کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تنزيه الأنبياء عليهم السلام

المقدمة في تنزيه آدم ع‏ تنزيه نوح ع‏ في تنزيه إبراهيم ع‏ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ع‏ يوسف بن يعقوب ع‏ أيوب ع‏ شعيب ع‏ موسى ع‏ داود ع‏ سليمان ع‏ يونس ع‏ عيسى ع‏ في تنزيه سيدنا محمد المصطفى ص‏ تنزيه الأئمة ع‏ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ فأما البيعة فأما حضور مجالسهم‏ فأما الصلاة خلفهم‏ فأما أخذه العطية فأما ما ذكر في السؤال من نكاح السبي- فأما إنكاحه ع إياهم‏ فأما الدخول في الشورى‏ فأما تحكيمهما مع علمه بفسقهما فلا سؤال فيه‏ فأما تأخيره جهاد الظالمين و تأجيل ما يأتي من استيصالهم‏ فأما عدوله عن التسمية بأمير المؤمنين‏ فأما قول النظام‏ فأما أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام‏ فأما بيع أمهات الأولاد فأما قطع السارق من أصول الأصابع‏ فأما دفع السارق إلى الشهود فأما جلد الوليد بن عتبة أربعين سوطا و أما الجهر بتسمية الرجال في القنوت‏ و أما قبول شهادة الصبيان‏ فأما أخذ نصف الدية من أولياء المرأة فأما ما حكاه من إحراقه اللوطي‏ فأما حبسه ع المال المكتسب من مهور البغايا على غني و باهلة أبو محمد الحسن بن علي ع‏ فأما قول السائل إنه خلع نفسه من الإمامة و أما البيعة و أما أخذ العطاء و أما أخذ الصلات‏ فأما إظهاره ع موالاته‏ أبو عبد الله الحسين بن علي ع‏ و أما مخالفة ظنه ع لظن جميع من أشار عليه من النصحاء كابن عباس و غيره‏ فأما السبب في أنه ع لم يعد بعد قتل مسلم بن عقيل‏ فأما محاربة الكثير بالنفر القليل‏ فأما الجمع بين فعله ع و فعل أخيه الحسن ع‏ أبو الحسن علي بن موسى الرضا ع‏ القائم المهدي صلوات الله و سلامه عليه‏ فأما كون ذلك سببا لنفي ولادته ع‏

تنزيه الأنبياء عليهم السلام


صفحه قبل

تنزيه الأنبياء عليهم السلام، ص: 2

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الحمد لله كما هو أهله و مستحقه و صلى الله على خيرته من خلقه على عباده محمد و آله الأبرار الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا سألت أحسن الله توفيقك إملاء كتاب في تنزيه الأنبياء و الأئمة ع- عن الذنوب و القبائح كلها ما سمي منها كبيرا أو صغيرا و الرد على من خالف في ذلك على اختلافهم و ضروب مذاهبهم و أنا أجيب إلى ما سألت على ضيق الوقت و تشعب الفكر و أبتدئ بذكر الخلاف في هذا الباب ثم بالدلالة على المذهب الصحيح من جملة ما أذكره من المذاهب ثم بتأويل ما تعلق به المخالف من الآيات و الأخبار التي اشتبه عليه وجهها و ظن أنها تقتضي وقوع كبيرة أو صغيرة من الأنبياء و الأئمة ع و من الله تعالى أستمد المعونة و التوفيق و إياه أسأل التأييد و التسديد اختلف الناس في الأنبياء ع فقالت الشيعة الإمامية لا يجوز عليهم شي‏ء من المعاصي و الذنوب كبيرا كان أو صغيرا لا قبل النبوة و لا بعدها و يقولون في الأئمة مثل ذلك و جوز أصحاب الحديث و الحشوية على الأنبياء الكبائر قبل‏

