کتابخانه روایات شیعه
أَبِيهِمْ فَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ وَ أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ فَرَجَعَ أَبُوهُ وَ قَالَ لِدَاوُدَ ع احْمِلْ إِلَى إِخْوَتِكَ طَعَاماً يَتَقَوَّوْنَ بِهِ عَلَى الْعَدُوِّ فَخَرَجَ وَ الْقَوْمُ مُتَقَارِبُونَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ قَدْ رَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى مَرْكَزِهِ فَمَرَّ دَاوُدُ عَلَى حَجَرٍ فَقَالَ لَهُ الْحَجَرُ بِنِدَاءٍ رَفِيعٍ يَا دَاوُدُ خُذْنِي فَاقْتُلْ بِي جَالُوتَ فَإِنِّي إِنَّمَا خُلِقْتُ لِقَتْلِهِ فَأَخَذَهُ وَ وَضَعَهُ فِي مِخْلَاتِهِ 4792 الَّتِي تَكُونُ فِيهَا حِجَارَتُهُ الَّتِي يَرْمِي بِهَا غَنَمَهُ فَلَمَّا دَخَلَ دَاوُدُ الْعَسْكَرَ سَمِعَهُمْ يُعَظِّمُونَ أَمْرَ جَالُوتَ فَقَالَ لَهُمْ مَا تُعَظِّمُونَ مِنْ أَمْرِهِ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ عَايَنْتُهُ لَأَقْتُلَنَّهُ فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِخَبَرِهِ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى طَالُوتَ فَقَالَ لَهُ يَا فَتَى مَا عِنْدَكَ مِنَ الْقُوَّةِ فَقَالَ قَدْ كَانَ الْأَسَدُ يَأْخُذُ 4793 الشَّاةَ مِنْ غَنَمِي فَأُدْرِكُهُ وَ آخُذُ بِرَأْسِهِ وَ أَفُكُّ لَحْيَيْهِ 4794 وَ أَنْتَزِعُ شَاتِي 4795 مِنْ فِيهِ.
وَ قَدْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى طَالُوتَ أَنَّهُ لَا يَقْتُلُ جَالُوتَ إِلَّا مَنْ لَبِسَ دِرْعَكَ فَمَلَأَهَا فَدَعَا بِدِرْعِهِ فَلَبِسَهَا دَاوُدُ ع فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ دَاوُدُ ع أَرُونِي جَالُوتَ فَلَمَّا رَآهُ أَخَذَ الْحَجَرَ فَرَمَاهُ بِهِ فَصَكَ 4796 بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَدَمَغَهُ 4797 وَ تَنَكَّسَ عَنْ دَابَّتِهِ فَتَفَرَّقَتِ الْعَسَاكِرُ الْكَافِرَةُ كَتَفَرُّقِ الْأَحْزَابِ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيَ
فَأَقَامَ دَاوُدُ ع فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ نَبِيّاً يَحْكُمُ بِالْإِلْهَامِ 4798 4799 .
كذلك درع رسول الله ص ما استوت على أحد بعد النبي إلا على علي و ما استوت بعد علي ع على أحد من الأئمة و لا على غيرهم فكلهم ع قالوا إنها تستوي على المهدي ع و إنه يقتل الجواليت 4800 و الطواغيت ثم إنه يحكم بالإلهام كحكم داود ع.
[فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع]
فصل
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ لِلْقَائِمِ مِنَّا غَيْبَةً يَطُولُ أَمَدُهَا قِيلَ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبَى إِلَّا أَنْ تَجْرِيَ فِيهِ سُنَنٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي غَيْبَاتِهِمْ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِنِ اسْتِيفَاءِ مُدَّةِ الْغَيْبَاتِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ 4801 أَيْ سُنَنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ 4802 .
وَ قَالَ ع لَا بُدَّ لِلْغُلَامِ 4803 مِنْ غَيْبَةٍ
قِيلَ وَ لِمَ قَالَ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَى بَطْنِهِ 4804 4805 .
وَ قَالَ ع صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ تَغِيبُ وِلَادَتُهُ عَنْ هَذَا الْخَلْقِ لِئَلَّا يَكُونَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ إِذَا خَرَجَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ قِيلَ لَهُ مَا وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَتِهِ قَالَ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَتِهِ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَاتِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ إِنَّ وَجْهَ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ لَا يَنْكَشِفُ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِهِ كَمَا لَمْ يَنْكَشِفْ وَجْهُ الْحِكْمَةِ لِمَا أَتَاهُ الْخَضِرُ ع مِنْ خَرْقِ السَّفِينَةِ وَ قَتْلِ الْغُلَامِ وَ إِقَامَةِ الْجِدَارِ لِمُوسَى ع
إِلَى وَقْتِ افْتِرَاقِهِمَا 4806 .
[فصل في مشابهة معجزات النبي و الأئمة ع من سبقهم من الأنبياء ع]
فصل
وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ سَمِعْتُ أَبَا هَارُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُ رَأَيْتُ صَاحِبَ الزَّمَانِ ع وَ وَجْهُهُ يُضِيءُ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ رَأَيْتُ عَلَى سُرَّتِهِ شَعْراً يَجْرِي كَالْخَطِّ وَ كُشِفَ الثَّوْبُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ مَخْتُوناً فَسَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ ع عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَكَذَا وُلِدَ مُوسَى ع وَ كَذَلِكَ وُلِدْنَا وَ لَكِنَّا سَنُمِرُّ الْمُوسَى عَلَيْهِ لِإِصَابَةِ السُّنَّةِ 4807 .
وَ عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ قَالَ: أَتَيْتُ سُرَّمَنْرَأَى فَلَزِمْتُ بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ ع فَدَعَا بِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ فَلَمَّا دَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ قَالَ لِي يَا أَبَا فُلَانٍ كَيْفَ حَالُكَ فَدَعَانِي بِكُنْيَتِي ثُمَّ قَالَ لِي يَا فُلَانُ فَسَمَّانِي بِاسْمِي
ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ رَجُلٍ رَجُلٍ مِنْ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ مِنْ أَهْلِي فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ قُلْتُ رَغْبَةً فِي خِدْمَتِكَ فَقَالَ الْزَمِ الدَّارَ فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ أَقْضِي 4808 لَهُمُ الْحَوَائِجَ فِي 4809 السُّوقِ وَ كُنْتُ أَدْخُلُ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ الرِّجَالِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً وَ هُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ وَ نَادَانِي وَ قَالَ مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ فَلَمْ أَجْسُرْ أَنْ أَخْرُجَ وَ لَا أَدْخُلَ فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا شَيْءٌ مُغَطًّى ثُمَّ نَادَانِي ادْخُلْ فَدَخَلْتُ وَ نَادَى الْجَارِيَةَ فَرَجَعَتْ فَقَالَ لَهَا اكْشِفِي عَنْهُ فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْيَضَ حَسَنِ الْوَجْهِ وَ كَشَفَتْ عَنْ بَطْنِهِ فَإِذَا الشَّعْرُ نَابِتٌ مِنْ لَبَّتِهِ 4810 إِلَى سُرَّتِهِ أَخْضَرُ لَيْسَ بِأَسْوَدَ فَقَالَ ع هَذَا صَاحِبُكُمْ ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَضَى أَبُو مُحَمَّدٍ ع 4811 .
وَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مَنْقُوشٍ 4812 قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ ع وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى دُكَّانٍ فِي الدَّارِ وَ عَنْ يَمِينِهِ بَيْتٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ مُسْبَلٌ قُلْتُ لَهُ سَيِّدِي مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ ارْفَعِ السِّتْرَ
فَرَفَعْتُهُ فَخَرَجَ إِلَيْنَا غُلَامٌ خُمَاسِيٌ 4813 لَهُ عَشْرٌ أَوْ ثَمَانٌ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ وَاضِحُ 4814 الْجَبِينِ أَبْيَضُ الْوَجْهِ دُرِّيُّ الْمُقْلَتَيْنِ 4815 شَثْنُ الْكَفَّيْنِ 4816 فِي خَدِّهِ الْأَيْمَنِ خَالٌ وَ فِي رَأْسِهِ ذُؤَابَةٌ 4817 فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِ أَبِي مُحَمَّدٍ ع ثُمَّ قَالَ لِي هَذَا صَاحِبُكُمْ ثُمَّ وَثَبَ فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ ادْخُلْ إِلَى الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لِي يَا يَعْقُوبُ انْظُرْ مَنْ فِي الْبَيْتِ فَدَخَلْتُ فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً 4818 .
فصل
وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ نَا 4819 جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ كَتَبَ إِلَيَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُ 4820 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ السُّورِيُ 4821 قَالَ صِرْتُ إِلَى بُسْتَانِ بَنِي عَامِرٍ فَرَأَيْتُ غِلْمَاناً يَلْعَبُونَ فِي غَدِيرِ الْمَاءِ وَ فَتًى جَالِسٌ عَلَى مُصَلًّى 4822 وَاضِعاً كُمَّهُ عَلَى فِيهِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا محمد بْنُ الْحَسَنِ وَ كَانَ فِي صُورَةِ أَبِيهِ 4823 .
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَنْبَرٍ الْكَبِيرِ مَوْلَى الرِّضَا ع قَالَ: خَرَجَ صَاحِبُ الزَّمَانِ ع عَلَى جَعْفَرٍ الْكَذَّابِ مِنْ مَوْضِعٍ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ عِنْدَ مَا نَازَعَ فِي الْمِيرَاثِ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ يَا جَعْفَرُ مَا لَكَ تَعَرَّضُ 4824 فِي حُقُوقِي فَتَحَيَّرَ جَعْفَرٌ وَ بُهِتَ ثُمَّ غَابَ عَنْهُ فَطَلَبَهُ جَعْفَرٌ بَعْدَ ذَلِكَ فِي النَّاسِ فَلَمْ يَرَهُ فَلَمَّا مَاتَتِ الْجَدَّةُ أُمُّ الْحَسَنِ أَمَرَتْ أَنْ تُدْفَنَ فِي الدَّارِ فَنَازَعَ جَعْفَرٌ وَ قَالَ هِيَ دَارِي لَا تُدْفَنُ فِيهَا فَخَرَجَ ع فَقَالَ لَهُ يَا جَعْفَرُ أَ دَارُكَ هِيَ ثُمَّ غَابَ عَنْهُ فَلَمْ يَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ 4825 .