کتابخانه روایات شیعه
لسلطانك الذي كان سبب إمكانك و أنت تعتقد أن لولاه ما خلق الله نفسك و لا أحدا من المكلفين في زمانه و زمانك و أن اللطف بوجوده ص سبب لكل ما أنت و غيرك فيه و سبب لكل خير تبلغون إليه فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحدا من الخلائق في الولاء و الدعاء له بأبلغ الإمكان و أحضر قلبك و لسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن و إياك أن تعتقد أنني قلت هذا لأنه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات إن اعتقدت هذا فأنت مريض في اعتقادك و ولائك بل إنما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك و إحسانه الجسيم إليك و لأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك و لمن يعز عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جل جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأن أبواب قبول الدعوات قد غلقتها أيها العبد بأغلاق الجنايات فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء و الأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك و لمن تدعو له في زمرة فضله و تتسع رحمة الله جل جلاله لك و كرمه و عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله. و لا تقل فما رأيت فلانا و فلانا من الذين تقتدي بهم من شيوخك بما أقول يعملون و ما وجدتهم إلا و هم عن مولانا الذي أشرت إليه ص غافلون و له مهملون فأقول لك اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح و من أهمل مولانا و غفل عما ذكرت عنه فهو و الله الغلط الفاضح. و ينبه على ما ذكرناه من طريق ما رويناه ما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه في كتاب المصباح و ذكره محمد بن أبي قرة في كتاب عمل شهر رمضان و رواية ابن أبي قرة أطول دعاء و إنما نذكره
بِرِوَايَةِ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ. قَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّالِحِينَ ع قَالَ: تُكَرِّرُ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا الدُّعَاءَ سَاجِداً وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ وَ كَيْفَ أَمْكَنَكَ وَ مَتَى حَضَرَكَ مِنْ دَهْرِكَ تَقُولُ بَعْدَ تَحْمِيدِ اللَّهِ تَعَالَى وَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَ حَافِظاً وَ قَائِداً وَ نَاصِراً وَ دَلِيلًا وَ عَيْناً حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَ تُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلًا.
أقول فكيف ترى هذا الأمر منهم عليهم أفضل السلام هل هو كما أنت عليه من التهوين بشرف هذا المقام و لا تتوقف عن الإكثار من الدعاء له ص و لمن يجوز الدعاء له في المفروضات
فَفِي مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا مِنْ صِحَّةِ الرِّوَايَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ شَيْخِ الْقُمِّيِّينَ فِي زَمَانِهِ فِي كِتَابِ الْمُصَنَّفِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كُلَّمَا كَلَّمْتَ اللَّهَ تَعَالَى فِي صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ فَلَيْسَ بِكَلَامٍ.
أقول فلا عذر لك إذن في ترك الاهتمام
الفصل التاسع في صفة مقدمات الطهارة و صفة الماء الذي يصلح لطهارة الصلاة
أما المقدمات قبل الطهارات فمنها
ما يحتاج إليه الإنسان لدخول الخلاء و البول و الغائط و تلك الضرورات
. فأقول عند هذا يا عبد السوء يا مهين ما الذي جرأك على سلطان العالمين و مالك الأولين و الآخرين و ما الذي أخرجك عن مقام عبد
مسكين مستكين إلى الإهمال و التبسط و الاشتغال بغير العبودية و الخدمة و المعاملة لمالك يوم الدين ويلك أ ما ترى أنك كنيف بيت العذرات و حمال أرذال القاذورات و نزاح بيت طهارة جسدك لعلك تفعل ذلك كل يوم و ليلة مرارا بيدك و لا مخلص لك من هذه الصنعة الخسيسة إلى أن تموت ويحك كيف رفعت رأسك من شعار الذلة و القلة لصاحب الجبروت و مالك الملك و الملكوت أ ما تعلم أن بدايتك من نحو أبيك من نطفة مدرة و أنها خرجت من محل الأبوال القذرة ثم أنت بعد ذلك حمال و غسال العذرة ثم تكون بعد الموت جيفة نكرة طأطئ رأسك ذلا و حياء و خجلا و اخفض صوتك خوفا و وجلا و اعرف خساسة قدرك و انظر في تدبير أمرك و اسع لمولاك في فكاك رقبتك من أسر العبودية و في إخراجك من ذل هذه الخسائس الردية و توصل و توسل في عتقك من رق الإسار و أن يجعلك من الأحرار و يؤهلك للمقام في دار القرار و يرفعك بذلك عن هذه الصنعة الخسيسة التي أنت فيها نزاح بيوت الطهارات و غسال العذرات و يهدم هذا الجسد السخيف و يعمره على بناء شريف منزه عن هذه الأقذار يصلح للمقام فيما ذكرناه من دار دوام المسار فهذا التوصل و التوسل قد جعل في الدنيا فإن قنعت بالدون فأنت المغبون و الذنب لك و المصيبة عائدة عليك و إذا أراد العبد المبتلى بهذه الأشياء في دار الفناء الدخول إلى بيت الخلاء فيحتاج أن يعرف أمورا قبل الدخول ليكون على علم مما يفعل أو يقول. فمن تلك الأمور إذا كان على الاختيار في المأثور أن يغطي رأسه قبل الدخول إن كان مكشوفا و أن يكون موضع قضاء حاجته مصونا عن من ينظر إلى عورته و إذا أراد الجلوس لذلك فلا يكون مستقبل القبلة
و لا مستدبرها و لا يستقبل الهواء بالبول فلعله يرده الهواء عليه و لا يستقبل الشمس و لا القمر و لا يبول في ثقوب الحيوان فلعله يخرج منه ما يؤذيه و يجتنب المواضع التي يتأذى بها الناس و لا يبول و لا يتغوط في ماء جار و لا راكد فإنه أشد كراهية و إذا كان الماء الراكد دون الكر أفسده و نجسه و لا يأكل و لا يشرب في حال الاشتغال بقضاء هذه الحاجة و لا يستاك و هو كذلك و لا يتكلم إلا بذكر الله جل جلاله أو تدعوه ضرورة إلى الكلام. فإذا فرغ من قضاء حاجته استنجى فغسل الموضع من البول و الغائط بالماء و إن تعذر الماء لغسل الغائط فيمسح موضع الغائط بثلاثه أحجار طاهرة أو ما يقوم مقامها مما جعله الشرع عوضا عنها فإن زالت عين الغائط قبل تمام الثلاثة فلا بد من ثلاثة و إن لم تزل العين بثلاثة فيزيد على ثلاثة حتى تزول عين الغائط و يجوز الاقتصار على الأحجار كما ذكرناه مع وجود الماء في الغائط فإن جمع بين الأحجار و الماء كان أفضل فإذا فرغ من طهارة موضع الغائط مسح من عند مخرجه إلى أصل ذكره ثلاث مرات مسحا لطيفا ثم يمسح كذلك من أصل ذكره إلى عند رأسه ثلاث مرات ثم يغسله و لا يجزي في غسل البول غير الماء مع التمكن منه. و إن كانت امرأة فحكمها في غسل الغائط بالماء كالرجال و أما البول فما تحتاج فيه إلى مسح و يجزيها غسل البول.
ذكر بعض ما رويناه من آداب و دعوات عند دخول الخلاء إلى أن يخرج منه
ينبغي للعارف ألا يغفل عنه. فمن ذلك أنه يقدم عند دخوله إليه رجله اليسرى قبل اليمنى-
و ليقل ما
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنِ الشَّيْخِ الصَّدُوقِ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْبَطَائِنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْمَخْرَجِ وَ أَنْتَ تُرِيدُ الْغَائِطَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الرِّجْسِ النِّجْسِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْعَلِيمُ.
أقول و إن كنت تريد رواية بأقل من هذه الألفاظ فقل
مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَحْمَدَ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَيْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيَّيْنِ قَالا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ مِنْ كِتَابِهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي وَ حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَا جَمِيعاً عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْمَخْرَجِ وَ أَنْتَ تُرِيدُ الْغَائِطَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الرِّجْسِ النِّجْسِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
أقول و إن كنت تريد أخف من هذه الألفاظ أيضا فقل
مَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَ وَاصِلَ بْنَ عَطَاءٍ وَ بَشِيرَ الرَّحَّالِ سَأَلُوا أَبِي ع عَنْ حَدِّ الْخَلَاءِ إِذَا دَخَلَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَإِذَا جَلَسَ يَقْضِي حَاجَتَهُ قَالَ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الْأَذَى وَ هَنِّئْنِي طَعَامِي فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَمَاطَ عَنِّي الْأَذَى وَ هَنَّأَنِي طَعَامِي ثُمَّ قَالَ إِنَّ مَلَكاً مُوَكَّلًا بِالْعِبَادِ إِذَا قَضَى أَحَدُهُمُ الْحَاجَةَ قَلَبَ عُنُقَهُ فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ أَ لَا تَنْظُرُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْ جَوْفِكَ فَلَا تُدْخِلْهُ إِلَّا طَيِّباً وَ فَرْجِكَ لَا تُدْخِلْهُ فِي حَرَامٍ.
أقول أنا فإذا أراد الاستنجاء فليقل
مَا رَوَيْنَاهُ عَنْ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: يَقُولُ إِذَا اسْتَنْجَى اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ حَرِّمْهُمَا عَلَى النَّارِ وَ وَفِّقْنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
أقول فإذا فرغت من الغائط فقل
مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيَّانِ قَالا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّينَ وَ مِائَتَيْنِ فِي الْمُحَرَّمِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي وَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الطَّلَا الرَّنْدَجِيُّ جَمِيعاً عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا فَرَغْتَ يَعْنِي مِنَ الْغَائِطِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاطَ عَنِّي الْأَذَى وَ أَذْهَبَ عَنِّي الْغَائِطَ وَ هَنَّأَنِي وَ عَافَانِي وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَسَّرَ الْمَسَاغَ وَ سَهَّلَ الْمَخْرَجَ وَ أَمْضَى الْأَذَى.
أَقُولُ فَإِذَا أَرَدْتَ الْخُرُوجَ مِنْ بَيْتِ الْخَلَاءِ فَامْسَحْ عَلَى بَطْنِكَ ثُمَّ قُلْ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنْ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَنَّأَنِي طَعَامِي وَ شَرَابِي وَ عَافَانِي مِنَ الْبَلْوَى ثُمَّ يُخْرِجُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى قَبْلَ الْيُسْرَى وَ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنِي لَذَّتَهُ وَ أَبْقَى فِي جَسَدِي قُوَّتَهُ وَ أَخْرَجَ عَنِّي أَذَاهُ يَا لَهَا نِعْمَةً يَا لَهَا نِعْمَةً يَا لَهَا نِعْمَةً لَا يُقَدِّرُ الْقَادِرُونَ قَدْرَهَا.
ذكر ما نقول في صفة ماء الطهارة
الماء الذي يصلح للطهارة هو ما يكون ماء مطلقا طاهرا من النجاسات مأذونا شرعا استعماله للطهارة
فإذا وجد ذلك يطهر به و إن وجد ذلك الماء كان قليلا ينقص عن الكر فأصل الماء أنها طاهرة على اليقين فلا يمتنع من التطهر به لأجل كونه قليلا و يقول قد تنجس بظن أو تخمين فيكون في امتناعه و إهماله لهذه الطهارة و الصلاة قد رمى نفسه في الهلكات و استخف بصاحب الشريعة بل أقدم على من أرسله جل جلاله بأمور فظيعة لأنه إذا كان يريد العبادة لأجله سبحانه فلا يخالفه في تدبيره و قوله و إياه و ما قد دخل فيه كثير من الناس من إهمال الطهارة و الصلاة بالتوهمات لنجاسة الماء على سبيل الوسواس فإن ذلك مرض في الأبدان أو سقم في العقائد و الأديان و قصور في معرفتهم بالرحمن
الفصل العاشر في صفة الطهارة بالمعقول من مراد الرسول لكمال في القبول
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس أكمل الله سعده و أورى بكل منقبة زنده المهم لمن يريد الطهارة بالماء أن يبدأ بتطهير الأعضاء من وسخ الذنوب و دنس العيوب قبل غسلها بالماء فإنه إذا غسلها و هو غافل عن تطهيرها مما يكرهه مولاه الذي يريد وقوفه بين يديه و كان في حال غسلها بالماء غائبا عن الله جل جلاله في سفر غفلته و جرأته عليه كان كالمستهزئ حيث ترك الأهم و اشتغل بالدون و لا يأمن أن يتناوله تهديد قوله جل جلاله اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ أَ مَا بَلَغَكَ