کتابخانه روایات شیعه
قَالَ لَا إِنَّمَا أَنَا قَدْ 3829 حَجَجْتُ مَعَ أَهْلِ بَلْدَتِنَا وَ خَرَجْنَا.
فَلَمَّا كَانَ 3830 فِي بَعْضِ اللَّيَالِي فِي الْبَادِيَةِ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ فَمَا انْتَبَهْتُ 3831 إِلَّا بَعْدَ أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ 3832 فَانْتَبَهْتُ فَلَمْ أَرَ لِلْقَافِلَةِ أَثَراً وَ خَرَجَتِ الْقَافِلَةُ وَ أَيِسْتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَ كُنْتُ أَمْشِي وَ أَقْعُدُ يَوْمَيْنِ وَ ثَلَاثَةً فَأَصْبَحْتُ يَوْماً وَ إِذَا أَنَا بِقَصْرٍ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ وَ وَجَدْتُ بِبَابِهِ أَسْوَدَ فَأَدْخَلَنِي دَاراً وَ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ حَسَنِ الْوَجْهِ وَ الْهَيْئَةِ فَأَمَرَ أَنْ يُطْعِمُونِي وَ يُسْقُونِي.
فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَنَا الَّذِي يُنْكِرُنِي قَوْمُكَ وَ أَهْلُ بَلَدِكَ 3833 .
فَقُلْتُ وَ مَتَى تَخْرُجُ قَالَ تَرَى هَذَا السَّيْفَ الْمُعَلَّقَ هَاهُنَا وَ هَذِهِ الرَّايَةَ فَمَتَى انْسَلَ 3834 مِنْ غِمْدِهِ (وَ انْتَشَرَتِ الرَّايَةُ بِنَفْسِهَا) 3835 خَرَجْتُ.
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ وَهْنٍ مِنَ اللَّيْلِ 3836 قَالَ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى بَيْتِكَ قُلْتُ نَعَمْ.
قَالَ لِبَعْضِ غِلْمَانِهِ خُذْ بِيَدِهِ وَ أَوْصِلْهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ وَ كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى تَحْتَ أَرْجُلِنَا فَلَمَّا انْفَجَرَ الْفَجْرُ وَ إِذَا نَحْنُ بِمَوْضِعٍ أَعْرِفُهُ بِالْقُرْبِ مِنْ بَلْدَتِنَا قَالَ لِي غُلَامُهُ هَلْ تَعْرِفُ الْمَوْضِعَ قُلْتُ نَعَمْ أَسَدَآبَاذُ 3837 فَانْصَرَفَ 3838 .
قَالَ وَ دَخَلْتُ هَمَدَانَ 3839 ثُمَّ دَخَلَ 3840 بَعْدَ مُدَّةٍ أَهْلُ بَلْدَتِنَا مِمَّنْ حَجَّ مَعِي وَ حَدَّثَ النَّاسُ بِانْقِطَاعِي مِنْهُمْ وَ تَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ فَاسْتَبْصَرْنَا مِنْ ذَلِكَ جَمِيعاً 3841 .
113- وَ مِنْهَا: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ عَمِّهِ لَمْ يُرْزَقْ مِنْهَا وَلَداً فَكَتَبَ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ أَنْ يَسْأَلَ الْحَضْرَةَ لِيَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ أَوْلَاداً فُقَهَاءَ فَجَاءَ الْجَوَابُ إِنَّكَ لَا تُرْزَقُ مِنْ هَذِهِ وَ سَتَمْلِكُ جَارِيَةً دَيْلَمِيَّةً تُرْزَقُ مِنْهَا وَلَدَيْنِ فَقِيهَيْنِ فَرُزِقْتُ مُحَمَّداً وَ الْحُسَيْنَ فَقِيهَيْنِ مَاهِرَيْنِ وَ كَانَ لَهُمَا أَخٌ أَوْسَطُ مُشْتَغِلٌ بِالزُّهْدِ لَا فِقْهَ لَهُ 3842 ..
