کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام

[مقدمة المحقق‏] [السند في نسخ الكتاب‏] و أمّا البحث حول السند و الكتاب‏ التقديم: التعريف بنسخ الكتاب: 1- نسخة «س»: 2- نسخة «ص»: 3- نسخة «و»: 4- نسخة «د»: 5- نسخة «ق»: 6- نسخة «أ»: و قمنا بمقابلة الكتاب أيضا على نسختين مطبوعتين على الحجر: منهج التحقيق‏ شكر و تقدير [مقدمة الكتاب‏] [فضل القرآن‏] [فضل العالم بتأويل القرآن و العالم برحمته‏] [آداب قراءة القرآن‏] [سد الأبواب عن المسجد دون باب علي ع‏] [سورة الحمد] [الافتتاح بالتسمية عند كل فعل‏] [فضل فاتحة الكتاب‏] [تفسير الحمد] [تفضيل أمة محمد على جميع الأمم‏] [نداء الرب سبحانه و تعالى أمة محمد (ص)] [ما يكون كفارة للذنوب‏] [الحث على صلة رحم رسول الله ص‏] [شفاعة المؤمنين‏] [أعظم الطاعات‏] السورة التي يذكر فيها البقرة [فضل سورة البقرة التوسل إلى الله بمحمد و آله‏ [في أن الأعمال لا تقبل إلا بالولاية:] [مستحق الزكاة، و عدم جواز دفعها إلى المخالف‏] [استحباب صيانة العرض بالمال‏] [فضل إعانة المجاهدين‏] [ثواب القرض‏] [ثواب نصر الضعفاء و المظلومين‏] [رد غيبة المؤمن‏] [عبادة علي ع‏] [في من دفع فضل علي ع‏] [في من شك أن الحق لعلي ع:] [معجزاته ص‏] [قصة يوم الغدير] [نفاق المنافقين الذين خالفوا بعد النبي ص‏] [محبة علي ع و آله‏] [ما يتمثل للمنافقين عند حضور ملك الموت:] [كيفية خلق الإنسان و تطوراته:] [شكاية بريدة من علي ع عند رسول الله ص و رده عليه:] [أركان العرش و حملته‏] [قصة سعد بن معاذ، و جليل مرتبته:] [قصة الغمامة] [تَسْلِيمُ الْجِبَالِ وَ الصُّخُورِ وَ الْأَحْجَارِ عَلَيْهِ ص:] [حَدِيثُ الدَّجَاجَةِ الْمَشْوِيَّةِ:] [اتِّفَاقُ الْيَهُودِ عَلَى قَتْلِهِ ص:] [حَدِيثُ الشَّجَرَتَيْنِ:] [نَظِيرُ الْمُعْجِزَةِ الْمَذْكُورَةِ لِعَلِيٍّ ع:] [حَدِيثُ الثَّقَفِيِّ، وَ شَهَادَةُ الشَّجَرَةِ:] [حَدِيثُ الطَّبِيبِ الْيُونَانِيِّ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع:] [الْأَمْرُ بِالْمُوَاسَاةِ مَعَ الْإِخْوَانِ:] [الْأَمْرُ بِالتَّقِيَّةِ:] [حَدِيثُ تَكَلُّمِ الذِّرَاعِ الْمَسْمُومَةِ مَعَ النَّبِيِّ ص:] [كَلَامُ الذِّئْبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص:] [حَدِيثُ حَنِينِ الْعُودِ، وَ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ عَلِيٍّ ع:] [قَلْبُ السَّمِّ عَلَى الْيَهُودِ:] [نَظِيرُ الْمُعْجِزَةِ الْمَذْكُورَةِ لِعَلِيٍّ ع:] [تَكْثِيرُ اللَّهِ الْقَلِيلَ مِنَ الطَّعَامِ:] [مَا يَدُلُّ عَلَى مُؤَاخَذَةِ الشِّيعَةِ بِمَظَالِمِ الْعِبَادِ الْمُؤْمِنِينَ:] [حَدِيثُ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَ أَنَّ صِلَةَ رَحِمِ آلِ مُحَمَّدٍ ص أَوْجَبُ:] [حَدِيثُ نَعِيمِ الْقَبْرِ وَ عَذَابِهِ، وَ رُؤْيَةِ الْمُحْتَضَرِ لِلْأَئِمَّةِ ع:] [سُجُودُ الْمَلَائِكَةِ لِآدَمَ ع، وَ مَعْنَاهُ:] [وَسْوَسَةُ الشَّيْطَانِ وَ ارْتِكَابُ الْمَعْصِيَةِ:] [تَوَسُّلُ آدَمَ ع بِمُحَمَّدٍ ص وَ آلِهِ وَ قَبُولُ تَوْبَتِهِ بِهِمْ ع:] [حَدِيثُ أَنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ كَفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ:] [فَضْلُ الزَّكَاةِ:] [حَدِيثُ مَنْ تَوَاضَعَ لِإِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِينَ:] [وُرُودُ مَلَكِ الْمَوْتِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَ إِرَاءَتُهُ مَنَازِلَهُ وَ سَادَتَهُ:] [بَيَانُ الْأَعْرَافِ، وَ وُقُوفُ الْمَعْصُومِينَ عَلَيْهِ:] [فَضْلُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ ص:] [نَجَاةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِإِقْرَارِهِمْ- وَلَايَةَ مُحَمَّدٍ ص وَ آلِهِ، وَ تَجْدِيدِهَا:] [ارْتِفَاعُ الْقَتْلِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِتَوَسُّلِهِمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ:] [قِصَّةُ أَصْحَابِ السَّبْتِ:] [قِصَّةُ ذَبْحِ بَقَرَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ سَبَبِهَا:] [مُعْجِزَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ مُعْجِزَاتِ النَّبِيِّ ص بِاقْتِرَاحِ الْيَهُودِ:] [رِسَالَةُ أَبِي جَهْلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ الْجَوَابُ عَنْهَا:] [فِي أَنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ ع حَسَنَةٌ لَا يَضُرُّ مَعَهَا سَيِّئَةٌ:] [بَيَانُ مَعْنَى الشِّيعَةِ:] [فِي مَعْنَى الرَّافِضِيِّ، وَ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ سُمِّيَ بِهِ سَحَرَةُ مُوسَى:] [في وجوب الاهتمام بالتقية و قضاء حقوق المؤمنين:] [التواضع، و فضل خدمة الضيف‏] [في أن الوالدين محمد ص و علي ع:] [الحث على رعاية حق قرابات أبوي الدين:] [في أن اليتيم الحقيقي هو المنقطع عن الإمام ع:] [في أن المسكين الحقيقي مساكين الشيعة الضعفاء في مقابلة أعدائهم:] [في مداراة النواصب:] [ثواب الحزن و البكاء على الحسين ع‏] [ذكر المقايسة بين آيات عيسى ع و معجزات نبينا ص:] [إشارة إلى حديث العباءة:] [واقعة ليلة العقبة:] [حديث المنزلة:] [إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مُحِبِّي عَلِيٍّ ع أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ] [ذكر فضل العلم:] [أَمْرُهُ ص لِحُذَيْفَةَ وَ مَا جَرَى لَهُ:] [ذكر توبة آدم و توسله بمحمد و آله صلوات الله عليهم أجمعين:] [توسل اليهود أيام موسى ع بمحمد و آله صلوات الله عليهم أجمعين:] [دحر إبليس و أعوانه بمحمد و آله صلوات الله عليهم أجمعين:] [فِي أَنَّ عَلِيّاً ع قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ:] [حديث الحدائق:] [رفع الطور فوق رءوس بني إسرائيل:] [في أن للرسول ص من المعجزات ما كان للأنبياء ع:] [ما كان مثل آية نوح ع:] [ما كان مثل آية إبراهيم ع:] [ما كان مثل آية موسى ع:] [ما كان مثل آية عيسى ع:] [مدح زيد بن حارثة و ابنه:] [فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ، وَ فَضْلِ تَعَلُّمِهِ وَ تَعْلِيمِهِ:] [فِي أَنَّ أَشْرَفَ الْمَلَائِكَةِ أَشَدُّهُمْ حُبّاً لِعَلِيٍّ ع:] [قِصَّةُ إِسْلَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ:] [قِصَّةُ لَيْلَةِ الْمَبِيتِ‏] [مَدْحُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ] [فِي ذَمِّ تَرْكِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ:] [بَيَانُ بِنَاءِ مَسْجِدِ ضِرَارٍ] [حديث المنزلة] [فِي أَنَّ عَلِيّاً ع بَابُ مَدِينَةِ الْحِكْمَةِ:] [في شباهته ع بالأنبياء ع:] [احتجاجاته ص على المشركين و إلزامهم:] [قصة رؤية إبراهيم ع ملكوت السماوات و الأرض:] [ثواب الوضوء] [ثواب الصلاة:] [ثواب إعطاء الزكاة:] [في أن الجدال على قسمين:] [احتجاج الرسول ص و جداله و مناظرته:] [في عزل الرسول ص أبا بكر بأمر الله‏] [تخليفه ص عليا ع في غزوة تبوك‏] [خاتمة] [في عقاب من كتم شيئا من فضائلهم ع:] [خاتمة] [فِي أَنَّ الْحَاجَّ هُمُ الْمُوَالُونَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ ع:] [فَضْلُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ:] [قِصَّةُ عَابِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ:] [ذِكْرُ جَلَالَةِ قَدْرِ بِلَالٍ‏] [فَضِيلَةٌ لِصُهَيْبٍ:] [فَضِيلَةٌ لِخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ:] [فَضِيلَةٌ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ:] [بَعْضُ احْتِجَاجَاتِ عَلِيٍّ ع يَوْمَ الشُّورَى:] [احْتِجَاجَاتُ رَسُولِ اللَّهِ ص لِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ع:] [فِي إِعَانَةِ الضَّعِيفِ:] [فِي أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَسْكَتُهُمْ عَنْهُ:] [وَجْهُ تَسْمِيَةِ شَعْبَانَ:] [فَضَائِلُ شَهْرِ شَعْبَانَ‏] [فِي مَنْ لَا يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُ:] [فَضَائِلُ شَهْرِ رَمَضَانَ‏] [فِي كَيْفِيَّةِ حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ ص:] [خَاتِمَةٌ] الفهارس العامّة: فهرس الآيات المذكورة في المتن و الهامش‏ فهرس الاعلام‏ فهرس محتويات الكتاب‏ [مقالة المحقق الشيخ رضا الأستادي في تحليل نسبة هذا الكتاب إلى الإمام العسكري عليه السلام‏] [لفت نظر] [في نسبة هذا الكتاب قولان الأوّل للنافون و الثاني القول بأنّه كسائر كتبنا الحديثية] [أما النافون‏] 1- منهم ابن الغضائري صاحب كتاب «الضعفاء» 2- و منهم العلّامة الحلّيّ (ره) صاحب «الخلاصة». 3- و منهم التفرشى (ره) صاحب «نقد الرجال» 4- و منهم المحقق الداماد صاحب «شارع النجاة» 5- و منهم الاسترابادى: صاحب «منهج المقال» 6- و منهم الأردبيليّ: صاحب «جامع الرواة» 7- و منهم القهبائى: صاحب «مجمع الرجال» 8- و منهم العلامة الشيخ محمّد جواد البلاغى صاحب تفسير «آلاء الرحمن» 9- و منهم المحقق التستريّ دام فيضه صاحب كتاب «الاخبار الدخيلة» 10- و منهم الأستاذ الجامع للمعقول و المنقول الشيخ الميرزا أبو الحسن الشعرانى (ره) صاحب «حاشية مجمع البيان» 11- و منهم آية اللّه السيّد الخوئي صاحب «معجم رجال الحديث» 12- و منهم العلامة السيّد محمّد هاشم الخوانسارى (ره) صاحب رسالة في تحقيق حال الكتاب المعروف بفقه الرضا و أمّا القائلون بكونه كسائر كتبنا الحديثية 1- منهم الشيخ الصدوق‏ 2- منهم أبو منصور الطبرسيّ صاحب كتاب «الاحتجاج» 3- و منهم القطب الراونديّ صاحب «الخرائج» 4- و منهم ابن شهر اشوب صاحب «المناقب» و «معالم العلماء» 5- و منهم المحقق الشيخ على الكركى (ره) 6- و منهم الشهيد الثاني صاحب «منية المريد» 7- و منهم المجلسيّ الأول (ره) صاحب «روضة المتقين» و «شرح الفقيه الفارسيّ» 8- و منهم المجلسيّ الثاني (ره) صاحب «البحار» 9- و منهم الشيخ الحرّ العامليّ صاحب «الوسائل» و «اثبات الهداة» 10- و منهم الفيض الكاشانى صاحب تفسيرى «الصافي» و «الاصفى» 11- و منهم السيّد هاشم البحرانيّ صاحب تفسير «البرهان» 12- و منهم صاحب تفسير «نور الثقلين» 13- و منهم الحسن بن سليمان الحلى تلميذ الشهيد الأول صاحب كتاب «المحتضر» 14- و منهم السيّد نعمة اللّه الجزائريّ (ره) 15- و منهم المولى محمّد جعفر الخراسانيّ صاحب اكليل الرجال‏ 16- و منهم الشيخ سليمان البحرانيّ (ره) صاحب «الفوائد النجفية» 17- و منهم صاحب «منتهى المقال» 18- و منهم الوحيد البهبهانى (ره) صاحب «التعليق على منهج المقال الاسترابادى» 19- و منهم الشيخ أبو الحسن الشريف صاحب تفسير «مرآة الأنوار» 20- و منهم الشيخ محمّد طه (ره) صاحب «إتقان المقال» 21- و منهم السيّد عبد اللّه الشبر صاحب «تسلية الفؤاد» 22- و منهم السيّد حسين البروجردى صاحب «نخبة المقال» و «الصراط المستقيم» 23- و منهم حجّة الإسلام التبريزى صاحب «صحيفة الابرار» 24- و منهم صاحب «العوالم» (ره) 25- و منهم الشيخ الأنصاريّ (ره) صاحب «فرائد الأصول» 26- و منهم الشيخ عبد اللّه المامقاني صاحب «تنقيح المقال» 27- و منهم آية اللّه البروجردى (ره) صاحب جامع أحاديث الشيعة 28- و منهم المولى عليّ بن الحسن الزوارى‏ 29- و منهم العلامة الطهرانيّ صاحب «الذريعة» 30- و منهم المحدث النوريّ صاحب «المستدرك» 31- و منهم المامقاني (ره) في رجاله‏ [خلاصة الأقوال‏] [خلاصة الأدلة]

