کتابخانه ادبیات عرب
(3)
اجعل التشبيهات الضمنية الآتية استعارات تمثيلية بحذف المشبه و فرض حال أخرى مناسبة تجعلها مشبهة:
(1) قال المتنبى:
و لم أرج إلّا أهل ذاك و من يرد
مواطر من غير السّحائب يظلم 392
(2)
فإن تزعم الأملاك أنك منهم
فخارا فإنّ الشّمس بعض الكواكب
(3) و قال:
خذ ما تراه و دع شيئا سمعت به
فى طلعة البدر ما يغنيك عن زحل 393
(4) و قال:
لعلّ عتبك محمود عواقبه
و ربما صحّت الأجسام بالعلل
(5) و قال بعضهم فى شريف لا يكاد يجد قوتا:
أ يشكو لئيم القوم كظّا و بطنة
و يشكو فتى الفتيان مسّ سغوب 394
لأمر غدا ما حول مكّة مقفرا
جديبا و باقى الأرض غير جديب 395
(4)
اجعل الاستعارات التمثيلية الآتية تشبيهات ضمنية بذكر حال مناسبة تجعلها مشبهة قبل كل استعارة:
(1) يمشى رويدا و يكون أوّلا 396 .
(2) رضيت من الغنيمة بالإياب 397
(3) أنت تضىء للناس و تحترق.
(4) كفى بك داء أن ترى الموت شافيا.
(5) ليس التّكحّل فى العينين كالكحل 398 .
(6) و لا بدّ دون الشّهد من إبر النّحل 399 .
(7) هو ينفخ فى غير ضرم 400 .
(8) أنت تحدو بلا بعير 401 .
(5)
اذكر لكل بيت من الأبيات الآتية حالا يستشهد فيها به ثم أجر الاستعارة و بيّن نوعها:
(1) قال المتنبى:
و من يجعل الضّرغام للصيد بازه
تصيّده الضّرغام فيما تصيّدا 402
(2)
أرى خلل الرّماد وميض نار
و يوشك أن يكون لها ضرام 403
(3)
قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها
فمن علا زلقا عن غرّة زلجا 404
(4) و قال المتنبى:
و فى تعب من يحسد الشّمس ضوءها
و يجهد أن يأتى لها بضريب 405
(5) و قال البوصيرى:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
و ينكر الفم طعم الماء من سقم 406
(6) و قال المتنبى:
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأيسر ما يمر به الوحول 407
(7) و قال:
ما الّذى عنده تدار المنايا
كالّذى عنده تدار الشّمول 408
(8) قال كثيّر عزّة 409 :
هنيئا مريئا غير داء مخامر
لعزّة من أعراضنا ما استحلّت 410
(9)
زعم الفرزدق 411 أن سيقتل مربعا
أبشر بطول سلامة يا مربع 412
(10)
و لا بدّ للماء فى مرجل
على النّار موقدة أن يفورا 413
(11)
إذا قالت حذام فصدّقوها
فإنّ القول ما قالت حذام 414
(12)
لقد هزلت حتّى بدا من هزالها
كلاها و حتى سامها كلّ مفلس 415
(2)
(ا) هات استعارة تمثيلية تضربها مثلا لمن يكسل و يطمع فى النجاح.
(ب) هات استعارة تمثيلية تضربها مثلا لمن ينفق أمواله فى عمل لا ينتج.
(ح) هات استعاره تمثيلية تضربها مثلا لمن يكتب ثم يمحو ثم يكتب ثم يمحو.
(د) هات مثلين عربيين و أجر الاستعارة التمثيلية فى كل منهما.
(7)
اشرح قول المتنبى بإيجاز، و اذكر ما أعجبك فيه من التصوير البيانى:
رمانى الدّهر بالأرزاء حتى
فؤادى فى غشاء من نبال 416
فصرت إذا أصابتنى سهام
تكسّرت النّصال على النصال 417
(5) بلاغة الاستعارة
سبق لك أن بلاغة التشبيه آتية من ناحيتين: الأولى تأليف ألفاظه، و الثانية ابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان، لا يجول إلا فى نفس أديب وهب اللّه له استعدادا سليما فى تعرّف وجوه الشّبه. الدقيقة بين الأشياء، و أودعه قدرة على ربط المغانى و توليد بعضها من بعض إلى مدى بعيد لا يكاد ينته.
و سرّ بلاغة الاستعارة لا يتعدى هاتين الناحيتين، فبلاغتها من ناحية اللفظ أنّ تركيبها يدل على تناسى التشبيه، و يحملك عمدا على تخيّل صورة جديدة تنسيك روعتها ما تضمّنه الكلام من تشبيه خفى مستور.
انظر إلى قول البحترى فى الفتح بن خاقان:
يسمو بكف على العافين حانية
تهمى و طرف إلى العلياء طمّاح 418
أ لست ترى كفه و قد تمثّلت فى صورة سحابة هتّانة تصبّ وبلها على العافين السائلين، و أنّ هذه الصورة قد تملكت عليك مشاعرك فأذهلتك عما اختبأ فى الكلام من تشبيه؟
و إذا سمعت قوله فى رثاء المتوكل و قد قتل غيلة:
صريع تقاضاه اللّيالى حشاشة
يجود بها و الموت حمر أظافره 419
فهل تستطيع أن تبعد عن خيالك هذه الصورة المخيفة للموت، و هى صورة حيوان مفترس ضرّجت أظافره بدماء قتلاه؟
لهذا كانت الاستعارة أبلغ من التشبيه البليغ؛ لأنه و إن بنى على ادعاء أن المشبه و المشبه به سواء لا يزال فيه التشبيه منويّا ملحوظا بخلاف الاستعارة فالتشبيه فيها منسىّ مجحود؛ و من ذلك يظهر لك أن الاستعارة المرشحة أبلغ من المطلقة، و أن المطلقة أبلغ من المجردة.
أما بلاغة الاستعارة من حيث الابتكار و روعة الخيال، و ما تحدثه من أثر فى نفوس سامعيها، فمجال فسيح للإبداع، و ميدان لتسابق المجيدين من فرسان الكلام.
انظر إلى قوله عزّ شأنه فى وصف النار: «تكاد تميّز من الغيظ كلّما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير 420 »؟ ترتسم أمامك النار فى صورة مخلوق ضخم بطّاش مكفهرّ الوجه عابس يغلى صدره حقدا و غيظا.
ثم انظر إلى قول أبى العتاهية فى تهنئة المهدى بالخلافة:
أتته الخلافة منقادة
إليه تجرّر أذيالها
تجد أنّ الخلافة غادة هيفاء مدلّلة ملول فتن الناس بها جميعا، و هى تأبى عليهم و تصدّ إعراضا، و لكنها تأتى للمهدى طائعة فى دلال و جمال تجرّ أذيالها تيها و خفرا.
هذه صورة لا شك رائعة أبدع أبو العتاهية تصويرها، و ستبقى حلوة فى الأسماع حبيبة إلى النفوس ما بقى الزمان.
ثم اسمع قول البارودى:
إذا استلّ منّا سيّد غرب سيفه
تفزّعت الأفلاك و التفت الدّهر 421
و خبرنى عما تحسّ و عما ينتابك من هول مما تسمع. و قل لنا كيف خطرت فى نفسك صورة الأجرام السماوية العظيمة حيّة حساسة ترتعد فزعا و وهلا، و كيف تصورت الدهر و هو يلتفت دهشا و ذهولا؟
ثم اسمع قوله فى منفاه و هو نهب اليأس و الأمل:
أسمع فى نفسى دبيب المنى
و ألمح الشّبهة فى خاطرى
تجد أنه رسم لك صورة للأمل يتمشى فى النفس تمشيا محسّا يسمعه بأذنه. و أن الظنون و الهواجس صار لها جسم يراه بعينه؛ هل رأيت إبداعا فوق هذا فى تصويره الشك و الأمل يتجاذبان؟ و هل رأيت ما كان للاستعارة البارعة من الأثر فى هذا الإبداع؟
ثم انظر قول الشريف الرضى فى الوداع:
نسرق الدّمع فى الجيوب حياء
و بنا ما بنا من الأشواق
هو يسرق الدمع حتى لا يوصم بالضعف و الخور ساعة الوداع، و قد كان يستطيع أن يقول: «نستر الدمع فى الجيوب حياء»؛ و لكنه يريد أن يسمو إلى نهاية المرتقى فى سحر البيان، فإن الكلمة «نسرق» ترسم فى خيالك صورة لشدة خوفه أن يظهر فيه أثر للضعف، و لمهارته و سرعته فى إخفاء الدمع عن عيون الرقباء. و لو لا ضيق نطاق هذا الكتاب لعرضنا عليك كثيرا من صور الاستعارة البديعة، و لكنا نعتقد أن ما قدمناه فيه كفاية و غناء.