فصل و اعلم أن معجزاتهم و دلائلهم و علاماتهم أكثر من أن تحصى و قد أضربنا عن تعداد أخواتها 3843 فهي كالرمل و الثرى و الحصى لئلا يمل الناظر في الكتاب إذا كان مطولا 3844 مستقصى و بدون ذلك مقنع للأدنى و الأقصى.
و قد كنت جمعت خمس مختصرات تتعلق بهذا الفن من العلوم فأضفتها إلى هذا الكتاب أيضا بالخطبة التي في أول كل واحد منها و هي كتاب نوادر المعجزات.
و كتاب أم المعجزات.
و كتاب الفرق بين الحيل و المعجزات.
و كتاب الموازاة 3845 بين المعجزات.
و كتاب العلامات للنبي و الأئمة عليهم أفضل الصلوات.
الباب السادس عشر في نوادر المعجزات
أما بعد حمد الله الذي جعل لنا في الدارين أعضادا 3846 و الصلاة على نبيه محمد و آله الذين يكونون في القيامة روادا و ذوادا فإن هذه أحاديث هائلة مهولة فإنها من المشكلات التي تتهافت فيها العقول لكونها من المعضلات و قد كان الشيخ الصدوق سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ذكرها في كتاب البصائر و أوردها الشيخ الثقة 3847 محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات و كلاهما لم يكن غاليا و لا قاليا و قد كان الراوي لنا عنهم عاليا فإن
1- الشَّيْخَ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِيمِيَّ أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنِ السَّيِّدِ أَبِي الْبَرَكَاتِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزِيِ 3848 الْحُسَيْنِيِ
حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ 3849 عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ حَدِيثَ آلِ مُحَمَّدِ عَظِيمٌ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ آلِ مُحَمَّدِ فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ فَاقْبَلُوهُ وَ مَا اشْمَأَزَّتْ مِنْهُ قُلُوبُكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدِ فَإِنَّمَا الْهَالِكُ مَنْ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ 3850 لَا يَحْتَمِلُهُ فَيَقُولُ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ الْإِنْكَارُ هُوَ الْكُفْرُ 3851 .
2- وَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُحَسِّنِ الْحَلَبِيُّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ 3852 يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورِ
بْنِ يُونُسَ عَنْ مُخَلَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ نَصْرٍ 3853 عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع جَالِساً فَرَأَيْتُ أَنَّهُ قَدْ نَامَ 3854 فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَبَا الرَّبِيعِ حَدِيثٌ تَمْضَغُهُ الشِّيعَةُ بِأَلْسِنَتِهَا لَا تَدْرِي مَا كُنْهُهُ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ يَا أَبَا الرَّبِيعِ أَ لَا تَرَى أَنَّهُ يَكُونُ مَلَكٌ وَ لَا يَكُونُ مُقَرَّباً وَ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُقَرَّبٌ وَ قَدْ يَكُونُ نَبِيٌّ وَ لَيْسَ بِمُرْسَلٍ فَلَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُرْسَلٌ وَ قَدْ يَكُونُ مُؤْمِنٌ وَ لَيْسَ بِمُمْتَحَنٍ فَلَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ 3855 .
3- وَ رَوَى جَمَاعَةٌ عَنِ 3856 الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ 3857 بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ دَعُوهُمْ 3858 مِمَّا يُنْكِرُونَ وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَلَيْنَا إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ إِلَى آخِرِهِ 3859 3860 .
4- وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ وَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِيمِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَمْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَتَى الْحُسَيْنَ ع أُنَاسٌ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا بِفَضْلِكُمُ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فَقَالَ إِنَّكُمْ لَا تَحْتَمِلُونَهُ وَ لَا تُطِيقُونَهُ قَالُوا بَلَى نَحْتَمِلُ قَالَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلْيَتَنَحَّ اثْنَانِ وَ أُحَدِّثُ وَاحِداً فَإِنِ احْتَمَلَهُ حَدَّثْتُكُمْ فَتَنَحَّى اثْنَانِ وَ حَدَّثَ وَاحِداً فَقَامَ طَائِرَ الْعَقْلِ وَ مَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَ ذَهَبَ فَكَلَّمَهُ صَاحِبَاهُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمَا شَيْئاً 3861 وَ انْصَرَفُوا 3862 .