تنزيه الأنبياء عليهم السلام، ص: 3

النبوة و منهم من جوزها في حال النبوة سوى الكذب فيما يتعلق بأداء الشريعة و منهم من جوزها كذلك في حال النبوة بشرط الاستسرار دون الإعلان و منهم من جوزها على الأحوال كلها و منعت المعتزلة من وقوع الكبائر و الصغائر المستخفة من الأنبياء ع قبل النبوة و في حالها و جوزت في الحالين وقوع ما لا يستخف من الصغائر ثم اختلفوا فمنهم من جوز على النبي ص الإقدام على المعصية الصغيرة على سبيل العمد و منهم من منع ذلك و قال إنهم لا يقدمون على الذنوب التي يعلمونها ذنوبا بل على سبيل التأويل و حكي عن النظام و جعفر بن مبشر و جماعة ممن تبعهما أن ذنوبهم لا تكون إلا على سبيل السهو و الغفلة و أنهم مؤاخذون بذلك و إن كان موضوعا عن أممهم بقوة معرفتهم و علو مرتبتهم و جوزوا كلهم و من قدمنا ذكره من الحشوية و أصحاب الحديث على الأئمة الكبائر و الصغائر إلا أنهم يقولون إن بوقوع الكبيرة من الإمام تفسد إمامته و يجب عزله و الاستبدال به و اعلم أن الخلاف بيننا و بين المعتزلة في تجويزهم الصغائر على الأنبياء ص يكاد يسقط عند التحقيق لأنهم إنما يجوزون من الذنوب ما لا يستقر له استحقاق عقاب و إنما يكون حظه تنقيص الثواب على اختلافهم أيضا في ذلك لأن أبا علي الجبائي يقول إن الصغير يسقط عقابه بغير موازنة فكأنهم معترفون بأنه لا يقع منهم ما يستحقون به الذم و العقاب و هذه موافقة للشيعة في المعنى لأن الشيعة إنما تنفي عن الأنبياء ع جميع المعاصي من حيث كان كل شي‏ء منها يستحق به فاعله الذم و العقاب لأن الإحباط باطل عندهم و إذا بطل الإحباط فلا معصية إلا و يستحق فاعلها الذم و العقاب فإذا كان استحقاق الذم و العقاب منفيا عن الأنبياء ع وجب أن ينفي عنهم سائر الذنوب و يصير الخلاف بين الشيعة و المعتزلة متعلقا بالإحباط فإذا بطل الإحباط فلا بد من الاتفاق على أن شيئا

تنزيه الأنبياء عليهم السلام، ص: 4

من المعاصي لا يقع من الأنبياء ع من حيث يلزمهم استحقاق الذم و العقاب لكنه يجوز أن نتكلم في هذه المسألة على سبيل التقدير و نفرض أن الأمر في الصغائر و الكبائر على ما تقوله المعتزلة و متى فرضنا ذلك لم نجوز أيضا عليهم الصغائر لما سنذكره و نبينه إن شاء الله تعالى. و اعلم أن جميع ما ننزه الأنبياء ع عنه و نمنع من وقوعه منهم يستند إلى دلالة العلم المعجز إما بنفسه أو بواسطة و تفسير هذه الجملة أن العلم المعجز إذا كان واقعا موقع التصديق لمدعي النبوة و الرسالة و جاريا مجرى قوله تعالى له صدقت في أنك رسولي و مؤد عني فلا بد من أن يكون هذا المعجز مانعا من كذبه على الله سبحانه في ما يؤديه عنه لأنه تعالى لا يجوز أن يصدق الكذاب لأن تصديق الكذاب قبيح كما أن الكذب قبيح فأما الكذب في غير ما يؤديه عن الله و سائر الكبائر فإنما دل المعجز على نفيها من حيث كان دالا على وجوب اتباع الرسول و تصديقه فيما يؤديه و قبوله منه لأن الغرض في بعثة الأنبياء ع و تصديقهم بالإعلام المعجز هو أن يمتثل ما يأتون به فما قدح في الامتثال و القبول و أثر فيهما يجب أن يمنع المعجز منه فلهذا قلنا إنه يدل على نفي الكذب و الكبائر عنهم في غير ما يؤدونه بواسطة و في الأول يدل بنفسه فإن قيل لم يبق إلا أن تدلوا على أن تجويز الكبائر يقدح فيما هو الغرض بالبعثة من القبول و الامتثال قلنا لا شبهة في أن من نجوز عليه كبائر المعاصي و لا نأمن منه الإقدام على الذنوب لا تكون أنفسنا ساكنة إلى قبول قوله أو استماع وعظه كسكونها إلى من لا نجوز عليه شيئا من ذلك و هذا هو معنى قولنا إن وقوع الكبائر ينفر عن القبول و المرجع فيما ينفر و ما لا ينفر إلى العادات و اعتبار ما تقتضيه و ليس ذلك مما يستخرج بالأدلة و المقاييس و من رجع إلى العادة علم ما ذكرناه و أنه من أقوى ما ينفر عن قبول القول فإن حظ الكبائر في هذا الباب لم يزد على حظ السخف و المجون و الخلاعة و لم ينقص منه فإن قيل أ فليس‏

تنزيه الأنبياء عليهم السلام، ص: 5

صفحه بعد