کتابخانه روایات شیعه
الجزء الأول
[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي ألزمنا كَلِمَةَ التَّقْوى و وفقنا للتمسك بالسبب الأقوى و شيد لنا ربوع الإيمان فما تعفو و لا تقوى و أيدنا بعصمته فهي أبدا تشتد و تقوى أحمده حمد معترف بإحسانه مغترف من بحار امتنانه شاكر لما أولاه بحسب الإمكان مقر بالتقصير عما يجب من شكر نعمه التي لا تنفد أو تنفد مدة الزمان و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يعتقدها الجنان و تشهد بها الجوارح و الأركان و يرويها عن القلب و اللسان و يجر بدائع ألفاظها البيان و يثبتها في صحائف الخلود البنان و أشهد أن محمدا ص عبده و رسوله ابتعثه و زند الباطل وار و أسد الكفر ضار و النفاق قد هدرت شقاشقه و نعق ناعقة و استعلت رواعده و اشتعلت بوارقه فلم يزل ص حتى أخمد نيرانه و زلزل بنيانه و هد بسيف عليه أركانه و أردى بذي فقاره حماته و شجعانه و استقر الدين و ألقى جرانه و عبدوا طوعا و كرها رحمانه و نبذ الجاهلي أصنامه و حل اليهودي سبته و كسر النصراني صلبانه ص الذين اقتفوا آثاره و أعلوا شعاره و كانوا في حياته و بعده أعوانه على الحق و أنصاره و عيبة علمه التي أودعها أسراره صلى الله عليه و آله و عليهم ما لاح نهار مشرق و أينع غصن مورق و رعد راعد و أبرق مبرق و شرف و كرم و عظم.
و بعد فإن الله سبحانه و له الحمد لما هداني إلى الصراط المستقيم و سلك بي سبيل المنهج القويم و جعل هواي في آل نبيه لما اختلفت الأهواء و رأيي فيهم حيث اضطربت الآراء و ولائي لهم إذ تشعب الولاء و دعائي بهم إذ تفرق الدعاء تلقيت نعمته تعالى بشكر دائم الإمداد و حمد متصل اتصال الآباد و اتخذت هديهم شريعة و منهاجا و مذهبهم سلما إلى نيل المطالب و معراجا و حبهم علاجا لداء هفواتي 1 إذا اختار كل قوم علاجا و صرحت بموالاتهم إذا ورى غيري أوداجي 2 فهم ص عدتي و عتادي و ذخيرتي الباقية في معادي و أنسي إذا أسلمني طبيبي و انقضى تردد عوادي و هداتي إذا جار الدليل و حار الهادي أحد السببين اللذين من اعتلق بهما فازت قداحه و ثاني الثقلين اللذين من تمسك بهما أسفر عن حمد السرى صباحه محبتهم عصمة في الأولى و العقبى و مودتهم واجبة بدليل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى من أطاعهم فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ و راقبه و من عصاهم فقد جاهره بالعناد و حاربه و نصب نفسه درأة لعقابه و عذابه حين ناصبه جبال العلوم الراسخة و قلل الفخار الشامخة و غرر الشرف البادية إذا انتسبوا عدوا المصطفى و المرتضى و إذا فخروا على الأملاك انقادت و أعطت الرضا و إن جادوا بخلوا السحاب الماطر و أخجلوا العباب الزاخر 3 و إن شجعوا أرضوا الأسمر الذابل 4 و الأبيض الناضر و إن قالوا نطقوا بالصواب و أتوا بالحكمة و فصل الخطاب و عرفوا كيف تؤتى البيوت من الأبواب و طبقوا المفصل في الابتداء و الجواب و ما عسى أن تبلغ المدائح و إلى أين تنتهي الأفكار و القرائح و كيف تنال الصفات قدر قوم أثنى عليهم القرآن و مدحهم الرحمن فهم خيرته من العباد و صفوته من الحاضر و الباد بهم تقبل الأعمال و تصلح الأحوال و تحصل السعادة و الكمال
شعر
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا
محاسنها تجلى و آياتها تروى
بهم عرف الناس الهدى فهديهم
يضل الذي يقلى و يهدي الذي يهوى
موالاتهم فرض و حبهم هدى
و طاعتهم قربى و ودهم تقوى
و قد كانت نفسي تنازعني دائما أن أجمع مختصرا أذكر فيه لمعا من أخبارهم و جملة من صفاتهم و آثارهم و كانت العوائق تمنع من المراد و عوادي الأيام تضرب دون بلوغ الغرض بالإسداد و الدهر يماطل كما يماطل الغريم و حوادث الأقدار لا تنام و لا تنيم إلى أن بلغ الكتاب أجله و أراد الله تقديمه و كان أجله و أظهره في الوقت الذي قدره له و ألهمني إخراجه من القوة إلى الفعل فأثبت مجمله و مفصله فأعملت فيه فكري و جمعت على ضم شوارده أمري و سألت الله أن يشد أزري و يحط بكرمه وزري و يشرح لإتمامه صدري. فاستجاب الدعاء و تقبله و خفف عني ثقل الاهتمام و سهله فنهضت عزيمتي القاعدة و هبت همتي الراكدة و قلت لنفسي هذا أوان الشد فاشتدي و حين الاعتداد لما ينفع فاعتدي و زمان وفاء الغريم المماطل و إبان 5 إبراز الحق من حيز الباطل و وقت الاهتمام و الشروع و ملازمة النهج المشروع و إثبات المسند و المرفوع و ذكر الأصول و الفروع و ضم أطراف المنقول و المسموع و تحلية الأسماع بجواهر المناقب الفائقة و إبراز الحق في صورته المعجبة الرائقة و اعتمدت في الغالب النقل من كتب الجمهور ليكون أدعى إلى تلقيه بالقبول و وفق رأي الجميع متى وجهوا إلى الأصول و لأن الحجة متى قام الخصم بتشييدها و الفضيلة متى نهض المخالف بإثباتها و تقييدها كانت أقوى يدا و أحسن مرادا و أصفى موردا و أورى زنادا و أثبت قواعدا و أركانا و أحكم أساسا و بنيانا و أقل شانئا و أعلى شأنا و التزم بتصديقها و إن أرمضته و حكم بتحقيقها و إن أمرضته و أعطى القيادة و إن كان حرونا 6 و جرى في سبل الوفاق و إن كان حزونا و وافق بوده لو قدر على الخلاف و أعطى النصف من
نفسه و هو بمعزل عن الإنصاف و لأن نشر الفضيلة حسن لا سيما إذا نبه عليها الحسود و قيام الحجة بشهادة الخصم أوكد و إن تعددت الشهود. شعر
و مليحة شهدت لها ضراتها 7
و الفضل ما شهدت به الأعداء