کتابخانه روایات شیعه
الجزء الأول
[مقدمات التحقيق]
كلمة الناشر:
بسمه تعالى
الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على رسوله محمّد و آله الطيّبين الطاهرين المعصومين.
و بعد: فقد منّ اللّه العزيز علينا- بفضله و إنعامه- حيث اختارنا للقيام بنشر تراث أهل البيت عليهم الصلاة و السلام و منها هذه الموسوعة الكبيرة الفذّة الّتي لم ينسج على منوالها و لم يعمل على شاكلتها، نسأل اللّه العزيز أن يوفّقنا لهذه الخدمة المرضيّة إنّه وليّ التوفيق.
مدير المكتبة الإسلامية
الحاجّ السيّد إسماعيل الكتابچى و إخوانه
كلمة المصحح:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه، و الصلاة و السلام على رسول اللّه، و على آله امناء اللّه.
و بعد فقد تفضّل اللّه علينا- و له الفضل و المنّ- حيث اختارنا لخدمة الدين و أهله، و قيّضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى، الباحثة عن المعارف الإسلامية الدائرة بين المسلمين و هي بحقّ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار أئمة الأطهار عليهم الصّلاة و السّلام.
و هذا الجزء الّذي نخرجه إلى القرّاء الكرام ثاني أجزاء المجلّد العشرين (تتمّة كتاب الصّوم، كتاب الاعتكاف، و شطر من كتاب أعمال السنين و الشهور و الأيّام) و قدقا بلناه على نسخة الكمبانيّ، و هكذا على نصّ المصادر أو على الأخبار الاخر المشابهة للنّصّ فسددنا بحول اللّه و قوّته ما كان فيها من خلل و تصحيف.
و قد قابلنا أيضا من أوّل هذا الجزء إلى آخر كتاب الاعتكاف على نسخة الأصل الّتي هي بخطّ يد المؤلّف العلّامة- رضوان اللّه عليه- و ترى في الصفحات التالية صورا فتوغرافية منها، و النسخة مخزونة محفوظة عند الفاضل البحّاث الوجيه الموفّق الميرزا فخر الدين النصيرى الأمينى المحترم- وفّقه اللّه لحفظ كتب السلف عن الضياع و التلف- في مكتبته الشخصية، تفضّل سماحته بايداع النسخة عندنا أمانة خدمة للدين و أهله، جزاه اللّه عنّا خير جزاء المحسنين.
محمّد باقر البهودى
[تصوير نسخه خطى] [تصوير نسخه خطى]
[مقدمة علي أصغر مرواريد]
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قال تعالى: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ .. 2/ 186 (صدق اللّه العليّ العظيم)
الدعاء خشوع و خضوع و تضرّع و توسّل و رجاء، و مائدة روحيّة يجتمع حولها الأنبياء و الصالحون حيث تسمو النفوس المؤمنة إلى مقام القرب من اللّه ... حيث معراج الروح البشريّة إلى رحاب النور ...
تعالوا نحلّق بأجنحة الدعاء إلى أبواب اللّه المفتوحة لعباده الصالحين ... هناك حيث تختصر المسافات و تنعدم الفوارق و تتساقط الحجب.
تعالوا معي لنقلّب صفحات هذا السّفر الخالد «مصباح المتهجّد و سلاح المتعبّد» لنجد فيه البلسم الشافي و الدواء المعافي للنفوس الضامئة و الأرواح العاشقة، التّواقة للعروج إلى الملكوت الأعلى.
فيا أيّها الطالب إن كنت تريد اللّه و قربه، فاطلب مقصودك من فصول الأدعية، و إن أردت الكمال و الفوز و السعادة فأقبل بقلبك إلى الدعاء لأنّه مخّ العبادة، و إن كنت في بحر من الحيرة و القلق و أردت السكون و الطمأنينة، فاسع سعيك و واصل جهدك لتجد مرادك في رحاب هذه الأدعية المأثورة عن الأئمّة المعصومين.
و يا أيّها المريد اطلب مرادك من مضامين هذه الأدعية العظيمة و اسبح في بحر معانيها السامية فإنّك ستتغلّب حتما على الأمواج العاتية التي تعترض طريقك، و ستصل
في النهاية إلى شاطئ السلامة و الأمان، فلعمري إنّ فيها ما تشتهي الأنفس و ترتاح إليه القلوب.
و أنت أيّها السالك العزيز إذا أردت أن تعرف ربّك و تتّصل بأنوار سرادقات عرشه، فاخل بنفسك و أغلق بابك و أسبل سترك و صفّ قدميك بين يدي مولاك تجد اللّه أنيسك في وحدتك و نورك في ظلمتك و صاحبك في وحشتك.
