کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 142

يبريا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا و ما معهم شي‏ء فاستقرض علي ع من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصواع من شعير فطحنت فاطمة ع صاعا فاختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه و باتوا و لم يذوقوا إلا الماء و أصبحوا صياما فلما أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم و أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي ع بيد الحسن و الحسين فأقبلوا إلى رسول الله ص فلما أبصرهم و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال ص ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم و قام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها و غارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرئيل و قال خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة

. يقول علي بن موسى بن طاوس في هذه القصة و السورة أسرار شريفة منها أنه يجوز الإيثار على النفس و الأطفال بما لا بد منه و منها أن القرض لا يمنع أن يؤثر الإنسان به و منها أن الواجب من قوت العيال لا يمنع من الصدقة في مندوب و منها أنه إذا كان القصد رضا الله تعالى هان كل مبذول و منها أن الله تعالى اطلع على صفاء سرائرهم في الإخلاص فجاد عليهم بخلع أهل الاختصاص و منها أنه لم ينزل مدح في سورة من القرآن كما نزلت فيهم على هذا الإيضاح و البيان و منها أن من تمام الإخلاص في الصدقات أن لا يراد من الذي يتصدق عليه- جَزاءً وَ لا شُكُوراً بحال من الحالات و منها أن الإيثار وقع من كثير من القرابة و الصحابة أيام حياة النبي من الثناء فلم ينزل على أحد مثل ما نزل على مولانا علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع‏

[فيما نذكره من تفسير الجبايي‏]

فصل [في ترجمة الجبايي‏]

فيما نذكره من تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي و هو عندنا عشر مجلدات في كل مجلد جزوات و اعلم أن أبا علي الجبائي من‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 143

عبد لعثمان بن عفان و اسم العبد المذكور أبان فهو يتعصب على بني هاشم تعصبا لا يخفى على من أنصف من أهل البصائر و كأنه حيث فاته مساعدة بني أمية بنفسه و سيفه و سنانه قد صار يحارب بني هاشم بقلمه و لسانه. أقول و أما نسبته إلى أبان عبد عثمان بن عفان فذكر محمد بن معية في كتاب المولى عن الخطيب مصنف تاريخ بغداد و وقفت عليه في تاريخه فقال عند ذكر أبي هاشم ولد أبي علي الجبائي عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن حالة بن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان. أقول و كان هذا حمران بن أبان جد الجبائي حاجبا لعثمان بن عفان و اتفق تعلق الجبائي على عثمان بأن جده أبان عبد عثمان و جده حمران حاجبه فتوكدت عداوته لبني هاشم ولد أبو علي الجبائي سنة خمس و ثلاثين و مائتين و مات في شعبان سنة ثلاث و ثلاثمائة. أقول و أما بغضه على بني هاشم فإن أظهر التفاسير بين الناس تفسير عبد الله بن عباس و من روى عنه و هذا كتاب تفسيره كأنه ما سمع في الدنيا مفسرا للقرآن اسمه عبد الله بن عباس. أقول و يبلغ تعصبه الفاضح أنه يأتي إلى آيات ما ادعاه المتقدمون على بني هاشم في الخلافة أنها نزلت فيهم أيام خلافتهم و لا قبلها و لا احتجوا بها و لا ادعى لهم مدع أيام حياتهم أنها نزلت فيهم فيدعي هو بعد مائتي سنة و نحو خمسين سنة من زمان الصحابة أن هذه الآيات أنزلت فيهم و يستحسن المكابرة و البهت و الفساد الذي لا يليق بالعقل و لا بالنقل. أقول و اعلم أن تفسيره يدل على أنه ما كان عارفا بتفسير القرآن و لا علومه فإنه يذكر ما يدعيه من التأويل إلا شاذا غير مستند إلى حجة من خبر أو كلام العرب أو وصف اختلاف المفسرين و الاحتجاج لقوله الذي يخالف أقوالهم. أقول ثم يذكر الآية و يقول في أكبر ما يفسره إنما يعني الله كذا و كذا في آيات محتملات عقلا أو شرعا لعدة تأويلات و ما كان جبرئيل‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 144

