کتابخانه ادبیات عرب
(2) و قال:
لعلّ عتبك محمود عواقبه
و ربّما صحت الأجسام بالعلل
(3) و قال:
فيا ليت ما بينى و بين أحبّتى
من البعد ما بينى و بين المصائب
(4) و قال فى مدح سيف الدولة:
و لعمرى لقد شغلت المنايا
بالأعادى فكيف يطلبن شغلا؟
(5) و قال فيه أيضا:
يا من يقتّل من أراد بسيفه
أصبحت من قتلاك بالإحسان 611
(6) و قال فيه أيضا:
تاللّه ما علم امرؤ لولاكم
كيف السّخاء و كيف ضرب الهام 612
(7) و قال أيضا:
و مكايد السّفهاء واقعة بهم
و عداوة الشّعراء بئس المقتنى
(8) و قال أيضا:
لم الّليالى التى أخنت على جدتى
برقّة الحال و اعذرنى و لا تلم 613
(9) و قال أيضا:
بئس الليالى سهدت من طرب
شوقا إلى من يبيت يرقدها 614
(2)
(1) كون ثمانى جمل إنشائية منها أربع للإنشاء الطلبى و أربع لغير الطلبىّ.
(2) ايت بصيغتين للقسم، و أخريين للمدح و الذم، و مثلهما للتعجب.
(3) استعمل الكلمات الآتية فى جمل مفيدة، ثم بيّن نوع كل إنشاء:
لا الناهية. همزة الاستفهام. ليت. لعل. عسى.
حبذا. لا حبذا. ما التعجبية. واو القسم. هل.
(3)
بيّن الإنشاء و أنواعه و الخبر و أضربه فيما يأتى:
(1)
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
و لكنّ أخلاق الرجال تضيق 615
(2)
إذا لم تكن نفس النّسيب كأصله
فما ذا الذى تغنى كرام المناصب؟ 616
(3)
ليت الجبال داعت عند مصرعه
دكّا فلم يبق من أركانها حجر
(4)
لئن حسنت فيك المراثى و ذكرها
لقد حسنت من قبل فيك المدائح
(5)
للّهو آونة تمر كأنها
قبل يزودّها حبيب راحل 617
(6)
أخلّاى لو غير الحمام أصابكم
عتبت و لكن ما على الدهر معتب 618
(7)
إن المساءة للمسرة موعد
أختان رهن للعشية أو غد 619
فإذا سمعت بهالك فتيقّنن
أن السبيل سبيله و تزوّد 620
(8)
و كلّ شجاعة فى المرء تغنى
و لا مثل الشجاعة فى حكيم 621
(9)
ذرينى فإن البخل لا يخلد الفتى
و لا يهلك المعروف من هو فاعله
(10)
و كل امرئ يوما سيركب كارها
على النعش أعناق العدا و الأقارب
(11)
و ما الجمع بين الماء و النار فى يدى
بأصعب من أن أجمع الجدّ و الفهما 622
(12)
يا ابنتى إن أردت آية حسن
و جمالا يزين جسما و عقلا
فانبذى عادة التبرج نبذا
فجمال النفوس أسمى و أعلى
يصنع الصانعون وردا و لكن
وردة الروض لا تضارع شكلا
(4)
حوّل الأخبار الآتية إلى جمل إنشائية و استوف أنواع الإنشاء الطلبىّ التى تعرفها:
الروض مزهر- الطير مغرد- يتنافس الصناع
يفيض النيل- نشط العامل- أجاد الكاتب
(5)
بيّن نوع الإنشاء فى البيتين التاليين، ثم انثرهما نثرا فصيحا.
يأيّها المتحلّى غير شيمته
و من شمائله التبديل و الملق 623
ارجع إلى خلقك المعروف ديدنه
إنّ التّخلّق يأتى دونه الخلق 624
الإنشاء الطلبىّ
(1) الأمر
الأمثلة:
(1) من رسالة لعلىّ رضى اللّه عنه بعث بها إلى ابن عباس و كان عاملا بمكة: أما بعد فأقم للنّاس الحجّ و ذكّرهم بأيام اللّه 625 ، و اجلس لهم العصرين 626 ، فأفت المستفتى، و علّم الجاهل، و ذاكر العالم.
(2) و قال تعالى: «وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ».
(3) و قال: «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ».