(6) المجاز المرسل
الأمثلة:
(1) قال المتنبى:
له أياد علىّ سابغة
أعدّ منها و لا أعدّدها 422
(2) و قال تعالى: «وَ يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً».
(3)
كم بعثنا الجيش جرّا
را و أرسلنا العيونا 423 .
(4) و قال تعالى على لسان نوح عليه السّلام:
«وَ إِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ».
(5) و قال تعالى: «وَ آتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ».
(6) و قال تعالى على لسان نوح عليه السّلام:
«إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً»
(7) و قال تعالى: «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ».
(8) و قال تعالى: «إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ».*
البحث:
عرفت أن الاستعارة من المجاز اللغوى، و أنها كلمة استعملت فى غير معناها لعلاقة المشابهة بين المعنيين الأصلىّ و المجازى، و نحن نطلب إليك هنا أن تتأمل الأمثلة السابقة، و أن تبحث فيما إذا كانت مشتملة على مجاز.
الإجابة عن تمرين (6) صفحة 205 من البلاغة الواضحة
إجابة (1)
إجابة (2)
(1) أصباحا سافرت أم مساء؟
(2) أماشيا جئت أم راكبا؟
(3) أفى المدرسة كتابك أم فى المنزل؟
(4) أعاد الرسول؟
(5) أتقبل توبة المذنب؟
(6) أ تجيد السّباحة؟
إجابة (3)
(1) هل المريخ مسكون؟
(2) هل تسير الكواكب؟
(3) هل الشمس أكبر الكواكب؟
إجابة (4)
(1) أنى يكون له الفضل علينا؟ (أنى هنا بمعنى كيف)
(2) أنى لكم هذه الأموال الكثيرة و قد عهدتكم معدمين؟ (أنى هنا بمعنى من أين)
(3) أنى يفيض النيل؟ (أنّى بمعنى متى)
الإجابة عن تمرين (7) صفحة 205 من البلاغة الواضحة
إجابة (1)
(1) سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص
(2) متى يستقيم الظلّ و العود أعوج
(3) أ يثاب المسىء و يعاقب المحسن؟
إجابة (2)
(1) من هؤلاء الذين بنوا مجد مصر؟
(2) أهذا الذى كنت تعتمد عليه؟
(3) أتأمرون النّاس بالبرّ و تنسون أنفسكم؟
إجابة (3)
(1) أتسىء إلى الناس ثم ترجو أن تكون سيّدا؟
(2) هل زمان الشباب يعود؟
(3) إلام تلهو و تنى و معظم العمر فنى.
الإجابة عن تمرين (8) صفحة 206 من البلاغة الواضحة
(ا) يمدح الشاعر الفضل بن يحيى بكثرة البذل و العطاء، و قد تخيّل لائمة تلومه على كثرة بذله و إتلافه المال، فهو يقول لها إن لومك لا يؤثر فيه و لا يمنعه عن جوده، فإنه كالبحر طبعه الجود و الكرم و لا يحول هذا الطبع بعذل أو لوم، ثم عاد الشاعر فأكد هذا المعنى فى البيت الثانى بأسلوب أطلى و أجمل فقال إن لومك إياه على بذله و سخائه ذاهب سدط، فإنه كالغمام دأبه القطر و طبعه أن يعمّ الناس بالغيث و لا يعذله فى ذلك أحد.
(ب) فى البيت استفهام فى ثلاثة مواضع.
(1) فى قوله «هل أثر اللوم فى البحر» و الغرض من الاستفهام هنا النفى فإن المعنى إن اللوم لا يؤثر فى البحر.
(2) فى قوله «أتنهين فضلا عن عطاياه للورى» و الاستفهام هنا للتعجب، يعجب لها كيف تنهاه عن العطاء و هو كالغمام طبعه الجود.
(3) فى قوله «و من ذا الذى ينهى الغمام عن القطر»، و الاستفهام هنا للنفى، يريد أنه ليس فى استطاعة مخلوق أن ينهى الغمام عن الجود.
التمنى
الإجابة عن تمرين (1) صفحة 208 من البلاغة الواضحة
الإجابة عن تمرين (2) صفحة 209 من البلاغة الواضحة
إجابة (1)
(1) ليت الكواكب تدنو لى فأنظمها عقود مدح فما أرضى لكم كلمى
(2) ليت أمّى لم تلدنى.