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام


صفحه قبل

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 47

21 [ثُمَ‏] قَالَ الصَّادِقُ ع‏ طُوبَى لِلَّذِينَ هُمْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:

يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ‏ 233 وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ‏ 234 .

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي عَاجِزٌ بِبَدَنِي عَنْ نُصْرَتِكُمْ، وَ لَسْتُ أَمْلِكُ إِلَّا الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَ اللَّعْنَ عَلَيْهِمْ، فَكَيْفَ حَالِي فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ ع: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ع، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص [أَنَّهُ‏] 235 قَالَ: مَنْ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَلَعَنَ فِي خَلَوَاتِهِ أَعْدَاءَنَا، بَلَّغَ اللَّهُ صَوْتَهُ جَمِيعَ الْأَمْلَاكِ مِنَ الثَّرَى إِلَى الْعَرْشِ، فَكُلَّمَا لَعَنَ هَذَا الرَّجُلُ أَعْدَاءَنَا لَعْناً سَاعَدُوهُ فَلَعَنُوا مَنْ يَلْعَنُهُ، ثُمَّ ثَنَّوْا- فَقَالُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَبْدِكَ هَذَا، الَّذِي قَدْ بَذَلَ مَا فِي وُسْعِهِ، وَ لَوْ قَدَرَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْهُ لَفَعَلَ.

فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى: قَدْ أَجَبْتُ دُعَاءَكُمْ، وَ سَمِعْتُ نِدَاءَكُمْ، وَ صَلَّيْتُ عَلَى رُوحِهِ فِي الْأَرْوَاحِ، وَ جَعَلْتُهُ عِنْدِي مِنَ‏ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ 236 .

قوله عز و جل‏ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏

22 قَالَ الْإِمَامُ ع‏ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ أَيْ قُولُوا: اهْدِنَا صِرَاطَ

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 48

الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ- بِالتَّوْفِيقِ لِدِينِكَ وَ طَاعَتِكَ.

وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ- وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» 237 وَ حُكِيَ هَذَا بِعَيْنِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: ثُمَّ قَالَ:

لَيْسَ هَؤُلَاءِ الْمُنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالْمَالِ وَ صِحَّةِ الْبَدَنِ، وَ إِنْ كَانَ كُلُّ هَذَا نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ ظَاهِرَةً أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ يَكُونُونَ كُفَّاراً، أَوْ فُسَّاقاً فَمَا نُدِبْتُمْ [إِلَى‏] أَنْ تَدْعُوا بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَى صِرَاطِهِمْ، وَ إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالدُّعَاءِ- لِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَى صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ [اللَّهُ‏] عَلَيْهِمْ: بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِهِ‏ 238 وَ بِالْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ- وَ أَصْحَابِهِ الْخَيِّرِينَ الْمُنْتَجَبِينَ وَ بِالتَّقِيَّةِ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُسْلَمُ بِهَا: مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ، (وَ مِنَ الزِّيَادَةِ فِي أَيَّامِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ كُفْرِهِمْ) 239 بِأَنْ تُدَارِيَهُمْ فَلَا تُغْرِيَهُمْ بِأَذَاكَ وَ أَذَى الْمُؤْمِنِينَ وَ بِالْمَعْرِفَةِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ وَالَى مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدِ 240 وَ عَادَى مَنْ عَادَاهُمْ إِلَّا كَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ حِصْناً مَنِيعاً، وَ جُنَّةً حَصِينَةً.

وَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ دَارَى عِبَادَ اللَّهِ بَأَحْسَنِ الْمُدَارَاةِ، وَ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فِي بَاطِلٍ، وَ لَمْ يَخْرُجْ بِهَا مِنْ حَقٍّ- إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى نَفَسَهُ تَسْبِيحاً، وَ زَكَّى عَمَلَهُ، وَ أَعْطَاهُ بَصِيرَةً عَلَى كِتْمَانِ سِرِّنَا، وَ احْتِمَالَ الْغَيْظِ لِمَا يَسْمَعُهُ مِنْ أَعْدَائِنَا [وَ] ثَوَابَ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

وَ مَا مِنْ عَبْدٍ أَخَذَ نَفْسَهُ بِحُقُوقِ إِخْوَانِهِ- فَوَفَّاهُمْ حُقُوقَهُمْ جَهْدَهُ، وَ أَعْطَاهُمْ مُمْكِنَهُ‏

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 49

وَ رَضِيَ مِنْهُمْ بِعَفْوِهِمْ، وَ تَرَكَ الِاسْتِقْصَاءَ عَلَيْهِمْ، فِيمَا يَكُونُ مِنْ زَلَلِهِمْ، وَ غَفَرَهَا لَهُمْ إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 241 :

يَا عَبْدِي قَضَيْتَ حُقُوقَ إِخْوَانِكَ، وَ لَمْ تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ فِيمَا لَكَ عَلَيْهِمْ، فَأَنَا أَجْوَدُ وَ أَكْرَمُ وَ أَوْلَى- بِمِثْلِ مَا فَعَلْتَهُ مِنَ الْمُسَامَحَةِ وَ التَّكَرُّمِ، فَأَنَا أَقْضِيكَ الْيَوْمَ عَلَى حَقِّ [مَا] وَعَدْتُكَ بِهِ، وَ أَزِيدُكَ مِنْ فَضْلِيَ الْوَاسِعِ، وَ لَا أَسْتَقْصِي عَلَيْكَ فِي تَقْصِيرِكَ فِي بَعْضِ حُقُوقِي.

قَالَ: فَيُلْحِقُهُ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ، وَ يَجْعَلُهُ مِنْ خِيَارِ شِيعَتِهِمْ.

ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَحِبَّ فِي اللَّهِ وَ أَبْغِضْ فِي اللَّهِ، وَ وَالِ فِي اللَّهِ، وَ عَادِ فِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا تُنَالُ وَلَايَةُ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بِذَلِكَ وَ لَا يَجِدُ الرَّجُلُ طَعْمَ الْإِيمَانِ- وَ [إِنْ‏] كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَ صِيَامُهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ، وَ قَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاةُ النَّاسِ يَوْمَكُمْ هَذَا أَكْثَرُهَا فِي الدُّنْيَا، عَلَيْهَا يَتَوَادُّونَ، وَ عَلَيْهَا يَتَبَاغَضُونَ، وَ ذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً.

فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ لِي- أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي قَدْ وَالَيْتُ وَ عَادَيْتُ فِي اللَّهِ وَ مَنْ وَلِيُّ اللَّهِ حَتَّى أُوَالِيَهُ وَ مَنْ عَدُوُّ اللَّهِ‏ 242 حَتَّى أُعَادِيَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع، فَقَالَ: أَ تَرَى هَذَا قَالَ:

بَلَى. قَالَ: [فَإِنَ‏] وَلِيَّ هَذَا وَلِيُّ اللَّهِ فَوَالِهِ، وَ عَدُوَّ هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ فَعَادِهِ، وَ وَالِ وَلِيَّ هَذَا، وَ لَوْ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِيكَ وَ وَلَدِكَ، وَ عَادِ عَدُوَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ أَبُوكَ وَ وَلَدُكَ‏ 243 .

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 50

قوله عز و جل‏ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏

23 قَالَ الْإِمَامُ ع: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ : أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ طَرِيقَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِمْ، وَ هُمُ: النَّبِيُّونَ وَ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ أَنْ يَسْتَعِيذُوا [بِهِ‏] مِنْ طَرِيقِ‏ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ وَ هُمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ:

«قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ- مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ» 244 وَ أَنْ يَسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ طَرِيقِ‏ الضَّالِّينَ‏ ، وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ:

«قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ- وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ- وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ» 245 وَ هُمُ النَّصَارَى.

ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: كُلُّ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ فَهُوَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ، وَ ضَالٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ قَالَ الرِّضَا ع كَذَلِكَ، وَ زَادَ فِيهِ، فَقَالَ:

وَ مَنْ تَجَاوَزَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع الْعُبُودِيَّةَ- فَهُوَ مِنَ‏ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ وَ مِنَ‏ الضَّالِّينَ‏ . 246 .

24 وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ : «لَا تَتَجَاوَزُوا بِنَا الْعُبُودِيَّةَ، ثُمَّ قُولُوا مَا شِئْتُمْ وَ لَنْ تَبْلُغُوا 247 وَ إِيَّاكُمْ وَ الْغُلُوَّ كَغُلُوِّ النَّصَارَى، فَإِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنَ الْغَالِينَ».

قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صِفْ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا عَلَيْنَا 248

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 51

فَقَالَ الرِّضَا ع: إِنَّهُ مَنْ يَصِفُ رَبَّهُ بِالْقِيَاسِ، لَا يَزَالُ فِي الدَّهْرِ فِي الِالْتِبَاسِ‏ 249 مَائِلًا عَنِ الْمِنْهَاجِ، طَاغِياً 250 فِي الِاعْوِجَاجِ، ضَالٍّا عَنِ السَّبِيلِ، قَائِلًا غَيْرَ الْجَمِيلِ.

ثُمَّ قَالَ ع: أُعَرِّفُهُ بِمَا عَرَّفَ بِهِ نَفْسَهُ، أُعَرِّفُهُ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ، وَ أَصِفُهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ [نَفْسَهُ‏] مِنْ غَيْرِ صُورَةٍ «لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ، وَ لَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ، مَعْرُوفٌ بِالْآيَاتِ بَعِيدٌ بِغَيْرِ تَشْبِيهٍ، وَ مُتَدَانٍ فِي بُعْدِهِ بِلَا نَظِيرٍ، لَا يُتَوَهَّمُ دَيْمُومِيَّتُهُ، وَ لَا يُمَثَّلُ بِخَلِيقَتِهِ، وَ لَا يَجُورُ فِي قَضِيَّتِهِ الْخَلْقُ إِلَى مَا عُلِمَ مِنْهُمْ مُنْقَادُونَ، وَ عَلَى مَا سَطَرَهُ فِي الْمَكْنُونِ مِنْ كِتَابِهِ مَاضُونَ لَا يَعْمَلُونَ‏ 251 بِخِلَافِ مَا عَلِمَ مِنْهُمْ، وَ لَا غَيْرَهُ يُرِيدُونَ فَهُوَ قَرِيبٌ غَيْرُ مُلْتَزِقٍ، وَ بَعِيدٌ غَيْرُ مُتَقَصٍ‏ 252 ، يُحَقَّقُ وَ لَا يُمَثَّلُ، [وَ] يُوَحَّدُ وَ لَا يُبَعَّضُ، يُعْرَفُ بِالْآيَاتِ، وَ يُثْبَتُ بِالْعَلَامَاتِ، فَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ‏ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ‏ فَقَالَ الرَّجُلُ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَعِي مَنْ يَنْتَحِلُ مُوَالاتِكُمْ [وَ] يَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا صِفَاتُ عَلِيٍّ ع، وَ أَنَّهُ هُوَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.

قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَهَا الرِّضَا ع ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ وَ تَصَبَّبَ عَرَقاً، وَ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ [سُبْحَانَ اللَّهِ‏] عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ، وَ الْكَافِرُونَ.

أَ وَ لَيْسَ عَلِيٌّ ع كَانَ آكِلًا فِي الْآكِلِينَ، [وَ] شَارِباً فِي الشَّارِبِينَ، وَ نَاكِحاً فِي النَّاكِحِينَ، وَ مُحْدِثاً فِي الْمُحْدِثِينَ وَ كَانَ مَعَ ذَلِكَ مُصَلِّياً- خَاشِعاً [خَاضِعاً] بَيْنَ يَدَيِ‏

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 52

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِيلًا- وَ إِلَيْهِ أَوَّاهاً 253 مُنِيباً، أَ فَمَنْ [كَانَ‏] هَذِهِ صِفَتَهُ يَكُونُ إِلَهاً! [فَإِنْ كَانَ هَذَا إِلَهاً] فَلَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ إِلَهٌ- لِمُشَارَكَتِهِ لَهُ فِي هَذِهِ الصِّفَاتِ الدَّالَّاتِ عَلَى حُدُوثِ‏ 254 كُلِّ مَوْصُوفٍ بِهَا.

ثُمَّ قَالَ ع: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَا عَرَفَ اللَّهَ تَعَالَى مَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ، وَ لَا عَدَّلَهُ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذُنُوبَ عِبَادِهِ.

فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيّاً ع لَمَّا أَظْهَرَ مِنْ نَفْسِهِ الْمُعْجِزَاتِ- الَّتِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى- دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ إِلَهٌ، وَ لَمَّا ظَهَرَ لَهُمْ بِصِفَاتِ الْمُحْدَثِينَ الْعَاجِزِينَ- لَبَّسَ بِذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَ امْتَحَنَهُمْ لِيَعْرِفُوهُ، وَ لِيَكُونَ إِيمَانُهُمْ بِهِ اخْتِيَاراً مِنْ أَنْفُسِهِمْ.

فَقَالَ الرِّضَا ع: أَوَّلُ مَا هَاهُنَا- أَنَّهُمْ لَا يَنْفَصِلُونَ مِمَّنْ قُلِبَ هَذَا عَلَيْهِمْ.

فَقَالَ: لَمَّا ظَهَرَ مِنْهُ الْفَقْرُ وَ الْفَاقَةُ- دَلَّ عَلَى أَنَّ مَنْ هَذِهِ صِفَاتُهُ وَ شَارَكَهُ فِيهَا الضُّعَفَاءُ الْمُحْتَاجُونَ- لَا تَكُونُ الْمُعْجِزَاتُ فِعْلَهُ، فَعُلِمَ بِهَذَا أَنَّ الَّذِي ظَهَرَ مِنْهُ [مِنَ‏] الْمُعْجِزَاتِ إِنَّمَا كَانَتْ فِعْلَ الْقَادِرِ الَّذِي لَا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقِينَ، لَا فِعْلَ الْمُحْدَثِ الْمُحْتَاجِ- الْمُشَارِكِ لِلضُّعَفَاءِ فِي صِفَاتِ الضَّعْفِ. 255 .

25 ثُمَّ قَالَ الرِّضَا ع‏ : لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِمَا حَكَيْتَهُ [عَنْ‏] قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَوْلِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع:

أَمَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَمَا حَدَّثَنِيهِ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ، [عَنْ جَدِّهِ‏]، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص: أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَ لَكِنْ [يَقْبِضُهُ‏] بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 53

فَإِذَا لَمْ يَنْزِلْ عَالِمٌ إِلَى عَالِمٍ‏ 256 يَصْرِفُ عَنْهُ طُلَّابُ حُطَامِ الدُّنْيَا وَ حَرَامِهَا، وَ يَمْنَعُونَ الْحَقَّ أَهْلَهُ، وَ يَجْعَلُونَهُ لِغَيْرِ أَهْلِهِ، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا 257 .

26 وَ أَمَّا قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَهُوَ قَوْلُهُ: يَا مَعْشَرَ شِيعَتِنَا وَ الْمُنْتَحِلِينَ [مَوَدَّتَنَا] 258 إِيَّاكُمْ وَ أَصْحَابَ الرَّأْيِ، فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَنِ، تَفَلَّتَتْ‏ 259 مِنْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا وَ أَعْيَتْهُمُ السُّنَّةُ أَنْ يَعُوهَا، فَاتَّخَذُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا 260 ، وَ مَالَهُ دُوَلًا، فَذَلَّتْ لَهُمُ الرِّقَابُ وَ أَطَاعَهُمُ الْخَلْقُ أَشْبَاهُ الْكِلَابِ، وَ نَازَعُوا الْحَقَّ أَهْلَهُ، وَ تَمَثَّلُوا بِالْأَئِمَّةِ الصَّادِقِينَ- وَ هُمْ مِنَ الْجُهَّالِ وَ الْكُفَّارِ وَ الْمَلاعِينِ، فَسُئِلُوا عَمَّا لَا يَعْلَمُونَ، فَأَنِفُوا أَنْ يَعْتَرِفُوا بِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، فَعَارَضُوا الدِّينَ [بِآرَائِهِمْ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا.

أَمَّا لَوْ كَانَ الدِّينُ‏] بِالْقِيَاسِ- لَكَانَ بَاطِنُ الرِّجْلَيْنِ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا 261 .

صفحه بعد