(4) و قال: «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً».*
*** (5) و قال أبو الطيب فى مدح سيف الدولة:
كذا فليسر من طلب الأعادى
و مثل سراك فليكن الطّلاب 627
(6) و قال يخاطبه:
أزل حسد الحسّاد عنّى بكبتهم
فأنت الّذى صيّرتهم لى حسّدا 628
(7) و قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل
بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل 629
(8) و قال أيضا:
ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجل
بصبح و ما الإصباح منك بأمثل 630
(9) و قال البحترى:
فمن شاء فليبخل و من شاء فليجد
كفانى نداكم عن جميع المطالب
(10) و قال أبو الطيب:
عش عزيزا أو مت و أنت كريم
بين طعن القنا و خفق البنود 631
(11) و قال آخر:
أرونى بخيلا طال عمرا ببخله
و هاتوا كريما مات من كثرة البذل
(12) و قال غيره:
إذا لم تخش عاقبة اللّيالى
و لم تستحى فاصنع ما تشاء
(13) و قال تعالى:
البحث:
إذا تأملت أمثلة الطائفة الأولى رأيت كلّا منها يشتمل على صيغة يطلب بها على وجه التكليف و الإلزام حصول شىء لم يكن حاصلا وقت الطلب. ثم إذا أنعمت النظر رأيت طالب الفعل فيها أعظم و أعلى ممن طلب الفعل منه، و هذا هو الأمر الحقيقى و إذا تأملت صيغته رأيتها لا تخرج عن أربع: هى فعل الأمر كما فى المثال الأول، و المضارع المقرون بلام الأمر كما فى المثال الثانى، و اسم فعل الأمر كما فى المثال الثالث.
و المصدر النائب عن فعل الأمر كما فى المثال الرابع.
انظر إذا إلى الطائفة الثانية تجد أن الأمر فى جميعها لم يستعمل فى معناه الحقيقى و هو طلب الفعل من الأعلى للأدنى على وجه الإيجاب و الإلزام، و إنما يدل على معان أخرى يدركها السامع من السياق و قرائن الأحوال.
فأبو الطيب فى المثال الخامس لا يريد تكليفا و لا يقصد إلى إلزام.
و إنما ينصح لمن ينافسون سيف الدولة و يرشدهم إلى الطريق المثلى فى طلب المجد و كسب الرفعة. فالأمر هنا للنصح و الإرشاد لا للإيجاب و الإلزام.
و صيغة الأمر فى المثال السادس لا يراد بها معناها الأصلىّ، لأن المتنبى يخاطب مليكه. و المليك لا يأمره أحد من شعبه، و إنما يراد بها الدعاء، كذلك كل صيغة للأمر يخاطب بها الأدنى من هو أعلى منه منزلة و شأنا.
و إذا تدبرت المثال السابع وجدت امرأ القيس يتخيّل صاحبين يستوقفهما و يستبكيهما جريا على عادة الشعراء، إذ يتخيل أحدهم أن له رفيقين يصطحبانه فى غدوّه و رواحه، فيوجه إليهما الخطاب، و يفضى إليهما بسره و مكنون صدره، و صيغة الأمر إذا صدرت من رفيق لرفيقه أو من ندّ لندّه لم يرد بها الإيجاب و الإلزام، و إنما يراد بها محض الالتماس.
و امرؤ القيس أيضا فى المثال الثامن لم يأمر الليل و لم يكلفه شيئا؛ لأن الليل لا يسمع و لا يطيع، و إنما أرسل صيغة الأمر و أراد بها التمنى.
و إذا تدبرت الأمثلة الباقية و تعرفت سياقها و أحطت بما يكنفها من قرائن الأحوال، أدركت أن صيغ الأمر فيها لم تأت للدلالة على المعنى الأصلى، و إنما جاءت لتفيد التخيير، و التسوية، و التعجيز، و التهديد و الإباحة على الترتيب.
القواعد:
(37) الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
(38) للأمر أربع صيغ: فعل الأمر، و المضارع المقرون بلام الأمر و اسم فعل الأمر، و المصدر النّائب عن فعل الأمر.
(39) قد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلىّ إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام، كالإرشاد، و الدّعاء، و الالتماس، و التّمنّى، و التّخيير، و التّسوية، و التّعجيز، و التّهديد، و الإباحة.
نموذج
لبيان صيغ الأمر و تعيين المراد من كل صيغة فيما يأتى: