کتابخانه روایات شیعه
و إذا 478 قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال اللّه- جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم. أشهدكم لا و فرّن من رحمتي، حظه. و لأجزلن من عطائي، نصيبه.
فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، قال اللّه تعالى: أشهدكم، كما اعترف أني أنا الملك يوم الدين، لأسهلن يوم الحساب، حسابه، و لأتجاوزن عن سيئاته.
فإذا قال العبد 479 : إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، قال اللّه- عز و جل-: صدق عبدي اياي يعبد.
أشهدكم لأثيبنه على عبادته، ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي.
فإذا قال: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، قال اللّه تعالى: بي استعان عبدي. و «الي التجأ» 480 .
أشهدكم لأعينّنه على أمره، و لأغيثنه في شدائده، و لآخذن بيده يوم نوائبه.
فإذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ - الى آخر السورة- قال اللّه- جل جلاله: هذا لعبدي. و لعبدي ما سأل. فقد استجبت لعبدي. و أعطيته ما أمل و أمنته ما منه و جل) 481 .
(و قرئ «و لا الضالون»، بالرفع. «و لا الضالين»، بالهمزة، على لغة من جد في الهرب عن التقاء الساكنين.
و في الحديث 482 : إذا قال العبد: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ - الى آخرها- قال اللّه: هذا لعبدي. و لعبدي ما سأل. قد استجبت لعبدي. و أعطيه ما أمل و أمنته ما منه و جل.
و روى علي بن ابراهيم 483 ، بإسناده، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال : ان إبليس رنّ رنّتين 484 ، لما بعث اللّه نبيه- صلى اللّه عليه و آله- على حين فترة من الرّسل، و حين نزلت أم الكتاب.
و روي عن أبي محمد العسكري، عن آبائه، عن علي- عليهم السلام- قال: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله -: ان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آيةِ من فاتحة الكتّاب. و هي سبع آيات تمامها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . سمعت رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- يقول: ان اللّه- عز و جل- قال لي 485 : يا محمد! وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ . فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب.
و جعلها بإزاء القرآن العظيم. و ان فاتحة الكتاب، أشرف ما في كنوز العرش.
و أن اللّه- عز و جل- خصّ محمدا و شرّفه بها. و لم يشرك معه فيه 486 أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان. فانه أعطاه منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد و آله الطاهرين، منقادا «لأمرهم، مؤمنا بظاهرهم و باطنهم» 487 ، أعطاه اللّه- عز و جل- بكل حرف منها، حسنة، كل حسنة 488 منها، أفضل من الدنيا و ما فيها، من أصناف أموالها و خيراتها. و من استمع قارئا يقرأها، كان له ما للقارئ.
فليكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم. فانه غنيمة لا يذهبن أو انه. «فيبقي
في قلوبكم الحسرة 489 490 .
و اعلم! أن «آمين» ليس من القرآن. و لا يجوز قراءته بعد فاتحة الكتاب، عند الشيعة، لا للإمام و لا للمأموم و لا للمنفرد. و عليه الآثار الواردة عن الائمة- رضوان اللّه عليهم-.
روي في الصحيح 491 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- أنه قال : إذا كنت خلف امام، فقرأ «الحمد» و فرغ من قراءتها، فقل أنت 492 : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و لا تقل: آمين.
و روي 493 - أيضا- أن (محمد بن علي الحلبي) 494 قال : سألت أبا عبد اللّه- (عليه السلام)- أقول إذا فرغت من فاتحة الكتاب: آمين؟ قال: لا.
(و في عيون الأخبار 495 : باب ذكر أخلاق الرضا و وصف عبادته: و كان إذا فرغ من الفاتحة، قال: الحمد للّه رب العالمين) 496 .
لكن المتسننة، ذهبوا الى أن قراءته بعد فاتحة الكتاب للمأموم، مستحبة، لكنه ليس عندهم من القرآن، الا عند مجاهد. و ذكروا في ذلك أحاديث، تدل على تأكد استحبابها. لا نعرفها.
قالوا: 497
قال- عليه السلام - علمني جبرئيل، «آمين»، عند فراغي من قراءة الفاتحة.
و قال: انه كالختم، على الكتاب.
و في معناه، قول علي- عليه السلام -: آمين، خاتم رب العالمين. ختم به دعاء عبده.
