواضع الاختلاف، بل حتّى في البياضات الموجودة فيهما، ممّا لا يدع مجالا للشكّ أنّهما استنسختا عن نسخة واحدة بعينها أو أنّ إحداهما نسخت عن الأخرى.

علما أنّ العلّامة المجلسي قد أورد هذين البابين في البحار: 92/ 121- 174 نقلا من نسخة سقيمة سيّئة، قال عنها مصحّح البحار في مقدّمته:

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 970

«و ممّا كددنا كثيرا في إصلاحه، و تحقيق ألفاظه، و تصحيح أغلاطه باب وجوه إعجاز القرآن، و هو ممّا نقله المؤلّف العلّامة بطوله من كتاب الخرائج و الجرائح للقطب الراونديّ رحمة اللّه عليه، من نسخة كاملة كانت عنده، و لكنّ النسخة كانت سقيمة مصحّفة جدا، و استنسخ كاتب المؤلّف بأمره رضوان اللّه عليه النسخة من حيث يتعلّق ببحث إعجاز القرآن و وجوهه إلى آخره، بما فيها من السقم و الأود و صحّح المؤلّف العلّامة بقلمه الشريف بعض ما تنبّه له من الأغلاط و التصحيفات- عجالة- و ضرب على بعض جملاته الّتي لم يكن يخل حذفها بالمعنى المراد كما ضرب على بعضها الآخر، إذا لم يكن لها معنى ظاهر مراد، أو كانت فيها كلمة مصحّفة غير مقروة و لا سبيل إلى تصحيحها.

ثمّ إنّه رضوان اللّه عليه ضرب على بعض الفصول تماما، و غيّر صورة الأبواب و حذف عناوين الفصول بحيث صار البحث متّصلا متعاضدا ...» إلى آخر كلامه.

فعلى ذلك لا نشير إلى مواضع الحذف و التحريف الموجود في البحار.

و أخيرا أقول:

ليس بعجيب- بل كان لطفا خفيّا منه تعالى- إن قلت: أنّه قبل أن نقف على هذه النقيصة بأيّام جاءني أحد الروحانيين و قال: رأيت في منامي الشيخ قطب الدين الراونديّ يقول: «إنّي لست راضيا عن الطبعات السابقة لكتاب الخرائج و الجرائح فاذهب إلى السيّد الأبطحي في مدرسة الامام المهديّ و قل له: أن يسعى في إخراج الكتاب كاملا».

فالحمد للّه تعالى أولا على أن أشار لي القطب قدّس سرّه.

و ثانيا على أن وفّقني ربّي جلّ و علا لتكميله بما رزقني.

و آخر دعواي: أن الحمد للّه ربّ العالمين أولا و آخرا.

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 971

الباب الثامن عشر في أم المعجزات و هو القرآن المجيد

الحمد لله الذي جعل القرآن لنبينا ص أم المعجزات و معظمها و صلى الله على خيرته من خلقه محمد و آله أشرف الصلوات و أعظمها.

و بعد فإن كتاب الله المجيد ليس هو مصدقا لنبي الرحمة خاتم النبيين فقط بل هو مصدق لسائر 4853 الأنبياء و الأوصياء قبله و سائر الأوصياء بعده جملة و تفصيلا و ليست جملة الكتاب معجزة واحدة بل هو معجزات لا تحصى و فيه أعلام عدد الرمل و الحصى لأن أقصر سورة منه إنما هي الكوثر و فيها الإعجاز من وجهين أحدهما أنه قد تضمن خبرا عن الغيب قطعا قبل وقوعه فوقع كما أخبر عنه من غير خلف فيه و هو قوله تعالى‏ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ 4854 لما قال قائلهم إن محمدا رجل صنبور 4855 و إذا مات انقطع ذكره و لا خلف له يبقى به ذكره‏

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 972

فعكس ذلك على قائله و كان كذلك.

و الثاني من طريق نظمه لأنه على قلة عدد حروفه و قصر آيه يجمع نظما بديعا و أمرا عجيبا و بشارة للرسول و تعبدا للعبادات‏ 4856 بأقرب لفظ و أوجز 4857 بيان و قد نبهنا على ذلك في كتاب مفرد لذلك.

ثم إن السور الطوال متضمنة للإعجاز من وجوه كثيرة نظما و جزالة و خبرا عن الغيوب فلذلك لا يجوز أن يقال إن القرآن معجز واحد و لا ألف معجز و لا أضعافه.

فلذلك خطأنا قول من قال إن للمصطفى ص ألف معجزة أو ألفي معجزة بل يزيد ذلك عند الإحصاء على الألوف‏ 4858 .

[باب في كيفية الاستدلال بالقرآن‏]

فصل في أن القرآن المجيد معجز

اعلم أن الكلام في كيفية الاستدلال بالقرآن فرع على الكلام في الاستدلال بالقرآن و الاستدلال به لا يتم إلا بعد بيان خمسة أشياء أحدها ظهور محمد ص بمكة و ادعاؤه أنه مبعوث إلى الخلق و رسول إليهم.

