کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فلاح السائل و نجاح المسائل

المقدمة الفصل الأول في تعظيم حال الصلاة و أن مهملها من أعظم الجناة الفصل الثاني في صفة الصلاة التي‏ الفصل الثالث فيما نذكره من فضيلة الدعاء من صريح القرآن‏ الفصل الرابع فيما نذكره من أخبار في فضيلة الدعاء صريحة البيان‏ الفصل الخامس فيما نذكره من أن الدعاء و مناجاة الرحمن أفضل من تلاوة كلام الله جل جلاله العظيم الشأن‏ الفصل السادس فيما نذكره بالعقل من صفات الداعي التي ينبغي أن ينتهي إليها الفصل السابع فيما نذكره بالنقل من الصفات التي ينبغي أن يكون الداعي عليها الفصل الثامن فيما نذكره من الفوائد بالمحافظة على الإكثار من المناجاة و فضيلة الدعاء للإخوان بظهر الغيب و لأئمة النجاة الفصل التاسع في صفة مقدمات الطهارة و صفة الماء الذي يصلح لطهارة الصلاة ما يحتاج إليه الإنسان لدخول الخلاء و البول و الغائط و تلك الضرورات‏ ذكر بعض ما رويناه من آداب و دعوات عند دخول الخلاء إلى أن يخرج منه‏ ذكر ما نقول في صفة ماء الطهارة الفصل العاشر في صفة الطهارة بالمعقول من مراد الرسول لكمال في القبول‏ الفصل الحادي عشر في صفة الطهارة بالماء بحسب المنقول‏ الفصل الثاني عشر في صفة التراب أو ما يقوم مقامه و الطهارة الصغرى به بعد تعذر الطهارة بالماء الفصل الثالث عشر في صفة الطهارة بالماء للغسل عقلا و نقلا ذكر غسل الجنابة و أما حكم حيضهن و استحاضتهن و نفاسهن‏ ذكر ما نورده من الأغسال المندوبة ذكر غسل الميت و ما يتقدمه و يتعقبه‏ [ذكر عهد الميت‏] نسخة الكتاب توضع عند الجريدة مع الميت‏ [آداب الاحتضار] [ذكر صفة الكفن‏] فصل‏ ذكر صفة القبر صفة ما ينبغي اعتماده عند احتضار الأموات‏ صفة تغسيل الأموات‏ صفة تكفين الأموات‏ ذكر صفة الصلاة على الأموات‏ ذكر التعزية ذكر صفة دفن الأموات‏ ذكر ما نورده من صفات زيارة قبور الأموات‏ ذكر ما يعمل قبل أول ليلة يدفن الإنسان في قبره‏ الفصل الرابع عشر في صفة الطهارة بالتراب عوضا عن الغسل بعد تعذر الطهارة بالمياه و اختيار الثياب و المياه و المكان للصلاة و ما يقال عند دخول المساجد و الوقوف في القبلة لما رويناه‏ صفة التيمم عوضا عن الغسل‏ ذكر فضل بعض المساجد و تفاوت الصلاة فيها صفة دخول المسجد الفصل الخامس عشر فيما نذكره من تعيين أول صلاة فرضت على العباد و أنها هي الوسطى‏ الفصل السادس عشر فيما ينبغي عمله عند زوال الشمس‏ الفصل السابع عشر فيما نذكره من نوافل الزوال و بعض أسرار تلك الحال‏ ذكر ما نذكره من أسرار الصلاة ذكر نية الصلاة ذكر تكبيرة الحرام‏ ذكر التوجه‏ ذكر أدبه في التحميد و التمجيد ذكر أدبه عند قوله‏ . ذكر أدب العبد في قوله‏ ذكر أدبه في الدعوات في الصلاة عند قوله‏ و في كل موضع يراد منه أن يدعو فيه في الصلاة بقلب سليم. ذكر أدب العبد في قراءة القرآن في الصلوات على سبيل الجملة في سائر الآيات‏ ذكر أدبه في الركوع و الخضوع‏ ذكر أدبه في السجود فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ ذكر الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية في الصلاة ذكر الشهادة لمحمد بن عبد الله رسول الله ص بالرسالة و النيابة عن صاحب العظمة و الجلالة ذكر الصلاة على محمد ص‏ ذكر التسليم في الصلاة ذكر المعنى الثاني في أن نوافل الزوال صلاة الأوابين‏ ذكر المعنى الثالث في الاستخارة عند نوافل الزوال‏ ذكر ما نريد تقديمه من طريق الروايات في تعظيم حال الصلوات‏ ذكر ما يقرأ في النوافل على العموم‏ ذكر ما يقرأ في نوافل الزوال خاصة على الوجه المرسوم‏ ذكر القبلة ذكر ما يستحب التوجه فيه بسبع تكبيرات و ما نرويه في سبب ذلك‏ ذكر ما نرويه في سبب سبع تكبيرات‏ صفة نوافل الزوال‏ ذكر رواية في الدعاء عقيب كل ركعتين من نوافل الزوال‏ ذكر رواية أخرى في الدعاء عقيب كل ركعتين من نافلة الزوال‏ الفصل الثامن عشر فيما نذكره من صفة الأذان و الإقامة و بعض أسرارهما ذكر بعض ما رويناه من أسرار الإقامة ذكر ما نريد وصفه من أحكام الأذان و الإقامة الفصل التاسع عشر فيما نذكره من فضل صلاة الظهر و صفتها و بعض أسرارها و جملة من تعقيبها و سجدتي الشكر و ما يتبعها ذكر دخول العبد في فريضة صلاة الظهر ذكر فضل لصلاة الراضين بتدبير الله جل جلاله القائمين بشروط الله جل جلاله‏ الفصل العشرون فيما نذكره من نوافل العصر و أدعيتها و بعض أسرارها الفصل الحادي و العشرون في صلاة العصر و ما نذكره من الإشارة إلى شرحها و تعقيبها الفصل الثاني و العشرون فيما نذكره من دعاء الغروب و تحرير الصحيفة التي أثبتها الملكان و ما تختم به لتعرض على علام الغيوب‏ فصل‏ الفصل الثالث و العشرون في تلقي الملكين الحافظين عند ابتداء الليل و في صفة صلاة المغرب و ما نذكر من شرحها و تعقيبها الفصل الرابع و العشرون في نوافل المغرب و ما نذكره من الدعاء بينها و عقيبها ذكر رواية بما يقرأ في الأربع الركعات من نوافل المغرب‏ ذكر رواية أخرى بما يقرأ في الركعتين الأولتين‏ ذكر ما نريده من الدعاء في آخر سجدة من نوافل المغرب و فضل ذلك‏ ذكر صفة صلاة الركعتين الأولتين من نوافل المغرب‏ الفصل الخامس و العشرون فيما نذكره من صلوات بين نوافل المغرب و بين صلاة عشاء الآخرة و فضل ذلك‏ ذكر فضل التطوع بين العشاءين‏ ذكر رواية أخرى في فضل ذلك‏ ذكر ما يختار ذكره من الصلوات بين العشاءين بالروايات أيضا الفصل السادس و العشرون فيما نذكره من وقت صلاة العشاء الآخرة و صفتها و تعقيبها الفصل السابع و العشرون فيما نذكره من صلاة للفرج بعد صلاة العشاء الآخرة الفصل الثامن و العشرون فيما نذكره من صلاة لطلب الرزق و غيرها من صلوات بعد عشاء الآخرة أيضا الفصل التاسع و العشرون في صلاة الوتيرة و ما نذكره من تعقيبها ذكر ما يقرأ في صلاة الوتيرة ذكر رواية أخرى مما يقرأ في صلاة الوتيرة ذكر صفة صلاة الوتيرة الفصل الثلاثون فيما نذكره مما ينبغي العمل به قبل النوم و إذا استيقظ في خلال نومه و لم يجلس‏ ذكر حال العبد إذا نام بين يدي مولاه‏ ذكر رواية عن الهادي ع بما يقول أهل البيت ع عند المنام‏ ذكر تفصيل فضائل بعض ما أجملناه‏ ذكر فضيلة قراءة ذكر فضيلة الآية ذكر فضيلة قراءة آية الكرسي و المعوذتين‏ ذكر رواية أخرى لمن كان يفزع من كتاب المشيخة ذكر فضيلة لآخر سورة بني إسرائيل و آخر سورة الكهف‏ رواية الأمان من الاحتلام‏ رواية في الأمان من اللصوص‏ رواية في الأمان من السرق‏ ذكر ما يحتاج إليه الإنسان إذا أراد النوم في حال دون حال‏ رواية أخرى في زوال الْأَرَقِ و استجلاب النوم‏ رواية أخرى في زوال الأرق و استجلاب النوم‏ ذكر ما يقوله بعد النوم إذا انقلب على فراشه و لم يجلس‏ ذكر ما يفعله و يقوله إذا رأى في منامه ما يكره‏ رواية ثانية في دفع رؤيا مكروهة رواية ثالثة لدفع ما يكره من الرؤيا [كلمة الناشر] فهرس الكتاب‏

