کتابخانه ادبیات عرب
(4) و قال البحترى:
يقيّض لى من حيث لا أعلم النوى
و يسرى إلىّ الشّوق من حيث أعلم 908
(5) و قال المقنّع الكندى 909 :
لهم جلّ مالى إن تتابع لى غنى
و إن قلّ مالى لم أكلّفهم رفدا 910
(6) و قال تعالى:
«وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 911 . يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا» 912 .
(7) و قال تعالى:
«لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ» 913 .
(8) و قال السموءل بن عادياء:
سلى إن جهلت النّاس عنا و عنهم
فليس سواء عالم و جهول 914
(9) و قال الفرزدق يهجو بنى كليب:
قبح الإله بنى كليب إنّهم
لا يغدرون و لا يفون بجار 915
(10) و قال أبو صخر الهذلىّ 916 :
أما و الّذى أبكى و أضحك و الذى
أمات و أحيا و الذى أمره الأمر
لقد تركتنى أحسد الوحش أن أرى
خليلين منها لا يروعهما الذعر 917
(11) و قال الحماسىّ:
تأخّرت أستبقى الحياة فلم أجد
لنفسى حياة مثل أن أتقدّما 918
(2)
اقرأ ما كتبه ابن بطوطة 919 فى وصف مصر و بيّن جمال الطباق فى أسلوبه:
هى مجمع الوارد و الصادر 920 ، و محط رحل 921 الضعيف و القادر، بها ما شئت من عالم و جاهل، و جادّ و هازل، و حليم و سفيه، و وضيع و نبيه، و شريف و مشروف، و منكر و معروف، تموج موج البحر بسكّانها، و تكاد تضيق بهم على سعة مكانها.
(3)
حول طباق الإيجاب فى الأمثلة الآتية إلى طباق السلب:
(1) العدوّ يظهر السيئة و يخفى الحسنة.
(2) ليس من الحزم أن تحسن إلى الناس و تسىء إلى نفسك.
(3) لا يليق بالمحسن أن يعطى البعيد و يمنع القريب.
(4)
حول طباق السلب فى الأمثلة الآتية إلى طباق الإيجاب:
(1) يعلم الإنسان ما فى اليوم و الأمس، و لا يعلم ما يأتى به الغد.
(2) اللئيم يعفو عند العجز، و لا يعفو عند المقدرة.
(3) أحب الصدق و لا أحب الكذب.
(5)
(1) مثل لكل من طباق الإيجاب و طباق السلب بمثالين من إنشائك.
(2) هات مثالين لطباق الإيجاب، ثم حولهما إلى طباق السلب.
(3) هات مثالين لطباق السلب، ثم حولهما إلى طباق الإيجاب.
(6)
اشرح البيت الآتى، و بيّن نوع الطباق به:
و الشّيب ينهض فى الشّباب كأنه
ليل يصيح بجانبيه نهار 922
(3) المقابلة
الأمثلة:
(1) قال صلّى اللّه عليه و سلّم للأنصار:
«إنكم لتكثرون عند الفزع، و تقلّون عند الطّمع».
(2) و قال خالد بن صفوان يصف رجلا:
ليس له صديق فى السّر، و لا عدوّ فى العلانية.
*** (3) قال بعض الخلفاء: من أقعدته نكاية اللّئام، أقامته إعانة الكرام.
(4) و قال عبد الملك بن مروان 923 : ما حمدت نفسى على محبوب ابتدأته بعجز، و لا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم.
البحث:
إذا تأملت مثالى الطائفة الأولى وجدت كل مثال منهما يشتمل فى صدره على معنيين، و يشتمل فى عجزه على ما يقابل هذين المعنيين على الترتيب. ففى المثال الأول بيّن النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم صفتين من صفات الأنصار فى صدر الكلام و هما الكثرة و الفزع، ثم قابل ذلك فى آخر الكلام بالقلة و الطمع على الترتيب، و فى المثال الثانى قابل خالد بن صفوان الصديق و السرّ بالعدو و العلانية.
انظر مثالى الطائفة الثانية تجد كلّا منهما مشتملا فى صدره على أكثر من معنيين، و مشتملا فى العجز على ما يقابل ذلك على الترتيب، و أداء الكلام على هذا النحو يسمى مقابلة.