يعني، كما أن الختم، يحفظ الكتاب، عن فساد ظهور مضمونه على غير المكتوب اليه، كذلك يحفظ قول «آمين»، دعاء العبد، عن فساد ظهور الخيبة و عدم الاجابة فيه.
و عن النبي 498 - أيضا- قال : إذا قال الامام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قال الملائكة: آمين. فقولوا: آمين. فمن وافق تأمينه، تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه.
و أحاديثنا الصحيحة، تدل على وضع تلك الأخبار. كما مر.
و بالجملة، هو اسم فعل، معناه: استجب. مبني على الفتح. و فيه لغتان:
المد و القصر.
و قيل: تشديد الميم، خطأ. لكنه يجوز التشديد، من أم، إذا قصد، أي:
حال كوننا قاصدين نحوك.
سورة البقرة
أي، سورة يذكر فيها، قصة البقرة. و انما سميت بها، لغرابة قصتها و امتياز هذه السورة بها، عن سائر السور.
و هي مدنية: بل أول سورة نزلت بالمدينة. الا آية نزلت يوم النحر، بمنى، في حجة الوداع، وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ 499 (الاية).
و آيها، مائتان و سبع و ثمانون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* 500
في كتاب ثواب الاعمال 501 ، بإسناده الى أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال :
من قرأ سورة البقرة و آل عمران جاء 502 يوم القيامة، تظلانه على رأسه مثل الغيابتين.
و فيه 503 : عن علي بن الحسين- عليهما السلام- قال: قال رسول اللّه- صلى
اللّه عليه و آله - من قرأ أربع آيات من أول البقرة و آية الكرسي و آيتين بعدها و ثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه و ماله شيئا يكرهه، و لا يقربه الشيطان، و لا ينسى القرآن.
و في مجمع البيان 504 : و سئل رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله-: أي سور القرآن أفضل؟
قال: البقرة.
قال: أي آية 505 آي 506 القرآن 507 أفضل؟
قال: آية الكرسي.
و في تفسير العياشي 508 : عن سعد الإسكاف، قال: سمعت أبا جعفر- عليه السلام- يقول: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله-: أعطيت الطوال، مكان التوراة.
و أعطيت الماءين، مكان الإنجيل. و أعطيت المثاني، مكان الزبور. و فضلت بالمفصّل سبع و ستين سورة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم 509 : و سائر الألفاظ التي يتهجّى بها، اسماء مسمياته الحروف المبسوطة التي ركبت منها. و قد روعيت في هذه 510 التسمية، لطيفة، و هي أن المسميات، لما كانت كأساميها، و هي حروف وحدان
و الأسامي، عدد حروفها مرتق الى الثلاثة، اتجه لهم طريق الى أن يدلوا في التسمية على المسمى، فلم يغفلوها. و جعلوا المسمى، صدر كل اسم كما ترى 511 الا في «الألف» فإنهم استعاروا الهمزة، مكان مسماها. لأنه لا يكون الا ساكنا. و انما كانت أسماء لدخولها في حد الاسم و اعتوار ما يختص به من 512 التعريف و التنكير و الجمع و التصغير و نحو ذلك عليها.
و به صرح الخليل و أبو علي.
و ما روى ابن مسعود أنه- عليه السلام- قال: من قرأ حرفا من كتاب اللّه، فله حسنة. و الحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: «الم» حرف. بل ألف حرف، و لام حرف، و ميم حرف 513 .
فالمراد، فيه من الحرف الكلمة. فيحتمل أنه سبحانه أراد بها، الحروف الملفوظة 514 ، على قصد تعديدها، أو تسمية بعض السور، أو القرآن، أو ذاته سبحانه، بقسم، أو غير قسم. فالنكتة في ذلك التعديد أو التسمية، على هذا الوجه أمران:
الاول: انه لما كانت مسميات هذه الأسماء، بسائط الكلام، التي يتركب منها، افتتحت السور، بطائفة منها، على وجه التعديد أو التسمية بها، تنبيها 515 لمن تحدى بالقرآن، على أن المتلوّ عليهم، كلام منظوم مما ينظمون منه، كلامهم.
فلو كان من عند غير اللّه، لما عجزوا عن الإتيان بما يدانيه.