و ثانيها تحديه العرب بهذا القرآن الذي ظهر على يده و ادعاؤه أن الله سبحانه أنزله عليه و خصه به.

و ثالثها أن العرب مع طول المدة لم يعارضوه.

و رابعها أنهم لم يعارضوه للتعذر و العجز.

و خامسها أن هذا التعذر خارق للعادة.

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 973

فإذا ثبت ذلك فإما أن يكون القرآن نفسه معجزا خارقا للعادة بفصاحته فلذلك لم يعارضوه أو لأن الله سبحانه و تعالى صرفهم عن معارضته و لو لا الصرف لعارضوه و أي الأمرين ثبت ثبتت صحة نبوته ص لأنه تعالى لا يصدق كذابا 4859 و لا يخرق العادة لمبطل‏ 4860 .

[فصل في بعض التساؤلات حول القرآن‏]

فصل‏ و أما ظهوره ص بمكة و دعاؤه إلى نفسه فلا شبهة فيه بل هو معلوم ضرورة لا ينكره عاقل فظهور هذا القرآن على يده أيضا معلوم ضرورة و الشك في أحدهما كالشك في الآخر.

و أما الذي يدل على أنه ص تحدى بالقرآن فهو أن معنى قولنا إنه تحدى بالقرآن أنه كان يدعي أن الله سبحانه خصه بهذا القرآن و إنبائه‏ 4861 به و أن جبرئيل ع أتاه‏ 4862 به و ذلك معلوم ضرورة لا يمكن لأحد 4863 دفعه و هذا غاية التحدي في المعنى و المبعث‏ 4864 على إظهار معارضتهم له إن كان معذورا 4865 .

و أما الكلام في أنه لم يعارض فهو أنه‏ 4866 لو عورض لوجب أن ينقل‏ 4867 و لو نقل لعلم كما علم نفس القرآن فلما لم يعلم دل على أنه لم يعارض كما يعلم‏ 4868 أنه ليس بين بغداد و البصرة بلد أكبر منهما لأنه لو كان كذلك لنقل و علم.

و إنما قلنا إن المعارضة لو كانت لوجب نقلها لأن الدواعي تتوفر 4869 إلى‏

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 974

نقلها و لأنها لو كانت لكانت هي‏ 4870 الحجة و القرآن شبهة و نقل الحجة أولى من نقل الشبهة.

و أما الذي به يعلم أن جهة انتفاء المعارضة التعذر لا غير فهو أن كل فعل ارتفع عن فاعله مع توفر دواعيه إليه علم إنما 4871 ارتفع للتعذر و لهذا قلنا إن هذه الجواهر و الألوان‏ 4872 ليست في مقدورنا و خاصة إذا علمنا أن الموانع المعقولة مرتفعة كلها فيجب أن‏ 4873 نقطع على ذلك في جهة التعذر لا غير.

و إذا علمنا أن العرب تحدوا بالقرآن فلم يعارضوه مع شدة حاجتهم إلى المعارضة علمنا أنهم لم يعارضوه للتعذر لا غير.

و إذا ثبت كون القرآن معجزا و أن معارضته تعذرت لكونه خارقا للعادة ثبت بذلك نبوته المطلوبة 4874 4875 .

[فصل في الطريق إلى معرفة صدق النبي ص و الوصي ع و بيان شروط مفهوم المعجزات‏]

فصل‏ و الطريق إلى معرفة صدق النبي ص و الوصي ع ليس إلا ظهور المعجز عليه أو خبر نبي ثابت نبوته بالمعجز.

و المعجز في اللغة ما يجعل غيره عاجزا ثم تعورف في الفعل الذي يعجز القادر عن الإتيان بمثله و في الشرع هو كل حادث من فعل الله أو بأمره أو تمكينه ناقض لعادة الناس في زمان تكليف مطابق‏ 4876 لدعوته أو ما يجري مجراه.

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 975

و اعلم أن شروط مفهوم المعجزات أمور منها أن يعجز عن مثله أو عما يقاربه المبعوث إليه و جنسه لأنه لو قدر عليه أو واحد من جنسه في الحال لما دل على صدقه و وصي النبي ع حكمه حكمه و منها: أن يكون من فعل الله تعالى أو بأمره و تمكينه لأن المصدق للنبي بالمعجز هو الله تعالى فلا بد أن يكون من جهته تعالى ما يصدق به النبي أو الوصي و منها: أن يكون ناقضا للعادة لأنه لو فعل‏ 4877 معتادا لم يدل على صدقه كطلوع الشمس من مشرقها.

و منها: أن يحدث عقيب دعوى المدعي‏ 4878 أو جاريا مجراه‏ 4879 و الذي يجري مجرى ذلك‏ 4880 هو أن يدعي النبوة و يظهر عليه معجزا ثم تشيع دعواه في الناس ثم يظهر معجز من دون‏ 4881 تجديد دعوى لذلك‏ 4882 لأنه إذا لم يظهر كذلك لم يعلم تعلقه بالدعوى فلا يعلم أنه تصديق له في دعواه.

صفحه بعد