کتابخانه ادبیات عرب
(د) تقديم ما حقّه التّأخير. و هنا يكون المقصور عليه هو المقدّم.
(59) لكلّ قصر طرفان: مقصور، و مقصور عليه.
(60) ينقسم القصر باعتبار طرفيه قسمين:
(ا) قصر صفة على موصوف.
(ب) قصر موصوف على صفة.
تقسيم القصر إلى حقيقى و إضافى
الأمثلة:
(1) لا يروى مصر من الأنهار إلّا النّيل.
(2) إنّما الرّازق اللّه.
(3) لا جواد إلّا علىّ.
(4) إنّما حسن شجاع.
البحث:
قدّمنا لك أن القصر ينقسم بحسب طرفيه إلى قصر صفة على موصوف، و قصر موصوف على صفة، و هنا نريد أن نبين لك أنه ينقسم تقسيما آخر باعتبار الحقيقة و الواقع.
تأمل المثالين الأولين تجد القصر فيهما من باب قصر الصفة على الموصوف، و إذا تدبرت الصفة فى كل من المثالين وجدت أنها لا تفارق موصوفها إلى موصوف آخر مطلقا، فإرواء الأرض المصرية فى المثال الأول صفة لا تتجاوز النيل إلى غيره من سائر أنهار الدنيا، و الرزق فى المثال الثانى صفة لا تتعدى المولى عز و جل إلى سواه، و يسمّى القصر فى هذين المثالين قصرا حقيقيّا، و كذلك كل قصر يختص فيه المقصور بالمقصور
عليه اختصاصا منظورا فيه إلى الحقيقة و الواقع بألا يتعداه إلى غيره أصلا.
انظر إلى المثالين الأخيرين تجد القصر فى أولهما من باب قصر الصفة على الموصوف و فى ثانيهما من باب قصر الموصوف على الصفة، و إذا تدبرت المقصور فى كل منهما وجدته مختصّا بالمقصور عليه بالإضافة (أى بالنسبة) إلى شىء معين، لا إلى جميع ما عداه، فإن المتكلم فى المثال الأول يقصد أن يقصر صفة الجود على علىّ بالنسبة إلى شخص آخر معين كخالد مثلا، و ليس من قصده أن هذه الصفة لا توجد فى غير علىّ من جميع أفراد الإنسان، فإن الواقع خلاف ذلك. و كذلك الحال فى المثال الثانى، و لذلك يسمى القصر فى المثالين قصرا إضافيا، و كذلك كل قصر يكون التخصيص فيه بالإضافة إلى شىء آخر.
القاعدة:
(62) ينقسم القصر باعتبار الحقيقة و الواقع قسمين:
(ا) حقيقىّ 708 و هو أن يختصّ المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة و الواقع بألّا يتعدّاه إلى غيره أصلا.
(ب) إضافىّ 709 و هو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شىء معيّن 710 .
نموذج (1)
بيّن فيما يأتى نوع القصر و عيّن كلّا من المقصور و المقصور عليه:
(1) قال تعالى: «إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ».
(2) قال تعالى: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ»؟
(3) قال لبيد:
و ما المرء إلّا كالهلال و ضوئه
يوافى تمام الشهر ثم يغيب
(4) و قال ابن الرّومى فى المدح:
أمواله فى رقاب الناس من منن
لا فى الخزائن من عين و من نشب 711
(5) و قال:
و ما عجبنا و إن أصبحت تعجبنا
أن نجتنى ذهبا من موضع الذّهب
لكن عجبنا لعرف لا نكافئه
و نستزيدك منه أكثر العجب
(6) و قال الغطمّش الضّبىّ 712 :
إلى اللّه أشكو لا إلى الناس أنّنى
أرى الأرض تبقى و الأخلّاء تذهب
الإجابة
نموذج (2)
عيّن المقصور عليه فى الجملتين الآتيتين، و بين الفرق بينهما فى المعنى:
(ا) إنما يدافع عن أحسابكم علىّ. (ب) إنما على يدافع عن أحسابكم.
الإجابة
(ا) المقصور عليه فى الجملة الأولى علىّ 713 فالمتكلم يقول لمخاطبيه: علىّ وحده يستقل بالدفاع عن أحسابكم و لا يشترك معه فى ذلك أحد. و من الجائز أن تكون لعلى أعمال أخرى يخدمهم بها غير هذه المدافعة، كمعالجة مرضاهم و مواساة فقرائهم.
(ب) أما فى الجملة الثانية فالمقصور عليه المدافعة، فعلى لا يقوم بسواها من الأعمال، على أنه من الجائز أن يشترك معه فى الدفاع سواه.
فأنت ترى أن الجملة الأولى أبلغ فى مدح على من وجهين: أما أولا فلأنها تفيد أنه مستقل بالدفاع لا شريك له فيه، و أما ثانيا فلأنها لا تنفى أن له أعمالا أخرى غير المدافعة.
تمرينات
(1)
بين نوع القصر، و طريقه، و عيّن كلّا من المقصور و المقصور عليه فيما يأتى:
(1) قال تعالى: «فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ».
(2) و قال تعالى: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ».
(3) و قال ابن الرومى يمدح:
معروفه فى جميع النّاس مقتسم
فحمده فى جميع النّاس لا العصب 714
(4) و قال:
يتغابى لهم و ليس لموق
بل للبّ يفوق لبّ اللّبيب 715
(5) و قال:
يهتزّ عطفاه عند الحمد يسمعه
من هزّة المجد لا من هزّة الطّرب 716
(6) و قال:
و ما قلت إلّا الحقّ فيك و لم تزل
على منهج من سنّة المجد لاحب 717
(7) و قال ابن المعنز:
ألا إنّما الدّنيا بلاغ لغاية
فإمّا إلى غىّ و إمّا إلى رشد
(8) و قال:
و ما العيش إلّا مدّة سوف تنقضى
و ما المال إلا هالك و ابن هالك
(9) و قال أبو الطيب:
برجاء جودك يطرد الفقر
و بأن تعادى ينفد العمر
(10) و قال:
ليس التّعجّب من مواهب ماله
بل من سلامتها إلى أوقاتها 718
(11) و قال تعالى: «وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ».
(12)
إلى اللّه أشكو أنّ فى النفس حاجة
تمرّ بها الأيام و هى كما هيا
(13) و قال أبو الطيب:
و إنما نحن فى جيل سواسية
شرّ على الحرّ من سقم على بدن 719
(14)
راحل أنت و الليالى نزول
و مضرّ بك البقاء الطويل
(15) و قال ابن الرومى:
و ما يريغون بالنّعمى مكافأة
لكن يقضّون ما للمجد من أرب 720
(16) و قال أبو العتاهية يمدح يزيد بن مزيد الشّيبانى 721 :
كأنك عند الكرّ و الحرب إنّما
تفر من الصفّ الذى من ورائكا
فما آفة الأبطال غيرك فى الوغى
و ما آفة الأموال غير حبائكا
(17) و قال أبو تمام:
على مثلها من أربع و ملاعب
تذال مصونات الدموع السواكب 722
(2)
عيّن المقصور عليه فى الجمل الآتية، و بين الفرق بينها فى المعنى:
(ا) إنما يحبّ علىّ السباحة فى الصباح.
(ب) إنما يحب السباحة فى الصباح علىّ.
(ح) إنما يحب على فى الصباح السباحة.
(3)
أىّ الجملتين أبلغ فى مدح سعيد؟ وضح السبب:
(ا) إنما يجيد الخطابة سعيد.
(ب) إنما سعيد يجيد الخطابة.
(4)
اجعل الجمل الآتية مفيدة للقصر، ثم بين نوع القصر و طريقه:
(1) الفراغ مفسدة.
(2) بركة المال فى أداء الزكاة.
(3) السلامة فى التأنى.
(4) صداقة الجاهل تعب.
(5) سكتّ عن السّفيه.
(6) طول التجارب زيادة فى العقل.
(7) يدوم السرور برؤية الإخوان.
(8) غدرك من دلّك على الإساءة.
(9) يسود المرء قومه بالإحسان إليهم.
(10) وضع الإحسان فى غير موضعه ظلم.
(5)
ما يسرّ الوالدين إلّا نجابة الأبناء.
متى يكون القصر فى هذه الجملة قصر قلب؟ و متى يكون قصر إفراد؟