کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الخرائج و الجرائح

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مفهوم الاعجاز: من يقوم بالاعجاز (باذن اللّه)؟ الرسالة الإلهيّة و الإمامة غير مستغنية عن المعجزات: بلى! فى النشأة الآخرة خلق جديد بمثل الخلق الأوّل‏ التعريف بالمؤلّف‏ موطنه‏ اسرته‏ أولاده و أحفاده‏ مكانته العلمية و الاجتماعية أساتذته و مشايخه‏ وفاته و مدفنه‏ آثاره‏ كتاب الخرائج و الجرائح‏ الوجه في تسمية الكتاب‏ أهمية الكتاب، و الاعتماد عليه‏ منتخب الخرائج و الجرائح‏ ترجمة الخرائج و الجرائح‏ التعريف بنسخ الكتاب‏ منهج التحقيق‏ تقدير و عرفان‏ [مقدمة المؤلف‏] الباب الأول في معجزات نبينا محمد ص‏ فصل‏ فصل من روايات العامة [فصل في ما ذكر فيه نبينا محمد ص في الكتب المتقدمة] فصل من روايات الخاصة [في معجزاته‏] [فصل طائفة من الأخبار في فدك‏] الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ الباب الثالث في معجزات الإمام الحسن بن علي أمير المؤمنين ع‏ الباب الرابع في معجزات الحسين بن علي ع‏ الباب الخامس في معجزات الإمام علي بن الحسين ع‏ الباب السادس في معجزات الإمام محمد بن علي الباقر ع‏ الباب السابع في معجزات الإمام جعفر الصادق ع‏ الباب الثامن في معجزات الإمام موسى بن جعفر ع‏ الباب التاسع في معجزات الإمام المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا ع‏ الباب العاشر في معجزات الإمام محمد بن علي التقي ع‏ الباب الحادي عشر في معجزات الإمام علي بن محمد النقي ع‏ الباب الثاني عشر في معجزات الإمام الحسن بن علي العسكري ع‏ الباب الثالث عشر في معجزات الإمام صاحب الزمان ع‏ فهرس الجزء الأول من كتاب الخرائج و الجرائح‏ الجزء الثاني‏ الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلى الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام‏ فصل في أعلام‏ رسول الله ص‏ فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول ع‏ فصل في أعلام أمير المؤمنين ع‏ فصل في أعلام الإمام الحسن بن أمير المؤمنين ع‏ فصل في أعلام الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏ فصل في أعلام الإمام علي بن الحسين ع‏ فصل في أعلام الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر ع‏ فصل في أعلام الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع‏ فصل في أعلام الإمام موسى بن جعفر ع‏ فصل في أعلام الإمام علي بن موسى الرضا ع‏ فصل في أعلام الإمام محمد بن علي التقي ع‏ فصل في أعلام الإمام علي بن محمد النقي ع‏ فصل في أعلام الحسن بن علي العسكري ع‏ فصل في أعلام الإمام وارث الأنبياء و الأوصياء حجة الله على خلقه صاحب المرأى و المسمع م‏ح‏م‏د بن الحسن المهدي عليه من الصلوات أفضلها و من التحيات أكملها صاحب الزمان ع‏ الباب الخامس عشر في الدلالات و البراهين على صحة إمامة الاثني عشر [إماما] ع‏ الباب السادس عشر في نوادر المعجزات‏ [فصل في تغسيل علي ع لرسول الله ص‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص بعد وفاته‏] [فصل في أغرب معجزات أمير المؤمنين ع بعد وفاته‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام السجاد ع‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص و الأئمة ع بعد وفاتهم‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الباقر و الصادق ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص و الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات النبي ص و الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام المهدي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمامين الحسن و الحسين ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الحسن و الحسين ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الحسين ع‏] فصل في الرجعة [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام علي ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الأئمة ع‏] [فصل في أغرب معجزات الإمام الحسين ع‏] الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبينا ص و معجزات أوصيائه ع و معجزات الأنبياء ع‏ [باب في إبطال قول الخرمية ] باب في معجزات محمد و أوصيائه عليه و عليهم أفضل الصلاة و السلام من جهة الأخلاق‏ [فصل في معجزات الرسول الأعظم ص أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام علي ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الحسن و الحسين ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام السجاد ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الباقر ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الصادق ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الكاظم ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الرضا ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الجواد ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام علي الهادي ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام الحسن العسكري ع أخلاقيا] [فصل في معجزات الإمام المهدي ع أخلاقيا] باب في موازاة النبي