کتابخانه روایات شیعه
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله المتوحد بالقدم المتفرد بالأزل المتعزز بالبقاء المذل عباده بالفناء لم يصحبه في أوليته عصر و لا زمان و لم يضمنه قطر و لا مكان مبدع كل ممكن و زمان و خالق كل وقت و أوان لم يزل إلها قبل المألوه و ربا قبل المربوب و خالقا قبل المخلوق و عالما قبل المعلوم سبق الأوقات و الدهور قدمه و كونه و الابتداء أزله و وجوده و امتنع بوحدانيته عن صفات كل محدث و جل بأزليته عن نعت كل مخلوق و كذب من زعم أن الخالق غيره و افترى من ادعى قديما معه فلا إله غيره و لا خالق سواه خلق الخلق كله أشكالا و أضدادا و أزواجا و أندادا
فألف بين متعادياتها و فرق بين متدانياتها ليعلم أن لا شريك له و لا ند له و لا مناوئ له و لا ضد و أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد القديم الصمد سبحانه عما يدعيه المفترون و تعالى عما يقول الظالمون و أشهد أنه خالق الخلق أجمعين المهملين منهم و المستعبدين و أنه خلق لهم دارين دارا امتحنهم فيها بالأمر و النهي و الاستعباد و العمل و دارا للثواب و العقاب لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى و فضل بعضهم على بعض درجات امتحانا و اختبارا و اختار منهم نبيين و مرسلين و أيدهم بوحي منه مع الملائكة المقربين و بعثهم مبشرين و منذرين ليدعوهم إلى عبادته و يعرفونهم وحدانيته و يدلونهم على سبيله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و ينصرونهم
طريق النجاة و المهلكة فقفا بعضهم على أثر بعض لئلا يقولوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ و اصطفى محمدا ص لختم الرسالات و أكد الحجة عليهم بما أعطاه من الآيات و أوضح المحجة لهم بما آتاه من البينات فهو سيد المرسلين و خاتم النبيين و أفضل الخلائق أجمعين فبلغ الرسالة و أدى الأمانة و بين النهج و أقام الحجج و دل على سبيل الهدى و بصر طريق الردى و أقام بأمر الله مجتهدا رشيدا و مضى لسبيله محمودا حميدا و ورث علمه الأئمة الراشدين من أهل بيته الأبرار الطيبين الأتقياء الطاهرين خلفاء الله في بلاده و حججه على عباده الذين جعلهم الله مصابيح في الظلام و قدوة للأنام لئلا يكونوا مهملين كالأنعام صلى الله عليه و آله أفضل صلاة و أتمها و أزكاها و على جميع أنبيائه و رسله و ملائكته و سلم تسليما و الحمد لله الذي هدانا لدينه و وفقنا للانقياد لأوليائه الذين