کتابخانه روایات شیعه
الإستبصار فيما اختلف من الأخبار
الجزء الأول
كلمة الناشر
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مرت بي حقبة من الزمن غير قصيرة و أنا لا أزال أغدو و أروح و في هواجس ضميري حبّ القيام بخدمة دينيّة اجتماعية تبقى مع الدهر، و تذكر فتشكر، غير انّ الأمل رغم شوقي المؤكّد إليه لم يتحقّق، و الامنية الكريمة تحول بيني و بينها صروف الزمن- و الأمور كما قيل مرهونة باوقاتها- إلى أن ساعدني الحظ- و ما توفيقي إلّا باللّه- و وجهني الى حركة علمية ناجعة باحياء تراثنا العلمي، أو قل: آثارنا و مآثرنا، تآليف سلفنا الصالح من أعلام الدين و أساطين العلم و الفضيلة، المضاعة بين مطبوع غير رائع الجمال، و بين مطموس في زوايا النسيان، فجريت ردف شقيقي الفاضل الحاجّ شيخ محمّد الآخوندي بطهران، و نبهني حسن اختياره طبع أحد الكتب الأربعة عمد المراجع و المسانيد لدى الطائفة، أعني كتاب الكافي، الوافي، لثقة الإسلام الكليني قدس اللّه سره فعزمت- بحول اللّه و طوله- على طبع ثاني الكتب الأربعة بصورة رائعة، و حلّة قشيبة، و تنسيق جميل، و ورق جيّد، و تصحيح يعتنى به. ألا و هو كتاب (الاستبصار فيما اختلف من الأخبار) تأليف شيخ الطائفة، فقيه الشيعة الأكبر، أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ طيب اللّه رمسه.
و ممّا حدانا الى طبع هذا السفر القيّم، و أمكننا من اخراجه الى الملأ العلمي بصورة جميلة بهية، وقوفنا على عدّة نسخ منه مخطوطة قيّمة ألا و هي:
1- نسخة عتيقة جيدة جدّا مقروّة على أكبر مشايخ الحديث شيخنا الحجة المجلسي قدّس سرّه، مؤلف الكتاب القيّم الضخم الفخم دائرة المعارف (بحار الأنوار) و في آخرها سماع شيخنا المجلسي بخط يده قراءة هذا الجزء من الكتاب قرأه عليه أحد تلامذته العلامة الأمير محمّد المازندراني، و له منه هناك إجازة أرّخها بشهر شعبان المعظم من شهور سنة تسعين بعد الألف الهجرية. و خطّ النسخة يقارب خطّ الاجازة و أول النسخة مزدان بخطّ السيّد الأمير محمّد المذكور.
و هذه النسخة من نفائس تحويها (مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام) العامرة، المؤسّسة منذ عامين بهمة شيخنا المجاهد الحجة الأميني حياه اللّه.
و لنا أن نعدّ هذه الفكرة الصالحة: طبع هذا الكتاب القيّم (الاستبصار) و ما سنباشر طبعه من الكتب النادرة إنشاء اللّه تعالى من حسنات هذه المكتبة و من نتاجها الناجع، إذ أهمّ النسخ من خزانتها، و الناشر و اللجنة الواقفة على تصحيحها من أعضاء الهيئة المديرة لها.
تقع النسخة المذكورة في 222 صفحة، عدد سطور كل صفحة 27 سطرا، طولها 36 سم، عرضها 24 سم، سمكها 2 سم، طول الكتابة فيها 26 سم، عرضها 15 سم، و يرمز إليها ب (ج) و إلى القارئ الصورة الفتوغرافية لآخر صفحة منها حيث يجد سماع شيخنا الحجة المجلسي قدّس سرّه.