کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة المحقق]
الاهداء:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
لست أدري لمن اقدّم «بضاعتي المزجاة»
هل إلى خاتم النبوّة، و معدن الوحي، و الرسالة، صفوة الأنبياء المصطفى؟
أم إلى حامل عبء الولاية الكبرى، سيد الامّة و أبي الأئمّة المرتضى؟
أو إلى الامام الطاهر و البدر الزاهر، صاحب الغيبة الكبرى، خاتم الأوصياء، الامام المهديّ المنتظر المفدى؟
و حيث أنّ مؤلف هذه الموسوعة القيّمة وافد حلّ بساحة قدس «صاحبة المكارم النبويّة و الفضائل العلويّة» فهو بلسان حاله يقول:
إليك يا سميّة الصدّيقة الزهراء، أيّتها الإنسيّة الحوراء، العلويّة الطاهرة العذراء يا حفيدة الأوصياء النقباء يا بضعة موسى، و أخت الرضا، و عمّة سائر الأئمة الامناء.
يا غريبة بيت الوحي و السفارة.
يا رضيعة ثدي النبوّة و الرسالة.
يا ربيعة مهد العصمة و الإمامة.
يا غصن شجرة الولاية.
سلام عليك من «القطب» المسجّى في جوارك، و روضة من رياض مزارك بحرم أهل بيت العصمة و الطهارة، و عشّ آل محمّد عليهم السلام
رافعا كفّ الضراعة إليك قائلا: يا فاطمة بحق امك «الصديقة، فاطمة» عليها السّلام «اشفعى لي في الجنة، فان لك عند اللّه شأنا من الشأن»
السيّد محمّد باقر الموحّد الأبطحيّ «الأصفهانيّ»
مستهلّ الدعوات:
سبحانك اللّهمّ و بحمدك يا مجيب «الدّعوات» يا من بيده خزائن الأرض و ملكوت السموات، يا من جعل الدعاء سلاحا للأنبياء، و جنّة للأتقياء
أنت اللّه لا إله إلّا أنت، دعوتني إلى نفسك تلطّفا، و أذنت لي في دعائك و مسألتك تكرّما، إذ قلت «فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ»
إلهي أنت الذي أمرت بالدعاء و سميته «عبادة» و ضمنت الإجابة، إذ قلت «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» .
فلو لا أنّك أمرتنا بالدعاء، و قلت «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً»
و لو لا أنّك ختمت الدعاء و قلت «قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ» لنزّهناك عن دعائنا.
فبرحمتك أكرمتنا بدعائك، و بلطفك جعلتنا أهلا، و فتحت باب فهمنا بلذيذ مناجاتك.
إلهي فكيف لا أدعوك و أنت أنت؟! جلّت عظمتك ألبست أولياءك ملابس هيبتك، فقاموا بها بين يديك متضرّعين.
و كيف لا تستجيب لي و قد أجبت لأبشع خلقك إذ قال «ربّ أنظرني» فأنظرته و كيف أدعوك و أنا أنا؟! لا أحصي ثناءك و لا أبلغ كنه معرفتك.
مولاي آن لي أن أستحيي من ربّي، فأدعوك كما أمرتني و لا أدعو معك أحدا.
أدعوك بفنون الدعوات:
أدعوك دعاء الخاضع الحزين و لا أكون بدعائك ربّ شقيّا.
أدعوك دعاء من لا يجد مغيثا غيرك و لا مولا سواك. أدعوك دعاء من ضاقت وسيلته و انقطعت حيلته و اقتربت منيته. أدعوك بصوت حائل حزين قائلا:
لبيك اللهم لبّيك، قد جثا المسيء المحزون ببابك و حلّ بساحة قدسك، و رفيع مقامك لمعرفته بوحدانيتك، و قد مدّ الخاطئ يديه رافعا كفّيه ملتمسا، و رفع طرفه إليك حذرا، و قد وفد ناظر العين ببابك راجيا، و اغرورقت عيناه بالدموع و على خدّيه سائلا، يقرع باب إحسانك بدعائه مناجيا:
يا سريع الرضا صلّ على محمّد و آله، و ارحم من رأس ماله الرجاء، و سلاحه البكاء، و اغفر لمن لا يملك إلّا الدعاء.
اللهم إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد و آله لجعلتهم شفعائى إليك فأسألك بهم و بما يدعونك به، و أقسم عليك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت، و إذا سئلت به أعطيت، و باسمك المخزون المكنون الذي حجبته عن خلقك، و أسررته في علم الغيب عندك، و بأسمائك الحسنى التي نعتّ بها نفسك في كتابك فقلت:
«ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى»
إلهي فهبني أفضل ما سألك به أحد من مسألة شريفة مستجابة غير مخيّبة، و أفضل ما سئلت به، و أفضل ما أنت مسئوله، إلهى هب لي كمال الانقطاع إليك و أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة، و تصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك.
«رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ،* رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» رب اجعلني ممن ناديته فأجابك ملبّيا قولك: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي» و عرّفني الإجابة فيما دعوتك، إنك مجيب «الدعوات».
يا رسول الرحمة و الشاهد على البرية أنت و على أبوا هذه الأمة
فيا أبانا إن اللّه قد خصّك و عهد إليك فينا الشفاعة، إذ قال «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ «جاؤُكَ» فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً»
فيا شفيع الأمة و موضع الإجابة «جئناك» نبتغي بك إلى اللّه «الوسيلة» كما أن أبناء يعقوب- لما ظلموا أنفسهم و أخاهم يوسف جاءوا أباهم و «قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ - فأجاب و- قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» ، و إن بني إسرائيل أيضا قالوا: «يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ»
فيا أبانا نقسم بك و الصفوة من أهل بيت العصمة و الطهارة- من آلك- و هم الذين أمرك اللّه بدعوتهم، فدعوتهم لتباهل بهم أهل الكتاب و ليؤمّنوا على دعواتك إذ قال «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ»
فيا وجيها عند اللّه اشفع لنا بدعائك، إنّه تعالى قاضي الحاجات و مجيب «الدعوات».
السيّد محمّد باقر الموحّد الأبطحيّ «الأصفهانيّ»
التعريف بالمؤلّف:
من المراحل الأوليّة لتحقيق أيّ كتاب، هو التعريف بمؤلّفه: نسبه، اسرته مكانته، مشايخه، تلامذته، آثاره العلميّة، الرواة عنه، و أخيرا وفاته و مدفنه.
و لكن ما عسانا أن نكتب عن فقيه الشيعة و حامي الشريعة، الثقة الخبير العالم الكبير، الشاعر المتكلّم البصير المعلّم، المحدّث المفسّر و العلامة المتبحّر، شيخ الشيوخ أبو الحسين «سعيد» بن عبد اللّه بن الحسين بن هبة اللّه بن الحسن المشهور ب «قطب الدين الراونديّ» الذي قال عنه الميرزا عبد اللّه أفندي، تلميذ شيخ الإسلام المجلسي رحمهما اللّه: «هو أجلّ و أعظم من كلّ ما ذكر فيه» 1 .
و قال خاتمة المحدثين النوريّ في حقّه «فضائل القطب، و مناقبه، و ترويجه للمذهب بأنواع المؤلّفات المتعلّقة به، أظهر و أشهر من أن يذكر» 2 .
و غاية الفضل ما نقله ابن حجر العسقلانى:
«كان فاضلا في جميع العلوم، له مصنّفات كثيرة في كلّ نوع» 3 .
و قد ترجم له أصحاب هذا الفن في كتبهم، نحيلك أيها القارئ اللبيب إلى مجموعة منها:
1- أعيان الشيعة: 7/ 260، 8/ 451 2- أمل الآمل: 2/ 125.
3- بهجة الآمال: 66 4- تكملة الرجال: 1/ 436.
5- تنقيح المقال: 2/ 21 6- جامع الرواة: 1/ 364.
7- الذريعة: 3/ 55 و 13/ 372 8- روضات الجنّات: 4/ 8.
9- رياض العلماء: 2/ 419- 437 10- الغدير: 5/ 379- 384.
11- الكنى و الألقاب: 3/ 72 12- لسان الميزان: 3/ 48 رقم 180.
13- لؤلؤة البحرين: 304 14- مستدرك الوسائل: 3/ 326 و 489.
15- المقابس: 14 16- منتهى المقال: 148.