کتابخانه روایات شیعه
ع فيطهر الأرض من الأعداء.
وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْحَى إِلَى آدَمَ أَنِّي مُتَوَفِّيكَ فَأَوْصِ إِلَى شَيْثٍ 4612 وَ هُوَ هِبَتِي فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ لَا تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ عَالِمٍ يَقْضِي بِحُكْمِي أَجْعَلُهُ فِي الْأَرْضِ 4613 حُجَّةً لِي فَجَمَعَ آدَمُ وُلْدَهُ وَ قَالَ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أُوصِيَ إِلَى هِبَةِ اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَهُ لِي وَ لَكُمْ بَعْدِي فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوا فَقَالُوا نَسْمَعُ لَهُ وَ نُطِيعُهُ 4614 .
و كذلك فعل رسول الله ص بعلي ع يوم الغدير 4615 ..
[فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء إدريس ع]
فصل
وَ أَمَّا إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عَلَى نَبِيِّنَا وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ تَنَحَّى عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا وَ كَانَ أَهْلُهَا يَعْبَثُونَ وَ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَحْبِسُ عَنْهُمُ الْمَطَرَ بِدُعَائِهِ وَ أَوَى إِلَى كَهْفٍ وَ وَكَّلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهِ مَلَكاً يَأْتِيهِ بِطَعَامِهِ كُلَّ مَسَاءٍ فَمَكَثُوا بَعْدَهُ عِشْرِينَ سَنَةً لَمْ يُمْطَرُوا 4616 قَطْرَةً
فَلَمَّا جَهَدُوا وَ تَابُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَرْجِعَ 4617 إِلَيْهِمْ 4618 .
فكذلك مهدي آل محمد ص لما عاب أهل الأرض خرج من بينهم و غاب عنهم فإذا ما اشتد عليهم الزمان و غلب شرار الناس و ملئوا الأرض ظلما رجع إليهم.
وَ إِنَّ إِدْرِيسَ عَلَى نَبِيِّنَا وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ نَظَرَ إِلَى دُخَانٍ فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ وَ هَجَمَ عَلَى عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ وَ هِيَ تُرَقِّقُ قُرْصَيْنِ لَهَا عَلَى مِقْلَاةٍ فَقَالَ بِيعِي مِنِّي هَذَا الطَّعَامَ فَحَلَفَتْ أَنَّهَا مَا تَمْلِكُ شَيْئاً غَيْرَهُمَا وَاحِدٌ لِي وَ وَاحِدٌ لِابْنِي فَقَالَ ابْنُكِ صَغِيرٌ يُجْزِيهِ نِصْفُ قُرْصٍ فَأَكَلَتْ قُرْصَهَا وَ كَسَرَتِ الْقُرْصَ الْآخَرَ بَيْنَ ابْنِهَا وَ بَيْنَ إِدْرِيسَ وَ بَاعَتْهُ مِنْهُ فَلَمَّا رَأَى ابْنُهَا ذَلِكَ اضْطَرَبَ يَبْكِي حَتَّى مَاتَ فَقَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَتَلْتَ ابْنِي جَزَعاً عَلَى قُوتِهِ فَقَالَ أَنَا أُحْيِيهِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ أَخَذَ بِعَضُدِ 4619 الصَّبِيِّ وَ قَالَ أَيَّتُهَا الرُّوحُ الْخَارِجَةُ عَنْ بَدَنِ هَذَا الْغُلَامِ ارْجِعِي إِلَى بَدَنِهِ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَا إِدْرِيسُ فَلَمَّا أَحْيَا اللَّهُ تَعَالَى الْغُلَامَ خَرَجَتْ فَقَالَتْ يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ هَذَا إِدْرِيسُ فَخَرَجَ إِلَى تَلٍّ وَ قَعَدَ هُنَاكَ وَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا بَعْدَهُ فَبَلَغَ مَلِكَ الْقَرْيَةِ خَبَرُهُ فَبَعَثَ إِلَى إِدْرِيسَ عَلَى نَبِيِّنَا وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا لِيَأْتُوا بِإِدْرِيسَ فَعَنَّفُوهُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَمَاتُوا فَبَعَثَ الْمَلِكُ خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ فَقَالَ لَهُمْ إِدْرِيسُ انْظُرُوا إِلَى مَصَارِعِ أَصْحَابِكُمْ فَقَالُوا لَهُ ارْحَمْ وَ ادْعُ أَنْ تُمْطَرَ فَقَدْ مِتْنَا بِالْجُوعِ فَقَالَ حَتَّى يَأْتِيَ الْجَبَّارُ مُتَوَاضِعاً لِلَّهِ حَافِياً إِلَيَّ فَأَتَاهُ أَهْلُ الْقَرْيَةِ خَاضِعِينَ تَائِبِينَ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى فَأَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ وَ هَطَلَتْ 4620 ..
و كذلك
إِذَا ظَهَرَ الْمَهْدِيُّ ع بِمَكَّةَ مَا بَيْنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ بَابِ الْكَعْبَةِ فَنَادَى جَبْرَائِيلُ ع وَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ مِنَ الْآفَاقِ بَعَثَ السُّفْيَانِيُّ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ يَقُولُونَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِي بَنِي عَلِيٍّ فَإِذَا بَلَغُوا إِلَى الْبَيْدَاءِ خَسَفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ فَلَا يَبْقَى 4621 إِلَّا رَجُلَانِ مِنْهُمْ 4622 يَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا إِلَى السُّفْيَانِيِّ وَ الْآخَرُ يَخْرُجُ إِلَى مَكَّةَ وَ قَدْ صَارَ قَفَاهُمَا إِلَى مَوْضِعِ وَجْهَيْهِمَا يُخْبِرَانِ النَّاسَ بِحَالِ عَسْكَرِ السُّفْيَانِيِ 4623 .
و كذلك
كَانَ لَمَّا هَاجَرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ مَكَّةَ لِتَأَذِّيهِ مِنْ أَهْلِهَا دَعَا عَلَيْهِمْ فَعَمَّهُمُ الْجَدْبُ سِنِينَ فَخَضَعُوا وَ سَأَلُوهُ أَنْ يَدْعُوَ فَدَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ اسْتَسْقَى فَمُطِرُوا 4624 .
وَ كَانَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ عَنَاقٌ 4625 فَذَبَحَهَا وَ قَالَ لِأَهْلِهِ اطْبُخُوا بَعْضاً وَ اشْوَوْا بَعْضاً فَلَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ ص يُشَرِّفُنَا وَ يَحْضُرُ بَيْتَنَا اللَّيْلَةَ وَ يُفْطِرُ عِنْدَنَا وَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَ كَانَ لَهُ ابْنَانِ صَغِيرَانِ وَ كَانَ يَرَيَانِ أَبَاهُمَا يَذْبَحُ الْعَنَاقَ.
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ تَعَالَ حَتَّى أَذْبَحَكَ فَأَخَذَ السِّكِّينَ وَ ذَبَحَهُ فَلَمَّا رَأَتْهُمَا الْوَالِدَةُ صَاحَتْ فَهَرَبَ الذَّابِحُ خَوْفاً فَوَقَعَ مِنَ الْغُرْفَةِ فَمَاتَ فَسَتَرَتْهُمَا وَ طَبَخَتْ وَ هَيَّأَتِ 4626 الطَّعَامَ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ص إِلَى دَارِ الْأَنْصَارِيِّ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَحْضِرْ وَلَدَيْهِ فَطَلَبَهُمَا فَخَرَجَ أَبُوهُمَا فَقَالَتْ وَالِدَتُهُمَا لَيْسَا بِحَاضِرَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ وَ أَخْبَرَهُ بِغَيْبِتِهِمَا
فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ إِحْضَارِهِمَا فَانْصَرَفَ وَ أَطْلَعَتِ 4627 الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا بِحَالِهِمَا فَأَخَذَهُمَا إِلَى مَجْلِسِ النَّبِيِّ ص فَدَعَا اللَّهَ فَأَحْيَاهُمَا وَ عَاشَا سِنِينَ 4628 .
[فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع]
فصل
وَ كَانَ فِي بَعْضِ الْأَزْمَانِ نَبِيٌّ بَيْنَ قَوْمٍ كَثِيرِينَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَ لَا يُجِيبُونَهُ وَ كَانَ لَهُمْ يَوْمُ عِيدٍ فَأَتَاهُمْ ذَلِكَ النَّبِيُّ وَ قَالَ لَا تَفْعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَقَالُوا لَهُ إِنْ سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَشَبٍ يَابِسٍ ثِمَاراً عَلَى لَوْنِ ثِيَابِنَا وَ كَانَتْ ثِيَابُهُمْ صَفْرَاءَ فَإِنَّا نُؤْمِنُ بِكَ وَ كَانَتْ هُنَاكَ خَشَبَةٌ يَابِسَةٌ فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَصَارَتْ شَجَرَةً ثُمَّ أَوْرَقَتْ ثُمَّ أَثْمَرَتِ الْمِشْمِشَ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَظْهَرَ الْإِيمَانَ نِفَاقاً فَكُلُّ مِشْمِشَةٍ أَكَلَهَا مُؤْمِنٌ كَانَ نَوَاهَا حُلْواً وَ كُلُّ مِشْمِشَةٍ أَكَلَهَا مُنَافِقٌ كَانَ نَوَاهَا مُرّاً فَعَرَّفَهُمُ اللَّهُ ذَلِكَ النَّبِيَّ بِهِ 4629 .
كذلك
فَعَلَ النَّبِيُّ ص لِيَهُودِيٍّ كَانَ لَهُ حَقٌّ عَلَى مُسْلِمٍ وَ قَدْ عَقَدَ أَنْ يَغْرِسَ لَهُ عِدَّةً مِنَ النَّخِيلِ وَ يُرَبِّيَهَا إِلَى أَنْ تَرْطُبَ 4630 أَلْوَاناً كَثِيرَةً فَإِنَّهُ ص أَمَرَ عَلِيّاً ع أَنْ يَأْخُذَ نَوًى عَلَى عَدَدِ النَّخْلِ 4631 الَّذِي ضَمِنَهُ الْمُسْلِمُ لِلْيَهُودِيِّ فَكَانَ النَّبِيُّ ص يَضَعُ النَّوَى فِي فِيهِ ثُمَّ يُعْطِيهِ عَلِيّاً ع فَيَدْفِنُهُ فِي الْأَرْضِ فَإِذَا
اشْتَغَلَ بِالثَّانِي نَبَتَ الْأَوَّلُ حَتَّى تَمَّتْ عِدَّةُ النَّخْلِ عَلَى الْأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ مِنَ الصُّفْرَةِ وَ الْحُمْرَةِ وَ الْبَيَاضِ وَ السَّوَادِ وَ غَيْرِهَا.
وَ كَانَ النَّبِيُّ ص يَمْشِي بَيْنَ نَخَلَاتٍ وَ مَعَهُ عَلِيٌّ ع فَنَادَتْ نَخْلَةٌ إِلَى نَخْلَةٍ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هَذَا وَصِيُّهُ فَسُمِّيَتِ الصَّيْحَانِيَّةَ 4632 .
و كذلك أكثر حجج الله تعالى من أولادهما ع مروا مع قوم على شجر يابس فدعوا فأورق و أثمر و أكلوا و قد مضى ذكره.
[فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء إبراهيم ع و أولاده]
فصل
وَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى نَبِيِّنَا وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِضْيَافاً فَنَزَلَ عَلَيْهِ يَوْماً قَوْمٌ أَضْيَافٌ وَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ يُطْعِمُهُمْ فَقَالَ إِنْ أَخَذْتُ خَشَبَ الدَّارِ وَ بِعْتُهُ مِنَ النَّجَّارِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَنْحَتَهُ وَثَناً أَوْ صَنَماً فَلَمْ يَفْعَلْ فَخَرَجَ فِي الطَّلَبِ وَ مَعَهُ إِزَارٌ إِلَى مَوْضِعٍ بَعْدَ أَنْ أَنْزَلَهُمْ فِي دَارِ الضِّيَافَةِ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا فَرَغَ وَ لَمْ يَجِدِ الْإِزَارَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ هَيَّأَ أَسْبَابَهُ فَلَمَّا دَخَلَ دَارَهُ رَأَى سَارَةَ تَطْبُخُ شَيْئاً فَقَالَ لَهَا أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هَذَا الَّذِي بَعَثْتَهُ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ وَ كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَمَرَ جَبْرَئِيلَ أَنْ يَأْخُذَ الرَّمْلَ الَّذِي كَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ إِبْرَاهِيمُ وَ يَجْعَلَهُ فِي إِزَارِهِ وَ الْحَجَرَاتُ الْمُلْقَاةُ هُنَاكَ أَيْضاً فَفَعَلَ جَبْرَئِيلُ ع ذَلِكَ فَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الرَّمْلَ جَاوَرْساً 4633 مُقَشَّراً وَ الْحِجَارَةَ الْمُدَوَّرَةَ سَلْجَماً 4634
وَ الْمُسْتَطِيلَةَ 4635 جَزَراً 4636 .
