کتابخانه ادبیات عرب
(13) و قال أبو الطيب:
أ يدرى الرّبع أىّ دم أراقا؟
و أىّ قلوب هذا الرّكب شاقا؟ 687
(14) و قال المتنبى فى سيف الدولة يعوده من دمّل كان فيه:
و كيف تعلّك الدنيا بشىء؟
و أنت لعلة الدنيا طبيب
و كيف تنوبك الشكوى بداء؟
و أنت المستغاث لما ينوب
(15) و قال أبو العلاء المعرى:
أ تظنّ أنك للمعالى كاسب؟
و خبىّ أمرك شرّة و شنار 688
(6)
(1) استعمل كل أداة من أدوات الاستفهام فى جملتين مفيدتين و أجب عن كل سؤال تأتى به، و اجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقى.
(2) استعمل همزة الاستفهام فى ست جمل بحيث تكون فى الثلاث الأولى منها لطلب التصور، و فى الثلاث الأخيرة لطلب التصديق، و اجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقى.
(3) كون ثلاث جمل استفهامية تامة، أداة الاستفهام فى كل منها «هل»، و اجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقى.
(4) هات ثلاث جمل أداة الاستفهام فى كل منها «أنى» و استوف المعانى التى عرفتها لهذه الأداة، و اجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقى.
(7)
(1) كون ثلاث جمل استفهامية يحيث يدل الاستفهام فى الأولى على التسوية، و فى الثانية على النفى، و فى الثالثة على الإنكار.
(2) هات ثلاث جمل استفهامية: يدل الاستفهام فى الأولى منها على التعظيم. و فى الثانية على التحقير، و فى الثالثة على التوبيخ.
(3) مثّل للاستفهام الخارج عن معناه الأصلى للتعجب، ثم للتمنى، ثم للاستبطاء.
(8)
اشرح البيتين الآتيين و بين أغراض الاستفهام فيهما، و هما ينسبان لأعرابى يمدح الفضل بن يحيى البرمكى:
و لائمة لامتك يا فضل فى النّدى
فقلت لها هل أثّر اللوم فى البحر؟
أ تنهين فضلا عن عطاياه للورى؟
و من ذا الذى ينهى الغمام عن القطر؟
(4) التّمنى
(1) قال ابن الرومىّ فى شهر رمضان:
فليت الليل فيه كان شهرا
و مرّ نهاره مرّ السحاب
(2) و قال تعالى: «فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا».
(3) و قال جرير:
ولّى الشباب حميدة أيامه
لو كان ذلك يشترى أو يرجع
(4) و قال آخر:
أ سرب القطا هل من يعير جناحه
لعلى إلى من قد هويت أطير؟ 689
(5) و قال تعالى: «يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ».
البحث:
الأمثلة المتقدمة جميعها من باب الإنشاء الطلبى. و إذا تأملت المطلوب فى كل مثال وجدته أمرا محبوبا لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا كما فى الأمثلة الأربعة الأولى، و إما لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله كما فى المثال الأخير، و يسمى هذا الضرب من الإنشاء بالتمنى.
و الأدوات التى أفادت التمنى فى الأمثلة المتقدمة هى: ليت، و هل، و لو، و لعلّ: غير أن الأداة الأولى أفادته بأصل الوضع، أما الثلاث الأخرى فإنها استعملت فيه للطائف بلاغيّة.
هذا و إذا كان المطلوب المحبوب ممكنا مطموعا فى حصوله كان طلبه ترجيا، و يعبر فيه بلعل و عسى، و قد تستعمل فيه ليت لسبب يقصده البليغ كما فى قول أبى الطيب:
فيا ليت ما بينى و بين أحبّتى
من البعد ما بينى و بين المصائب
القواعد:
(49) التّمنّى طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله، إمّا لكونه مستحيلا، و إمّا لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله.
(50) و اللّفظ الموضوع للتّمنّى ليت، و قد يتمنّى بهل، و لو، و لعلّ، لغرض بلاغىّ 690 .
(51) إذا كان الأمر المحبوب ممّا يرجى حصوله كان طلبه ترجّيا، و يعبّر فيه بلعلّ أو عسى، و قد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغىّ 691 .
نموذج
لبيان ما فى الأمثلة الآتية من تمنّ أو ترج، و تعيين الأداة فى كل مثال:
(1) قال صريع الغوانى:
واها لأيام الصّبا و زمانه
لو كان أسعف بالمقام قليلا 692
(2) و قال أبو الطيب:
فليت هوى الأحبّة كان عدلا
فحمّل كلّ قلب ما أطاقا
(3) و قال تعالى: «فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ؟»
الإجابة
تمرينات
(1)
بيّن ما فى الأمثلة الآتية من تمن أو ترج، و بين السر فى استعمال ما جاء من الأدوات على غير وضعه الأصلىّ:
(1) قال مروان بن أبى حفصة فى رثاء معن بن زائدة:
فليت الشامتين به فدوه
و ليت العمر مدّ له فطالا 693
(2) و قال أبو الطيب فى رثاء أخت سيف الدولة:
فليت طالعة الشّمسين غائبة
و ليت غائبة الشمسين لم تغب 694
(3) و قال آخر:
علّ الليالى الّتى أضنت بفرقتنا
جسمى ستجمعنى يوما و تجمعه 695
(4) قال اللّه تعالى: «يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ».
(5) و قال تعالى: «فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» 696
(6) و قال الشاعر:
أ يا منزلى سلمى سلام عليكما
هل الأزمن اللّائى مضين رواجع
(7) و قال:
ليت الملوك على الأقدار معطية
فلم يكن لدنىء عندها طمع 697
(8) و قال فى المديح:
ليت المدائح تستوفى مناقبه
فما كليب و أهل الأعصر الأول؟
(2)
(1) هات مثالين لكل أداة تفيد التمنى.
(2) هات مثالين للترجى، و استعمل فى الأول لعل و فى الثانى عسى.
(3) هات مثالين للترجى، و استعمل فى كل منهما «ليت» و بين السبب البلاغى فى اختيار هذه الأداة.
(3)
انثر البيتين الآتيين نثرا و هما للمتنبى فى مدح كافور:
لحى اللّه ذى الدنيا مناخا لراكب
فكل بعيد الهمّ فيها معذّب 698
ألا ليت شعرى هل أقول قصيدة
فلا أشتكى فيها و لا أتعتّب 699
(5) النّداء
الأمثلة:
(1) كتب أبو الطيب إلى الوالى و هو فى الاعتقال:
أ مالك رقّى و من شأنه
هبات اللّجين و عتق العبيد 700
دعوتك عند انقطاع الرّجا
ء و الموت منّى كحبل الوريد 701
(2) و قال أبو نواس:
يا ربّ إن عظمت ذنوبى كثرة
فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
(3) و قال الفرزدق يفتخر بآبائه و يهجو جريرا:
أولئك آبائى فجئنى بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
(4) و قال آخر:
أيا جامع الدّنيا لغير بلاغة
لمن تجمع الدّنيا و أنت تموت؟
البحث:
إذا أردنا إقبال أحد علينا دعوناه بذكر اسمه أو صفة من صفاته بعد حرف نائب مناب أدعو، و يسمى هذا بالنداء.
و أدوات النداء هى: الهمزة، و أى، و يا، و آ، و آى، و أيا، و هيا، و وا.
و الأصل فى نداء القريب أن ينادى بالهمزة أو أى، و فى نداء البعيد أن ينادى بغيرهما من بقية الأدوات، غير أن هناك أسبابا بلاغيّة تدعو إلى مخالفة هذا الأصل، و سنشرح لك هذه الأسباب فيما يأتى:
تأمل المثال الأول تجد المنادى فيه بعيدا، و لكنّ أبا الطيب ناداه
بالهمزة الموضوعة للقريب، فما السبب البلاغى هنا؟ السبب أن أبا الطيب أراد أن يبيّن أن المنادى على الرغم من بعده فى المكان، قريب من قلبه مستحضر فى ذهنه لا يغيب عن باله، فكأنه حاضر معه فى مكان واحد. و هذه لطيفة بلاغيّة تسوغ استعمال الهمزة و أى فى نداء البعيد.
انظر إلى الأمثلة الثلاثة الباقية تجد المنادى فى كل منها قريبا، و لكن المتكلم استعمل فيها أحرف النداء الموضوعة للبعيد فما سبب هذا؟
السبب أن المنادى فى المثال الثانى جليل القدر خطير الشأن فكأن بعد درجته فى العظم بعد فى المسافة، و لذلك اختار المتكلم فى ندائه الحرف الموضوع لنداء البعيد ليشير إلى هذا الشأن الرفيع. و أما فى المثال الثالث فلأن المخاطب فى اعتقاد المتكلم وضيع الشأن صغير القدر فكأن بعد درجته فى الانحطاط بعد فى المسافة. و أما فى المثال الأخير فلأن المخاطب لغفلته و ذهوله كأنه غير حاضر مع المتكلم فى مكان واحد.
و قد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصلى و هو طلب الإقبال إلى معان أخرى تستفاد من القرائن، و من هذه المعانى ما يأتى:
(1) الزجر كقوله:
يا قلب ويحك ما سمعت لناصح
لمّا ارتميت و لا اتّقيت ملاما
(2) التحسر و التوجع نحو قوله:
أ يا قبر معن كيف واريت جوده
و قد كان منه البرّ و البحر مترعا
(3) الإغراء كقولك لمن أقبل يتظلم: يا مظلوم تكلم.
القواعد:
(52) النّداء طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو.