کتابخانه روایات شیعه
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل - ج 1تا10
الْجُزْءُ الْأَوَّلُ
[مقدمات التحقيق]
تقريظ لآية اللّه الشيخ عبّاس آل كاشف الغطاء
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وسائل الحرّ أعيت من يباريها
للّه أقلامه قد جلّ باريها
حتى بدا الكوكب النوريّ متّضحا
فأبصر الطرف منه ما يساويها
مستدركا لنصوص غاب أكثرها
عن الوسائل تزهو باسم راويها
و مدّعين سواه قطّ ما عرفوا
نصّا و لا حفظوا إلّا أساميها
فلو رأى الحرّ ما استدركته لزها
و قال أحسنت قد تمّت مبانيها
فيا لك الخير كم تسعى لنيل علا
ببذل نفس فما خابت مساعيها
ما زلت تبرز أخبارا و قد خفيت
حتى كشفت لنا مستور خافيها
تلك المكارم قد خصّ الكريم بها
كفّ الحسين فقل لي من يجاريها
آي السؤال و آي الراسخون إذا
تلوتها فحسين من معانيها
أنامل لك ما خطّت سوى حكم
عن أهل بيت لها الرحمن يوحيها
أخرجت للناس أخبارا معنعنة
أسندتها لرواة صرّحت فيها
عن النبيّ عن الآل الكرام معا
عن جبرئيل عن الرحمن ترويها
هذّبت تهذيبها الكافي الفقيه فإن
بحارها التطمت يلقاك وافيها
فيا لك الأجر ما دامت مصاحفها
تتلى و فاز بنيل النجح تاليها
مقدّمة التحقيق [لجواد الشهرستاني]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم يتفاوت شرف العلوم بتفاوت مدلولها، و كثرة شجونها، و غزارة تشعب فنونها، فاجلّها شأنا أكثرها نفعا و فائدة، و أرقاها شرفا و فخرا، أعظمها قدرا.
و من اجلّ العلوم علم الحديث، الذي هو مدار العلماء الاعلام، في استنباط قواعد الاحكام، لبيان الحلال و الحرام، و كيف لا يكون كذلك؟ و مصدره عمن لا ينطق عن الهوى ان هو الّا وحي يوحى.
فهو المفسّر للكتاب و انّما
نطق النبيّ لنا به عن ربّه
و هو علم اللّه المستودع في صدور الأئمة (صلوات اللّه عليهم أجمعين)، فمن استمسك به استضاء بنور الهدى، و اكترع رحيق الكأس الأصفى.
و هو أحد الحجج القاطعة و المحجة الساطعة، الذي تظهر به تفاصيل مجمل الآيات القرآنية البالغة.
و هو العلم الذي تضع الملائكة أجنحتها لطالبه، و يعطى بكلّ قدم يخطوه ثواب ألف شهيد، و تستغفر له الحيتان في البحر. و الجلوس عند
أهله ساعة خير من قيام ألف ليلة قائما و راكعا و ساجدا.
فالاشتغال بالحديث من أحسن العبادات، و أجلّ الطاعات، و أفضل القربات.
و لذا حثّ الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله) أصحابه و حضّ اتباعه على الاهتمام به، و اعطائه شرف الاولوية بعد القرآن، في حفظه و تقييده بالكتابة.
و قد كان لجابر بن عبد اللّه الأنصاري، المتوفى عام 78 هجرية، صحيفة يحدث عنها مجاهد كثيرا 1 .
و كان قتادة بن دعامة السدوسي، المتوفى عام 118 هجرية، يكبر من قيمة هذه الصحيفة و يقول: لأنا لصحيفة جابر، أحفظ مني لسورة البقرة 2 .
و روى الترمذي في سننه: ان سعد بن عبادة الأنصاري، كانت عنده صحيفة جمع فيها طائفة من أحاديث الرسول و سننه 3 .
و عني عبد اللّه بن عبّاس، المتوفى عام 69 هجرية، بكتابة الكثير من سنة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) و لقد تواتر عنه انه ترك حين وفاته، حمل بعير من كتبه 4 .