کتابخانه روایات شیعه
قَالَ وَ إِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ فَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَ عَنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ وَ لْتَكُنْ ذُنُوبُكَ عَلَيْكَ لَا تُحَمِّلْهَا عَلَى إِخْوَانِكَ وَ لَا تُزَكِّ نَفْسَكَ بِتَذْمِيمِ إِخْوَانِكَ وَ لَا تَرْفَعْ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخْوَانِكَ وَ لَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ وَ لَا تُدْخِلْ مِنَ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ وَ لَا تَفَحَّشْ فِي مَجْلِسِكَ لِكَيْلَا يَحْذَرُوكَ بِسُوءِ خُلُقِكَ وَ لَا تُنَاجِ مَعَ رَجُلٍ وَ عِنْدَكَ آخَرُ وَ لَا تَتَعَظَّمْ عَلَى النَّاسِ فَيُقْطَعَ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَ لَا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَيُمَزِّقَكَ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ قَالَ اللَّهُ وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً أَ تَدْرِي مَا النَّاشِطَاتُ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ تَنْشِطُ اللَّحْمَ وَ الْعَظْمَ قُلْتُ مَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ قَالَ يَا مُعَاذُ أَمَا إِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ وَ مَا رَأَيْتُ مُعَاذاً يُكْثِرُ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ كَمَا يُكْثِرُ تِلَاوَةَ هَذَا الْحَدِيثِ.
ذكر المعنى الثاني في أن نوافل الزوال صلاة الأوابين
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ بِإِسْنَادِهِ فِي كِتَابِ الْكَافِي عَنْ مَوْلَانَا عَلِيٍّ ع قَالَ: صَلَاةُ الزَّوَالِ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ.
أقول
وَ رَأَيْتُ فِي الْأَحَادِيثِ الْمَأْثُورَةِ مَا مَعْنَاهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِإِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ الْمَبْرُورَةِ وَ أَنَّ نَوَافِلَ الزَّوَالِ هِيَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ وَ أَنَّ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ مَقَاماً مَشْكُوراً فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً .
ذكر المعنى الثالث في الاستخارة عند نوافل الزوال
رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع الِاسْتِخَارَةُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنَ الزَّوَالِ. أَقُولُ وَ رَوَيْنَا هَذِهِ الرِّوَايَةَ بِإِسْنَادِي إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ
أقول و إذ قد أتينا على ما أردنا ذكره من أسرار الصلوات فلنذكر الآن ما نريد تقديمه عليها من طريق الروايات فمن ذلك معرفة الأوقات للصلوات. و اعلم أن أوقات النوافل و الفرائض تأتي عند شرح الدخول فيها كما سيأتي ذكره و إنما نذكر هاهنا رواية تتضمن سبب تعيين أوقات الفرائض لينكشف بذلك وجهه و سره و هو مما
أَرْوِيهِ بِإِسْنَادِي إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ فِي أَمَالِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَتَضَمَّنُ سُؤَالَ الْيَهُودِ عَنِ النَّبِيِّ ص عَنْ مُهِمَّاتٍ. وَ مِنْ جُمْلَتِهَا سُؤَالُهُمْ لَهُ ص عَنْ سَبَبِ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي خَمْسِ مَوَاقِيتَ عَلَى أُمَّتِكَ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ قَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا بَلَغَتْ عِنْدَ الزَّوَالِ لَهَا حَلْقَةٌ تَدْخُلُ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَتْ فِيهَا زَالَتْ فَيُسَبِّحُ كُلُّ شَيْءٍ دُونَ الْعَرْشِ لِوَجْهِ رَبِّي وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي يُصَلِّي عَلَيَّ فِيهَا رَبِّي فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيَّ وَ عَلَى أُمَّتِي فِيهَا الصَّلَاةَ وَ قَالَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي يُؤْتَى فِيهَا بِجَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُوَفَّقُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَنْ يَكُونَ سَاجِداً أَوْ رَاكِعاً أَوْ قَائِماً إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَ أَمَّا صَلَاةُ الْعَصْرِ فَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي أَكَلَ فِيهَا آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَمَرَ اللَّهُ ذُرِّيَّتَهُ بِهَذِهِ الصَّلَوَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ اخْتَارَهَا لِأُمَّتِي وَ هِيَ مِنْ أَحَبِّ الصَّلَوَاتِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَوْصَانِي أَنْ أَحْفَظَهَا مِنْ بَيْنِ الصَّلَوَاتِ وَ أَمَّا صَلَاةُ الْمَغْرِبِ فَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تَابَ اللَّهُ فِيهَا عَلَى آدَمَ وَ كَانَ
بَيْنَ مَا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَ بَيْنَ مَا تَابَ عَلَيْهِ ثَلَاثُمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فِي أَيَّامِ الْآخِرَةِ يَوْمٌ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِنْ وَقْتِ الْعَصْرِ إِلَى الْعِشَاءِ فَصَلَّى آدَمُ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ رَكْعَةً لِخَطِيئَتِهِ وَ رَكْعَةً لِخَطِيئَةِ حَوَّاءَ وَ رَكْعَةً لِتَوْبَتِهِ فَافْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الثَّلَاثَ رَكَعَاتٍ عَلَى أُمَّتِي وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ فَوَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يَسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَاهُ فِيهَا مِنْ أُمَّتِي وَ هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ أَمَّا صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ لِلْقَبْرِ ظُلْمَةً وَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ظُلْمَةً أَمَرَنِي اللَّهُ وَ أُمَّتِي بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لِتُنَوِّرَ لَهُمُ الْقُبُورُ وَ لِيُعْطَوُا النُّورَ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَا مِنْ قَدَمٍ مَشَتْ إِلَى صَلَاةِ الْعَتَمَةِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَ هِيَ الصَّلَاةُ الَّتِي اخْتَارَهَا لِلْمُرْسَلِينَ قَبْلِي وَ أَمَّا صَلَاةُ الْفَجْرِ فَإِنَّ الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَطْلُعُ عَلَى قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ وَ أَمَرَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُصَلِّيَ صَلَاةَ الْفَجْرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ لَهَا الْكَافِرُ فَتَسْجُدُ أُمَّتِي لِلَّهِ وَ سَرْعُهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ وَ هِيَ الصَّلَاةُ الَّتِي يَشْهَدُهَا مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ.
ثم ذكر تمام الحديث. و مما نريد تقديمه قبل الصلاة تعظيم حالها من طريق الروايات و من ذلك معرفة ما يقرأ في النوافل على العموم و من ذلك ما يقرأ في نوافل الزوال خاصة على الوجه المرسوم و من ذلك ذكر معرفة القبلة و من ذلك ذكر سبب في ابتداء الصلاة بسبع تكبيرات و من ذلك صفة نوافل الزوال و ما يتعقب كل ركعتين منها من الدعاء و الابتهال
ذكر ما نريد تقديمه من طريق الروايات في تعظيم حال الصلوات
أقول قد قدمنا في الفصل الأول و الثاني ما ينبهك على لزوم
الاهتمام بها و التعظيم لها و لكن رأيناه قد بعد عن هذا المكان فأحببنا أن نزيد الآن في البيان فمن ذلك ما
أَرْوِيهِ بِإِسْنَادِي إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ فِي كِتَابِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ الصَّادِقِ ص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يَنَالُ شَفَاعَتِي غَداً مَنْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ بَعْدَ وَقْتِهَا.
و من ذلك ما
ذَكَرَهُ أَيْضاً أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ عِقَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَمِيدَةَ أُعَزِّيهَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَبَكَتْ وَ بَكَيْتُ لِبُكَائِهَا ثُمَّ قَالَتْ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَرَأَيْتَ عَجَباً فَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ اجْمَعُوا لِي كُلَّ مَنْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ قَرَابَةٌ فَلَمْ نَتْرُكْ أَحَداً إِلَّا جَمَعْنَاهُ قَالَتْ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِصَلَاتِهِ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَيْسَ مِنِّي مَنِ اسْتَخَفَّ بِصَلَاتِهِ لَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ لَا وَ اللَّهِ.
وَ رَوَى ابْنُ بَابَوَيْهِ أَيْضاً فِي كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا وَ إِنْ رُدَّتْ رُدَّ مَا سِوَاهَا.
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس و قد ذكرنا طرفا جيدا من ذلك في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى و بسطت القول فيه و هناك شفاء العارفين بمعانيه.
ذكر ما يقرأ في النوافل على العموم
و هو ما
رَوَيْتُهُ بِإِسْنَادِي إِلَى
الشَّيْخِ الْجَلِيلِ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَيْهِ عَنْ آخَرِينَ قَالُوا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ غَيْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ فَقَدْ فُتِحَ لَهُ بِأَعْظَمِ أَعْمَالِ الْآدَمِيِّينَ إِلَّا مَنْ أَشْبَهَهُ أَوْ مَنْ زَادَ عَلَيْهِ.
ذكر ما يقرأ في نوافل الزوال خاصة على الوجه المرسوم
أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ سُلَيْمَانَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِيثَمِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اقْرَأْ فِي صَلَاةِ الزَّوَالِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ بِالْإِخْلَاصِ وَ سُورَةِ الْجَحْدِ وَ فِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ وَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَ فِي الرَّابِعَةِ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آخِرِ الْبَقَرَةِ وَ فِي الْخَامِسَةِ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْآيَاتِ الَّتِي فِي آخِرِ آلِ عِمْرَانَ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ فِي السَّادِسَةِ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آيَةِ السُّخْرَةِ وَ فِي السَّابِعَةِ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْآيَاتِ الَّتِي فِي الْأَنْعَامِ وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ وَ فِي الثَّامِنَةِ بِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آخِرِ الْحَشْرِ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ إِلَى آخِرِهَا فَإِذَا فَرَغْتَ قُلْتَ سَبْعَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ وَ دِينِ نَبِيِّكَ- وَ لَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ ثُمَّ يَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ سَبْعِينَ مَرَّةً.
ذكر القبلة
رَأَيْتُ فِي الْأَحَادِيثِ الْمَأْثُورَةِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ آدَمَ أَنْ
يُصَلِّيَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَ نُوحاً يُصَلِّيَ إِلَى الْمَشْرِقِ وَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَجْمَعَهُمَا وَ هِيَ الْكَعْبَةُ فَلَمَّا بَعَثَ مُوسَى أَمَرَهُ أَنْ يُحْيِيَ دِينَ آدَمَ وَ لَمَّا بَعَثَ عِيسَى أَمَرَهُ بِأَنْ يُحْيِيَ دِينَ نُوحٍ وَ لَمَّا بَعَثَ مُحَمَّداً أَمَرَهُ أَنْ يُحْيِيَ دِينَ إِبْرَاهِيمَ.
فَالْكَعْبَةُ قِبْلَةٌ لِمَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ قِبْلَةٌ لِمَنْ كَانَ فِي الْحَرَمِ وَ مَنْ كَانَ فِي خَارِجِ الْحَرَمِ فَقِبْلَتُهُ الْحَرَمُ وَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَتَوَجَّهُونَ إِلَى الرُّكْنِ الْعِرَاقِيِّ وَ هُوَ الرُّكْنُ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ وَ أَهْلُ الْيَمَنِ إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ إِلَى الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ وَ أَهْلُ الشَّامِ إِلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ وَ يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْعِرَاقِ أَنْ يَتَيَاسَرُوا قَلِيلًا وَ لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ ذَلِكَ وَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَعْرِفُونَ قِبْلَتَهُمْ بِعِدَّةِ أَشْيَاءَ منها إذا كان وقت الزوال فتكون الشمس عند الزوال بلا فصل على الحاجب الأيمن لمن يواجهها و إذا كان عند عشاء المغرب فيكون الشفق الأحمر في المشرق في الزمان المعتدل محاذيا للمنكب الأيسر للذي يكون مستقبل القبلة و إذا كان عند عشاء الآخرة يكون الشفق في المغرب في الزمان المعتدل محاذيا للمنكب الأيمن ممن يكون مستقبل القبلة و إذا كان وقت صلاة الصبح فيكون قبل طلوع الفجر محاذيا في الزمان المعتدل للمنكب الأيسر ممن يكون مستقبل القبلة فإذا فقد المصلي هذه الأسباب و كانت السماء مطبقة بالغيم أو ببعض الموانع من تراب أو غيره من تدبير مالك الحساب فإن غلب الظن بجهة القبلة فيعمل على غالب ظنه فإن تساوت ظنونه أو لم يكن له ظنون متساوية بل شكا محضا في كل الجهات و لم يكن له طريق يقدر عليها و يستعلم بها العلم أو غلبة الظن على سائر الحالات فإن كانت الصلاة نافلة فليصل إلى أي جهة شاء و إن كانت الصلاة فريضة فيصلي الفريضة أربع دفعات إلى أربع جهات فإن تعذر ذلك عليه لبعض الضرورات
ليصل الفريضة دفعة واحدة إلى أي جهة شاء فإن ظهرت القبلة و قد صلى إليها فصلاته صحيحة و كذلك إن كان صلاته بين المغرب و المشرق و كان في أرض العراق و إن كان إلى جهة المشرق أو المغرب و الوقت باق أعادها و إن خرج الوقت فلا إعادة عليه و إن كان صلاته إلى استدبار القبلة أعادها على كل حال و تجوز الصلاة النافلة على الراحلة و السفينة على حسب حاله في المسير و تمكنه من استقبال القبلة و الأفضل له أن يستقبل على حسب حاله في المسير القبلة بتكبيرة الإحرام ثم يتمم الصلاة كيف دارت السفينة و الراحلة و ذلك في هذا المقام
ذكر ما يستحب التوجه فيه بسبع تكبيرات و ما نرويه في سبب ذلك
يستحب التوجه بسبع تكبيرات في سبعة مواضع أول ركعة من نوافل الزوال و أول ركعة من كل فريضة و أول ركعة من نوافل المغرب و أول ركعة من الوتيرة و أول ركعة من صلاة نافلة الليل و أول ركعتي الإحرام و روي تأكيد التوجه و التكبير في ثلاثة مواضع منها 13
حَدِيثُ أبو [أَبِي] مُحَمَّدٍ هَارُونِ بْنِ مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ الْمَذَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سمون [شَمُّونٍ] قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السِّجِسْتَانِيِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع افْتَتِحْ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ بِالتَّوَجُّهِ وَ التَّكْبِيرِ فِي الزَّوَالِ وَ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ الْمُفْرَدَةِ مِنَ الْوَتْرِ وَ قَدْ يُجْزِيكَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ التَّطَوُّعِ أَنْ تُكَبِّرَ تَكْبِيرَةً لِكُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
ذكر ما نرويه في سبب سبع تكبيرات