کتابخانه روایات شیعه
وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
قَالَ الْإِمَامُ ع قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ ع فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ يَقُولُ أَرْشِدْنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَ أَرْشِدْنَا لِلُزُومِ الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّي إِلَى مَحَبَّتِكَ وَ الْمُبَلِّغِ إِلَى جَنَّتِكَ وَ الْمَانِعِ لَنَا مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ أَهْوَاءَنَا فَنَعْطَبَ 48 أَوْ نَأْخُذَ بِآرَائِنَا فَنَهْلِكَ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ.
وَ مِنْهُ يَا عِبَادِي اعْمَلُوا أَفْضَلَ الطَّاعَاتِ وَ أَعْظَمَهَا لِأُسَامِحَكُمْ 49 وَ إِنْ قَصُرْتُمْ فِيمَا سِوَاهَا وَ اتْرُكُوا أَعْظَمَ الْمَعَاصِي وَ أَقْبَحَهَا لِئَلَّا أُنَاقِشَكُمْ 50 فِي رُكُوبِ مَا عَدَاهَا فَإِنَّ أَعْظَمَ الطَّاعَاتِ تَوْحِيدِي وَ تَصْدِيقُ نَبِيِّي وَ التَّسْلِيمُ لِمَنْ نَصَبْتُهُ بَعْدَهُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةُ الطَّاهِرُونَ مِنْ نَسْلِهِ وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْمَعَاصِي عِنْدِي الْكُفْرُ بِي وَ بِنَبِيِّي وَ مُنَابَذَةُ وَلِيِّ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَوْلِيَائِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَكُونُوا عِنْدِي فِي الْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَ الشَّرَفِ الْأَشْرَفِ فَلَا يَكُونَنَّ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي آثَرَ عِنْدَكُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ بَعْدَهُ مِنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ وَ بَعْدَهُمَا مِنْ أَبْنَائِهِمَا الْقَائِمِينَ بِأُمُورِ عِبَادِي بَعْدَهُمَا فَإِنَّ مَنْ كَانَتْ تِلْكَ عَقِيدَتَهُ جَعَلْتُهُ مِنْ أَشْرَفِ مُلُوكِ 51 جَنَّاتِي وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ مَنْ تَمَثَّلَ بِي وَ ادَّعَى رُبُوبِيَّتِي وَ أَبْغَضَهُمْ إِلَيَ
بَعْدَهُ مَنْ تَمَثَّلَ بِمُحَمَّدٍ وَ نَازَعَهُ نُبُوَّتَهُ وَ ادَّعَاهَا وَ أَبْغَضَهُمْ إِلَيَّ بَعْدَهُ مَنْ تَمَثَّلَ بِوَصِيِّ مُحَمَّدٍ وَ نَازَعَهُ مَحَلَّهُ 52 وَ شَرَفَهُ وَ ادَّعَاهُمَا وَ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الْمُدَّعِينَ لِمَا بِهِ لِسَخَطِي يَتَعَرَّضُونَ مَنْ كَانَ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْمُعَاوِنِينَ وَ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ مَنْ كَانَ بِفِعْلِهِمْ مِنَ الرَّاضِينَ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنَ الْمُعَاوِنِينَ وَ كَذَلِكَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ الْقَوَّامُونَ بِحَقِّي وَ أَفْضَلُهُمْ لَدَيَّ وَ أَكْرَمُهُمْ عَلَيَّ مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْوَرَى وَ أَكْرَمُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ بَعْدَهُ عَلِيٌّ أَخُو الْمُصْطَفَى الْمُرْتَضَى 53 ثُمَّ بَعْدَهُمَا الْقَوَّامُونَ بِالْقِسْطِ أَئِمَّةُ الْحَقِ 54 وَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَهُمْ مَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى حَقِّهِمْ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ بَعْدَهُمْ مَنْ أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغَضَ أَعْدَاءَهُمْ وَ إِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ مَعُونَتُهُمْ.
و معنى هذا التأويل أن النبي و الأئمة ع هم الصراط المستقيم لما يأتي بيانه من طريق العامة
عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ مُجَاهِدٍ 55 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أَيْ قُولُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أَيْ إِلَى وَلَايَةِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ع 56 .
وَ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع 57 .
وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ عَنْهُمْ ص أَنَّ الصِّرَاطَ صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِي الدُّنْيَا وَ صِرَاطٌ فِي الْآخِرَةِ فَأَمَّا الَّذِي فِي الدُّنْيَا فَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَمَنِ اهْتَدَى إِلَى وَلَايَتِهِ فِي الدُّنْيَا جَازَ عَلَى الصِّرَاطِ فِي الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ يَهْتَدِ إِلَى وَلَايَتِهِ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَجُزْ عَلَى الصِّرَاطِ فِي
الْآخِرَةِ 58 .
ثم قال تعالى صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ... . لما ذكر الصراط المستقيم عرفه و عرف أهله فقال صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ و القول في من هؤلاء المنعم عليهم 59 الذين صراطهم هو الصراط المستقيم ذكر أبو علي الطبرسي رحمه الله في تفسيره أنهم النبي و الأئمة ع بدليل قوله تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ الآية 60 .
و يؤيد ذلك ما جاء في تفسيره ع
قَالَ الْإِمَامُ ص صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أَيْ قُولُوا اهْدِنَا صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ بِالتَّوْفِيقِ لِدِينِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً وَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ الْمُنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَ إِنْ كَانَ كُلُّ ذَلِكَ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ ظَاهِرَةً أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ يَكُونُونَ كُفَّاراً أَوْ فُسَّاقاً فَمَا نُدِبْتُمْ 61 إِلَى أَنْ تُدْعَوْا بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَى صِرَاطِهِمْ وَ إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالدُّعَاءِ بِأَنْ تُرْشَدُوا إِلَى صِرَاطِ الَّذِينَ أُنْعِمَ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ تَصْدِيقِ رَسُولِهِ وَ بِالْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدِ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَ أَصْحَابِهِ الْخَيِّرِينَ الْمُنْتَجَبِينَ وَ بِالتَّقِيَّةِ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُسَلَّمُ بِهَا مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ وَ مِنَ الزِّيَادَةِ فِي آثَامِ أَعْدَاءِ اللَّهِ 62 وَ كُفْرِهِمْ بِأَنْ تُدَارِيَهُمْ وَ لَا
تُغْرِيَهُمْ 63 بِأَذَاكَ وَ لَا أَذَى الْمُؤْمِنِينَ وَ بِالْمَعْرِفَةِ بِحُقُوقِ الْإِخْوَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ وَالَى مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ع وَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ 64 وَ عَادَى أَعْدَاءَهُمْ إِلَّا كَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ عَذَابٍ حِصْناً مَنِيعاً وَ جُنَّةً حَصِينَةً.
ثم قال تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ
قَالَ الْإِمَامُ ع قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ طَرِيقَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِمْ وَ هُمُ النَّبِيُّونَ وَ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ أَنْ يَسْتَعِيُذوا بِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ هُمُ الْيَهُودُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ 65 وَ أَنْ يَسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ طَرِيقِ الضَّالِّينَ وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ 66 وَ هُمُ النَّصَارَى.
وَ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى وَ الضَّالُّونَ الشُّكَّاكُ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ الْإِمَامَ 67 .
سورة البقرة و ما فيها من الآيات البينات في الأئمة الهداة
منها
تأويله
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: الم وَ كُلُّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ مُنْقَطِعَةٍ 68 مِنْ حُرُوفِ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي يُؤَلِّفَهُ الرَّسُولُ وَ الْإِمَامُ ع فَيَدْعُو بِهِ فَيُجَابُ قَالَ قُلْتُ قَوْلُهُ ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ فَقَالَ الْكِتَابُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ إِمَامُ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ فَالْآيَتَانِ لِشِيعَتِنَا 69 هُمُ الْمُتَّقُونَ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ هُوَ الْبَعْثُ وَ النُّشُورُ وَ قِيَامُ الْقَائِمِ ع وَ الرَّجْعَةُ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ قَالَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ يَتْلُونَ 70 .
وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ 71 قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فَقَالَ الْمُتَّقُونَ هُمْ شِيعَةُ عَلِيٍّ ع وَ الْغَيْبُ هُوَ الْحُجَّةُ الْغَائِبُ 72 .
وَ ذَكَرَ فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ الْعَسْكَرِيُّ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَ مَنْ بَعْدَهُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَخَذُوا عَلَيْهِ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِيقَ لَيُؤْمِنَنَّ بِمُحَمَّدٍ الْعَرَبِيِّ الْأُمِّيِّ الْمَبْعُوثِ بِمَكَّةَ الَّتِي يُهَاجِرُ مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَ يَأْتِي بِكِتَابٍ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ افْتِتَاحَ بَعْضِ سُورَةٍ تَحْفَظُهُ أُمَّتُهُ فَيَقْرَءُونَهُ قِيَاماً وَ قُعُوداً وَ مُشَاةً وَ عَلَى كُلِّ الْأَحْوَالِ يُسَهِّلُ اللَّهُ تَعَالَى حِفْظَهُ عَلَيْهِمْ بِمُحَمَّدٍ وَ أَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع الْآخِذِ عَنْهُ عُلُومَهُ الَّتِي عَلَّمَهَا وَ الْمُتَقَلِّدِ عَنْهُ أَمَانَاتِهِ الَّتِي قَلَّدَهَا وَ مُذَلَّلِ كُلِّ مَنْ عَانَدَ مُحَمَّداً بِسَيْفِهِ الْبَاتِرِ وَ مُفْحِمِ 73 كُلِّ مَنْ جَادَلَهُ وَ خَاصَمَهُ بِدَلِيلِهِ الْقَاهِرِ يُقَاتِلُ عِبَادَ اللَّهِ عَلَى تَنْزِيلِ كِتَابِ مُحَمَّدٍ ص 74 حَتَّى يَقُودَهُمْ إِلَى قَبُولِهِ طَائِعِينَ وَ كَارِهِينَ ثُمَّ إِذَا صَارَ مُحَمَّدٌ ص إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَ ارْتَدَّ كَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ أَعْطَاهُ ظَاهِرَ الْإِيمَانِ وَ حَرَّفُوا تَأْوِيلَاتِهِ وَ غَيَّرُوا مَعَانِيَهُ وَ وَضَعُوهَا
عَلَى خِلَافِ وُجُوهِهَا قَاتَلَهُمُ عَلَى تَأْوِيلِهِ حَتَّى يَكُونَ إِبْلِيسُ الْغَاوِي لَهُمْ هُوَ الْخَاسِرَ الذَّلِيلَ الْمَطْرُودَ الْمَغْلُوبَ وَ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لا رَيْبَ فِيهِ أَنَّهُ كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ وَ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ ص عَنْ قَوْلِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ قَالَ هُدىً أَيْ بَيَانٌ وَ شِفَاءٌ لِلْمُتَّقِينَ مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ ع وَ أَنَّهُمْ اتَّقَوْا أَنْوَاعَ الْكُفْرِ فَتَرَكُوهَا وَ اتَّقَوُا الذُّنُوبَ الْمُوبِقَاتِ فَرَفَضُوهَا وَ اتَّقَوْا إِظْهَارَ أَسْرَارِ اللَّهِ وَ أَسْرَارِ أَزْكِيَاءِ عِبَادِ اللَّهِ الْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص فَكَتَمُوهَا وَ اتَّقَوْا سَتْرَ الْعُلُومِ عَنْ أَهْلِهَا الْمُسْتَحِقِّينَ لَهَا وَ فِيهِمْ نَشَرُوهَا 75 .
قوله تعالى وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ .
تَأْوِيلَهُ
قَالَ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ ع ثُمَّ وَصَفَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ فَقَالَ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ الْمَاضِينَ كَالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ سَائِرِ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنْزَلَةِ عَلَى أَنْبِيَائِهِ بِأَنَّهَا حَقٌّ وَ صِدْقٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ رَبٍّ عَزِيزٍ صَادِقٍ حَكِيمٍ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ بِالدَّارِ الْآخِرَةِ بَعْدَ هَذِهِ الدُّنْيَا يُوقِنُونَ وَ لَا يَشُكُّونَ فِيهَا أَنَّهَا الدَّارُ الَّتِي فِيهَا جَزَاءُ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِأَفْضَلِ مَا عَمِلُوهُ وَ عِقَابُ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِمَا كَسَبُوهُ.