کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)

الجزء الأول‏ الباب الأول في ثواب الموعظة و النصيحة بها الباب الثاني في الزهد في الدنيا الباب الثالث في ذم الدنيا الباب الرابع في ترك الدنيا الباب الخامس في التخويف و الترهيب‏ الباب السادس في التحذير بالعقوبة في الدنيا الباب السابع في قصر الأمل‏ الباب الثامن في قصر الأعمار و سرعة انقضائها و ترك الاعتزاز بها الباب التاسع في المرض و مصلحته‏ الباب العاشر في ثواب عيادة المريض‏ الباب الحادي عشر في التوبة و شروطها الباب الثاني عشر في ذكر الموت و مواعظه‏ الباب الثالث عشر في المبادرة في العمل‏ الباب الرابع عشر في حال المؤمن عند موته‏ الباب الخامس عشر في الموعظة الباب السادس عشر في أشراط الساعة و أهوالها الباب السابع عشر في عقاب الزناء و الربا الباب الثامن عشر وصايا و حكم بليغة الباب التاسع عشر في قراءة القرآن المجيد الباب العشرون في خطبة بليغة الباب الحادي و العشرون في الذكر و المحافظة عليه‏ الباب الثاني و العشرون في فضل صلاة الليل‏ الباب الثالث و العشرون في البكاء من خشية الله تعالى‏ الباب الرابع و العشرون في الجهاد في سبيل الله‏ الباب الخامس و العشرون في مدح الخمول و الاعتزال‏ الباب السادس و العشرون في الورع و الترغيب منه‏ الباب السابع و العشرون في الصمت‏ الباب الثامن و العشرون في الخوف من الله تعالى‏ الباب التاسع و العشرون في الرجاء لله تعالى‏ الباب الثلاثون في الحياء من الله تعالى‏ الباب الحادي و الثلاثون في الحزن و فضله‏ الباب الثاني و الثلاثون في الخشوع لله سبحانه و التذلل له تعالى‏ الباب الثالث و الثلاثون في ذم الغيبة و النميمة و عقابها و حسن كظم الغيظ الباب الرابع و الثلاثون في القناعة و مصلحتها الباب الخامس و الثلاثون في التوكل على الله‏ الباب السادس و الثلاثون في شكر الله تعالى‏ الباب السابع و الثلاثون في اليقين‏ الباب الثامن و الثلاثون في الصبر الباب التاسع و الثلاثون في المراقبة لله تعالى‏ الباب الأربعون في ذم الحسد الباب الحادي و الأربعون في الفراسة بنور الله تعالى‏ الباب الثاني و الأربعون في حسن الخلق و ثوابه‏ الباب الثالث و الأربعون في السخاء و الجود الباب الرابع و الأربعون في سؤال أبي ذر ره‏ الباب الخامس و الأربعون في ولاية الله تعالى‏ الباب السادس و الأربعون من كلام أمير المؤمنين و الأئمة ع‏ الباب السابع و الأربعون في الدعاء و بركته و فضله‏ الباب الثامن و الأربعون في فضيلة الفقر و حسن عاقبته‏ الباب التاسع و الأربعون في الأدب مع الله تعالى‏ الباب الخمسون في توحيد الله تعالى‏ الباب الحادي و الخمسون في أخبار عن النبي ص و الأئمة الأطهار الباب الثاني و الخمسون في أحاديث منتخبة الباب الثالث و الخمسون في العقل و أن به النجاة الباب الرابع و الخمسون فيما سأل رسول الله ص ربه ليلة المعراج‏ الجزء الثاني‏ [باب في فضائل و مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و غزواته ع‏] [فصل: في عبادته و زهده‏] [فصل: في حلمه و جوده و حسن خلقه و إخباره بالغيب و إجابة دعائه‏] [فصل: في كسر الأصنام، و أنه ع أول من صلّى‏] [فصل: في مؤاخاته و قربه من النبي ص‏] [فصل: في حبه و التوعد على بغضه و فضائل فاطمة ع‏] [فصل: في جهاده ع‏] [جهاده مع رسول الله ص‏] الأولى غزوة بدر الثانية غزوة أحد الثالثة غزوة الأحزاب‏ الرابعة غزوة خيبر الخامسة غزوة ذات السلسلة [جهاده بعد رسول الله ص‏] [الجمع بين الفضائل المتضادّات‏] في فضائله من طريق أهل البيت ع‏ [في احتجاجه ع يوم الشورى‏] [في قول رسول الله ص لأبي بكر في مسجد قبا] [في حديث البساط و أصحاب الكهف‏] [في نزول سورة و النجم و تكلم الشمس معه‏] [في قوله ع لرجل اخسأ] [إغارة خيل معاوية على الشيعة و ضربه ع معاوية برجله‏] [قصّة اليهودي و افتقاده حميره‏] [خبر الذين بايعوا الضبّ‏] [في إعطائه ع الأمان لمروان، و تكلّمه مع الأسد و الأفعى‏] [في قضاء ديون النبي ص و قصّة الأعرابي‏] [في بيان أحوال عمرو بن الحمق الخزاعي‏] [في خبر رميلة، و أنّهم ع يمرضون لمرض شيعتهم و يحزنون لحزنهم‏] [في إنطاق المسوخ له ع‏] [في إحياء ميّت‏] [في إخباره عن القائم ع‏] [في شفائه ع للمكفوف و الزمن و الأبرص‏] [في إخباره ع بقتل عمر، و حوادث آخر الزمان‏] [في حديث الجام‏] [خبر حبابة الوالبيّة] [خبر اللوح الذي كان عند جابر] [أحاديث في فضائل أهل البيت ع و شيعتهم‏] [في خبر الحارث الهمداني‏] [في تأويل ما نزل فيهم ع من الآيات‏] [خبر النصراني الذي كان من ولد حواري عيسى ع‏] [حكاية الجاثليق الأوّل‏] [في إجابته ع سؤال يهودي‏] [في جوابه ع عن مسائل اليهوديين‏] [في جوابه ع عن مسألة يهودي آخر] [خبر حذيفة بن اليمان من تآمر القوم و نكثهم البيعة و تخلّفهم عن جيش أسامة] مكالمته ع مع رأس اليهود [جوابه ع عن مسائل أحبار اليهود، و فيه خبر أصحاب الكهف‏] [في إجابته ع عن مسائل قيصر] [خبر الراهب مع خالد بن الوليد] [إخباره ع بما يقول الناقوس‏] [خبر ذعلب، و قول عليّ ع: سلوني قبل أن تفقدوني‏] خبر خالد بن الوليد و الطوق في الجيد خبر الأشجع بن مزاحم‏ خبر وفاة أبي بكر و معاذ بن جبل‏ [بيانه ع في سبب قعوده عن القتال‏] [سؤال الخضر ع عن ثلاث مسائل‏] باب فيه بعض قضاياه ع في الحد و في أخذ الحد [في جوابه ع عن حبر اليهود] [أحاديث في فضائل أهل البيت ع‏] [باب: الفضائل الثابتة له ع بعد مضيّه و وفاته‏] [في فضائل مشهده الشريف ع‏] [الأوّل في ذكر قبره، و كيفيّة دفنه ع، و ما يتعلّق بذلك‏] [الثاني فضل مشهده الشريف الغروي و ما لتربته و الدفن فيها من المنزلة و الشرف‏] [الثالث: في فضل زيارته ع و ما جاء في ذلك من الأخبار و الآثار] [الرابع: في إيتاء ذي القربى‏] مقصيدة للشيخ رجب البرسي في مدح علي عليه السّلام‏ الفهرس‏

