کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)

الجزء الأول‏ باب ذكر سيدنا رسول الله ص‏ فصل في البشائر بنبوته‏ فصل في المنامات و الآيات‏ فصل في مولده ع‏ فصل في منشئه ع‏ فصل في مبعث النبي ص‏ فصل فيما لاقى من الكفار في رسالته‏ فصل في استظهاره ع بأبي طالب‏ فصل فيما لقيه ع من قومه بعد موت عمه‏ فصل في حفظ الله تعالى من المشركين و كيد الشياطين‏ فصل في استجابة دعواته ع‏ فصل في الهواتف في المنام أو من الأصنام‏ فصل في نطق الجمادات‏ فصل في كلام الحيوانات‏ فصل في تكثير الطعام و الشراب‏ فصل في معجزات أقواله ع‏ فصل في معجزات أفعاله ع‏ فصل في معجزاته في ذاته عليه السلام‏ فصل في إعجازه ع‏ فصل فيما ظهر من الحيوانات و الجمادات‏ فصل في المفردات من المعجزات‏ فصل فيما ظهر من معجزاته بعد وفاته‏ فصل فيما خصه الله تعالى به ع‏ فصل في آدابه و مزاحه ع‏ فصل في أسمائه و ألقابه ع‏ فصل في نسبه و حليته ع‏ فصل في أقربائه و خدامه ع‏ فصل في أمواله و رقيقه ع‏ فصل في أحواله و تواريخه ع‏ فصل في معراجه ع‏ فصل في هجرته ع‏ فَصْلٌ فِي غَزَوَاتِهِ ع‏ فصل في اللطائف‏ فصل في النكت و الإشارات‏ فصل في وفاته ع‏ باب الإمامة فصل في شرائطها مما يليق بهذا الكتاب‏ فصل في مفسداتها الرد على الغلاة الرد على السبعية الرد على الخوارج‏ فصل في مسائل و أجوبة باب في إمامة الأئمة الاثني عشر فصل في الخطب‏ فصل في الآيات المنزلة فيهم ع‏ فصل في النصوص الواردة على ساداتنا ع‏ فصل فيما روته العامة فصل فيما روته الخاصة فصل في النكت و الإشارات‏ فصل في الألفاظ فيهم‏ فصل في الأشعار فيهم‏ الفهرست‏ الْجُزْءُ الثَّانِي‏ - بَابُ دَرَجَاتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ فصل في مقدماتها فصل في المسابقة بالإسلام‏ فصل في المسابقة بالصلاة فصل في المسابقة بالبيعة فصل في المسابقة بالعلم‏ فصل في المسابقة إلى الهجرة فصل في المسابقة بالجهاد فصل في المسابقة بالسخاء و النفقة في سبيل الله‏ فصل في المسابقة بالشجاعة فصل في المسابقة بالزهد و القناعة في المسابقة بالتواضع‏ فصل في المسابقة بالعدل و الأمانة فصل في حلمه و شفقته‏ فصل في المسابقة بالهيبة و الهمة فصل في المسابقة باليقين و الصبر فصل في المسابقة بصالح الأعمال‏ فصل في الاستنابة و الولاية فصل في المسابقة بالحزم و ترك المداهنة باب ما تفرد من مناقبه ع‏ فصل في منزلته عند الميزان و الكتاب و الحساب و نحوها فصل في أنه جواز الصراط و قسيم الجنة و النار فصل في أنه الساقي و الشفيع‏ فصل في القرابة فصل في آثار حمله و كيفية ولادته‏ فصل في الطهارة و الرتبة فصل في المصاهرة مع النبي‏ فصل في الإخوة فصل في الجوار فصل في الأولاد فصل في المشاهد فصل في ظلامة أهل البيت ع‏ فصل في مصائب أهل البيت ع‏ فصل في الاختصاص‏ باب ذكره عند الخالق و عند المخلوقين‏ فصل في تحف الله عز و جل‏ فصل في محبة الملائكة إياه‏ فصل في مقاماته مع الأنبياء و الأوصياء ع‏ فصل في أحواله ع مع إبليس و جنوده‏ فصل في ذكره ع في الكتب‏ فصل في إخباره بالغيب‏ فصل في إخباره بالمنايا و البلايا و الأعمال‏ فصل في إجابة دعواته‏ فصل في نواقض العادات منه‏ فصل في معجزاته في نفسه ع‏ فصل في انقياد الحيوانات له‏ فصل في طاعة الجمادات له ع‏ فصل في أموره ع مع المرضى و الموتى‏ فصل فيمن غير الله حالهم و هلكهم ببغضه ع أو سبه‏ فصل فيما ظهر بعد وفاته ع‏ باب قضايا أمير المؤمنين ع‏ فصل في قضاياه حال حياة النبي ع‏ فصل في قضاياه في عهد أبي بكر فصل في ذكر قضاياه ع في عهد عمر فصل في ذكر قضاياه ع في عهد عثمان‏ فصل في قضاياه فيما بعد بيعة العامة فصل في المفردات‏ الْجُزْءُ الثَّالِثُ‏ - بَابُ النُّصُوصِ عَلَى إِمَامَتِهِ ع‏ فَصْلٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ فصل في قوله تعالى‏ فصل‏ فصل في قصة يوم الغدير فصل في خاصف النعل‏ فصل في أنه ع الوصي و الولي‏ فصل في أنه أمير المؤمنين و الوزير و الأمين‏ باب تعريف باطنه ع‏ فصل في أنه أحب الخلق إلى الله تعالى و إلى رسوله ص‏ فصل في أنه مع الحق و الحق معه‏ فصل في أنه الخليفة و الإمام و الوارث‏ فصل في أنه خير الخلق بعد النبي‏ فصل في أنه السبيل و الصراط المستقيم و الوسيلة فصل في أنه حبل الله و العروة الوثقى و صالح المؤمنين و الأذن الواعية و النبأ العظيم‏ فصل في أنه النور و الهدى و الهادي‏ فصل في أنه الشاهد و الشهيد و الشهداء و ذو القرنين و البئر المعطلة و القصر المشيد فصل في أنه الصديق و الفاروق و الصدق و الصادق و المعنى بقوله‏ فصل في أنه الإيمان و الإسلام و الدين و السنة و السلم و القول‏ فصل في أنه حجة الله و ذكره و آيته و فضله و رحمته و نعمته‏ فصل في أنه الرضوان و الإحسان و الجنة و الفطرة و دابة الأرض و القبلة و البقية و الساعة و اليسر و المقدم‏ فصل في أنه المعني بالإنسان و الرجل و الرجال و العبد و العباد و الوالد فصل في تسميته بعلي و المرتضى و حيدرة و أبي تراب و غير ذلك‏ باب مختصر من مغازيه صلوات الله عليه‏ فصل فيما نقل عنه في يوم بدر فصل فيما ظهر منه ع يوم أحد فصل في مقامه ع في غزاة خيبر فصل في قتاله ع في يوم الأحزاب‏ فصل فيما ظهر منه ع في غزاة السلاسل‏ فصل في غزوات شتى‏ فصل في حرب الجمل‏ فصل في حرب صفين‏ فصل في الحكمين و الخوارج‏ ذكر ما ورد في بيعته ع‏ فِي نُتَفٍ مِنْ مِزَاحِهِ ع‏ باب ما يتعلق بالآخرة من مناقبه ع‏ فصل فِي مَحَبَّتِهِ ع‏ فصل في طاعته و عصيانه ع‏ فصل في بغضه ع‏ فصل في أذاه ع‏ فصل في حساده ع‏ فصل في ظالميه و مقاتليه‏ سَبَبُ بُغْضِهِ ع‏ وَ فِي سَبِّهِ ع‏ فصل في درجاته ع عند قيام الساعة فصل في ملابسه و لوائه ع‏ فصل في مراكبه و مراقيه ع‏ فصل في حمايته لأوليائه‏ باب النكت و اللطائف‏ فصل في إضافة الله تعالى عليا إلى نفسه‏ فصل في مساواته مع آدم و إدريس و نوح ع‏ فصل في مساواته مع إبراهيم و إسماعيل و إسحاق ع‏ فصل في مساواته يعقوب و يوسف ع‏ فصل في مساواته موسى ع‏ فصل في مساواته مع هارون و يوشع و لوط ع‏ فصل في مساواته مع أيوب و جرجيس و زكريا و يحيى ع‏ فصل في مساواته مع داود و طالوت و سليمان ع‏ فصل في مساواته مع عيسى ع‏ فصل في مساواته مع النبي ص‏ فصل في مساواته مع سائر الأنبياء ع‏ فصل في المفردات‏ فصل في الشواذ فصل في أسمائه و ألقابه و كناه‏ فصل في ألقابه على حروف المعجم‏ فصل في القصائد باب في أحواله ع‏ فصل في ذكر سيفه و درعه و مركوبه‏ فصل في لوائه و خاتمه‏ فصل في أزواجه و أولاده و أقربائه و خدامه‏ فصل في حليته و تواريخه‏ فصل في مقتله ع‏ فصل في زيارته ع‏ باب مناقب فاطمة الزهراء ع‏ فصل في تفضيلها على النساء فصل في منزلتها عند الله تعالى‏ فصل في حب النبي إياها فصل في معجزاتها ع‏ فصل في سيرتها فصل في تزويجها ع‏ فصل في حليتها و تواريخها ع‏ فصل في وفاتها و زيارتها ع‏ باب إمامة السبطين ع‏ فصل في الاستدلال على إمامتها فَصْلٌ فِي مَحَبَّةِ النَّبِيِّ ص إِيَّاهُمَا فصل في معجزاتهما ع‏ فصل في معالي أمورهما ع‏ فصل في مكارم أخلاقهما ع‏ الفهرست‏ الجزء الرابع‏ باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في علمه و فصاحته ع‏ فصل في مكارم أخلاقه ع‏ فصل في سيادته ع‏ فصل في محبة النبي إياه‏ فصل في تواريخه و أحواله ع‏ فصل في صلحه ع مع معاوية فصل في المفردات‏ فصل في وفاته و زيارته ع‏ باب في إمامة أبي عبد الله الحسين ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في آياته بعد وفاته ع‏ فصل في مكارم أخلاقه ع‏ فصل في محبة النبي إياه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في تواريخه و ألقابه ع‏ فصل في المفردات‏ فصل في مقتله ع‏ فصل في زيارته ع‏ باب إمامة أبي محمد علي بن الحسين ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في زهده ع‏ فصل في علمه و حلمه و تواضعه ع‏ فصل في كرمه و صبره و بكائه ع‏ فصل في سيادته ع‏ فصل في المفردات و النصوص عليه ع‏ فصل في أحواله و تاريخه ع‏ باب في إمامة أبي جعفر الباقر ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في آياته ع‏ فصل في علمه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في أحواله و تاريخه ع‏ باب إمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معرفته باللغات و إخباراته بالغيب‏ فصل في استجابة دعواته ع‏ فصل في خرق العادات له ع‏ فصل في علمه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في تواريخه و أحواله ع‏ باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم ع‏ فصل المقدمات‏ فصل في إنبائه ع بالمغيبات‏ فصل في خرق العادات له ع‏ فصل في استجابة دعواته ع‏ فصل في علمه ع‏ فصل في معالي أموره ع‏ فصل في أحواله و تواريخه ع‏ فصل في وفاته ع‏ - بَابُ إِمَامَةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في إنبائه بالمغيبات و معرفته باللغات ع‏ فصل في خرق العادات‏ فصل في علمه ع‏ فصل في مكارم أخلاقه و معالي أموره ع‏ نسخة خط الرضا ع على العهد الذي عهده المأمون إليه‏ فصل في المفردات‏ باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي التقي ع‏ فصل في المقدمات‏ فَصْلٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ ع‏ فصل في آياته ع‏ باب إمامة أبي الحسن علي بن محمد النقي ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في آياته ع‏ باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع‏ فصل في المقدمات‏ فصل في معجزاته ع‏ فصل في آياته ع‏ كلمة المصحح‏ الفهرست‏

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)


صفحه قبل

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 65

وَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَ رُمُوا بِالنُّشَّابِ‏ 2223 فَقَالَ الدِّيزَجُ فَارْمُوهُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فَرَمَوْا فَعَادَ كُلُّ سَهْمٍ إِلَى صَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ فَأَمَرَهُمْ بِالثِّيرَانِ‏ 2224 لِلْحَرْثِ فَلَمْ تَجُزْ فَضُرِبَتْ حَتَّى تَكَسَّرَتِ الْعِصِيُّ فِي أَيْدِيهِمْ فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَ الْمَغْرِبِيِّ وَ رَأَى الدِّيزَجُ فِي مَنَامِهِ يَتْفُلُ رَسُولُ اللَّهِ فِي وَجْهِهِ فَمَرِضَ مَرَضَ سَوْءٍ وَ بَقِيَ كَالْمَدْهُوشِ فَمَا أَمْسَى حَتَّى مَاتَ. ثُمَّ إِنَّ الْمُنْتَصِرَ سَمِعَ أَبَاهُ يَشْتِمُ فَاطِمَةَ ع فَسَأَلَ عَالِماً عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ قَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقَتْلُ إِلَّا أَنَّ مَنْ قَتَلَ أَبَاهُ لَمْ يَطُلْ عُمُرُهُ فَقَالَ لَا أُبَالِي إِذَا أَطَعْتُ اللَّهَ بِقَتْلِهِ أَلَّا يَطُولَ فِي قَتْلِهِ عُمُرِي وَ كَانَ جَمِيعُ ذَلِكَ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَنْشَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَانِيَةَ فِي ذَلِكَ‏

تَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ أُمَيَّةُ قَدْ أَتَتْ‏

قَتْلَ ابْنِ بِنْتِ نَبِيِّهَا مَظْلُوماً

فَلَقَدْ أَتَاهُ بَنُو أَبِيهِ بِمِثْلِهَا

هَذَا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مَهْدُوماً

أَسِفُوا عَلَى أَنْ لَا يَكُونُوا شَايَعُوا

فِي قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوهُ رَمِيماً

.

فصل في مكارم أخلاقه ع‏

عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَ هُوَ مَرِيضٌ وَ هُوَ يَقُولُ وَا غَمَّاهْ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع وَ مَا غَمُّكَ يَا أَخِي قَالَ دَيْنِي وَ هُوَ سِتُّونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَ الْحُسَيْنُ هُوَ عَلَيَّ قَالَ إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَمُوتَ فَقَالَ الْحُسَيْنُ لَنْ تَمُوتَ حَتَّى أَقْضِيَهَا عَنْكَ قَالَ فَقَضَاهَا قَبْلَ مَوْتِهِ وَ كَانَ ع يَقُولُ شَرُّ خِصَالِ الْمُلُوكِ الْجُبْنُ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ الْقَسْوَةُ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَ الْبُخْلُ عِنْدَ الْإِعْطَاءِ.

وَ فِي كِتَابِ أُنْسِ الْمَجْلِسِ‏ أَنَّ الْفَرَزْدَقَ أَتَى الْحُسَيْنَ ع لَمَّا أَخْرَجَهُ مَرْوَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَعْطَاهُ ع أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ شَاعِرٌ فَاسِقٌ مُشْهِرٌ فَقَالَ ع إِنَّ خَيْرَ مَالِكَ مَا وَقَيْتَ بِهِ عِرْضَكَ وَ قَدْ أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَعْبَ بْنَ زُهَيْرٍ وَ قَالَ فِي عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ اقْطَعُوا لِسَانَهُ عَنِّي.

وَ قَدِمَ أَعْرَابِيٌّ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ عَنْ أَكْرَمِ النَّاسِ بِهَا فَدُلَّ عَلَى الْحُسَيْنِ ع فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَهُ مُصَلِّياً فَوَقَفَ بِإِزَائِهِ وَ أَنْشَأَ

لَمْ يَخِبِ الْآنَ مَنْ رَجَاكَ وَ مَنْ‏

حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ الْحَلَقَةَ

أَنْتَ جَوَادٌ وَ أَنْتَ مُعْتَمَدٌ

أَبُوكَ قَدْ كَانَ قَاتِلَ الْفَسَقَةِ

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 66

لَوْ لَا الَّذِي كَانَ مِنْ أَوَائِلِكُمْ‏

كَانَتْ عَلَيْنَا الْجَحِيمُ مُنْطَبِقَةً

قَالَ فَسَلَّمَ الْحُسَيْنُ ع وَ قَالَ يَا قَنْبَرُ هَلْ بَقِيَ شَيْ‏ءٌ مِنْ مَالِ الْحِجَازِ قَالَ نَعَمْ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ فَقَالَ هَاتِهَا قَدْ جَاءَ مِنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَّا ثُمَّ نَزَعَ بُرْدَيْهِ وَ لَفَّ الدَّنَانِيرِ فِيهِمَا وَ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ حَيَاءً مِنَ الْأَعْرَابِيِّ وَ أَنْشَأَ

خُذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَذِرٌ

وَ اعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَةٍ

لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الْغَدَاةَ عَصًا

أَمْسَتْ سَمَانَا عَلَيْكَ مُنْدَفِقَةً 2225

لَكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ ذُو غِيَرٍ

وَ الْكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَةِ

قَالَ فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ وَ بَكَى فَقَالَ لَهُ لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَ مَا أَعْطَيْنَاكَ قَالَ لَا وَ لَكِنْ كَيْفَ يَأْكُلُ التُّرَابُ جُودَكَ وَ هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع.

شُعَيْبٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: وُجِدَ عَلَى ظَهَرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ يَوْمَ الْطُفْ أَثَرِ فَسَأَلُوا زَيْنُ الْعَابِدِينَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الْجِرَابَ عَلَى ظَهْرِهِ إِلَى مَنَازِلَ الْأَرَامِلِ وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ.

وَ قِيلَ‏ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ عَلَّمَ وَلَدَ الْحُسَيْنِ الْحَمْدُ فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَى أَبِيهِ أَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ حَشَا فَاهُ‏ 2226 دُرّاً فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ قَالَ وَ أَيْنَ يَقَعُ هَذَا مِنْ عَطَائِهِ يَعْنِي تَعْلِيمِهِ وَ أَنْشَدَ الْحُسَيْنِ ع‏

إِذَا جادت الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجِدَّ بِهَا

عَلَى النَّاسِ طُرّاً قَبْلَ أَنْ تتفلت‏

فَلَا الْجُودِ يفنيها إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ‏

وَ لَا الْبُخْلِ يُبْقِيهَا إِذَا مَا تَوَلَّتْ‏

.

وَ مِنْ تَوَاضُعِهِ أَنَّهُ مَرَّ بِمَسَاكِينَ وَ هُمْ يَأْكُلُونَ كِسَراً لَهُمْ عَلَى كِسَاءٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَدَعَوْهُ إِلَى طَعَامِهِمْ فَجَلَسَ مَعَهُمْ وَ قَالَ لَوْ لَا أَنَّهُ صَدَقَةٌ لَأَكَلْتُ مَعَكُمْ ثُمَّ قَالَ قُومُوا إِلَى مَنْزِلِي فَأَطْعَمَهُمُ وَ كَسَاهُمْ وَ أَمَرَ لَهُمْ بِدَرَاهِمَ.

وَ حَدَّثَ الصَّوْلِيُّ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنَّهُ جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ كَلَامٌ فَكَتَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْحُسَيْنِ أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي فَإِنَّ أَبِي وَ أَبَاكَ عَلِيٌّ لَا تَفْضُلُنِي فِيهِ وَ لَا أَفْضُلُكَ وَ أُمُّكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَوْ كَانَ مِلْ‏ءَ الْأَرْضِ ذَهَباً مُلْكُ أُمِّي مَا وَفَتْ بِأُمِّكَ فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَصِرْ إِلَيَّ حَتَّى تَتَرَضَّانِي فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِالْفَضْلِ مِنِّي وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَفَعَلَ الْحُسَيْنُ ع ذَلِكَ فَلَمْ يَجْرِ بَعْدَ

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 67

ذَلِكَ بَيْنَهُمَا شَيْ‏ءٌ.

و من فصاحته و علمه ع‏

مَا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّهُ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ الْحُسَيْنَ أَنْ يَخْطُبَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ فَسَمِعَ رَجُلٌ يَقُولُ مَنْ هَذَا الَّذِي يَخْطُبُ فَقَالَ ع نَحْنُ حِزْبُ اللَّهِ الْغَالِبُونَ وَ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ الْأَقْرَبُونَ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ الطَّيِّبُونَ وَ أَحَدُ الثَّقَلَيْنِ الَّذِينَ جَعَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص ثَانِيَ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ تَفْصِيلُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ‏ وَ الْمُعَوَّلُ عَلَيْنَا فِي تَفْسِيرِهِ لَا يُبْطِينَا تَأْوِيلُهُ بَلْ نَتَّبِعُ حَقَائِقَهُ فَأَطِيعُونَا فَإِنَّ طَاعَتَنَا مَفْرُوضَةٌ إِذْ كَانَتْ بِطَاعَةِ اللَّهِ مَقْرُونَةً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ وَ قَالَ‏ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ‏ وَ أُحَذِّرُكُمُ الْإِصْغَاءَ إِلَى هُتُوفِ الشَّيْطَانِ فَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ‏ فَتَكُونُوا كَأَوْلِيَائِهِ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ‏ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ‏ فَتُلْقَوْنَ لِلسُّيُوفِ ضَرَباً وَ لِلرِّماح وَرَدَا وَ لِلْعُمُدِ حَطَماً وَ لِلسِّهَامِ غَرَضاً ثُمَّ لَا يُقْبَلُ مِنْ نَفْسٍ إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‏ قَالَ مُعَاوِيَةُ حَسْبُكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ أَبْلَغْتَ.

مَحَاسِنِ الْبَرْقِيِ‏ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِلْحُسَيْنِ ع يَا ابْنَ عَلِيٍّ مَا بَالُ أَوْلَادِنَا أَكْثَرُ مِنْ أَوْلَادِكُمْ فَقَالَ ع‏

بُغَاثُ الطَّيْرِ أَكْثَرُهَا فِرَاخاً

وَ أُمَّ الصَّقْرِ مِقْلَاةٌ نَزُورٌ 2227

فَقَالَ مَا بَالُ الشَّيْبِ إِلَى شَوَارِبِنَا أَسْرَعُ مِنْهُ فِي شَوَارِبِكُمْ فَقَالَ ع إِنَّ نِسَاءَكُمْ نِسَاءٌ بَخِرَةٌ 2228 فَإِذَا دَنَا أَحَدُكُمْ مِنْ امْرَأَتِهِ نَكَهَتْ فِي وَجْهِهِ فَيَشِيبُ مِنْهُ شَارِبُهُ فَقَالَ مَا بَالُ لِحَاكُمْ أَوْفَرُ مِنْ لِحَانَا فَقَالَ ع‏ وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بِحَقِّي عَلَيْكَ إِلَّا سَكَتَّ فَإِنَّهُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ ع‏

إِنْ عَادَتِ الْعَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا

وَ كَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَةً

قَدْ عَلِمَ الْعَقْرَبُ وَ اسْتَيْقَنَتْ‏

أَنْ لَا لَهَا دُنْيَا وَ لَا آخِرَةٌ

.

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 68

تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ قَالَ الصَّادِقُ ع قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع‏ إِذَا صَاحَ النَّسْرُ قَالَ يَا ابْنَ آدَمَ عِشْ مَا شِئْتَ آخِرُهُ الْمَوْتُ وَ إِذَا صَاحَ الْغُرَابُ قَالَ إِنَّ فِي الْبُعْدِ مِنَ النَّاسِ أُنْساً وَ إِذَا صَاحَ الْقُنْبُرُ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ مُبْغِضِي آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِذَا صَاحَ الْخُطَّافُ قَرَأَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ وَ يَمُدُّ الضَّالِّينَ‏ كَمَا يَمُدُّهَا الْقَارِئُ.

سُئِلَ الْحُسَيْنُ ع لِمَ افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى عَبِيدِهِ الصَّوْمَ قَالَ لِيَجِدَ الْغَنِيُّ مَسَّ الْجُوعِ فَيَعُودَ بِالْفَضْلِ عَلَى الْمَسَاكِينِ.

وَ مِنْ شَجَاعَتِهِ ع أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْحُسَيْنِ وَ بَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ مُنَازَعَةٌ فِي ضَيْعَةٍ فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ ع عِمَامَةَ الْوَلِيدِ عَنْ رَأْسِهِ وَ شَدَّهَا فِي عُنُقِهِ وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ مَرْوَانُ بِاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ جُرْأَةَ رَجُلٍ عَلَى أَمِيرِهِ فَقَالَ الْوَلِيدُ وَ اللَّهِ مَا قُلْتَ هَذَا غَضَباً لِي وَ لَكِنَّكَ حَسَدْتَنِي عَلَى حِلْمِي عَنْهُ وَ إِنَّمَا كَانَتِ الضَّيْعَةُ لَهُ فَقَالَ الْحُسَيْنُ الضَّيْعَةُ لَكَ يَا وَلِيدُ وَ قَامَ.

وَ قِيلَ لَهُ يَوْمَ الطَّفِّ انْزِلْ عَلَى حُكْمِ بَنِي عَمِّكَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ وَ لَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ ثُمَّ نَادَى يَا عِبَادَ اللَّهِ‏ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ‏ .

وَ قَالَ ع‏ مَوْتٌ فِي عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي ذُلٍّ.

وَ أَنْشَأَ ع فِي يَوْمِ قَتْلِهِ‏

الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ

وَ الْعَارُ أَوْلَى مِنْ دُخُولِ النَّارِ

وَ اللَّهِ مَا هَذَا وَ هَذَا جَارِي .

ابن نباتة

الحسين الذي رأى القتل في العز

حياة و العيش في الذل قتلا

الْحِلْيَةِ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ‏ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ الْقَوْمُ بِالْحُسَيْنِ ع وَ أَيْقَنَ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ قَدْ نَزَلَ مَا تَرَوْنَ مِنَ الْأَمْرِ وَ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَ تَغَيَّرَتْ وَ أَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَ اسْتَمَرَّتْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ وَ إِلَّا خَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الْوَبِيلِ‏ 2229 أَ لَا تَرَوْنَ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَ الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ وَ إِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً.

وَ أَنْشَدَ لَمَّا قَصَدَ الطَّفَّ مُتَمَثِّلًا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 69

سَأَمْضِي فَمَا بِالْمَوْتِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى‏

إِذَا مَا نَوَى خَيْراً وَ جَاهَدَ مُسْلِماً

وَ وَاسَى الرِّجَالَ الصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ‏

وَ فَارَقَ مَذْمُوماً وَ خَالَفَ مُجْرِماً

أُقَدِّمُ نَفْسِي لَا أُرِيدُ بَقَاءَهَا

لِنَلْقَى خَمِيساً فِي الْهِيَاجِ عَرَمْرَماً 2230

فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أَذْمُمْ وَ إِنْ مِتُّ لَمْ أُلَمْ‏

كَفَى بِكَ ذُلًّا أَنْ تَعِيشَ فَتُرْغَمَا .

وَ مِنْ زُهْدِهِ ع أَنَّهُ قِيلَ لَهُ مَا أَعْظَمَ خَوْفَكَ مِنْ رَبِّكَ فَقَالَ لَا يَأْمَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ خَافَ اللَّهَ فِي الدُّنْيَا.

إِبَانَةِ ابْنِ بُطَّةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو عُمَيْرٍ لَقَدْ حَجَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ خَمْساً وَ عِشْرِينَ حِجَّةً مَاشِياً وَ إِنَّ النَّجَائِبَ تُقَادُ مَعَهُ.

عُيُونِ الْمَجَالِسِ‏ أَنَّهُ سَايَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَأَتَى قَبْرَ خَدِيجَةَ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ عَنِّي قَالَ أَنَسٌ فَاسْتَخْفَيْتُ عَنْهُ فَلَمَّا طَالَ وُقُوفُهُ فِي الصَّلَاةِ سَمِعْتُهُ قَائِلًا

يَا رَبِّ يَا رَبِّ أَنْتَ مَوْلَاهُ‏

فَارْحَمْ عَبِيداً إِلَيْكَ مَلْجَاهُ‏

يَا ذَا الْمَعَالِي عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي‏

طُوبَى لِمَنْ كُنْتَ أَنْتَ مَوْلَاهُ‏

طُوبَى لِمَنْ كَانَ خَائِفاً أَرِقاً

يَشْكُو إِلَى ذِي الْجَلَالِ بَلْوَاهُ‏ 2231

وَ مَا بِهِ عِلَّةٌ وَ لَا سَقَمٌ‏

أَكْثَرَ مِنْ حُبِّهِ لِمَوْلَاهُ‏

إِذَا اشْتَكَى بَثَّهُ وَ غُصَّتَهُ‏

أَجَابَهُ اللَّهُ ثُمَّ لَبَّاهُ‏

إِذَا ابْتُلِيَ بِالظَّلَامِ مُبْتَهِلًا

أَكْرَمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَدْنَاهُ‏

فَنُودِيَ‏

لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ أَنْتَ فِي كَنَفِي‏

وَ كُلَّ مَا قُلْتَ قَدْ عَلِمْنَاهُ‏

صَوْتَكَ تَشْتَاقُهُ مَلَائِكَتِي‏

فَحَسْبُكَ الصَّوْتُ قَدْ سَمِعْنَاهُ‏

دُعَاكَ عِنْدِي يَجُولُ فِي حُجُبٍ‏

فَحَسْبُكَ السِّتْرُ قَدْ سَفَرْنَاهُ‏

لَوْ هَبَّتِ الرِّيحُ فِي جَوَانِبِهِ‏

خَرَّ صَرِيعاً لِمَا تَغَشَّاهُ‏

سَلْنِي بِلَا رَغْبَةٍ وَ لَا رَهَبٍ‏

وَ لَا حِسَابٍ إِنِّي أَنَا اللَّهُ‏

.

وَ لَهُ ع‏

يَا أَهْلَ لَذَّةِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا

إِنَّ اغْتِرَاراً بِظِلٍّ زَائِلٍ حُمْقٌ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 70

العبدي‏

آل النبي محمد

أهل الفضائل و المناقب‏

المرشدون من العمى‏

المنقذون من اللوازب‏ 2232

الصادقون الناطقون‏

السابقون إلى الرغائب‏ 2233

فولاهم فرض من الرحمن‏

في القرآن واجب‏

و هم الصراط فمستقيم‏

فوقه ناج و ناكب -

القاضي الجليس بن حباب المصري‏

هم الصائمون القائمون لربهم‏

هم الخائفون خشية و تخشعا

هم القاطعو الليل البهيم تهجدا

هم العامروه سجدا فيه ركعا

هم الطيب الأخيار و الخير في الورى‏

يروقون مرأى أو يشوقون مسمعا

بهم تقبل الأعمال من كل عامل‏

بهم ترفع الطاعات ممن تطوعا

هم القائلون الفاعلون تبرعا

هم العالمون العاملون تورعا

أبوهم وصي المصطفى حاز علمه‏

و أودعه من قبل ما كان أودعا

فصل في محبة النبي إياه ع‏

الصَّادِقُ ع وَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏ أَنَّهُ أُخْبِرَ النَّبِيُّ ص أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ لَا تَزَالُ تَبْكِي مِنَ اللَّيْلِ إِلَى الْيَوْمِ فَأَتَاهَا وَ قَالَ مَا الَّذِي أَبْكَاكَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَظِيمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ ص تَقُصِّيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أَعْلَمُ قَالَتْ تَعْظُمُ عَلَيَّ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهَا فَقَالَ إِنَّ الرُّؤْيَا لَيْسَتْ عَلَى مَا تَرَى فَقُصِّيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ كَأَنَّ بَعْضَ أَعْضَائِكَ مُلْقًى فِي بَيْتِي فَقَالَ ع نَامَتْ عَيْنُكِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ تَلِدُ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ تُرَبِّيهِ وَ تُلَبِّيهِ فَيَكُونُ بَعْضُ أَعْضَائِي فِي بَيْتِكِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ مِنْ وِلَادَةِ الْحُسَيْنِ أَقْبَلَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ مَرْحَباً بِالْحَامِلِ وَ الْمَحْمُولِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاكِ‏ أَخْرَجَهُ الْقَيْرَوَانِيُّ فِي التَّعْبِيرِ وَ صَاحِبُ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ .

سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: كَانَ الْحُسَيْنُ عَلَى فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 71

يُقَبِّلُهُ وَ يَقُولُ أَنْتَ السَّيِّدُ ابْنُ السَّيِّدِ أَبُو السَّادَةِ أَنْتَ الْإِمَامُ ابْنُ الْإِمَامِ أَبُو الْأَئِمَّةِ أَنْتَ الْحُجَّةُ ابْنُ الْحُجَّةِ أَبُو الْحُجَجِ تِسْعَةً مِنْ صُلْبِكَ وَ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ.

ابْنُ عُمَرَ إِنَّ النَّبِيَّ ص بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ خَرَجَ الْحُسَيْنُ فَوَطِئَ فِي ثَوْبِهِ فَسَقَطَ وَ بَكَى فَنَزَلَ النَّبِيُّ عَنِ الْمِنْبَرِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَ قَالَ قَاتَلَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ إِنَّ الْوَلَدَ لَفِتْنَةٌ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا دَرَيْتُ أَنِّي نَزَلْتُ عَنْ مِنْبَرِي.

أَبُو السَّعَادَاتِ فِي فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ خَرَجَ النَّبِيُّ ص مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ فَمَرَّ عَلَى بَيْتِ فَاطِمَةَ فَسَمِعَ الْحُسَيْنَ يَبْكِي فَقَالَ أَ لَمْ تَعْلَمِي أَنَّ بُكَاءَهُ يُؤْذِينِي.

ابْنُ مَاجَةَ فِي السُّنَنِ وَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِقِ‏ رَأَى النَّبِيُّ ص الْحُسَيْنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فِي السِّكَّةِ فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ أَمَامَ الْقَوْمِ فَبَسَطَ إِحْدَى يَدَيْهِ فَطَفِقَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ مَرَّةً مِنْ هَاهُنَا وَ مَرَّةً مِنْ هَاهُنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ يُضَاحِكُهُ ثُمَّ أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ وَ الْأُخْرَى عَلَى فَأْسِ رَأْسِهِ‏ 2234 وَ أَقْنَعَهُ فَقَبَّلَهُ وَ قَالَ أَنَا مِنْ حُسَيْنٍ وَ حُسَيْنٌ مِنِّي أَحَبَّ اللَّهَ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

استقبل أي تقدم و أقنعه أي رفعه‏

قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏ مَرَّ الْحُسَيْنُ فَقَالَ لَهُ أَبُو ظَبْيَانَ مَا لَهُ قَبَّحَهُ اللَّهُ أَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَيُفْرِجُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَ يُقَبِّلُ زُبَيْبَهُ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ فَجَعَلَ يَنْزُو عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ وَ عَلَى بَطْنِهِ فَبَالَ فَقَالَ دَعُوهُ.

أَبُو عُبَيْدٍ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ‏ أَنَّهُ قَالَ ص لَا تُرْزِمُوا ابْنِي أَيْ لَا تَقْطَعُوا عَلَيْهِ بَوْلَهُ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ.

سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بَالَ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لُبَانَةُ أَعْطِنِي إِزَارَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ قَالَ إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى وَ يُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ.

صفحه بعد