فتعالوا أيّها العارفون أدعوكم إلى الاجتماع حول هذه المائدة الروحيّة ... إلى المعراج ... إلى الدعاء ... إلى الانقطاع من كل شيء ... إلى اللّه ... لننظر بأبصار قلوبنا ملكوت اللّه و عرش اللّه و عظمته و بهاءه، و لنطهّر نفوسنا من كلّ شيء و نتّصل بأرواحنا بجوهر عظمة الخالق تعالى.
فهذا كتاب مصباح المتهجّد بين أيديكم سفرا خالدا و منهاج عمل عظيم يغني بكلّ ما حواه من أدعية و ابتهالات عن غيره من كتب الأدعية الأخرى.
و يكفي هذا الكتاب جلالة و فخرا أنّ مؤلّفه الشيخ الطوسيّ رضوان اللّه تعالى عليه، و هو فقيه جليل قد ألّف قبل هذا المصباح العديد من الكتب الفقهيّة كالنهاية و الجمل و العقود و المبسوط و غيرها، ثمّ صنّف بعد ذلك هذا السفر الخالد و الذي ذكر فيه أيضا أحكاما فقهيّة بصورة مختصرة في بداية كلّ فصل من فصول هذا الكتاب، و لذا فإنّي أستطيع القول بأنّ هذا الكتاب يحتوي على الفقه المختصر و الدعاء المفصّل.
و لذا فإنّي أعتقد جازما بأن الداعي لو حصل على نسخة من هذا الكتاب لقراءته و العمل به، مع العزم و الإرادة و التصميم على العمل بفصوله، فإنّه سيخرج من الظلمات إلى النور و سيجد في سبيله نورا و من فوقه نورا و من تحت أرجله نورا يرفعه و يحلّق به إلى ملكوت اللّه، حيث ليس لعروجه منتهى إلّا السكون و الطمأنينة و الوصول إلى اللّه العزيز المقتدر.
و نعم باللّه مجيبا لمن دعاه ..
علي أصغر مرواريد
الإهداء:
إلى الذين عرفوا اللّه باللّه ...
و إلى القلوب التي تذوب شوقا في محراب اللّه ...
و إلى النفوس الضامئة التي تتلهّف شوقا إلى لقاء اللّه و القرب منه ...
و إلى كلّ مؤمن يتّخذ من هذا المصباح نور هداية يوصله إلى شاطئ الأمان حيث لا ضلال و لا ظلام ...
و إلى الشيخ الطوسيّ رضوان اللّه تعالى عليه الجامع لهذه الأدعية العظيمة و العامل بها ...
أقدّم هذا الجهد المتواضع ...
علي أصغر مرواريد
[تصوير نسخه خطى]
الطَّهَارَةُ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ولي الحمد و مستحقه و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطاهرين من عترته و سلم تسليما.
سألتم أيدكم الله أن أجمع 1 عبادات السنة ما يتكرر منها و ما لا يتكرر و أضيف إليها الأدعية المختارة عند كل عبادة على وجه الاختصار دون التطويل و الإسهاب فإن استيفاء الأدعية يطول و ربما مله 2 الإنسان و تضجر منه و أسوق ذلك سياقة يقتضيه العمل و ذكر 3 ما لا بد منه من مسائل الفقه فيه دون بسط الكلام في مسائل الفقه و تفريع المسائل عليها فإن كتبنا المعمولة في الفقه و الأحكام تتضمن ذلك على وجه لا مزيد عليه- كالمبسوط و النهاية و الجمل و العقود و مسائل الخلاف و غير ذلك و المقصود من هذا الكتاب مجرد العمل و ذكر الأدعية التي لم نذكرها في كتب الفقه فإن كثيرا من أصحابنا ينشط للعمل دون التفقه و بلوغ الغاية فيه و فيهم من يقصد التفقه و فيهم من يجمع بين الأمرين فيكون لكل طائفة منهم شيء يعتمدونه و يرجعون إليه و ينالون بغيتهم منه و أنا مجيبكم إلى ذلك مستعينا بالله و متوكلا عليه بعد أن أذكر فصلا يتضمن ذكر العبادات و كيفية أقسامها و بيان ما يتكرر منها و ما لا يتكرر و ما يقف منها على شرط و ما لا يقف ليعلم الغرض بالكتاب و الله الموفق للصواب
فصل في ذكر حصر العبادات و بيان أقسامها