*** (1) هل من سبيل إلى الخلود فى هذه الدنيا (2) هل تطول الأحلام اللذيذة
*** (1) لو أنّ أيام الصبا تعود (2) لو أنّ النعيم يدوم
*** (1)
أ سرب القطا هل من يعير جناحه
لعلّى إلى من قد هويت أطير
(2)
لعلّ رحمة ربّى حين يقسمها
تأتى على حسب العصيان فى القسم
إجابة (2)
(1)
لعلّ عتبك محمود عواقبه
و ربّما صحّت الأجسام بالعلل
(2)
عسى الكرب الّذى أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب
إجابة (3)
(1) ليتك تخلص فى مودتك (تقول ذلك لصديق عاق)
(2) ليت الصحة تعود إلىّ (يقول ذلك مريض يائس)
ليت فى كلّ من المثالين تفيد الرجاء، لأن المطلوب فى كل منهما ممكن مطموع فى حصوله، و لكن المتكلم آثر استعمال «ليت» مع أن المقام للعلّ ليبرز المرجوّ فى صورة المستحيل، مبالغة فى الدلالة على بعد نيله.
الإجابة عن تمرين (3) صفحة 209 من البلاغة الواضحة
قبّح اللّه هذه الدنيا و لعنها من دار. فهى مقام شقاء و تعب لأهليها و لا سيما ذوى الهموم الكبيرة و المطالب العالية، و إنّى و قد سمت إلى
المناصب الرفيعة همتى دائم التّسكّى كثير الآلام، و كم أتمنى لو علمت أن يأتى يوم يصافينى فيه الزمان فأنشد قصائدى خالية من شكاية الدهر و معاتبة الأيام.
النداء
الإجابة عن تمرين (1) صفحة 213 من البلاغة الواضحة
(1) الأداة «يا» و قد استعملت فى نداء القريب 949 على خلاف الأصل إشارة إلى علوّ مرتبة المنادى.
(2) الإداة «أيا» و قد استعملت فى نداء القريب 950 على خلاف الأصل إشارة إلى علو مرتبة المنادى و ارتفاع شأنه.
(3) الأداة «الهمزة» و قد استعملت فى نداء البعيد 951 على خلاف الأصل، إشارة إلى أن المنادى حاضر فى الذهن لا يغيب عن البال فكأنه حاضر الجثمان.
(4) الأداة «يا» و قد نودى بها القريب على خلاف الأصل، إشارة إلى أن المنادى وضيع الشأن فى نظر المتكلم، فكأن بعد درجته فى الانحطاط، بعد فى المسافة 952 .
(5) الأداة «أيا» و قد نودى بها القريب 953 على خلاف الأصل، إشارة إلى أن المنادى غافل لاه فكأنه غير قريب.
(6) الأداة «يا» و قد نودى بها القريب 954 على خلاف الأصل إشارة أن المنادى رفيع الشأن جليل القدر.
(7) الأدارة «أى» و قد استعملت فى نداء القريب جريا على الأصل 955 .
(8) الأداة «الهمزة» و قد استعملت فى نداء القريب جريا على الأصل.
(9) الأداة «أيا» و قد نودى بها القريب 956 على خلاف الأصل، إشارة إلى أن المنادى غافل لاه فكأنه غير قريب.
(10) الأداة «يا» و قد نودى بها القريب على خلاف الأصل، إشارة إلى أن المنادى صغير القدر.
الإجابة عن تمرين (2) صفحة 214 من البلاغة الواضحة
(1) أى صديقى. أكتب إليك و قد بلغ الشوق غايته.
المنادى هنا بعيد، و قد نودى بأى الموضوعة للقريب إشارة إلى حضور فى الذهن.
(2) يا هذا اترك البذاءة و لا تؤذ الكرام بفاحش قولك.
المنادى هنا قريب، و قد نودى بيا الموضوعة للبعيد إشارة إلى أنه وضيع القدر صغير الشأن.
(3) أ يا لاهيا إن الوقت كالسيف.
المنادى هنا قريب، و قد نودى بأيا الموضوعة لنداء البعيد إشارة إلى أنه غافل لأه فكأنه غير حاضر.
(4) يا رجل النجدة و المروءة جئت أرجو معونتك.
المنادى هنا قريب، و قد نودى بيا إشارة إلى أنه جليل القدر خطير الشأن فكأن بعد درجته فى العظم بعد فى المسافة.
الإجابة عن تمرين (3) صفحة 214 من البلاغة الواضحة
(1) المراد بالنداء هنا التحسر على فقد النادى.