کتابخانه روایات شیعه
[الجزء الأول من الكتاب]
ترجمة المؤلف
اعتمدنا في هذه الترجمة على ترجمة ضافية، كتبها السيد محمد معصوم، أحد تلامذة السيد، و متخرجي مدرسته: مولده- نشأته- ثروته العلمية- عمله- خلقه و خلقه- مشايخه- أولاده- تلامذته- صدى وفاته.
مولده:
ولد رحمه اللّه بالنجف الأشرف سنة (1188 ه)، مائة و ثمان و ثمانين بعد الألف من الهجرة، ثم ارتحل والده العلّامة الكبير السيد محمد رضا إلى الكاظمية، و مكث بها مكبّا على الدرس و التدريس، و التأليف و التصنيف، إلى أن وافاه الأجل.
نشأته:
لا شك أنّ للتربية الأثر الكبير في نشوء الطفل و تهذيبه و رقيّه، و لكن مهما كانت التربية خصبة، و مهما كانت صالحة و منتجة، فليست بمجدية إذا لم يكن الطفل ذا استعداد فطري يؤهله للرقي و التقدم، و يعدّه للنبوغ و العبقرية، ذلك أنّ التربية لا تكوّن رجلا، و لا تخلق شيئا لم يكن، إنّما التربية كالمرآة تصقل العقل، و تصفي الذهن، و تصلح الناشىء على قدر استعداده، و على قدر ما فيه من غرائز و مميزات، فإذا كان للناشىء استعداد، و أتيح له مدرسة تحضنه، و معلم يتعهده، و يقوم بتهذيبه و تعليمه، لا شك أنّه سينمو نموا باهرا، و لا شك أنّه سيصبح رجل المستقبل، و السيد المترجم من أولئك الذين جمعوا بين شدّة الذكاء، و اعتناء الآباء؛ و لذلك تراه قد أصبح من حجج الشيعة، و قطبا من أقطاب الشريعة، على علمه المعول، و في عمله يضرب المثل.
ثروته العلمية:
لا نستطيع و نحن نريد أن نبحث عن شخصيته و أن نعرض إلى ثروته العلمية إلّا أن نطأطىء الرأس إجلالا لتلك الشخصية الكبيرة، و نحني الظهور احتراما لتلك الثروة العلمية.
و سوف لا ننتهي من البحث، إلّا وكلنا كلمة إكبار، وكلنا كلمة تقدير و إعجاب، لهاتيك الآثار الخالدة، التي تركها المترجم آية من آيات العلم، و معجزة من معجزات التأليف و التصنيف.
قد يعتريك الدهش إذا عرفت كثرة مؤلفات المترجم له و مصنفاته، و عرفت أنّ سنّه لا تزيد عن أربعة و خمسين ربيعا، هذه السنّ الضئيلة التي لا تخرجه عن سنّ الكهولة لا محالة، و سيعتريك هذا الدهش و لا سيما إذا عرفت أنّ آثاره منتوجات قيمة، و مثمرة، مخضها البحث، و ولدها الفكر الثاقب، و النظر الصحيح.
إذا فتحت التاريخ، و قلبت الكتب، تجد أنّ أكثر علماء الإمامية تأليفا و تصنيفا، هو العلّامة رحمه اللّه، ذاك الذي بيّض صحائف التاريخ الشيعي، و ذاك الذي خلّد التاريخ ذكره، و ذاك الذي يعده التاريخ أكبر شخصية علمية يعرف بها، و أكبر شخصية ضمها بين دفتيه، و حفظها في حقيبته، و قد عدت مؤلفات العلّامة الكثيرة، من يوم ولادته إلى حين وفاته، فكانت كل يوم كراسا.
