کتابخانه روایات شیعه
بأنه فوقهم و قد نبهنا الله على ما أراد بقوله- وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ .
قوله سبحانه يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ أي يخافون عقاب ربهم من فوقهم لأنه يأتي من فوق و قيل إنه لما وصف بأنه متعالي بمعنى قادر لا قادر قدر منه فقيل صفته في أعلى مراتب صفات القادرين حسن أن يقال من فوقه ليدل على هذا المعنى من الاقتدار الذي لا يساويه قادر و لو كان صفة الله تعالى لم يحصل به التخويف.
قوله سبحانه وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ المراد بذلك وقوفهم على عذاب ربهم و ثوابه و علمهم بصدق ما أخبرهم به في دار التكليف و الوقوف عليه يسمى علما يقال وقفت على معنى كلامك و إذا كان الكفار لا يعرفون في الدنيا استدلالا عرفهم الله في الآخرة ضرورة فذلك يكون وقوفهم عليه و قال لهم ربهم أَ لَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَ رَبِّنا و قيل إذا وقفوا على ربهم حبسوا ينتظر بهم ما يأمر به كقول القائل احبسه علي و لا يجوز أن يكون المراد به الرؤية لأن الآية مختصة بالكفار و لا خلاف في أن الكفار لا يرونه.
قوله سبحانه أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ حقيقة العرض لا يجوز على الله تعالى لأن العرض في الشاهد أنما يصح على من لم يكن مشاهدا للشيء عالما به و لا يخفى على الله خافية و المراد بذلك أنهم يعرضون للمحاسبة بحيث أعد ذلك العرض في ذلك الموضع عرضا عليه كقوله إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي أي حيث أمرني ربي.
قوله سبحانه فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ معنى مِنْ دُونِ اللَّهِ من منزلة أدنى من منزلة عباد الله و أنه من الأدون و هو الأقرب إلى الجهة السفلى.
قوله سبحانه قُلْ أَ تُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ أي في دينه لأنهم قالوا نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ - وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى و قالوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا .
قوله سبحانه إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ أي معهم بالمعونة و النصرة كما تقول إذا كان السلطان معك فلا تبال من لقيت و حقيقة مع أن يكون للمصاحبة في الجهة و ذلك لا يجوز على الله تعالى.
قوله سبحانه لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَ ما خَلْفَنا وَ ما بَيْنَ ذلِكَ أي قبل أن يخلقنا و ما خلفنا أي بعد أن يفنينا و ما بين ذلك ما هم فيه من الحياة و قال ابن عباس و الربيع و قتادة و الضحاك و أبو العالية ما بين أيدينا الدنيا و ما خلفنا الآخرة و ما بين ذلك النفختين.
قوله سبحانه وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ و قوله وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ ظاهر الرجوع يوجب الإخبار عن العود إلى حيث خرج منه و لا خلاف أنهم لم يكونوا عنده و الآية تقتضي رجوع الجميع إليه قوله وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ و الكل داخل في هذا الحكم و لا يقول الخصم به و قال تعالى وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ يعني المدينة و قال إبراهيم إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي أي أرض الشام و قال إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ يعني السماوات عند الحفظة و بعد فإنه تهديه في سائر الآيات الواردة في الباب نحو ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ أو في باب المصيبة نحو وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و لو كان المراد به المكان لم يكن ذلك تسليا لمن نزلت له المصيبة و قال أبو العالية راجعون بالإعادة في الآخرة و قيل راجعون إلى أن لا يملك لهم ضرا و لا نفعا غيره تعالى كما كانوا في بدئ الخلق لأنهم في أيام حياتهم قد ملك غيرهم الحكم عليهم قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .
قوله سبحانه إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً و قوله فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً أي إنكم ترجعون إليه أحياء بعد الموت أي إلى موضع جزائه جميعا و قيل معناه أن يعود الأمر إلى أن لا يملك أحد التصرف في ذلك الوقت غيره تعالى بخلاف الدنيا و لفظ المرجع يكون بمعنى الرجوع فيكون مصدرا و بمعنى موضع الرجوع كأنه قال إليه موضع رجوعكم.
قوله سبحانه وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ معناه أنه يئول إليه أمر بالعباد في أنه لا يملك ضرهم و لا نفعهم غيره عز و جل لأنه تبطل مملكة غيره في ذلك اليوم و الأمر لنا دون غيرنا كما يقال صار أمرنا إلى القاضي على معنى قرب المكان و إنما يراد بذلك أنه المتصرف فينا.
قوله سبحانه وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ الناس في دار التكليف قد يغتر بعضهم ببعض فيعتقدون فيهم أنهم يملكون جر المنافع إليهم و صرف المضار عنهم و قد تدخل عليهم الشبهة لتقصيرهم في النظر في وجهه فيعبدون الجامدة و الهامدة و يضيف كل هؤلاء أفعال الله عز و جل فيهم إلى غيره فإذا جاءت الآخرة و اضطروا إلى المعارف عرفوا أنه لا معبود سوى الله فردوا إليه أمورهم و انقطعت آمالهم من غيره- وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ و الأمور كلها لله و في يده من غير خروج و رجوع حقيقي و قد تقول العرب قد رجع علي من فلان مكروه بمعنى صار منه و لم يكن سبق إلي قبل هذا الوقت و قد عاد إلي من زيد كذا و كذا و إن وقع منه ابتداء قال الشاعر
فإن تكن الأيام أحسن مرة
إلي فقد عادت لهن ذنوب
أي صارت لها ذنوب لم تكن من قبل بل كان قبلها إحسان و قد ملك الله العباد في دار التكليف أمورا تنقطع بانقطاع التكليف و أفضى الأمر إلى دار الآخرة مثل ما ملكه الموالي من العبيد و ما ملكه الحكام من الحكم فيجوز أن يريد الله برجوع الأمر إليه انتهى ما ذكرناه من الأمور التي يملكها غيره بتمليكه إلى أن يكون وحده مالكها و قال المرتضى الأمر ينتهي إلى أن لا يكون موجودا قادرا غيره و تقتضي الأمور في الانتهاء إلى ما كانت عليه في الابتداء لأن قبل إنشاء الخلق هكذا كانت الصورة و بعد إفنائهم هكذا يصير و هو رجوع حقيقي لأنه عاد إلى ما كان عليه متقدما و قال الطوسي يرجع الأمر كله أي يذهب إلى حيث ابتدأ منه فرجوع الأمر إلى الله بالإعادة بعد النشأة الأولى. و قال الجبائي ترجع الأمور إلى من لا يملكها سواه و تحتمل أيضا أن يكون المراد بذلك أن تعود المقدورات الباقية إلى ما أفناه من مقدوراته كالجواهر و الأعراض ترجع في مقدورات البشر و إن كان باقية لما دل عليه الدليل من اختصاص مقدورات القدر باستحالة
العود إليها من حيث لم يجز له فيها التقديم و التأخير و هو حكم هو تعالى المتفرد به
فصل [في الوحى]
قوله تعالى مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قال السدي و ابن جريح أي من أعواني على هؤلاء الكفار إلى معونة الله و ذلك مثل قولهم الذود إلى الذود آئل و قوله وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ و قال الحسن من أنصاري في السبيل إلى الله لأنه دعاهم إلى سبيل الله و قال الجبائي من أنصاري لله كما قال قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِ و وجه ذلك أن الغرض يصلح فيه اللام على طريق العلة و إلى على طريق النهاية.
قوله سبحانه بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ معناه أنه رفعه إلى الموضع الذي يختص الله تعالى بالملك و لم يملك فيه أحد منه شيئا و هو السماء لأنه لا يجوز أن يكون المراد به أنه رفعه إلى مكان هو تعالى فيه لأن ذلك من صفات الأجسام.
قوله سبحانه كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ الحجب هو المنع و الحاجب هو المانع و لا يصح القول بأنهم محجوبون عن ذات الله تعالى و إذا كان الممنوع منه محذوفا فليست الرؤية بأولى من الرحمة و هذا كما يقول عند سؤال الغير غضب عليه السلطان و أبعده من عنده و لا ينظره الله و لا يكلمه و حجبه عنه و ليس يأذن له بالدخول عليه كقوله فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ ... مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فمعنى قوله كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ عن ربهم بسوء حالهم مبعدون عن رحمته.
قوله سبحانه وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ليس في الآية أكثر من ذكر الحجاب و ليس فيها أنه حجاب له تعالى أو أنه محل كلامه أو كلمه أو لم يكلمه و إذا لم يكن في الظاهر شيء من ذلك صرف إلى غيره عز و جل و يجوز أن
يفعل كلاما في جسم محتجب عن المكلم غير معلوم له على سبيل التفصيل فيسمع المخاطب الكلام و لا يعرف محله على سبيل التفصيل فيقال على هذا هو مكلم من وراء حجاب و قال الجبائي- وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً بمثل ما يكلم به عباده من الأمر بطاعته و النهي لهم عن معاصيه و تنبيهه إياهم على ذلك من جهة الخاطر أو المنام و ما أشبههما و عنى بقوله أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أن يحجب ذلك الكلام عن جميع خلقه إلا من يريد أن يكلمه به نحو كلامه تعالى لموسى لأنه حجب ذلك عن جميع الخلق أولا و أما كلامه في المرة الثانية فإنه إنما أسمع ذلك موسى و السبعين الذين كانوا معه و حجب عمن سواهم و قال المرتضى المراد بالحجاب البعد و الخفاء يقال بيني و بينك حجاب أي أستبعد فهمك و يقال بيني و بينك هذا الأمر حجب و موانع و سواتر أي طريق مستبعد فيكون معنى الآية أنه لا يكلم البشر إلا وحيا بأن يخطر في قلوبهم أو بأن ينصب لهم أدلة تدلهم على ما يريده أو يكرهه منهم فيكون بذلك مخاطبا و جعل هذا الخطاب من وراء حجاب من حيث لم يكن مسموعا كما يسمع الخاطر و قول الرسول فصار الحجاب هاهنا كناية عن الخفاء و عبارة عما تدل عليه الدلالة و قال مجاهد- وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً هو داود أوحى في صدره فزبر الزبور- أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ و هو موسى أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا و هو جبريل أرسله إلى محمد ص-
و قال أمير المؤمنين ع احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار و عمن في السماء احتجابه كما عمن في الأرض غيابه.
و زعم الشعبي أنه سمع أمير المؤمنين ع رجلا يقول و الذي احتجب بسبع طباقا فعلاه بالدرة ثم قال له ويلك إن الله أجل من أي يحتجب عنه شيء سبحان من لا يحويه مكان و لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء فقال الرجل أ فأكفر عن يميني قال لا لم تحلف بالله فيلزمك كفارة و إنما حلفت بغيره.
فصل [في النفس]
قوله تعالى وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ النفس الدم و منه نفست المرأة فهي نفساء و كل ما ليس له نفس سائلة و الروح أخرجوا أنفسكم و الأنفة يقال لفلان نفس و الإرادة نفسه في كذا قال الممزق
فباتت له نفسان شتى همومها
فنفس يعزيها و نفس يلومها
و العين الذي يصيب الإنسان يقال أصابت فلانا نفس و مقدار الدبغة يقال أعطني نفسا أو نفسين من الدباغ و قالب فيه الحياة- كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ قال الخليل في كتابه نفس كل شيء عينه و ذاته و الغيب لا علم نفس فلان و العقوبة أحذرك نفسي أي عقوبتي- الفراء- وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إنما هو ذكر عائد إليهم و أرادوا أن الإخبار عن الفاعل و المفعول به شيء واحد و هذا معترض و معنى الآية لا تخلو إما أن يكون كما فسره المفسرون أو يكون جسدا ثم الجسد إما أن يكون معلوما أو غير معلوم فغير المعلوم يؤدي إلى الجهالات و المعلوم تشبيه و لزمهم أن يقولوا بأنه ذو وصال و أعضاء و لأدى إلى حدوثه أو قدم الأجسام و أن يكون ذا أجزاء كثيرة من تركيب صورة و هيئة متناهيا مماسا لغيره و لا جسم إلا و له شبيه محسوس أو موهوم ثم إن التحذير بالجسد لا يصح و إنما يقع بفعل يفعله به كقوله فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوا يَوْماً و إذا بطل أن يكون المراد به فلا خلاف في غيره لأنه لا يليق بالآية فلم يبق إلا أقوال المفسرين قال ابن عباس- وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ عقوبته و قال قطرب أي و يحذركم الله إياه كقولك في نفس الجبل و بنفس البصرة-
قال الرضا ع على ما خوفهم الله به.
قوله سبحانه تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ لو أراد الجسد لوجب أن لا يعلم عيسى ما في جسد الله جل و علا من الآلات و الضمائر و غير ذلك قال الحسن- تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي أي في غيبي و لا أعلم ما في غيبك و قال ابن عباس تعلم سري و لا أعلم سرك يقال أخفاه في نفسه و هو يضمر في نفسه شيئا.
قوله سبحانه كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لا يخلو من أن يكون الكاتب هو المكتوب عليه أو يكون الكاتب هو الرب و المكتوب عليه للرحمة غيره فيكونان اثنين.
قوله سبحانه وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي فذكرهم عائد إلى الرب من الإخبار و الفاعل و المفعول فيه واحد
فصل [في الصنع]
قوله تعالى وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي الظاهر يقتضي أن يكون صنع المخاطب و هو موسى ع على عينه و قوله فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا يوجب أن يكون النبي ع بأعينه فيكون أعينه مكانا له و كذلك قوله- وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا و يقتضي أن يكون له أكثر من عينين و الجمع لا نهاية له و يجب أن يكون ذا جارحتين و ذلك يؤدي إلى تناقض القرآن و الخروج عن الإجماع و العين لفظ مشترك بين الباصرة و الدنيا و الجاسوس و الرئيس و النقد و مهب الجنوب و مطر لا يقلع و ما يصيب من الفساد و عين الشمس و الماء و الميزان و الركبة و غير ذلك و بمعنى العناية للشيء قال ابن جلذة
و بعينيك أوقدت هند النار
عشا تلوي بها العلياء
و يوضع في مكان الذات فيكون تأكيدا و تخصيصا فمعنى قوله وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي أي بحفظي و مراعاتي لك يقال سر في عين الله و عين الله عليك و منه قوله فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا و كذلك وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا أي نأمرك به و حفظنا لذلك كقوله وَ وَحْيِنا أي على ما أوحينا إليك و يقال بوحينا إليك أن اصنعها و يحتمل إنما تجري و نحن عالمون بها لأن السفينة لا يمكن أن يتعلق جريها إلا بالعين التي هي الباصرة و قال الجبائي معناه بأعين أوليائنا من الملائكة و المؤمنين الذين يعلمونك كيفية عملها و قيل معناه بعلمنا و قيل بحيث يراها الرأي و الله تعالى يراه و قال الأصمعي قال عمر بن الخطاب إن عليا من عيون الله في الأرض و ما سوى ذلك لا يجوز لأنه لا يفيد
فصل [في وجه الله]
قوله تعالى وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ أي قال قولا يسمع بالإذن و لا يريد بذلك أنه أصغى بالإذن إلى قول كما قال الشاعر-
بسماع يأذن الشيخ له
و حديث مثل ما ذي مشار