و قد كان للنبي ص و أهل بيته أمثال ذلك مرارا و قد تقدم في معجزاتهم.
و إن إبراهيم على نبينا و عليه السلام لما ألقي في النار فصارت عليه بردا و سلاما و كذا كان موسى بن جعفر ع قعد في النار بثيابه فلم تحرقه 4637 .
وَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا قَالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي 4638 قَاصِداً إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ سُلْطَانِ نُمْرُودَ جَعَلَ سَارَةَ فِي تَابُوتٍ لِئَلَّا يَرَاهَا أَحَدٌ لِغَيْرَتِهِ فَمَرَّ بِعَشَّارٍ 4639 فِي سُلْطَانِ رَجُلٍ مِنَ الْقِبْطِ فَقَالَ لَا أُخَلِّيكَ حَتَّى تَفْتَحَ التَّابُوتَ فَفَتَحَهُ عَنْهَا وَ كَانَتْ مَوْصُوفَةً بِالْجَمَالِ فَرَفَعَ الْعَشَّارُ الْخَبَرَ إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ احْمِلُوهُ وَ التَّابُوتُ مَعَهُ إِلَيَّ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ افْتَحْهُ فَقَالَ فِيهِ حُرْمَتِي وَ أَنَا أُعْطِيكَ مَا مَعِي 4640 وَ لَا أَفْتَحُهُ فَأَبَى إِلَّا فَتَحَهُ فَلَمَّا رَآهَا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ع اللَّهُمَّ احْبِسْ يَدَهُ فَشَلَّتَا فَقَالَ الْمَلِكُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ يَدَيَّ فَدَعَا فَصَلَحَتَا ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَشَلَّتَا فَسَأَلَ إِبْرَاهِيمَ فِي رَدِّ يَدِهِ 4641 .
فَقَالَ بِشَرْطِ أَنْ لَا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ لَا أَفْعَلُ فَدَعَا فَصَلَحَتْ يَدُهُ فَقَالَ الْمَلِكُ عِنْدِي جَارِيَةٌ صَالِحَةٌ بِكْرٌ تَلِيقُ بِكُمْ فَأَتَى بِهَاجَرَ فَوَهَبَهَا لَهَا 4642 4643 .
و مثل ذلك كان للحسين ع مع فرعون هذه الأمة فإنه 4644 مد يده ليضرب على وجه الحسين ع فيبست يده فتضرع إليه ليدعو ربه فترد إليه يده فدعا 4645 فصلحت و لم يعتذر كاعتذار 4646 الملك القبطي 4647 .
وَ لَمَّا خَلَّفَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى نَبِيِّنَا وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِسْمَاعِيلَ ع وَ أُمَّهُ هَاجَرَ بِمَكَّةَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى عَطِشَ إِسْمَاعِيلُ وَ لَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ مَاءٌ ظَاهِرٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَطَلَبَتْ أُمُّهُ الْمَاءَ فَلَمْ تَجِدْهُ فَفَحَصَ الصَّبِيُّ بِرِجْلِهِ فَنَبَعَتْ زَمْزَمُ 4648 .
و كذلك لما ولد عيسى ابن مريم ع جعل الله تعالى لهما شربا أي عينا ينبع 4649 .
و قد أنبط 4650 الله تعالى الماء لسيدنا رسول الله ص و لعترته 4651 الأئمة ع في زمان بعد زمان على ما أشرنا إليه من قبل 4652 .