ص و الأئمة من أهل بيته ع للأنبياء في المعجزات و غيرها باب في أن معجزات النبي ص و الأئمة من آله ع ليست ببدع فقد كان قبلهم للأنبياء ع و الأوصياء معجزات‏ [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء آدم و أولاده ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء إدريس ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء إبراهيم ع و أولاده‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء يعقوب و يوسف ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء أيوب و عزير ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء موسى و الخضر ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء دانيال ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء و غيرهم أصحاب الكهف‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء عيسى ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء خالد بن سنان العبسي‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع بالجملة] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع‏] [فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع‏] فهرس الجزء الثاني من كتاب الخرائج و الجرائح‏ الجزء الثالث‏ [مقدمة المحقق‏] تنبيه حول الأبواب الثلاثة التالية: 18، 19، 20 و أخيرا أقول: الباب الثامن عشر في أم المعجزات و هو القرآن المجيد [باب في كيفية الاستدلال بالقرآن‏] فصل في أن القرآن المجيد معجز [فصل في بعض التساؤلات حول القرآن‏] [فصل في الطريق إلى معرفة صدق النبي ص و الوصي ع و بيان شروط مفهوم المعجزات‏] [فصل في أن القرآن معجز تحدى العرب و بيان بعض الشبهات‏] فصل في وجه إعجاز القرآن‏ فصل في أن التعجيز هو الإعجاز فصل في أن الإعجاز هو الفصاحة فصل إن الفصاحة مع النظم معجز فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب‏ فصل في أن النظم هو المعجز فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز باب في الصرفة و الاعتراض عليها و الجواب عنه‏ باب في أن إعجازه الفصاحة باب في أن إعجازه بالفصاحة و النظم معا باب في أن إعجاز القرآن المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة [باب في خواص‏ نظم القرآن‏] باب في مطاعن المخالفين في القرآن‏ الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل و المعجزات‏ باب في ذكر الحيل و أسبابها و آلاتها و كيفية التوصل إلى استعمالها و ذكر وجه إعجاز المعجزات‏ باب في الفرق‏ بين المعجزة و الشعبذة باب في مطاعن المعجزات و جواباتها و إبطالها باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله و جواباتها و إبطالها باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر و من لا يقول و الكلام عليهما الباب العشرون في علامات و مراتب نبينا و أوصيائه عليه و عليهم أفضل الصلاة و أتم السلام‏ [باب في علامات النبي و الأئمة جملة و تفصيلا] باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك و ما سبح ملك‏ باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان و آبائه ع‏ باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي و معه ع‏ الفهارس العامّة: 1- فهرس الآيات القرآنية سورة البقرة/ 2 سورة آل عمران/ 3 سورة النساء/ 4 سورة المائدة/ 5 سورة الأنعام/ 6 سورة الأعراف/ 7 سورة الأنفال/ 8 سورة التوبة/ 9 سورة يونس/ 10 سورة هود/ 11 سورة يوسف/ 12 سورة الرعد/ 13 سورة إبراهيم/ 14 سورة الحجر/ 15 سورة النحل/ 16 سورة الإسراء/ 17 سورة الكهف/ 18 سورة مريم/ 19 سورة طه/ 20 سورة الأنبياء/ 21 سورة الحجّ/ 22 سورة النور/ 24 سورة الشعراء/ 26 سورة النمل/ 27 سورة القصص/ 28 سورة العنكبوت/ 29 سورة الروم/ 30 سورة لقمان/ 31 سورة السجدة/ 32 سورة الأحزاب/ 33 سورة سبأ/ 34 سورة فاطر/ 35 سورة يس/ 36 سورة الصافّات/ 37 سورة ص/ 38 سورة الزمر/ 39 سورة غافر/ 40 سورة فصلت/ 41 سورة الزخرف/ 43 سورة الدخان/ 44 سورة الجاثية/ 45 سورة الاحقاف/ 46 سورة الفتح/ 48 سورة الحجرات/ 49 سورة الطور/ 52 سورة النجم/ 53 سورة القمر/ 54 سورة الواقعة/ 56 سورة المجادلة/ 58 سورة الحشر/ 59 سورة الجمعة/ 62 سورة التحريم/ 66 سورة القلم/ 68 سورة نوح/ 71 سورة الجن/ 72 سورة الدهر/ 76 سورة التكوير/ 81 سورة الانشقاق/ 84 سورة الضحى/ 93 سورة الانشراح/ 94 سورة القدر/ 97 سورة البينة/ 98 سورة الزلزلة/ 99 سورة العاديات/ 100 سورة الكوثر/ 108 سورة النصر/ 110 سورة المسد/ 111 سورة الإخلاص/ 112 2- فهرس أسماء الأنبياء و الملائكة عليهم السلام‏ 3- فهرس أسماء المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام‏ [4-] فهرس الرواة و الاعلام‏ «حرف الالف» ب‏ ت‏ ث‏ ج‏ «الحاء» «الخاء» «الدال» «الذال» «الراء» «الزاى» «السين» «الشين» «الصاد» «الضاد» «الطاء» «الظاء» «العين» «الغين» «الفاء» «القاف» «الكاف» «اللام» «الميم» «النون» «الهاء» «الواو» «الياء» «الكنى» «الألقاب» «المبهمات» [5-] فهرس الكتب الواردة في المتن‏ 6- فهرس الفرق و القبائل و الطوائف‏ 7- فهرس الاماكن و البقاع‏ 8- فهرس الأيّام و الوقائع‏ 9- مصادر التحقيق‏ 10- فهرس الجزء الثالث من كتاب الخرائج و الجرائح‏