و المقابلة فى الكلام من أسباب حسنه و إيضاح معانيه، على شرط أن تتاح للمتكلم عفوا، و أما إذا تكلفها و جرى وراءها، فإنها تعتقل المعانى و تحبسها، و تحرم الكلام رونق السلاسة و السهولة.
القاعدة
(73) المقابلة أن يؤتى بمعنيين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على التّرتيب.
تمرينات
(1)
بيّن مواقع المقابلة فيما يأتى.
(1) روت عائشة عن النبى صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«عليك بالرّفق يا عائشة، فإنه ما كان فى شىء إلا زانه، و لا نزع من شىء إلا شانه».
(2) و قال بعض البلغاء: كدر الجماعة خير من صفو الفرقة.
(3) و قال تعالى: «يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ».
(4) و قال جرير:
و باسط خير فيكم بيمينه
و قابض شرّ عنكم بشماله
(5) و قال البحترى:
فإذا حاربوا أذلّوا عزيزا
و إذا سالموا أعزّوا ذليلا
(6) و قال الشريف:
و منظر كان بالسّرّاء يضحكنى
يا قرب ما عاد بالضراء يبكينى
(7) و قال تعالى: «لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ»
(8) و قال تعالى: «باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ».
(9) و قال النابغة الجعدىّ:
فتى كان فيه ما يسرّ صديقه
على أن فيه ما يسوء الأعاديا
(10) و قال أبو تمام:
يا أمّة كان قبح الجور يسخطها
دهرا فأصبح حسن العدل يرضيها
(11) و قال أيضا:
قد ينعم اللّه بالبلوى و إن عظمت
و يبتلى اللّه بعض القوم بالنّعم
(12) و قال تعالى:
(13) و قال المعرّى:
يا دهر يا منجز إيعاده
و مخلف المأمول من وعده
(2)
ميّز الطباق من المقابلة فيما يأتى:
(1) «فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ».
(2) و قال تعالى: «وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْيا».
(3) و قال تعالى: «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً».
(4) و قال أبو الطيب:
أزورهم و سواد اللّيل يشفع لى
و أنثنى و بياض الصّبح يغرى بى
(5) الكريم واسع المغفرة، إذا ضاقت المعذرة.
(6) غضب الجاهل فى قوله، و غضب العاقل فى فعله.
(7) و قال المنصور: لا تخرجوا من عزّ الطاعة إلى ذلّ المعصية.
(8)
لئن ساءنى أن نلتنى بمساءة
لقد سرّنى أنّى خطرت ببالك
(9) و قال النابغة:
و إن هبطا سهلا أثارا عجاجة
و إن علوا حزنا تشظّت جنادل 924
(10) قال أوس بن حجر:
أطعنا ربنا و عصاه قوم
فذقنا طعم طاعتنا و ذاقوا
(3)
إيت بمقابل الألفاظ الآتية، ثم كون منها و من أضدادها بعض أمثلة للطباق، و بعض أمثلة أخرى للمقابلة:
قدّم. الليل. الصحة. الحياة. الخير. المنع. الغنى.
(4)
(1) هات مثالين للمقابلة تقابل فى كل منهما معنيين بآخرين.
(2) هات مثالين للمقابلة تقابل فى كل منهما ثلاثة معان بثلاثة أخرى.
(5)
اشرح البيت الآتى، و هل ترى أن الشاعر وفق فيه إلى المقابلة؟
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها
سرور محبّ أو إساءة مجرم
(4) حسن التعليل
الأمثلة:
(1) قال المعرى فى الرثاء:
و ما كلفة البدر المنير قديمة
و لكنّها فى وجهه أثر اللّطم 925
(2) و قال ابن الرومى:
أما ذكاء فلم تصفرّ إذ جنحت
إلّا لفرقة ذاك المنظر الحسن
(3) و قال آخر فى قلّة المطر بمصر:
ما قصّر الغيث عن مصر و تربتها
طبعا و لكن تعدّاكم من الخجل
البحث:
يرثى أبو العلاء فى البيت الأول و يبالغ فى أن الحزن على المرثى شمل كثيرا من مظاهر الكون، فهو لذلك يدّعى أن كلفة البدر و هى ما يظهر على وجهه من كدرة، ليست ناشئة عن سبب طبيعى، و إنما هى حادثة من اللطم على فراق المرثىّ.