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)


صفحه قبل

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 364

قَالَ تِمْلِيخَا لِلْخَبَّازِ فَادْفَعْ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْوَرَقَةِ طَعَاماً قَالَ فَتَعَجَّبَ الْخَبَّازُ مِنْ ثِقَلِ الدَّرَاهِمِ وَ مِنْ كِبَرِهِ قَالَ فَوَثَبَ الْيَهُودِيُّ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ وَ مَا كَانَ وَزْنُ كُلِّ دِرْهَمٍ قَالَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَ ثُلُثَيْ دِرْهَمٍ قَالَ فَقَالَ الْخَبَّازُ يَا هَذَا إِنَّكَ أَصَبْتَ كَنْزاً قَالَ تِمْلِيخَا مَا هَذِهِ إِلَّا ثَمَنُ تَمْرَةٍ بِعْتُهَا مُنْذُ ثلاث [ثَلَاثَةِ] أَيَّامِ وَ خَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَ تَرَكْتُ النَّاسَ يَعْبُدُونَ دَقْيَانُوسَ الْمَلِكَ فَغَضِبَ الْخَبَّازُ وَ قَالَ أَلَّا تُعْطِينِي بَعْضَهَا وَ تَنْجُوَ تَذْكُرُ رَجُلًا خَمَّاراً كَانَ يَدَّعِي الرُّبُوبِيَّةَ قَدْ مَاتَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ قَالَ فَثَبَتَ تِمْلِيخَا حَتَّى أَدْخَلَهُ الْخَبَّازُ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا شَأْنُ هَذَا الْفَتَى قَالَ الْخَبَّازُ هَذَا رَجُلٌ أَصَابَ كَنْزاً قَالَ لَهُ الْمَلِكُ لَا تَخَفْ يَا فَتَى فَإِنَّ نَبِيَّنَا عِيسَى ع أَمَرَنَا أَنْ لَا نَأْخُذَ مِنَ الْكُنُوزِ إِلَّا خُمُساً فَأَعْطِ خُمُسَهَا وَ امْضِ سَالِماً فَقَالَ تِمْلِيخَا انْظُرْ أَيُّهَا الْمَلِكُ فِي أَمْرِي مَا أَصَبْتُ كَنْزاً أَنَا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ أَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ تَعْرِفُ مِنْهَا أَحَداً قَالَ نَعَمْ قَالَ فَسَمَّى تِمْلِيخَا نَحْواً مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ لَا يُعْرَفُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ قَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ اسْمِي تِمْلِيخَا قَالَ مَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ قَالَ أَسْمَاءُ أَهْلِ زَمَانِنَا قَالَ فَهَلْ لَكَ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ دَارٌ قَالَ نَعَمْ ارْكَبْ مَعِي أَيُّهَا الْمَلِكُ قَالَ فَرَكِبَ النَّاسُ مَعَهُ فَأَتَى بِهِمْ إِلَى أَرْفَعِ بَابِ دَارٍ فِي الْمَدِينَةِ قَالَ تِمْلِيخَا هَذِهِ الدَّارُ دَارِي فَقَرَعَ الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ شَيْخٌ قَدْ وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ أَتَانَا بِالْعَجَبِ هَذَا الْغُلَامُ يَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ دَارُهُ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا تِمْلِيخَا بْنُ قِسْطِينَ فَانْكَبَّ الشَّيْخُ عَلَى رِجْلَيْهِ يُقَبِّلُهُ وَ يَقُولُ هُوَ جَدِّي وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ أَيُّهَا الْمَلِكُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةُ الَّذِينَ خَرَجُوا هَرَباً مِنْ دَقْيَانُوسَ الْمَلِكِ فَنَزَلَ الْمَلِكُ عَنْ فَرَسِهِ وَ حَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَ جَعَلَ النَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ فَقَالَ يَا تِمْلِيخَا مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ فِي الْكَهْفِ وَ كَانَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ مَلِكَانِ مَلِكٌ مُسْلِمٌ وَ مَلِكٌ نَصْرَانِيٌّ فَرَكِبَا وَ أَصْحَابَهُمَا فَلَمَّا صَارُوا قَرِيباً مِنَ الْكَهْفِ قَالَ لَهُمْ تِمْلِيخَا يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَسْمَعَ أَصْحَابِي‏

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 365

حَوَافِرَ الْخَيْلِ فيظنون [فَيَظُنُّوا] أَنَّ دَقْيَانُوسَ الْمَلِكَ قَدْ جَاءَ فِي طَلَبِهِمْ وَ لَكِنْ أَمْهِلُونِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ فَأُخْبِرَهُمْ قَالَ فَوَقَفَ النَّاسُ وَ أَقْبَلَ تِمْلِيخَا حَتَّى دَخَلَ الْكَهْفَ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ اعْتَنَقُوهُ وَ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّاكَ مِنْ دَقْيَانُوسَ قَالَ تِمْلِيخَا دَعُونِي عَنْكُمْ وَ عَنْ دَقْيَانُوسَ‏ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ‏ قَالَ تِمْلِيخَا بَلْ لَبِثْتُمْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ تِسْعَ سِنِينَ وَ قَدْ مَاتَ دَقْيَانُوسُ وَ ذَهَبَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ وَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَ رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ وَ قَدْ أَقْبَلَ الْمَلِكُ وَ النَّاسُ مَعَهُ قَالُوا يَا تِمْلِيخَا أَ تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنَا فِتْنَةً لِلْعَالَمِينَ قَالَ تِمْلِيخَا فَمَا تُرِيدُونَ- [قَالُوا] ادْعُ اللَّهَ وَ نَدْعُوهُ مَعَكَ أَنْ يَقْبِضَ أَرْوَاحَنَا وَ يَجْعَلَ عَشَانَا مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ قَالَ فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَ قَالُوا آمَنَّا بِحَقِّ مَا أَتَيْنَاهُ مِنَ الدِّينِ فَمُرْ بِقَبْضِ أَرْوَاحِنَا فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ وَ طَمَسَ اللَّهُ بَابَ الْكَهْفِ عَنِ النَّاسِ وَ أَقْبَلَ الْمَلِكَانِ يَطُوفَانِ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يَجِدُونَ لِلْكَهْفِ بَاباً فَقَالَ الْمَلِكُ الْمُسْلِمُ مَاتُوا عَلَى دِينِنَا أَبْنِي عَلَى بَابِ الْكَهْفِ مَسْجِداً وَ قَالَ النَّصْرَانِيُّ لَا بَلْ عَلَى دِينِنَا أَبْنِي عَلَى بَابِ الْكَهْفِ دَيْراً فَاقْتَتَلَا فَغَلَبَ الْمُسْلِمُ النَّصْرَانِيَّ وَ بَنَى عَلَى بَابِ الْكَهْفِ مَسْجِداً ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ يَا يَهُودِيُّ أَ يُوَافِقُ مَا فِي تَوْرَاتِكُمْ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ وَ اللَّهِ مَا زِدْتَ حَرْفاً وَ لَا نَقَصْتَ حَرْفاً وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ حَقّاً.

هذا ما انتهى إلينا من حديث أهل الكهف‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* حق حمده و صلى الله على محمد و آله الطاهرين.

[في إجابته ع عن مسائل قيصر]

بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ قَالَ: لَمَّا جَلَسَ عُمَرُ فِي الْخِلَافَةِ جَرَى بَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ سِنَانٍ الْأَزْدِيُّ وَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ كَلَامٌ وَ مُنَازَعَةٌ فَلَمْ يَنْتَصِفْ لَهُ عُمَرُ فَلَحِقَ الْحَارِثُ بْنُ سِنَانٍ بِقَيْصَرَ وَ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ نَسِيَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى- وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ فَسَمِعَ قَيْصَرُ هَذَا الْكَلَامَ فَقَالَ سَأَكْتُبُ إِلَى مَلِكِ الْعَرَبِ بِمَسَائِلَ فَإِنْ أَخْبَرَنِي عَنْهَا أَطْلَقْتُ مَا عِنْدِي مِنَ الْأُسَارَى وَ إِنْ لَمْ يُخْبِرْنِي تَفْسِيرَ مَسَائِلِي-

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 366

عَهِدْتُ إِلَى الْأُسَارَى فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ النَّصْرَانِيَّةَ فَمَنْ قَبِلَ مِنْهُمُ اسْتَعْبَدْتُهُ وَ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ قَتَلْتُهُ فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمَسَائِلَ أَحَدُهَا سُؤَالُهُ عَنْ تَفْسِيرِ الْفَاتِحَةِ وَ عَنِ الْمَاءِ الَّذِي لَيْسَ مِنَ الْأَرْضِ وَ لَا مِنَ السَّمَاءِ وَ عَمَّا يَتَنَفَّسُ وَ لَا رُوحَ فِيهِ وَ عَنْ عَصَا مُوسَى ممن [مِمَّا] كَانَتْ وَ مَا اسْمُهَا وَ مَا طُولُهَا وَ عَنْ جَارِيَةٍ بِكْرٍ لِأَخَوَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَ هِيَ فِي الْآخِرَةِ لِوَاحِدٍ فَلَمَّا وَرَدَتْ هَذِهِ الْمَسَائِلُ عَلَى عُمَرَ لَمْ يَعْرِفْ تَفْسِيرَهَا فَفَزِعَ فِي ذَلِكَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَكَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صِهْرِ مُحَمَّدٍ وَ وَارِثِ عِلْمِهِ وَ أَقْرَبِ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَ وَزِيرِهِ وَ مَنْ حَقَّتْ لَهُ الْوَلَايَةُ وَ أُمِرَ الْخَلْقُ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ قُرَّةِ عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ وَ زَوْجِ ابْنَتِهِ وَ أَبُو وُلْدِهِ إِلَى قَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْخَفِيَّاتِ وَ مُنْزِلُ الْبَرَكَاتِ‏ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ‏ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَ مَنْ يُضْلِلِ‏ ... فَلا هادِيَ لَهُ‏ وَرَدَ كِتَابُكَ وَ أَقْرَأَنِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَمَّا سُؤَالُكَ عَنِ اسْمِ اللَّهِ فَإِنَّهُ اسْمٌ فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ عَوْنٌ عَلَى كُلِّ دَوَاءٍ وَ أَمَّا سُؤَالُكَ عَنِ الرَّحْمَنِ فَهُوَ عَوْنٌ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ هُوَ اسْمٌ لَمْ يَتَسَمَّ بِهِ غَيْرُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ أَمَّا الرَّحِيمُ فَرَحِيمٌ مَنْ عَصَى وَ تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحاً وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ فَذَلِكَ ثَنَاءٌ مِنَّا عَلَى رَبِّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَا أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ فَإِنَّهُ يَمْلِكُ نَوَاصِيَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا شَاكّاً أَوْ جَبَّاراً أَدْخَلَهُ النَّارَ وَ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَاكٌّ وَ لَا جَبَّارٌ وَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا طَائِعاً مُذْنِباً مَحَا خَطَايَاهُ وَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ فَإِنَّا نَعْبُدُ اللَّهَ وَ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ فَإِنَّا نَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى الشَّيْطَانِ لَا يُضِلُّنَا كَمَا أَضَلَّكُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ فَذَلِكَ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ مَنْ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا صَالِحاً فَإِنَّهُ يَسْلُكُ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى الْجَنَّةِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ فَتِلْكَ النِّعْمَةُ الَّتِي أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ فَنَسْأَلُ رَبَّنَا أَنْ يُنْعِمَ عَلَيْنَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ فَأُولَئِكَ الْيَهُودُ

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 367

بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ فَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ فَنَسْأَلُ رَبَّنَا أَنْ لَا يَغْضَبَ عَلَيْنَا كَمَا غَضِبَ عَلَيْهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ فَأَنْتَ وَ أَمْثَالُكَ يَا عَابِدَ الصَّلِيبِ الْخَبِيثِ ضَلَلْتُمْ بَعْدَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ع نَسْأَلُ رَبَّنَا أَنْ لَا يُضِلَّنَا كَمَا ضَلَلْتُمْ وَ أَمَّا سُؤَالُكَ عَنِ الْمَاءِ الَّذِي لَيْسَ مِنَ الْأَرْضِ وَ لَا مِنَ السَّمَاءِ فَذَلِكَ الَّذِي بَعَثَتْهُ بِلْقِيسُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَ هُوَ عَرَقُ الْخَيْلِ إِذَا جَرَتْ فِي الْحُرُوبِ وَ أَمَّا سُؤَالُكَ عَمَّا يَتَنَفَّسُ وَ لَا رُوحَ فِيهِ فَذَلِكَ الصُّبْحُ‏ إِذا تَنَفَّسَ‏ فَأَمَّا سُؤَالُكَ عَنْ عَصَا مُوسَى مِمَّا كَانَتْ وَ مَا طُولُهَا وَ مَا اسْمُهَا وَ مَا هِيَ فَإِنَّهَا كَانَتْ يُقَالُ لَهَا الْبرنيةُ وَ تَفْسِيرُ الْبرنيةِ الزَّابِدَةُ وَ كَانَتْ إِذَا كَانَتْ فِيهَا الرُّوحُ زَادَتْ وَ إِذَا خَرَجَ مِنْهَا الرُّوحُ نَقَصَتْ وَ كَانَتْ مِنْ عَوْسَجٍ وَ كَانَتْ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ وَ كَانَتْ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْزَلَهَا جَبْرَائِيلُ ع عَلَى شُعَيْبٍ ع وَ أَمَّا سُؤَالُكَ عَنْ جَارِيَةٍ تَكُونُ فِي الدُّنْيَا لِأَخَوَيْنِ وَ فِي الْآخِرَةِ لِوَاحِدٍ فَتِلْكَ النَّخْلَةُ هِيَ فِي الدُّنْيَا لِمُؤْمِنٍ مِثْلِي وَ لِكَافِرٍ مِثْلِكَ وَ نَحْنُ مِنْ وُلْدِ آدَمَ وَ هِيَ فِي الْآخِرَةِ لِلْمُسْلِمِ دُونَ الْمُشْرِكِ وَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ لَيْسَتْ فِي النَّارِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ فِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ‏ ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ وَ أَنْفَذَهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَيْصَرُ عَهِدَ إِلَى الْأُسَارَى فَأَطْلَقَهُمْ وَ اخْتَارَهُمْ وَ دَعَا أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَ الْإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ ص فَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ النَّصَارَى وَ هَمُّوا بِقَتْلِهِ فَأَجَابَهُمْ فَقَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَكُمْ وَ إِنَّمَا ظَهَرْتُ مَا ظَهَرْتُ لِأَنْظُرَ كَيْفَ تَكُونُونَ فَقَدْ حَمِدْتُ الْآنَ أَمْرَكُمْ عِنْدَ الِاخْتِبَارِ فَسَكَتُوا وَ اطْمَأَنُّوا فَقَالُوا كَذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ وَ كَتَمَ قَيْصَرُ إِسْلَامَهُ حَتَّى مَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ لِخَوَاصِّ أَصْحَابِهِ وَ مَنْ يَثِقُ بِهِ إِنَّ عِيسَى ع عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ‏ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‏ مَرْيَمَ‏ وَ مُحَمَّدٌ ص نَبِيٌّ بَعْدَ عِيسَى وَ إِنَّ عِيسَى بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بِمُحَمَّدٍ ص وَ يَقُولُ مَنْ أَدْرَكَهُ فليقرأ [فَلْيُقْرِئْهُ‏] مِنِّي السَّلَامَ فَإِنَّهُ أَخِي وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ وَ مَاتَ قَيْصَرُ عَلَى الْقَوْلِ مُسْلِماً فَلَمَّا مَاتَ وَ تَوَلَّى بَعْدَهُ هِرَقْلُ أَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ قَالَ اكْتُمُوا هَذَا وَ أَنْكِرُوهُ وَ لَا تُقِرُّوا بِهِ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ طَمَعَ مَلِكُ الْعَرَبِ وَ فِي ذَلِكَ فَسَادُنَا وَ هَلَاكُنَا فَمَنْ كَانَ مِنْ خَوَاصِّ قَيْصَرَ وَ خَدَمِهِ وَ أَهْلِهِ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ‏

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 368

كتموه [كَتَمَهُ وَ] أَظْهَرَ [هِرَقْلُ‏] النَّصْرَانِيَّةَ وَ قَوَّى أَمْرَهُ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ‏

[خبر الراهب مع خالد بن الوليد]

بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُ‏ أَقْبَلْنَا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَتَيْنَا إِلَى دَيْرٍ فِيهِ دَيْرَانِيٌّ فِيمَا بَيْنَ الشَّامِ وَ الْعِرَاقِ فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا وَ قَالَ مَنْ أَنْتُمْ قُلْنَا نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ أَيْنَ صَاحِبُكُمْ فَأَتَيْنَاهُ خَالِداً فَسَلَّمَ عَلَى خَالِدٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ قَالَ وَ إِذَا بِشَيْخٍ كَبِيرٍ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ كَمْ مَضَى عَلَيْكَ قَالَ مِائَتَا سَنَةٍ وَ ثَلَاثُونَ قَالَ مُنْذُ كَمْ سَنَةٍ سَكَنْتَ دَيْرَكَ هَذَا قَالَ سَكَنْتُهُ مُنْذُ نَحْوِ سِتِّينَ سَنَةً وَ قَالَ هَلْ لَقِيتَ أَحَداً لَقِيَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ ع قَالَ نَعَمْ لَقِيتُ رَجُلَيْنِ قَالَ وَ مَا قَالا لَكَ قَالَ [قَالَ‏] أَحَدُهُمَا إِنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ وَ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى أُمِّهِ مَرْيَمَ وَ إِنَّ عِيسَى مَخْلُوقٌ غَيْرُ خَالِقٍ فَقَبِلْتُ مِنْهُ وَ صَدَّقْتُهُ وَ قَالَ لِيَ الْآخَرُ إِنَّ عِيسَى هُوَ رَبُّهُ فَكَذَّبْتُهُ وَ لَعَنْتُهُ قَالَ خَالِدٌ إِنَّ ذَا لَعَجَبٌ كَيْفَ اخْتَلَفَا وَ قَدْ لَقِيَا عِيسَى ع قَالَ الدَّيْرَانِيُّ اتَّبَعَ هَذَا هَوَاهُ وَ زَيَّنَ لَهُ الشَّيْطَانُ سُوءَ عَمَلِهِ وَ اتَّبَعَ ذَلِكَ الْحَقَّ وَ هَدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ هَلْ قَرَأْتَ الْإِنْجِيلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَالتَّوْرَاةَ قَالَ نَعَمْ قَالَ هَلْ آمَنْتَ بِمُوسَى ع قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ لَكَ فِي الْإِسْلَامِ أَنْ تَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص وَ تُؤْمِنَ بِهِ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ قَالَ آمَنْتُ بِهِ قَبْلَ أَنْ تُؤْمِنَ بِهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمْ أَسْمَعْهُ وَ لَمْ أراه [أَرَهُ‏] قَالَ فَأَنْتَ السَّاعَةَ تُؤْمِنُ بِمُحَمَّدٍ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ قَالَ وَ كَيْفَ لَا أُؤْمِنُ بِهِ وَ قَدْ قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ بَشَّرَ بِهِ مُوسَى وَ عِيسَى ع قَالَ فَمَا مَقَامُكَ فِي هَذَا الدَّيْرِ قَالَ فَأَيْنَ أَذْهَبُ وَ أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ وَ لَمْ يَكُنْ لِي مَنْ أَنْهَضُ بِهِ وَ بَلَغَنِي مَجِيئُكُمْ فَكُنْتُ أَنْتَظِرُ أَنْ أَلْقَاكُمْ وَ أُلْقِيَ إِلَيْكُمْ سَلَامِي وَ أُخْبِرَكُمْ أَنِّي عَلَى مِلَّتِكُمْ قَالَ فَمَا فَعَلَ نَبِيُّكُمْ قَالُوا تُوُفِّيَ ص قَالَ فَأَنْتَ وَصِيُّهُ قَالَ لَا وَ لَكِنْ رَجُلٌ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَ مِمَّنْ صَحِبَهُ قَالَ فَمَنْ بَعَثَكَ إِلَى هَاهُنَا وَصِيُّهُ قَالَ لَا وَ لَكِنْ خَلِيفَتُهُ قَالَ غَيْرُ وَصِيِّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ ذَلِكَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَ مِنْ‏

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 369

صَالِحِي الصَّحَابَةِ قَالَ فَمَا أَرَاكَ إِلَّا أَعْجَبَ مِنَ الرَّجُلَيْنِ الَّذَيْنِ اخْتَلَفَا فِي عِيسَى وَ قَدْ لَقِيَاهُ وَ سمعنا [سَمِعَا] مِنْهُ وَ هُوَ ذَا أَنْتُمْ قَدْ خَالَفْتُمْ نَبِيَّكُمْ وَ فَعَلْتُمْ مِثْلَ مَا فَعَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَالْتَفَتَ خَالِدٌ إِلَى مَنْ يَلِيهِ وَ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ ذَلِكَ اتَّبَعْنَا هَوَانَا وَ جَعَلْنَا رَجُلًا مَكَانَ رَجُلٍ وَ لَوْ لَا مَا كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَلِيٍّ مِنَ الْخُشُونَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا وَالَيْتُ عَلَيْهِ أَحَداً فَقَالَ لَهُ الْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ وَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ وَ لِمَ كَانَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَلِيٍّ مَا كَانَ قَالَ خَالِدٌ نَافَسْتُهُ فِي الشَّجَاعَةِ وَ نَافَسَنِي فِيهَا وَ كَانَ لَهُ مِنَ السَّوَابِقِ وَ الْقَرَابَةِ مَا لَمْ يَكُنْ لِي فَدَاخَلَنِي حَمِيَّةُ قُرَيْشٍ فَكَانَ ذَلِكَ لَقَدْ عَاتَبَتْنِي فِي ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجَةُ النَّبِيِّ ص وَ هِيَ نَاصِحَةٌ لِي فَلَمْ أَقْبَلْ مِنْهَا ثُمَّ عَطَفَ عَلَى الدَّيْرَانِيِّ فَقَالَ لَهُ هَاتِ حَدِيثَكَ مَا تُخْبِرُ قَالَ أُخْبِرُكَ أَنِّي كُنْتُ مِنْ أَهْلِ دَيْرٍ كَانَ جَدِيداً فَخَلُقَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ أَهْلُ الْحَقِّ إِلَّا الرَّجُلَانِ أَوِ الثَّلَاثَةُ وَ يَخْلُقُ دِينُكُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الرَّجُلَانِ أَوِ الثَّلَاثَةُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ بِمَوْتِ نَبِيِّكُمْ قَدْ تَرَكْتُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ دَرَجَةً وَ سَتَتْرُكُونَ بِمَوْتِ وَصِيِّ نَبِيِّكُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ دَرَجَةً أُخْرَى إِذَا لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ رَأَى نَبِيَّكُمْ ص أَوْ صَحْبَهُ وَ سَيَخْلُقُ دِينُكُمْ حَتَّى تَفْسُدُ صَلَاتُكُمْ وَ حَجُّكُمْ وَ غَزْوُكُمْ وَ صَوْمُكُمْ وَ تَرْتَفِعُ الْأَمَانَةُ وَ الزَّكَاةُ مِنْكُمْ وَ لَنْ تَزَالَ فِيكُمْ بَقِيَّةٌ مَا بَقِيَ كِتَابُ رَبِّكُمْ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا بَقِيَ فِيكُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ فَإِذَا رُفِعَ هَذَانِ مِنْكُمْ لَمْ يَبْقَ مِنْ دِينِكُمْ إِلَّا الشَّهَادَةُ شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ وَ شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُومُ قِيَامَتُكُمْ وَ قِيَامَةُ غَيْرِكُمْ وَ يَأْتِيكُمْ مَا تُوعَدُونَ وَ لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَيْكُمْ لِأَنَّكُمْ آخِرُ الْأُمَمِ بِكُمْ تُخْتَمُ الدُّنْيَا وَ عَلَيْكُمْ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ لَهُ خَالِدٌ أَخْبِرْنَا بِأَعْجَبِ شَيْ‏ءٍ رَأَيْتَهُ مُنْذُ سَكَنْتَ دَيْرَكَ هَذَا وَ قَبْلَ أَنْ تَسْكُنَهُ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ مَا لَا أُحْصِي مِنَ الْعَجَبِ وَ أَفْنَيْتُ مَا لَا أُحْصِي مِنَ الْخَلْقِ قَالَ فَحَدِّثْنَا بِبَعْضِ مَا تَذْكُرُهُ قَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَخْرُجُ بَيْنَ اللَّيَالِي إِلَى‏

إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 370

صفحه بعد