کتابخانه روایات شیعه
الجزء الأول
مقدمة المؤلف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، و اشهد عليهم امة وسطا قد جعلهم هداة و قمرا منيرا، و منارا لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، و صلى الله على محمد و عترته الحجج بما أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، المطعمين الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا، قرن طاعتهم بطاعته بأبلغ بيان و أحسن تفسيرا.
و بعد فيقول العبد المذنب الفقير المقر بالتقصير عبد على بن جمعة العروسى الحويزي: انى لما رأيت خدمة كتاب الله و المقتبسين من أنوار وحي الله، سلكوا مسالك مختلفة، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيته و معاني ألفاظه، و منهم من اقتصر على بيان التراكيب النحوية، و منهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية، و منهم من استفرغ وسعه فيما يتعلق بالاعراب و التصريف، و منهم من استكثر من علم اللغة و اشتقاق الألفاظ و منهم من صرف همته الى ما يتعلق بالمعاني الكلامية، و منهم من قرن بين فنون عديدة أحببت ان أضيف الى بعض آيات الكتاب المبين شيئا من آثار أهل الذكر المنتجبين ما يكون مبديا بشموس بعض التنزيل، و كاشفا عن اسرار بعض التأويل، و اما ما نقلت مما ظاهره يخالف لإجماع الطائفة المحقة فلم اقصد به بيان اعتقاد و لا عمل، و انما أوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نقل و عمن نقل؛ ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك مع انى لم اخل موضعا من تلك المواضع عن نقل ما يضاده، و يكون عليه المعول في الكشف و الإبداء و إذا رأى الناظر في هذا الكتاب نقلا عن تفسير على بن إبراهيم أو مجمع البيان و لم يره في مثل موضع نقلته اليه منهما، فليعلم انى نقلته من غير ذلك الموضع لأنهما قدس الله سرهما كثيرا ما ينقلان الحديث مشتملا على الاشارة الى عدة آيات عند
احديها، و يخليان منه و من بعضه ما عداها و ربما رأيت بعض الاخبار في موضع رأيت ذكره في غيره انسب بالمقام، و اطبق لظاهر الكلام.
و من مذهبي حب الديار و أهلها
و للناس فيما يعشقون مذاهب
فاشتغلت بذلك برهة من الزمان، مع تفاقم المحن و الأحزان. و تتابع المصايب و الأشجان، فجمعت مع قلة البضاعة و عدم الوقوف على حاق الصناعة ما قسم لي من افضاله و ما استحقه من نواله، و سميته نور الثقلين راجيا مطابقته للمعنى، و ان تحل ركائبه في مواقف المغنى، و اسأله ان يجعله مقبولا لديه، و وسيلة يوم العرض بين يديه فأقول و بالله التوفيق و الهداية الى سواء الطريق، و عليه التوكل في القول و العمل و العصمة عن الخطاء و الزلل:
سورة الحمد
1- في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما أراد الله عزّ و جلّ ان ينزل فاتحة الكتاب و آية الكرسي و شهد الله و «قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ» الى قوله «بِغَيْرِ حِسابٍ» تعلقن بالعرش و ليس بينهن و بين الله حجاب، و قلن:
يا رب تحبطنا دار الذنوب و الى من يعصيك و نحن معلقات بالطهور و القدس فقال: و عزتي و جلالي ما من عبد قرأكن في دبر كل صلوة الا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، و نظرت اليه 1 بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، و إلا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، و الا أعذته من كل عدو و نصرته عليه، و لا يمنعه من دخول الجنة الا الموت 2 .
2- في كتاب ثواب الأعمال باسناده قال أبو عبد الله عليه السلام: اسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب 3 .
3- في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: رن إبليس أربع رنات 4 أولهن يوم لعن، و حين أهبط الى الأرض، و حين بعث محمد صلى الله عليه و آله و سلم على حين فترة من الرسل، و حين أنزلت أم الكتاب.
4- عن الحسن بن على عليهما السلام في حديث طويل قال: جاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فسأله أعلمهم عن أشياء، فكان فيما سأله أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين، و اعطى أمتك من بين الأمم، فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: أعطانى الله عز و جل فاتحة الكتاب الى قوله: صدقت يا محمد، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله تعالى بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها
5- عن جابر عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله تعالى و أعطيت أمتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب.
6- في أصول الكافي محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد ابن اسمعيل بن بزيع عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه قال: ما قرأت الحمد على وجع سبعين مرة الا سكن.
7- محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شيء.
8- عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجبا.
9- في عيون الاخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي رضى الله عنه قال: حديثنا يوسف بن محمد بن زياد، و على بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن
الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب، عن أبيه على بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال الله عز و جل: قسمت فاتحة الكتاب بيني و بين عبدي فنصفها لي و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل، إذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله جل جلاله: بدأ عبدي باسمي و حق على ان أتمم له أموره و أبارك له في أحواله فاذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال جل جلاله: حمدنى عبدي و علم ان النعم التي له من عندي، و ان البلايا التي دفعت عنه فبتطولي 5 أشهدكم انى أضيف له الى نعم الدنيا نعم الاخرة، و ادفع عنه بلايا الاخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا و إذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله جل جلاله: شهد لي عبدي انى الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه، و لأجزلن من عطائي نصيبه، فاذا قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال الله تعالى: أشهدكم كما اعترف انى انا الملك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه، و لاتجاوزن عن سيئاته، فاذا قال العبد: إِيَّاكَ نَعْبُدُ قال الله عز و جل: صدق عبدي، إياي يعبد أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فاذا قال: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال الله تعالى: بى استعان، و الى التجأ، أشهدكم لأعيننه على أمره، و لأغيثنه في شدائده و لآخذن بيده يوم نوائبه، فاذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الى آخر السورة قال الله جل جلاله: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي و أعطيته ما أمل، و آمنته مما وجل منه.