کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة الناشر]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه الأوّل قبل كلّ أوّل و الآخر بعد كلّ آخر، و الصلاة و السلام على أمين وحيه و خاتم رسله محمّد المصطفى النور الباهر و البدر الزاهر، و على أهل بيته الأطيبين من كلّ طيّب و الأطهرين من كلّ طاهر، و اللعنة على أعدائهم الضالّين المضلّين الّذين لم يحملهم على تلك العداوة و البغضاء إلّا سوء السرائر و فقد البصائر.
و بعد، لا يخفى على كلّ مسلم له أدنى معرفة بالكتاب و السنّة أنّ لأهل بيت الرسول عند اللّه تعالى مكانة و مقام قرب لا يقاس بهم أحد، هم الّذين خصّهم اللّه تعالى بالمكارم و الفضائل و شرّفهم بقوله- عزّ من قائل-: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 1 و فرض مودّتهم على جميع المسلمين بقوله مخاطبا لنبيّه الكريم: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ 2 و قد ورد:
أنّ اقتراف الحسنة هو مودّتهم عليهم السّلام 3 .
و لمّا لم يتيسّر مودّتهم على وجه التحقيق و البصيرة إلّا بمعرفة مقاماتهم العليّة
و درجاتهم الرفيعة، فلا بدّ لكلّ مؤمن ممتثل لأمر اللّه و لما ندب إليه رسوله الكريم من التدبّر في آيات اللّه النازلة فيهم و الأحاديث المعتمدة الواردة في فضائلهم و مناقبهم المودعة في كتب الفريقين و مدوّناتهم المختصّة بهذا الشأن.
و من جملة تلكم المدوّنات هذا الكتاب الشريف و السفر المنيف- الماثل بين يديك- الّذي ألّف أصله شيخ الطائفة الناجية و فقيهها «سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي» و اختصره محدّث نبيه و عالم فقيه، من أجلّ تلامذة الشهيد الأوّل «الشيخ حسن بن سليمان بن محمّد الحلّي» فجزاهما اللّه عن الرسول الكريم و أهل بيته خير الجزاء.
و قد تصدّى لإحياء هذا الأثر القيّم الأخ الجليل و الفاضل النبيل «مشتاق المظفّر» و بذل الجهد في تصحيحه و تدقيقه و مقابلته بالنسخ المتوفّرة، مزدانا بالتعليقات النافعة مع تقدمة مشتملة على حياة مؤلّف الأصل و مختصره قدّس سرّهما. ثم عرض علينا حصيلة تلك الجهود المبذولة، فوجدناه حريّا بالطبع و النشر فتلقّيناه منه بالقبول شاكرين له وسائلين اللّه تعالى له و لنا المزيد من التوفيق و السداد، إنّه خير مجيب و مسؤول.
مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
[مقدمة التحقيق]