و لا رسول الله ص يقولون في مثل ذلك يعني الله كذا و كذا إلا بوحي من الله تعالى و هو قد عرف أن القرآن الشريف تضمن من أعظم الخلائق محمد ص‏ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ‏ و قال جل جلاله‏ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ثم يقول في أواخر تفسير آيات قد قال في أولها يعني الله تعالى كذا و كذا فيغفل عن قوله إن الله عنى ذلك و يعود يقول وجها أو وجوها أخر يذكر أن الله عناها كيف كان يحسن في حكم العربية و الاستعمال أن يقول إنما يعني الله كذا و كذا بلفظ إنما المحققة لما اشتملت عليه النافية لما عداه ثم لم يذكر بعد ذلك وجها أو وجوها أخر. و يقول إن الله جل جلاله لعناها. أقول ثم لا يذكر قصص الأنبياء و لا الحوادث التي تضمن القرآن الشريف ذكرها كما جرت عادة المفسرين العارفين بها. أقول ثم لا يذكر أسباب النزول على عادة المفسرين و لا وجوه الإعراب و لا التصريف و الاحتمال و لا ما جرت به العادة من تعظيم فصاحة آيات القرآن و مواضع الإعجاز بها على صواب من كمال المقال‏

فصل [في طعن الجبايى على الشيعة]

فيما نذكره من أواخر المجلد من تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي من القائمة الثانية إلى ما نذكره من كلامه في الكراس الأول من لفظه فقال محنة الرافضة على ضعفاء المسلمين أعظم من محنة الزنادقة ثم شرع يدعي بيان ذلك بأن الرافضة تدعي نقصان القرآن و تبديله و تغييره. فيقال له كل ما ذكرته من طعن و قدح على من يذكر أن القرآن وقع فيه تبديل و تغيير فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان لأن المسلمين أطبقوا أنه جمع الناس على هذا المصحف الشريف و حرف و أحرق ما عداه من المصاحف فلولا اعتراف عثمان بأنه وقع تبديل و تغيير من الصحابة ما كان هناك مصحف محرف و كانت تكون متساوية و يقال له أنت مقر بهؤلاء القراء السبعة الذين يختلفون في حروف و إعراب و غير ذلك من القرآن‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 145

و لو لا اختلافهم ما كانوا سبعة بل كانوا يكونون قارئا واحدا و هؤلاء السبعة منكم و ليسوا من رجال من ذكرت أنهم رافضة و يقال له أيضا إن القراء العشرة أيضا من رجالكم و هم قد اختلفوا في حروف و مواضع كثيرة من القرآن و كلهم عندكم على الصواب فمن ترى ادعى اختلاف القرآن و تغيره أنتم و سلفكم لا الرافضة و من المعلوم من مذهب الذي تسميهم رافضة أن قولهم واحد في القرآن و يقال له قد رأينا في تفسيرك ادعيت أن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ما هي من القرآن الشريف و قد أثبتها عثمان فيه و هو مذهب لسلفكم أنهم لا يرونها آية من القرآن و هي مائة و ثلاث عشرة آية في المصحف الشريف تزعمون أنها زائدة و ليست من القرآن فهل هذا الاعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم في المصحف الشريف و القرآن ما ليس فيه و يقال له وجدناك في تفسيرك تذكر أن الحروف التي في أول سور القرآن أسماء السور و رأينا هذا المصحف الشريف الذي تذكر أن سيدك عثمان بن عفان جمع الناس عليه قد سمى كثيرا من السور التي أولها حروف مقطعة بغير هذه الحروف و جعل لها أسماء غيرها فهل كان هذا مخالفة على الله جل جلالة أن يسمي سور كتابه العزيز بما لم يسمها الله تعالى أو كان ما عمله صوابا و تكون أنت فيما تدعيه أنها أسماء السور مدعيا على الله تعالى ما لم يعلم من تفسير كتابه و يقال له قد رأيناك قد طولت الحديث بأن سورة الحمد كانت تقرأ مدة زمان البعثة و كيف يمكن أن يكون فيها تغير فهل قرأت هذا الكلام على نفسك و عيرته بميزان عقلك فكيف ذكرت مع هذا أن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ المذكورة في أولها في كل مصحف وجدناه ليست منه و كيف اختلف المسلمون في‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ من سورة الحمد هل هي آية منها أم لا و كيف قرأ عمر بن الخطاب غير المغضوب عليهم و غير الضالين بزيادة غير قبل‏ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ على ما حكاه الزمخشري عنه في تفسيره أ ما سمع المسلمون رسول الله ص يقرأ الحمد في صلاته و غيرها فعلام اختلفوا بها في هذا و أمثاله منها فهل ترى إلا أن كل ما طعنت به على الذي تسميهم‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 146

رافضة متوجه إلى سلفك و إليك و إلى سيدك الذي تتعصب له على بني هاشم المظلومين معكم و يقال له وجدنا القرآن الشريف متضمن أن فيه ما لا يعلم تأويله إلا الله على إحدى القراءتين و نراك قد ادعيت تفسير الجمع من آيات القرآن فأين القسم الذي استأثر الله تعالى بمعرفته دون عباده و على القراءة الأخرى أن الراسخين في العلم يعلمون قسما من القرآن دون غيرهم فهل تدعي أنك من الراسخين في العلم و لهذا تفسيرك يدل على أنك لست من أهل العلم بالقرآن فكيف تدعى رسوخا فيه و يقال له إن الذي تدعيه أنت و أمثالك على الرافضة أنهم يقولون إن القرآن لا يعرف تأويله إلا إمامهم بهتان قبيح لا يليق بأهل العلم و لا بذوي الورع و لا بمن يستحي مما يقول فإن الرافضة ما تدعي و لا أعرف أحدا من العقلاء يدعي شيئا من القرآن لا يعرف تأويله مطلقا إلا واحد من الأمة لأن القرآن الشريف فيه المحكم الذي تعرف تأويله و مفهومه بغير تأويل بخلاف ظاهره فكيف يدعي أحد أن هذا لا يعرف إلا واحد من الأمة. أقول فأما المتعلق من القرآن بالقصص فكيف يدعي أحد أن مفهوم القصص المشروحة بالقرآن لا يعرفها إلا إمام الشيعة ما أقبح مكابرتك. أقول و أما الأحكام الشرعية التي تضمنها صريح لفظ القرآن الشريف فكيف تدعي من تسميهم بالرافضة أنها لا يعرفها إلا إمامهم و هم يحتجون بها في تصانيفهم و كتبهم. أقول و أنت ترى كتب محتجون بالقرآن في كل شي‏ء يحتمل الاحتجاج به و ما يدعون أن هذا الاحتجاج صادر عن إمامهم فأي شي‏ء حملك على التعصب على الشيعة المظلومين معك لأجل تعلقهم على بني هاشم و أي حاصل لبني أمية الهالكين من تعصبك لهم و قد شهد عليهم بالضلال صواب المقال ثم يقال له كيف تدعي على قوم شاهدنا فتاواهم و وقفنا على كتبهم و تصانيفهم أنهم موحدون شاهدون لله تعالى و لرسوله بما شهد به صريح العقل و صحيح النقل أنهم أعز على الإسلام من الزنادقة و هل‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 147

يدعى عليهم إلا تقديمهم لمولانا علي على من تقدمه من الصحابة فإن كنت تقصد بهذا الطعن على مولانا علي و بني هاشم تأخرا عن بيعة أبي بكر على قاعدة الخوارج فكفاك بذاك عارا و شنارا فإن البخاري و مسلم شهدا في صحيحيهما أن عليا و بني هاشم تأخرا عن بيعة أبي بكر ستة أشهر أو نصف سنة إلى حين وفاة فاطمة و عرفت أن عليا ع كان يقول إنه مظلوم منذ قبض رسول الله فما كان ذلك أن تطعن بما يرجع على هدم الإسلام و تفتضح به بين الأنام و أنت عرفت أن عليا و الصحابة تحاربوا بعد وفاة النبي ص أيام طلحة و الزبير و معاوية قد اعتذرت للجميع فهلا كان الذين تقدموا على مولانا علي أسوة بمن حاربهم و يكون الجميع عندك معذورين و يكون جميع الشيعة معذورين و هلا كان القوم عندك على شبهة أين علمت أنهم جميعا معاقدون و أنهم أضر على الإسلام من الزنادقة لو لا أنك مطرود عن الحق و تابع للهوى و مفتون و ستعلم إذا جمعنا و إياك موقف القيامة كيف نكون و تكون و يقال لأبي علي الجبائي و لأمثاله هل ترى العقل يقتضي أن نبيا أو سلطانا يخرج رعيته من الضلال إلى الهدى و من الفقر إلى الغنى و من الذل إلى العز و بلوغ غايات المنى و من المشابهة للدواب بعبادة الأحجار و الأخشاب و يردهم إلى حكم الألباب فلما خاطر هذا النبي أو السلطان على أقل عقائد المتعصبين عليه و صفاء الملك عن الأكدار أن تزاحم الأجانب أهل بيته على دولته ثم لم يقنعوا بمزاحمتهم على رئاستهم حتى قتلوا منهم فريقا و أسروا فريقا و قصدوهم بالعداوة في الحياة و بعد الممات و بلغت العداوة لهم إلى أنهم إذا سمعوا عن أحد أنه يمدحهم أو تولاهم أو يفضلهم على سواه أخرجوه عن الإسلام و حكموا عليه بالزندقة و جحود الشرائع و الأحكام أ هكذا يا أبا علي يكون جزاء الإحسان أ ما تعلم أنكم كنتم مسلمين مؤمنين فقد أعتقناكم من القتل و من الجزية التي ألزمناها أهل الذمة و أنكم عتقاؤنا على كل حال و بنا وصلتم إلى كل ما تدعونه من رئاسة أو علم أو بلوغ آمال و ارحموا نفوسكم من يوم الحساب و السؤال‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 148

صفحه بعد