الخرائج و الجرائح


صفحه قبل

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1015

فصل‏ و سألوا عن قوله‏ وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ 5145 و اسمه في التوراة تارخ فيقال لا ينكر أن يكون له اسمان فقد يكون للرجل اسمان و كنيتان هذا إدريس في التوراة أخنوخ و يعقوب إسرائيل و عيسى يدعى المسيح و قد

قَالَ نَبِيُّنَا لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ أَنَا أَحْمَدُ وَ الْمَاحِي وَ الْعَاقِبُ وَ الْحَاشِرُ 5146 ..

و قد يكون للرجل كنيتان كما كان له اسمان فإن حمزة يكنى أبا يعلى و أبا عتبة 5147 و صخر بن حرب والد معاوية يكنى‏ 5148 أبا سفيان و أبا حنظلة.

و قيل معنى آزر يا ضعيف أو يا جاهل و يقال يا معاوني‏ 5149 و يا مصاحبي أو يا شيخي فعلى هذا يكون ذلك وصفا له و قال الأكثرون إن آزر كان عم إبراهيم و العرب تجعل العم أبا.

و الصحيح أن آزر ما كان أبا إبراهيم‏ 5150 .

فصل‏ و سألوا عن قوله‏ وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً ثم قال‏ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا 5151 و هذا كلام متفاوت لأنه أخبرنا بمدة لبثهم ثم قال‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا و قد علمنا ذلك بما أعلمنا.

الجواب أنهم اختلفوا في مدة لبثهم كما اختلفوا في عدتهم فأعلمنا الله‏

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1016

أنهم لبثوا ثلاثمائة فقالوا سنين و شهورا و أياما [فأنزل الله سنين‏] 5152 ثم قال‏ ازْدَادُوا تِسْعاً و أنا أعلم بما لبثوا من المختلفين.

فصل‏ و سألوا عن قوله‏ يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ 5153 و لم يكن لمريم أخ يقال له هارون الجواب [اعلم‏] أنه لم يرد بهذا إخوة النسب بل أراد يا شبيهة هارون و مثل هارون‏ 5154 في الصلاح.

و كان في بني إسرائيل رجل صالح اسمه هارون و قد يقول الرجل لغيره يا أخي و لا يريد إخوة 5155 النسب و يقال هذا الشي‏ء أخو هذا الشي‏ء إذا كان متشاكلا [له‏] 5156 و قال تعالى‏ وَ ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها 5157 .

فصل‏ و قالوا كيف يكون هذا النظم بالوصف الذي ذكرتم في البلاغة و النهاية 5158 و قد وجد التكرار من ألفاظه كقوله‏ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ‏ و نحوه من تكرير القصص.

الجواب أن التكرير على وجوه‏

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1017

منها: ما يوجد في اللفظ دون المعنى‏ 5159 كقولهم أطعني و لا تعصني.

و منها: ما يوجد فيها 5160 معا كقولهم عجل عجل أي سرا و علانية و الله و الله أي في الماضي و المستقبل و قد يقع كل ذلك لتأكيد المعنى و المبالغة فيه و يقع مرة لتزيين النظم و حسنه و الحاجة إلى استعمال كليهما.

فالمستعمل للإيجاز و الحذف ربما عمى على السامع و إنما ذم أهل البلاغة التكرار الواقع في الألفاظ إذا وجد فضلا من القول غير مفيد فائدة في التأكيد لمعنى أو لتزيين لفظ و نظم و إذا وجد كذلك كان هذرا و لغوا 5161 .

و أما إذا أفاد فائدة في كل من النوعين كان من أفضل اللواحق للكلام المنظوم و لم يسم تكريرا على الذم و تكرير اللفظ لتزيين النظم أمر لا يدفعه عارف بالبلاغة و هو موجود في أشعارهم‏ 5162 .

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1018

الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل و المعجزات‏

أما بعد حمد الله تعالى الذي فرق لجميع المكلفين بين الحق و الباطل و الصلاة على محمد و آله الذين أعادوا الدين كعود الحلي إلى العاطل‏ 5163 .

فإني أذكر ما ينكشف به الفصل بين الحيل و المعجزات و يظهر به الشعوذة و المخاريق و حقيقة الدلالات و العلامات لكل ذي رأي صائب و نظر ثاقب و الله الموفق و المعين.

باب في ذكر الحيل و أسبابها و آلاتها و كيفية التوصل إلى استعمالها و ذكر وجه إعجاز المعجزات‏

اعلم أن الحيل هي أن يرى صاحب الحيلة الأمر في الظاهر على وجه لا يكون عليه و يخفى‏ 5164 وجه الحيلة فيه نحو عجل السامري الذي جعل فيه خروقا تدخل فيها الريح فيسمع منه صوت.

و منها: مخرقة المشعبذ نحو أن يرى الناظر ذلك في خفة حركاته كأنه ذبح حيوانا و لا يذبحه في الحقيقة ثم يرى من بعد أنه أحياه بعد الذبح‏

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1019

و يشبه هذا الجنس من الحيل‏ 5165 السحر.

و ليست معجزات الأنبياء و الأوصياء ع من هذا الجنس لأن الذي‏ 5166 يأتون به من المعجزات يكون على ما يأتون به.

و العقلاء يعلمون‏ 5167 أنها كذلك لا يشكون فيه و أنه ليس فيها وجه حيلة نحو قلب العصا حية و إحياء الميت و كلام الجماد و الحيوانات من البهائم و السباع و الطيور على الاستمرار في أشياء مختلفة و الإخبار عن الغيب و الإتيان بخرق العادة و نحو القرآن في مثل بلاغته و الصرفة 5168 و إن كان يعلم كونه معجزا أكثر الناس بالاستدلال.

و لهذا قال تعالى في قوم فرعون و ما رأوه من معجزات موسى على نبينا و عليه السلام‏ وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا 5169 .

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1020

فصل‏ فإن قيل ما أنكرتم أن يكون في الأدوية ما إذا مس به ميت حيي و عاش و إذا جعل في عصا و نحوها صارت حية و إذا سقي حيوانا تكلم و إذا شربه الإنسان صار بليغا بحيث يتمكن من مثل بلاغة القرآن.

قلنا ليس يخلو إما أن يكون للناس طريق إلى معرفة ذلك الدواء أو لا يكون لهم طريق إلى معرفته فإن كان لهم إليه طريق لزم أن يكون الظفر به ممكنا و كانوا يعارضونه به فلا يكون معجزا و إن لم يمكن الظفر به لزم أن يكون الظفر به معجزا لأنه يعلم أنه ما ظفر به إلا بأن أطلعه الله تعالى عليه و إن كان تعالى لا يطلع عليه أحدا ليس برسول فعلم بذلك صدقه ثم يعلم من بعد بخبره أن ذلك‏ 5170 ليس من قبله نحو القرآن بل هو منه تعالى أنزله عليه.

و كذلك هذا في الدواء الذي جوز به‏ 5171 السائل إحياء الموتى لا يخلو إما أن لا يمكن الظفر به أو يمكن فعلى الأول لزم أن يكون الظفر به معجزا للنبي أو الوصي لأنه يعلم أنه ما ظفر به إلا بأن أطلعه الله تعالى عليه فيعلم بذلك صدقه و إن أمكن الظفر به و هو الوجه الثاني فالواجب أن يسهل الإحياء لكل أحد و المعلوم خلافه.

فصل‏ و اعلم أن الحيل و السحر و خفة اليد لها وجوه متى فتش عنها المعني بذلك فإنه يقف على تلك الوجوه و لهذا يصح فيها التلمذ و التعلم و لا يختص به واحد دون آخر.

الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1021

مثاله أن المحتالين يأخذون البيض و يضعونه في الخل و نحوه و يتركونه يومين و ثلاثة حتى يصير قشره الفوقاني لينا بحيث يمكن أن يطول فإذا صار طويلا بمده كذلك يطرح في قارورة ضيقة الرأس فإذا صار فيها يصب فيها الماء البارد و تحرك القارورة حتى يصير البيض مدورا كما كان و يذهب ذلك اللين من قشره الفوقاني بذلك بعد ساعات و يشتد بحيث ينكسر انكساره أولا فيظن الغفلة أن المعجز مثله و هو حيلة.

و نحو ذلك ما ألقى سحرة فرعون من حبالهم و عصيهم حتى خيل إلى الناظر إليها من سحرهم أنها تسعى احتالوا في تحريك العصا و الحبال لأنهم جعلوا فيها من الزئبق فلما طلعت الشمس عليها تحركت بحرارة الشمس.

و غير ذلك من أنواع الحيل و أنواع التمويه و التلبيس و خيل إلى الناس أنها تتحرك كما تتحرك الحية و إنما سحروا أعين الناس لأنهم أروهم شيئا لم يعرفوه‏ 5172 و دخل عليهم الشبهة في ذلك لبعده منهم فإنهم لم يتركوا الناس يدخلون بينهم.

و في هذه دلالة على أن السحر لا حقيقة له لأنها لو صارت حيات حقيقة لم يقل الله تعالى‏ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ‏ 5173 بل كان يقول سبحانه فلما ألقوا صارت حيات ثم قال تعالى‏ وَ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ‏ 5174 أي ألقاها فصارت ثعبانا فإذا هي تبتلع ما يأفكون‏ 5175 فيه من الحبال و العصي و إنما ظهر ذلك للسحرة على الفور لأنهم لما رأوا تلك الآيات و المعجزات في العصا علموا أنه أمر سماوي لا يقدر عليه غير الله تعالى.

فمن تلك الآيات قلب العصا حية.

صفحه بعد