کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)

الجزء الأول‏ باب ذكر سيدنا رسول الله ص‏ فصل في البشائر بنبوته‏ فصل في المنامات و الآيات‏ فصل في مولده ع‏ فصل في منشئه ع‏ فصل في مبعث النبي ص‏ فصل فيما لاقى من الكفار في رسالته‏ فصل في استظهاره ع بأبي طالب‏ فصل فيما لقيه ع من قومه بعد موت عمه‏ فصل في حفظ الله تعالى من المشركين و كيد الشياطين‏ فصل في استجابة دعواته ع‏ فصل في الهواتف في المنام أو من الأصنام‏ فصل في نطق الجمادات‏ فصل في كلام الحيوانات‏ فصل في تكثير الطعام و الشراب‏ فصل في معجزات أقواله ع‏ فصل في معجزات أفعاله ع‏ فصل في معجزاته في ذاته عليه السلام‏ فصل في إعجازه ع‏ فصل فيما ظهر من الحيوانات و الجمادات‏ فصل في المفردات من المعجزات‏ فصل فيما ظهر من معجزاته بعد وفاته‏ فصل فيما خصه الله تعالى به ع‏ فصل في آدابه و مزاحه ع‏ فصل في أسمائه و ألقابه ع‏ فصل في نسبه و حليته ع‏ فصل في أقربائه و خدامه ع‏ فصل في أمواله و رقيقه ع‏ فصل في أحواله و تواريخه ع‏ فصل في معراجه ع‏ فصل في هجرته ع‏ فَصْلٌ فِي غَزَوَاتِهِ ع‏ فصل في اللطائف‏ فصل في النكت و الإشارات‏ فصل في وفاته ع‏ باب الإمامة فصل في شرائطها مما يليق بهذا الكتاب‏ فصل في مفسداتها الرد على الغلاة الرد على السبعية الرد على الخوارج‏ فصل في مسائل و أجوبة باب في إمامة الأئمة الاثني عشر فصل في الخطب‏ فصل في الآيات المنزلة فيهم ع‏ فصل في النصوص الواردة على ساداتنا ع‏ فصل فيما روته العامة فصل فيما روته الخاصة فصل في النكت و الإشارات‏ فصل في الألفاظ فيهم‏ فصل في الأشعار فيهم‏ الفهرست‏ الْجُزْءُ الثَّانِي‏ - بَابُ دَرَجَاتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ فصل في مقدماتها فصل في المسابقة بالإسلام‏ فصل في المسابقة بالصلاة فصل في المسابقة بالبيعة فصل في المسابقة بالعلم‏ فصل في المسابقة إلى الهجرة فصل في المسابقة بالجهاد فصل في المسابقة بالسخاء و النفقة في سبيل الله‏ فصل في المسابقة بالشجاعة فصل في المسابقة بالزهد و القناعة في المسابقة بالتواضع‏ فصل في المسابقة بالعدل و الأمانة فصل في حلمه و شفقته‏ فصل في المسابقة بالهيبة و الهمة فصل في المسابقة باليقين و الصبر فصل في المسابقة بصالح الأعمال‏ فصل في الاستنابة و الولاية فصل في المسابقة بالحزم و ترك المداهنة باب ما تفرد من مناقبه ع‏ فصل في منزلته عند الميزان و الكتاب و الحساب و نحوها فصل في أنه جواز الصراط و قسيم الجنة و النار فصل في أنه الساقي و الشفيع‏ فصل في القرابة فصل في آثار حمله و كيفية ولادته‏ فصل في الطهارة و الرتبة فصل في المصاهرة مع النبي‏ فصل في الإخوة فصل في الجوار فصل في الأولاد فصل في المشاهد فصل في ظلامة أهل البيت ع‏ فصل في مصائب أهل البيت ع‏ فصل في الاختصاص‏ باب ذكره عند الخالق و عند المخلوقين‏ فصل في تحف الله عز و جل‏ فصل في محبة الملائكة إياه‏ فصل في مقاماته مع الأنبياء و الأوصياء ع‏ فصل في أحواله ع مع إبليس و جنوده‏ فصل في ذكره ع في الكتب‏ فصل في إخباره بالغيب‏ فصل في إخباره بالمنايا و البلايا و الأعمال‏ فصل في إجابة دعواته‏ فصل في نواقض العادات منه‏ فصل في معجزاته في نفسه ع‏ فصل في انقياد الحيوانات له‏ فصل في طاعة الجمادات له ع‏ فصل في أموره ع مع المرضى و الموتى‏ فصل فيمن غير الله حالهم و هلكهم ببغضه ع أو سبه‏ فصل فيما ظهر بعد وفاته ع‏ باب قضايا أمير المؤمنين ع‏ فصل في قضاياه حال حياة النبي ع‏ فصل في قضاياه في عهد أبي بكر فصل في ذكر قضاياه ع في عهد عمر فصل في ذكر قضاياه ع في عهد عثمان‏ فصل في قضاياه فيما بعد بيعة العامة فصل في المفردات‏ الْجُزْءُ الثَّالِثُ‏ - بَابُ النُّصُوصِ عَلَى إِمَامَتِهِ ع‏ فَصْلٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ فصل في قوله تعالى‏ فصل‏ فصل في قصة يوم الغدير فصل في خاصف النعل‏ فصل في أنه ع الوصي و الولي‏ فصل في أنه أمير المؤمنين و الوزير و الأمين‏ باب تعريف باطنه ع‏ فصل في أنه أحب الخلق إلى الله تعالى و إلى رسوله ص‏ فصل في أنه مع الحق و الحق معه‏ فصل في أنه الخليفة و الإمام و الوارث‏ فصل في أنه خير الخلق بعد النبي‏ فصل في أنه السبيل و الصراط المستقيم و الوسيلة فصل في أنه حبل الله و العروة الوثقى و صالح المؤمنين و الأذن الواعية و النبأ العظيم‏ فصل في أنه النور و الهدى و الهادي‏ فصل في أنه الشاهد و الشهيد و الشهداء و ذو القرنين و البئر المعطلة و القصر المشيد فصل في أنه الصديق و الفاروق و الصدق و الصادق و المعنى بقوله‏ فصل في أنه الإيمان و الإسلام و الدين و السنة و السلم و القول‏ فصل في أنه حجة الله و ذكره و آيته و فضله و رحمته و نعمته‏ فصل في أنه الرضوان و الإحسان و الجنة و الفطرة و دابة الأرض و القبلة و البقية و الساعة و اليسر و المقدم‏ فصل في أنه المعني بالإنسان و الرجل و الرجال و العبد و العباد و الوالد فصل في تسميته بعلي و المرتضى و حيدرة و أبي تراب و غير ذلك‏ باب مختصر من مغازيه صلوات الله عليه‏ فصل فيما نقل عنه في يوم بدر فصل فيما ظهر منه ع يوم أحد فصل في مقامه ع في غزاة خيبر فصل في قتاله ع في يوم الأحزاب‏ فصل فيما ظهر منه ع في غزاة السلاسل‏ فصل في غزوات شتى‏ فصل في حرب الجمل‏ فصل في حرب صفين‏ فصل في الحكمين و الخوارج‏ ذكر ما ورد في بيعته ع‏ فِي نُتَفٍ مِنْ مِزَاحِهِ ع‏ باب ما يتعلق بالآخرة من مناقبه ع‏ فصل فِي مَحَبَّتِهِ ع‏ فصل في طاعته و عصيانه ع‏ فصل في بغضه ع‏ فصل في أذاه ع‏ فصل في حساده ع‏ فصل في ظالميه و مقاتليه‏ سَبَبُ بُغْضِهِ ع‏ وَ فِي سَبِّهِ ع‏ فصل في درجاته ع عند قيام الساعة فصل في ملابسه و لوائه ع‏ فصل في مراكبه و مراقيه ع‏ فصل في حمايته لأوليائه‏ باب النكت و اللطائف‏ فصل في إضافة الله تعالى عليا إلى نفسه‏ فصل في مساواته مع آدم و إدريس و نوح ع‏ فصل في مساواته مع إبراهيم و إسماعيل و إسحاق ع‏ فصل في مساواته يعقوب و يوسف ع‏ فصل في مساواته موسى ع‏ فصل في مساواته مع هارون و يوشع و لوط ع‏ فصل في مساواته مع أيوب و جرجيس و زكريا و يحيى ع‏ فصل في مساواته مع داود و طالوت و سليمان ع‏ فصل في مساواته مع عيسى ع‏ فصل في مساواته مع النبي ص‏ فصل في مساواته مع سائر الأنبياء ع‏ فصل في المفردات‏ فصل في الشواذ فصل في أسمائه و ألقابه و كناه‏ فصل في ألقابه على حروف المعجم‏ فصل في القصائد باب في أحواله ع‏ فصل في ذكر سيفه و درعه و مركوبه‏ فصل في لوائه و خاتمه‏ فصل في أزواجه و أولاده و أقربائه و خدامه‏ فصل في حليته و تواريخه‏ فصل في مقتله ع‏ فصل في زيارته ع‏ باب مناقب فاطمة الزهراء ع‏ فصل في تفضيلها على النساء فصل في منزلتها عند الله تعالى‏ فصل في حب النبي إياها فصل في معجزاتها ع‏ فصل في سيرتها فصل في تزويجها ع‏ فصل في حليتها و تواريخها ع‏ فصل في وفاتها و زيارتها ع‏ باب إمامة السبطين ع‏ فصل في الاستدلال على إمامتها فَصْلٌ فِي مَحَبَّةِ النَّبِيِّ ص إِيَّاهُمَا فصل في معجزاتهما ع‏ فصل في معالي أمورهما ع‏ فصل في مكارم أخلاقهما ع‏ الفهرست‏ الجزء الرابع‏ باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في علمه و فصاحته ع‏ فصل في مكارم أخلاقه ع‏ فصل في سيادته ع‏ فصل في محبة النبي إياه‏ فصل في تواريخه و أحواله ع‏ فصل في صلحه ع مع معاوية فصل في المفردات‏ فصل في وفاته و زيارته ع‏ باب في إمامة أبي عبد الله الحسين ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في آياته بعد وفاته ع‏ فصل في مكارم أخلاقه ع‏ فصل في محبة النبي إياه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في تواريخه و ألقابه ع‏ فصل في المفردات‏ فصل في مقتله ع‏ فصل في زيارته ع‏ باب إمامة أبي محمد علي بن الحسين ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في زهده ع‏ فصل في علمه و حلمه و تواضعه ع‏ فصل في كرمه و صبره و بكائه ع‏ فصل في سيادته ع‏ فصل في المفردات و النصوص عليه ع‏ فصل في أحواله و تاريخه ع‏ باب في إمامة أبي جعفر الباقر ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في آياته ع‏ فصل في علمه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في أحواله و تاريخه ع‏ باب إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معرفته باللغات و إخباراته بالغيب‏ فصل في استجابة دعواته ع‏ فصل في خرق العادات له ع‏ فصل في علمه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في تواريخه و أحواله ع‏ باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم ع‏ فصل المقدمات‏ فصل في إنبائه ع بالمغيبات‏ فصل في خرق العادات له ع‏ فصل في استجابة دعواته ع‏ فصل في علمه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في أحواله و تواريخه ع‏ فصل في وفاته ع‏ - بَابُ إِمَامَةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في إنبائه بالمغيبات و معرفته باللغات ع‏ فصل في خرق العادات‏ فصل في علمه ع‏ فصل في مكارم أخلاقه و معالي أموره ع‏ نسخة خط الرضا ع على العهد الذي عهده المأمون إليه‏ فصل في المفردات‏ باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي التقي ع‏ فصل في المقدمات‏ فَصْلٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ ع‏ فصل في آياته ع‏ باب إمامة أبي الحسن علي بن محمد النقي ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في آياته ع‏ باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في آياته ع‏ كلمة المصحح‏ الفهرست‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)


صفحه قبل

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 2

الجزء الأول‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و به نستعين الحمد لله‏ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ‏ و صلى الله على سيدنا نبيه محمد خاتم النبيين و على أخيه و وصيه و بعل ابنته أمير المؤمنين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين.

قال محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني لما رأيت كفر العداة و الشراة 1 بأمير المؤمنين ع و وجدت الشيعة و السنة في إمامته مختلفين و أكثر الناس عن ولاء أهل البيت ناكصين‏ 2 و عن ذكرهم هاربين و في علومهم طاعنين و لمحبتهم كارهين انتبهت من نومة الغافلين و صار لي ذلك لطفا إلى كشف الأحوال و النظر في اختلاف الأقوال فإذا هو مما روته العامة من أحاديث مختلفة و أخبار مضطربة عن الناكثين و القاسطين و المارقين و الخاذلين و الواقفين و الضعفاء و المجروحين و الخوارج و الشاكين‏

و ما آفة الأخبار إلا رواتها

فإذا هم مجتمعون على إطفاء نور الله تعالى أ لا ترى أن أزكاهم قد ألقى حديث الخاتم و قصة الغدير و خبر الطير و آية التطهير و أن أنصفهم قد كتم حديث الكهف و الإجابة و التحف و الارتقاء و أن خيرهم قد طعن في حديث أنا مدينة العلم و حديث اللوح و أن أشهرهم قد توقف عن حديث الوصية و تأويل‏ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ و نعم المطية فقلت‏ إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ‏ أَ فَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ‏ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ‏ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 3

و وجدت جماعة يؤولون الأخبار المجمع عليها نحو إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏ 3 و

أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى.

و

إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ.

و جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا و ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‏ وَ يَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ‏ و جماعة جعلوا مقابل كل حق باطلا و بإزاء كل مقال قائلا مثل‏

الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

و

كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ وَ مِنَ النِّسَاءِ فَاطِمَةُ.

و غروا الجاهل‏ 4 بمقالات باطلة و يجادل الذين كفروا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ‏ و قد ضلوا ضلالا كبيرا وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‏ و جماعة زادوا في الأخبار أو نقصوا منها نحو

مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ.

و لا يقولون ما بعده من الدعاء و

أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي.

و لا يذكرون و لو كان لكنت و

الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

و لا يروون وَ أَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا و

رَوَى بَعْضُهُمْ‏ 5 عَنْ عَلِيٍّ ع‏ أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَ عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ وَ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ.

فترك أول الحديث و هو أن عمر هم أن يقيم الحد على مجنونة زنت و ترك الخبر و هو قول عمر قد كدت أهلك بحد هذه المجنونة فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ‏ و جماعة نقلوا مناقبهم إلى غيرهم‏ 6 كحديث سد الأبواب و صالح المؤمنين و الاسم المكتوب على العرش و تسليم جبرئيل‏

يروي مناقب فضلها أعداؤها

أبدا و تسندها إلى أضدادها 7

الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (وَ يَبْغُونَها عِوَجاً) أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ و جماعة 8 يجرحون رواة المناقب و يطعنون في ألفاظها و يقدحون في معانيها و يعدلون الخوارج فيما حملوا من فضائل أعدائهم مما لا يقبلها العقل و لا يضبطها النقل‏

إذا ما روى الراوون ألف فضيلة

لأصحاب مولانا النبي محمد

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 4

يقولون هذا في الصحيحين مثبت‏

بخط الإمامين الحديث فسدد 9

و مهما روينا في علي فضيلة

يقولون هذا من أحاديث ملحد

سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ‏ و جماعة يذكرون أكثر المناقب مثل حديث الحباب‏ 10 و الثعبان و الأسد و الجان و السفرجل و الرمان فيقولون‏ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ‏ و بُهْتانٌ عَظِيمٌ‏

إِذَا فِي مَجْلِسٍ ذَكَرُوا عَلِيّاً

وَ سِبْطَيْهِ وَ فَاطِمَةَ الزَّكِيَّةَ

يَقُولُ الْحَاضِرُونَ ذَرُوا فَهَذَا

سَقِيمٌ مِنْ حَدِيثِ الرَّافِضِيَّةِ

وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ‏ و جماعة جعلت الأمة من آل محمد و الصحابة من العترة و النساء من أهل البيت و أنكرت‏ 11 أن يكون أولاد الرسول ذريته و آله‏

قَالَ الْبَاقِرُ ع‏ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا فِي آلِ مُحَمَّدِ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ‏ .

و زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و يغرق معها غيرها بل إذا زل العالم يزل بزلته العالم و جماعة من السفساف‏ 12 حملهم العناد على أن قالوا كان أبو بكر أشجع من علي و إن مرحبا قتله محمد بن مسلمة و إن ذا الثدية 13 قتل بمصر و إن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميرا على علي و ربما قالوا قرأها أنس بن مالك و إن محسنا ولدته فاطمة في زمن النبي ص سقطا و

إِنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلَا آذَنُ لَهُمْ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَ يَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ‏ 14 .

و إن صدقة النبي ص كانت بيد علي و العباس فمنعها علي عباسا فغلبه عليها و من ركب الباطل زلت قدمه‏ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ‏ و ما كانوا مستبصرين و جماعة

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 5

جاهروهم بالعداوة كما طعن النظام في أحكامه ع في كتابيه الفتيا و النكت و كقول الجاحظ ليس إيمان علي بإيمان لأنه آمن و هو صبي و لا شجاعته بشجاعة لأن النبي ص قد أخبره أنه يقتله ابن ملجم و نسبه جماعة إلى أن حروبه كانت خطأ و أنه قتل المسلمين عمدا و قول هشيم كان لعلي ولد صغار و قد قتل الحسن ع ابن ملجم و لم ينتظر به و قول القتيبي أول خارجي في الإسلام الحسين ع‏ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ (بعيد) و لعمري إن هذا لأمر عظيم و خطب في الإسلام جسيم بل هو كما قال الله تعالى إن هذا لهو الضلال المبين فصارت الغوغاء 15 يزعقون على المحدثين و المذكرين في ذكرهم عليا ع حتى قال الشاعر شعر

إذا ما ذكرنا من علي فضيلة

رمينا بزنديق و بغض أبي بكر

و قال الآخر

وَ إِنْ قُلْتَ عَيْناً مِنْ عَلِيٍّ تَغَامَزُوا

عَلَيَّ و قَالُوا قَد سَبَبْتَ مُعَاوِيَةَ

أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ‏ و بقيت علماء الشيعة في أمورهم تائهين و على أنفسهم خائفين و في الزوايا منحجرين بل حالهم كحال الأنبياء و المرسلين كما حكى الله تعالى عن الكافرين‏ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ‏ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ‏ 16 لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا 17 وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا 18 فَقُلْتُ‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ فعلى من يعتمد و إلى رواية من يستند فالكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال و لا خير في قوم ليسوا بناصحين و لا يحبون الناصحين و لا خير في الكذابين و لا العلماء الأفاكين‏ 19 لقد قل من يوثق به و عز من يؤخذ عنه.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 6

فنظرت بعين الإنصاف و رفضت مذهب التعصب في الخلاف و كتبت على نفسي أن أميز الشبهة من الحجة و البدعة من السنة و أفرق بين الصحيح و السقيم و الحديث و القديم و أعرف الحق من الباطل و المفضول من الفاضل و أنصر الحق و أتبعه و أقهر الباطل و أقمعه و أظهر ما كتموا و أجمع ما فرقوا و أذكر ما أجمعوا عليه و اختلفوا فيه على ما أدته الرواية و أشير إلى ما رواه الخاصة أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ تَقْوى‏ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ‏ فاستصوبت من عيون كتب العامة و الخاصة معا لأنه إذا اتفق المتضادان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما و شاهد للمحق في اعتقاده منهما و إذا اعتقدت فرقة خلاف ما روت و دانت بضد ما نقلت و أخبرت فقد أخطأت و إلا فلم يروي الإنسان ما هو كذب عنده و يشهد بما يعتقد فيه ضده و كيف يعترف بما يحتج به خصمه و يسطر ما يخالفه علمه و لا عجب في رواياتهم ما هو حجة عليهم فقد أنطقهم الله‏ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ و إن كان الشيطان يثبت غروره فقد يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏ . فوفقت في جمع هذا الكتاب مع أني أقول ما لي و للتصنيف و التأليف مع قلة البضاعة و عظم شأن هذه الصناعة إلا أنني في ذلك بمنزلة رجل وجد جوهرا منثورا فاتخذ له عقدا منظوما و كم دنف نجا و صحيح هوى و ربما أصاب الأعمى قصده و أخطأ البصير رشده و ذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم و الديانة بالسماع و القراءة و المناولة 20 و المكاتبة و الإجازة فصح لي الرواية عنهم بأن أقول حدثني و أخبرني و أنبأني و سمعت و اعترف لي بأنه سمعه و رواه كما قرأته و ناولني من طرق الخاصة.

فأما طرق العامة فقد صح لنا إسناد البخاري عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعد الفراوي و عن أبي عثمان سعيد بن عبد الله العيار الصعلوكي و عن الخبازي كلهم عن أبي الهيثم الكشميهني‏ 21 عن أبي عبد الله محمد الفريري عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري و عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجري عن الداودي عن السرخسي عن الفريري‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 7

عن البخاري‏ 22 إسناد مسلم عن الفراوي عن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري عن أبي أحمد بن محمد بن عمرويه الجلودي‏ 23 عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه عن أبي الحسين مسلم بن حجاج النيشابوري‏ 24 إسناد الترمذي عن أبي سعيد محمد بن أحمد الصفار الأصفهاني عن أبي القاسم الخزاعي عن أبي سعيد بن كليب الشاشي عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي‏ 25 إسناد الدارقطني عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجبائي‏ 26 عن المنصوري عن أبي الحسن المهزاني‏ 27 عن أبي الحسن علي بن مهدي الدارقطني‏ إسناد معرفة أصول الحديث عن عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري بن البيع‏ إسناد الموطإ عن القعني و عن معن‏ 28 عن يحيى بن يحيى من طريق محمد بن الحسن عن مالك بن أنس الأصبحي‏ 29 إسناد مسند أبي حنيفة 30 عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي عن أحمد بن طوق عن نصر بن المرجي عن أبي القاسم الشاهد العدل البغار .

إسناد مسند الشافعي عن الجياني عن أبي القاسم الصوفي عن محمد بن علي الساوي عن أبي العباس الأصم عن الربيع عن محمد بن إدريس الشافعي‏ 31 إسناد مسند أحمد

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏1، ص: 8

صفحه بعد