و أنت إذا رجعت إلى مؤلفات السيد المترجم له، رأيتها لا تقصر عن ذلك، و لكثرة ما صنف و ألف، لقبه أهل عصره بالمجلسي الثاني، و في ذلك أقوى دليل على قوته العلمية، و على ما كان له من المنزلة السامية، فشخصية (الإمام شبر) إذن من الشخصيات الخصبة، التي سيخلدها التاريخ، و شخصية (الإمام شبر) من الشخصيات الفذّة، التي سيمجدها الخلف، كما كان يمجدها السلف، و لقد ضم إلى ثروته العلمية، حافظة نادرة، و اطّلاعا واسعا، و ضبطا شديدا، فقد كانوا كثيرا ما يمتحنونه بقراءة متن الرواية، و يقطعون السند، و هو تغمده اللّه برحمته، يسندها إلى قائلها من أهل بيت الرحمة، و معدن الحكمة، و قد تكرر ذلك منه و منهم، حتى تجاوز حدّ الإحصاء.
أما طريقته في التأليف:
فلم يكن ليتطلب عند الكتابة العزلة عن الناس، و الجلوس في غرفة خاصة، بل كثيرا ما كان يجلس في مجلسه العام بيمناه القلم، و بيسراه القرطاس، يؤلف تارة، و يتحدث إلى زائريه أخرى، ثم تأتي خلال ذلك الدعاوى فيحلّها أحسن حلّ، فلا كثرة الزائرين، و لا ضجيج المشتكين بشاغلين له
عن التأليف و التصنيف، و هكذا النفوس الكبيرة إذا كانت قد تذوقت حلاوة العلم، فإنّها لا محالة تذلل في سبيله كل صعب، و هي لا محالة تجتاح من طريقه كل عقبة كؤود.
[مؤلفاته:]
و ها نحن نذكر مؤلفات السيد و مصنفاته، لتعرّف هذه الشخصية الممتازة، و لنعلم مقدار ما بذله هذا الإمام البحاثة من الجهود و الخدمات التي تذكر مصحوبة بكل إعجاب و إكبار و هي:
1- نهج العارفين (كتاب فارسي في الأخلاق) يحتوي على 1500 بيتا 1 .
2- رسالة فارسية في عمل اليوم و الليلة، ألف بيت.
3- الدر المنثور في (المواعظ المأثورة) عن اللّه تعالى و النبي و الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) و الحكماء، 20 ألفا.
4- رسالة في حجية خبر الواحد من الأخبار.
5- أعمال السنة: كتاب على نمط زاد المعاد للعلّامة المجلسي في سبعة آلاف بيت.
6- ذريعة النجاة (في تعقيب الصلاة) عن نمط المصابيح للمجلسي في 5500 بيت.
7- رسالة في حجية العقل و في الحسن و القبح العقليين، في أربعة آلاف.
8- رسالة في تكليف الكفار بالفروع.
9- شرح الحقائق في الأحكام (لم يكمل).
10- الدر المنظوم في مشكلات العلوم، (لم يكمل).
11- علم اليقين (في طريقة القدماء و المحدثين) في ثلاثين ألفا.
12- الجوهرة المضيئة (في الواجبات الأصلية و الفرعية).
13- (زينة المؤمنين و أخلاق المتقين) في مكارم الأخلاق.
14- (الرسائل الخمس) الاستدلالية في العبادات.
15- سفينة النجاة في 1100 بيت.
16- الشهب الثاقبة.
17- مصباح الظلام (في شرح مفاتيح شرائع الإسلام) كتاب ضخم يحتوي على عدّة مجلدات:
(الأوّل) مجلد في شرح ديباجته في 22 ألفا (الثاني) في الطهارة و الصلاة في 60 ألفا (الثالث) في الزكاة و الخمس و الصوم في 20 ألفا (الرابع) في الحج 10 آلاف (الخامس) في النذر أو أخويه و الحدود و الجنائز في 30 ألفا (السادس) في النكاح في 35 ألفا (السابع) في المعاملات في 37 ألفا (الثامن) في القضاء و الشهادات إلى الآخر في 15 ألفا.
18- المصباح الساطع (في شرح المفاتيح) و لكنه أكثر اختصارا من الشرح السابق، يحتوي على ستة مجلدات في 100 ألف بيت.
19- كتاب جامع الأحكام في الأخبار، جمع فيه أحاديث الأصوليين و الفقه من الكتب الأربعة، و هو يشتمل على عشرين مجلدا: