کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة الناشر]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
للدعاء شروط ...
منها: أن يبتدئ الداعي بتمجيد اللّه و ذكره باسمائه الحسنى.
فالدعاء يرتبط بالاسماء الحسنى من جهتين:
1- معرفة عدد الأسماء الحسنى للّه تعالى.
2- معرفة معنى الأسماء الحسنى للّه تعالى.
و هذا الكتاب: المقام الاسنى في تفسير الأسماء الحسنى الّذي نقدّمه إلى قرّائنا الأعزّاء يتكفّل ببيان هاتين الجهتين.
و هو من تأليف شيخ العرفاء- الذي سلك في عرفانه منهج أهل البيت عليهم السلام- العالم الخبير إبراهيم بن علي الكفعمي، تغمّده اللّه برحمته.
و قد طبع الكتاب و لأوّل مرّة في نشرة تراثنا العدد (20) سنة 1410 ه بتحقيق الشيخ فارس الحسون.
و لأهميّة الكتاب و سهولة عبارته و حسن ترتيبه ارتأت مؤسّسة قائم آل محمّد عجّل اللّه فرجه الشريف إعادة طبعه مع إضافة الفهارس إليه.
مؤسّسة قائم آل محمّد (عج)
[مقدمة المحقق]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على محمّد و آله المعصومين، و اللعن على أعدائهم أجمعين.
و بعد، غير خفيّ على أولي الألباب: أنّ الدعاء هو الرابط الروحي بين العبد و المولى، و أنّه من أحبّ الأعمال إلى اللّه، لأنّه مخّ العبادة و سلاح المؤمن، و مفاتيح الجنان، و مقاليد الفلاح، و شفاء من كلّ داء، و هو يردّ ما قدّر و ما لم يقدّر حتّى لا يكون.
و تبلغ أهمّية الدعاء درجة بحيث يأمر اللّه سبحانه عباده بالدعاء و يضمن لهم الإجابة، و يجعل الّذين لا يدعونه من المستكبرين فيدخلون جهنّم داخرين.
و لكن أيّ دعاء هذا بحيث يتّصف بهذه الصفات؟ و أيّ دعاء هذا بحيث يأمر المولى به و يضمن الإجابة عليه؟
نعم هو الدعاء الخارج من قلب مملوء حبّا للمولى، من قلب مجروح، من قلب عاشق، من قلب طاهر ...
هو الدعاء الذي تسبقه العبرة و الدمعة الدالّة على الاشتياق إلى لقاء المحبوب ...
هو الدعاء الذي يرقّ قلب داعيه و يقشعرّ جلده ...
هو الدعاء في جنح الليل المظلم، إذا نامت العيون و هدأت الأصوات و سكنت القلوب ...
هو الدعاء الذي يسبقه الإقرار بالذنب ...
هو الدعاء الذي يكون داعيه كأنّه يرى نفسه واقفة بين يدي المولى ...
هو الدعاء الذي يسبقه الثناء على اللّه و المدح و التمجيد له، و الصلاة على النبيّ و آله، فالدعاء محجوب حتّى يصلّى على محمّد و آله- صلّى اللّه عليه و آله- ...
فيثني الداعي على اللّه قبل الدعاء و يمدحه و يمجّده بذكر أسمائه الحسنى التي نعت بها نفسه، أو نعته بها أولياؤه و خلفاؤه و حججه، فاسماء اللّه سبحانه توقيفية، و العبد لا يستطيع أن يتجرّأ على المولى و يسمّيه باسم ما أو يصفه بصفة ما، و لو لا رخصة اللّه تعالى لعباده بالدعاء، بل أمره إيّاهم به، لما استطاع أحد من العباد أن يتجرّأ على المولى و يقف بين يديه و يعبده و يطلب منه حاجته ... لكن وسعت رحمته كل شيء.
و على كل حال فالثناء و المدح بذكر أسمائه الحسنى إذا كان خارجا من قلب عارف عالم بها واقف على معانيها أفضل بكثير من غيره، إذ المعرفة بها و الوقوف على معانيها تهيّئ للعبد شرائط الدعاء و تجلب الدمعة و ترقّ القلب.
و هذه الرسالة التي نحن بصددها، تتكفّل ببيان هذا الأمر و توضيحه، اقدّمها إلى القرّاء الكرام، راجيا منهم أن لا ينسوني من صالح الدعوات.
المؤلّف: