کتابخانه روایات شیعه
مَنْ أَتَوَالَى وَ أَتَوَلَّى وَ لَا تُلْحِقْنِي بِمَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِ الْجُحُودِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَ اجْعَلْنِي إِلَهِي مَعَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي كُلِّ عَافِيَةٍ وَ بَلَاءٍ وَ كُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ وَ احْشُرْنِي مَعَهُمْ لَا مَعَ غَيْرِهِمْ فِي الدِّينِ وَ الدُّنْيَا أَبَداً وَ فِي الْآخِرَةِ غَداً يَوْمَ يُحْشَرُ النَّاسُ ضُحًى وَ اجْعَلِ الْآخِرَةَ خَيْراً لِي مِنَ الْأُولَى وَ اصْرِفْ عَنِّي بِمَنْزِلَتِهِمْ عَذَابَ الْآخِرَةِ وَ خِزْيَ الدُّنْيَا وَ فَقْرَهَا وَ مَسْكَنَتَهَا وَ مَا فِيهَا يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ يَا مَوْلَاهْ يَا وَلِيَّ نِعْمَتَاهْ آمِينَ آمِينَ اخْتِمْ لِي ذَلِكَ عَلَى مَا أَقُولُ يَا رَبَّاهْ ثُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ع وَ سَلْ حَوَائِجَكَ تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
فصل فيما نذكره من كيفية الدخول على كرم الله جل جلاله في حضرة ضيافته و دار رحمته التي فتحها بدخول شهر رمضان
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الْمِسْمَعِيِّ وَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يُوصِي وُلْدَهُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ اجْتَهِدُوا أَنْفُسَكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَإِنَّ فِيهِ تُقَسَّمُ الْأَرْزَاقُ وَ تُكْتَبُ الْآجَالُ وَ فِيهِ يُكْتَبُ وَفْدُ اللَّهِ الَّذِينَ يَفِدُونَ إِلَيْهِ وَ فِيهِ لَيْلَةٌ الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ.
وَ رَوَى عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ فِي كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِالاسْتِغْفَارِ وَ الدُّعَاءِ أَمَّا [فإن] الدُّعَاءُ فَيَدْفَعُ [ليدفع] عَنْكُمُ الْبَلَاءَ وَ أَمَّا الِاسْتِغْفَارُ فَيَمْحُو ذُنُوبَكُمْ.
وَ رَأَيْتُ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ تَارِيخِ النَّيْسَابُورِ فِي تَرْجَمَةِ خَلَفِ بْنِ أَيُّوبَ الْعَامِرِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَ ابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ وَ أَشْفَقَ مِنْهُ.
و اعلم أن شهر الصيام مثل دار ضيافة فتحت للأنام فيها من سائر أصناف الإكرام و الإنعام و من ذخائر خلع الأمان و الرضوان و إطلاق كثير من الأسراء بالعصيان و تواقيع بممالك و ولايات ربانيات حاضرات و مستقبلات و مراتب عاليات و مواهب غاليات و طي بساط الغضب و العتاب و العقاب و الإقبال على صلح أهل الجفاء لرب الأرباب فينبغي أن يكون نهوض المسلم العارف المصدق بهذه المواهب إلى دخول دار الضيافة بها على فوائد تلك المطالب بالنشاط و الإقبال و السرور و انشراح الصدور و إن كان قد عامل الله جل جلاله قبل الشهر المشار إليه معاملة لا ترضيه [لا يرضاها] و هو خجلان من دخول دار ضيافته و الحضور بين يديه لأجل ما سلف من معاصيه و لدار هذه الضيافة أبواب كثيرة بلسان الحال منها باب الغفلة فلا تلم به و لا تدخل منه لأنه باب لا يصلح إلا لأهل الإهمال و إنما يدخل من الباب الذي دخل منه قوم إدريس و قوم يونس ع و من كان على مثل سوء أعمالهم و ظفروا منه بآمالهم و يدخل من الباب الذي دخل منه أعظم المذنبين إبليس الذي قال الله جل جلاله فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ فدخل عليه جل جلاله من باب تحريم الإياس و القنوط من رحمته و قال اجعلني من المنظرين فظفر منه جل جلاله بقضاء حاجته و إجابة مسألته و يدخل أهل العصيان من كل باب دخل منه عاص انصلحت بالدخول منه حاله و تلقاه فيه سعوده و إقباله و يدخل [يجلس] على بساط الرحمة التي أجلس عليه شجرة فرعون لما حضروا لمحاربة رب الأرباب فظفروا منه جل جلاله بما لم يكن في الحساب من سعادة دار الثواب و يكون على الجالس المخالف لصاحب الرسالة آثار الحياء و الخجالة لأجل ما كان قد أسلف من سوء المعاملة لمالك الجلالة و ليظهر عليه من حسن الظن و الشكر للمالك الرحيم الشفيق كيف شرفه بالإذن له في الدخول و الجلوس مع أهل الإقبال و التوفيق إن شاء الله تعالى.
فصل
و اعلم أنني لما رأيت أن شهر رمضان أول سنة السعادات بالعبادات و أن فيه ليلة القدر التي فيها تدبير أمور السنة و إجابة الدعوات
اقتضى ذلك أني أودع السنة الماضية و استقبل السنة الآتية بصلاة الشكر كيف سلمني من أخطار ذلك العام الماضي و شرفني بخلع التراضي و أغناني عن التقاضي و فرغني لاستقبال هذا العام الحاضر و لم يمنعني من الظفر بالسعادة و العبادة فيه بمرض و لا عرض باطن و لا ظاهر.
فصل
ثم إنني أحضر هذا الكتاب عمل شهر الصيام و أقبله و أجعله على رأسي و عيني و أضمه إلى صدري و قلبي و أراه قد وصل إلي من مالك أمري ليفتح به على أبواب خيري و بري و نصري و أتلقاه بحمدي و شكري و شكر الرسول الذي كان سبب صلاح أمري كما اقتضى حكم الإسلام تعظيم المشاعر في البيت الحرام و تقبيلها بفم الاحترام و الإكرام.
فصل
ثم إنني أبدأ بالفعل فأسأل الله جل جلاله العفو عما جرى من ظلمي له و حيفي عليه و كلما هونت به من تطهير القلب و إصلاحه لنظر الله جل جلاله إليه و العفو عن كل جارحة أهملت شيئا من مهماتها و عباداتها و الاجتهاد في التوبة النصوح من جناياتها و الصدقة عن كل جارحة بما تهيأ من الصدقات لقول الله جل جلاله إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ و أتصدق عن أيام السنة المستقبلة عن كل يوم و ليلة برغيف لأجل ما رويناه من فضل الصدقة و فائدته.
فصل فيما نذكره من شكر الله جل جلاله على تقييد الشياطين و منعهم من الصائمين في شهر رمضان
اعلم أن الرواية وردت بذلك متظاهرة و معانيها متواترة متناصرة و نحن نذكر من طرقنا إليها ألفاظ الشيخ محمد بن يعقوب فإن كتبه كلها معتمد عليها.
فَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّاسِ فَيَقُولُ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ غُلَّتْ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَ اسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ وَ كَانَ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءُ يُعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ وَ مُنَادٍ يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفاً وَ أَعْطِ كُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفاً حَتَّى إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَوَّالٍ نُودِيَ الْمُؤْمِنُونَ أَنِ اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَمَا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا هِيَ بِجَائِزَةِ الدَّنَانِيرِ وَ الدَّرَاهِمِ.
وَ رَأَيْتُ حَدِيثَ خُطْبَةِ النَّبِيِّ ص رِوَايَةَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ فِي كِتَابِ الْأَغْسَالِ بِنُسْخَةٍ تَارِيخُ كِتَابَتِهَا رَبِيعٌ الْآخَرُ سَنَةَ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ يَقُولُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ كَفَاكُمُ اللَّهُ عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ وَعَدَكُمُ الْإِجَابَةَ وَ قَالَ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ أَلَا وَ قَدْ وَكَّلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى بِكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ سَبْعَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَلَيْسَ بِمَحْلُولٍ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ أَلَا وَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةٌ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْهُ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ أَلَا وَ الدُّعَاءُ فِيهِ مَقْبُولٌ حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ الْعَشْرِ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ وَ شَمَّرَ وَ شَدَّ الْمِئْزَرَ وَ بَرَزَ مِنْ بَيْتِهِ وَ اعْتَكَفَ وَ أَحْيَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَ كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْهُ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فَقُلْتُ مَا مَعْنَى شَدِّ الْمِئْزَرِ فَقَالَ كَانَ يَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فِيهِنَّ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ مَا كَانَ يَعْتَزِلُهُنَّ.
أقول و قد سألني بعض أهل الدين فقال إنني ما يظهر لي زيادة انتفاع بمنع الشياطين لأنني أرى الحال التي كنت عليها من الغفلة قبل شهر رمضان كأنها على حالها ما نقصت بمنع أعوان الشيطان فقلت له يحتمل أن الشياطين لو تركوا على حالهم في إطلاق العنان كانوا يحسدونكم على هذا شهر الصيام فيجتهدون في هلاككم مع الله جل جلاله أو في الدنيا بغاية الإمكان فيكون الانتفاع بمنعهم من زيادات الأذيات و المضرات و دفعهم عما يعجز الإنسان عليه من المحذورات و يحتمل أن يكون لكل شهر شياطين تختص به دون سائر الشهور فيكون منع الشياطين في شهر رمضان يراد به شياطين هذا الشهر المذكور و غيرهم من الشياطين على حالهم مطلقين فيما يريدونه بالإنسان من الأمور فلذلك ما يظهر للإنسان سلامته من وسوسة الصدور و يحتمل أن يكون
منع الشياطين عن قوم مخصوصين بحسب ما يقتضيه مصلحتهم و رحمة رب العالمين و إلا فإن الكفار و غيرهم ربما لا تغل عنهم الشياطين في شهر رمضان و لا في غيره من الأزمان و من الجواب أنه يحتمل أن العبد معه إبليس و الشياطين فإذا غلت الشياطين كفاه إبليس في غروره للمكلفين و من الجواب أنه يحتمل أن العبد معه نفسه و طبعه و قرناء السوء و إذا غلت الشياطين فكفاه هؤلاء في غرورهم و عداوتهم للمكلف المسكين و من الجواب أن العبد له قبل شهر رمضان ذنوب قد سودت قلبه و عقله و صارت حجابا بينه و بين الله جل جلاله فلا يستبعد منه أن تكون ذنوبه السالفة كافية له في استمرار غفلته فلا يؤثر منع الشياطين عند الإنسان لعظيم مصيبته و يمكن غير ذلك من الجواب و في هذا كفاية لذوي الألباب.
فصل فيما نذكره من كيفية اتخاذ خفير أو حام يحمي من المكروهات مدة العام
اعلم أنني وجدت في الروايات عن أهل الأمانات أن لكل يوم من أيام الأسبوع من يحمي من أخطاره و يضيف الإنسان فيه على موائد مباره فالسبت لرسول الله ص و الأحد لمولانا علي ع و يوم الإثنين للحسن و الحسين ع و يوم الثلاثاء لمولانا علي بن الحسين و مولانا محمد بن علي الباقر و مولانا جعفر بن محمد الصادق ع و يوم الأربعاء لمولانا موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد ع و يوم الخميس لمولانا الحسن العسكري ع و يوم الجمعة لمولانا المهدي عليهم أفضل الصلوات و إذا كان لكل يوم منهم خفير و حام من المخافات فقد صاروا خفراء السنة جميعا على هذا التعريف فكن على ثقة من عناية المالك اللطيف بخفارة خواصه الملازمين لبابه الشريف و قد قدمنا تفصيل بعض هذه الروايات في عمل الأسبوع من كتاب المهمات و التتمات أقول فإذا كان أول السنة لبعض الخواص الذين أشرنا إليهم ص فاطلب من الله جل جلاله أن يكون بالتوسل به و منه بالتوجه إليه بالله جل جلاله أن يكون خفيرا لك و لمن يعنيك أمره و ما يعنيك أمره مدة تلك السنة الهلالية فإن الإنسان لو أراد أن يسافر سفرا مدة سنة على التحقيق احتاج أن يجتهد في تحصيل الحماة و الخفراء و الأدلاء و من يقوم بسفره من الرفيق في الطريق و من يخلفه في من يخلفه من صديق أو شفيق و أنت إذا أهملت السنة فكأنك قد استقبلت سفرا في الدنيا اثنا عشر شهرا لا تدري ما تلقى فيها خيرا أو شرا فأي غنى لك عمن يدخل بينك و بين الله تعالى في سلامتك طول سنتك و يكون درك ما يتجدد عليك و ضمانه على من تتعلق عليه و يلقي أمانه عليك.
فصل فيما يقرأ كل ليلة لدفع أخطار السنة
" رَوَى عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّهْدِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِإِسْنَادِهِ فِيهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ يَقُولُ سَمِعْتُ الْمَسْعُودِيَّ يَذْكُرُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً فِي التَّطَوُّعِ حُفِظَ ذَلِكَ الْعَامَ.
فصل في صلاة أول ليلة من الشهر ذكرناها في كتاب عمل الشهر
عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّى أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ رَكْعَتَيْنِ بِسُورَةِ الْأَنْعَامِ وَ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَكْفِيَهُ كَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا يَخَافُهُ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ وَ وَقَاهُ مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ الْأَسْقَامِ.
فصل فيما نذكره من الدعاء الزائد عقيب صلاة المغرب أول ليلة من شهر رمضان
نَرْوِيهِ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ فِيمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالرَّيِّ قَالَ: صَلَّى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا ع صَلَاةَ الْمَغْرِبِ فِي لَيْلَةٍ رَأَى فِيهَا هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَ نَوَى الصِّيَامَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ يَا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبِيرَ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ تُجِنُ
الضَّمِيرُ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ نَوَى فَعَمِلَ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ وَ لَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ اللَّهُمَّ صَحِّحْ أَبْدَانَنَا مِنَ الْعِلَلِ وَ أَعِنَّا عَلَى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنَا مِنَ الْعَمَلِ حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُكَ هَذَا وَ قَدْ أَدَّيْنَا مَفْرُوضَكَ فِيهِ عَلَيْنَا اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَ وَفِّقْنَا لِقِيَامِهِ وَ نَشِّطْنَا فِيهِ لِلصَّلَاةِ وَ لَا تَحْجُبْنَا مِنَ الْقِرَاءَةِ وَ سَهِّلْ لَنَا فِيهِ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا وَصَباً وَ لَا تَعَباً وَ لَا سَقَماً وَ لَا عَطَباً اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْإِفْطَارَ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ اللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنَا فِيهِ مَا قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ وَ يَسِّرْ مَا قَدَّرْتَهُ مِنْ أَمْرِكَ وَ اجْعَلْهُ حَلَالًا طَيِّباً نَقِيّاً مِنَ الْآثَامِ خَالِصاً مِنَ الْآصَارِ وَ الْأَجْرَامِ اللَّهُمَّ لَا تُطْعِمْنَا إِلَّا طَيِّباً غَيْرَ خَبِيثٍ وَ لَا حَرَامٍ وَ اجْعَلْ رِزْقَكَ لَنَا حَلَالًا لَا يَشُوبُهُ دَنَسٌ وَ لَا أَسْقَامٌ يَا مَنْ عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ بِالْإِعْلَانِ يَا مُتَفَضِّلًا عَلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ يَا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ بِكُلِّ شَيْءٍ خَبِيرٌ عَلِيمٌ أَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ وَ جَنِّبْنَا عُسْرَكَ وَ أَنِلْنَا يُسْرَكَ وَ اهْدِنَا لِلرَّشَادِ وَ وَفِّقْنَا لِلسَّدَادِ وَ اعْصِمْنَا مِنَ الْبَلَايَا وَ صُنَّا مِنَ الْأَوْزَارِ وَ الْخَطَايَا يَا مَنْ لَا يَغْفِرُ عَظِيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ وَ لَا يَكْشِفُ السُّوءَ إِلَّا هُوَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ وَ اجْعَلْ صِيَامَنَا مَقْبُولًا وَ بِالْبِرِّ وَ التَّقْوَى مَوْصُولًا وَ كَذَلِكَ فَاجْعَلْ سَعْيَنَا مَشْكُوراً وَ حُوبَنَا مَغْفُوراً وَ قِيَامَنَا مَبْرُوراً وَ قُرْآنَنَا مَرْفُوعاً وَ دُعَائَنَا مَسْمُوعاً وَ اهْدِنَا الْحُسْنَى [لِلْحُسْنَى] وَ جَنِّبْنَا الْعُسْرَي وَ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى وَ أَعْلِ لَنَا الدَّرَجَاتِ وَ ضَاعِفْ لَنَا الْحَسَنَاتِ وَ اقْبَلْ مِنَّا الصَّوْمَ وَ الصَّلَاةَ وَ اسْمَعْ مِنَّا الدَّعَوَاتِ وَ اغْفِرْ لَنَا الْخَطِيئَاتِ وَ تَجَاوَزْ عَنَّا السَّيِّئَاتِ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الْعَامِلِينَ الْفَائِزِينَ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَنَّا وَ قَدْ قَبِلْتَ فِيهِ صِيَامَنَا وَ قِيَامَنَا وَ زَكَّيْتَ فِيهِ أَعْمَالَنَا وَ غَفَرْتَ فِيهِ ذُنُوبَنَا وَ أَجْزَلْتَ فِيهِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبَنَا فَإِنَّكَ الْإِلَهُ الْمُجِيبُ الْحَبِيبُ وَ الرَّبُّ الْقَرِيبُ وَ أَنْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ .
دعاء آخر في أول ليلة من شهر رمضان
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ مُنْزِلَ الْقُرْآنِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ وَ أَنْزَلْتَ فِيهِ آيَاتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا صِيَامَهُ وَ أَعِنَّا عَلَى قِيَامِهِ اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ وَ سَلِّمْنَا فِيهِ وَ سَلِّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ مُعَافَاةٍ وَ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ فِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِيمِ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمُ [ذُنُوبُهُمْ] الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ وَ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ لِي فِي عُمُرِي وَ تُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ.
: و رواه أيضا علي بن عبد الواحد النهدي .
دعاء آخر في كل ليلة من شهر رمضان بعد المغرب
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ادْعُ لِلْحَجِّ فِي لَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ بِكَ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِي اللَّهُمَّ مَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِنِّي لَا أَطْلُبُ حَاجَتِي إِلَّا مِنْكَ أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَ رِضْوَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ عَامِي هَذَا إِلَى بَيْتِكَ الْحَرَامِ سَبِيلًا حَجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زَاكِيَةً خَالِصَةً لَكَ تَقَرُّ بِهَا عَيْنِي وَ تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِي وَ تَرْزُقُنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي وَ أَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي وَ أَنْ أَكُفَّ عَنْ جَمِيعِ مَحَارِمِكَ حَتَّى [لما] لَا يَكُونَ شَيْءٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ وَ خَشْيَتِكَ وَ الْعَمَلِ بِمَا أَحْبَبْتَ وَ التَّرْكِ عَمَّا كَرِهْتَ وَ نَهَيْتَ عَنْهُ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ فِي يُسْرٍ وَ يَسَارٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ وَ أَوْزِعْنِي شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِكَ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوَانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَا تُهِنِّي بِكَرَامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا.
فصل فيما نذكره من دعاء زائد عقيب كل فريضة من شهر رمضان
دعاء بعد كل فريضة
بِإِسْنَادِنَا إِلَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ع قَالا تَقُولُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ بَعْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ فِي عَامِي هَذَا وَ فِي كُلِّ عَامٍ مَا أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ وَ سَعَةِ رِزْقٍ وَ لَا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ الْمَوَاقِفِ الْكَرِيمَةِ وَ الْمَشَاهِدِ الشَّرِيفَةِ وَ زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَكُنْ لِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ وَ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي فِي طَاعَتِكَ وَ تُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي وَ تُؤَدِّيَ عَنِّي أَمَانَتِي وَ دَيْنِي آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
وَ تَدْعُو عَقِيبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ [صلاة] فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلًا كَانَ أَوْ نَهَاراً فَتَقُولُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا غَفُورُ يَا شَكُورٌ يَا رَحِيمُ أَنْتَ الرَّبُّ الْعَظِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَ هَذَا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ شَرَّفْتَهُ وَ فَضَّلْتَهُ عَلَى الشُّهُورِ وَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي فَرَضْتَ صِيَامَهُ عَلَيَّ وَ هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ وَ جَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَ جَعَلْتَهَا خَيْراً
مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَيَا ذَا الْمَنِّ فلا [وَ لَا] يُمَنُّ عَلَيْكَ مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ فِي مَنْ تَمُنَّ عَلَيْهِ وَ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فصل فيما نذكره من ترتيب نافلة شهر رمضان بين العشاءين و أدعيتها في كل ليلة تكون نافلتها عشرين ركعة
اعلم أننا نذكر من الأدعية بعض ما رويناه و نفرد كل فصل وحده و لا نشركه بسواه بحيث يكون عملك بحسب توفيقك لسعادتك و إن شرفت بالعمل بالجميع فقد ظهر لك أن الله جل جلاله قد ارتضاك لتشريفك بخدمتك له و طاعتك و إن كان لك عذر صالح و مانع واضح فاعمل بالأدعية المختصرات أقول فأخصر ما وجدته من الدعوات بين ركعات نافلة شهر رمضان و لعلها لمن يكون لها عذر عن أكثر منها من الأدعية في بعض الأزمان أو تكون مضافة إلى غيرها من الدعاء لقوله في الحديث و ليكن مما تدعو به.
فَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى رَجَاءِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامَانَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا مِنْ دَارِ سَيِّدِنَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ- فَذَكَرَ الرِّسَالَةَ الْمُقْنِعَةَ بِأَسْرِهَا قَالَ وَ لْيَكُنْ مِمَّا يَدْعُو بِهِ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ مِنْ نَوَافِلِ شَهْرِ رَمَضَانَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْعَظِيمِ الْمَحْتُومِ وَ فِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمُ [ذُنُوبُهُمْ] وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي فِي طَاعَتِكَ وَ تُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أقول: و ها نحن نبدأ بين كل ركعتين بدعوات مقتصرات [متفرقات] ننقلها من خط جدي أبي جعفر الطوسي أمده الله تعالى بالرحمات و العنايات فمنها في تهذيب الأحكام و غيره.
عَنِ الصَّادِقِ ع إِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ وَ نَوَافِلَهَا فَصَلِّ الثَّمَانِيَ رَكَعَاتٍ الَّتِي بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَإِذَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ فَسَبِّحْ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ ع بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
فَإِنْ أَحْبَبْتَ زِيَادَةَ السَّعَادَاتِ فَادْعُ بَعْدَ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ بِالدُّعَاءِ الْمُطَوَّلِ مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ فِي عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ اللَّهُمَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ وَ هَذَا شَهْرُ الصِّيَامِ وَ هَذَا شَهْرُ الْقِيَامِ وَ هَذَا شَهْرُ الْإِنَابَةِ وَ هَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الرَّحْمَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَ هَذَا شَهْرُ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ هَذَا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعِنِّي عَلَى صِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ وَ سَلِّمْهُ لِي وَ تَسَلَّمْهُ مِنِّي وَ سَلِّمْنِي فِيهِ وَ أَعِنِّي فِيهِ بِأَفْضَلِ عَوْنِكَ وَ وَفِّقْنِي فِيهِ لِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ فَرِّغْنِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ وَ دُعَائِكَ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِكَ وَ أَعْظِمْ لِي فِيهِ الْبَرَكَةَ وَ ارْزُقْنِي فِيهِ الْعَافِيَةَ وَ أَصِحَّ فِيهِ بَدَنِي وَ أَوْسِعْ فِيهِ رِزْقِي وَ اكْفِنِي فِيهِ مَا أَهَمَّنِي وَ اسْتَجِبْ فِيهِ دُعَائِي وَ بَلِّغْنِي فِيهِ