فلاح السائل و نجاح المسائل


صفحه قبل

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 79

بها خرقة طاهرة ثم يقلبه على ظهره كما ذكرناه باحترام و تعظيم لأمره و يمسح بطنه و يغسل فرجه و يغسل رأسه و جانبه الأيمن و جانبه الأيسر كما شرحناه بماء الكافور. ثم يعتمد في تقليبه و ترتيبه كما وصفناه و يغسله المرة الأخيرة بماء خالص ليس فيه سدر و لا كافور و لا يضاف إليه شي‏ء و يبدأ كما ذكرناه بغسل رأسه ثم بجانبه الأيمن ثم بالأيسر كما أوضحناه. و ليكتم على الميت ما يراه‏

فَقَدْ رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي أَمَالِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ قَالَ مَنْ غَسَّلَ مُؤْمِناً مَيِّتاً فَأَدَّى فِيهِ الْأَمَانَةَ غُفِرَ لَهُ قِيلَ وَ كَيْفَ يُؤَدِّي فِيهِ الْأَمَانَةَ قَالَ لَا يُخْبِرُ بِمَا يَرَى.

فإذا فرغ من جميع ما ذكرناه شرع في تكفينه‏

صفة تكفين الأموات‏

يبدأ بتهيئة جريدتين مقدار عظم الذراع من شجر أخضر و الأفضل من سعف النخل الأخضر و يكتب عليهما ما كتب على الأكفان فإنهما صيانة له من العذاب ما دامتا رطبتين و فيهما فضل و يهيئ تابوته أو ما يحمل عليه بحسب ما يحتاج إليه ثم يشرع في الخرقة التي تسمى الخامسة فيبسطها و يجعل عليها شيئا من القطن و ينثر عليه شيئا من الذريرة المعروفة بالقمحة و يضم بها فرجه قبله و دبره و يشد بها فخذيه شدا وثيقا و يكون في ذلك محترما له و عليه شفيقا فإذا فرغ من شده بالخامسة جعل كافورا على مساجده السبعة و ما يفضل منه على صدره و ليتق الله جل جلاله في تعظيمه و صلاح أمره ثم يوزره بالوزرة من سرته إلى حيث بلغ عرضها و يلبسه القميص و يكون سابغا من ورائه و قدامه إلى أن يفضل عن أقدامه و يجعل الجريدة اليمنى عند جانبه الأيمن على جلده بين قميصه و جسده و الجريدة الأخرى عند جانبه‏

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 80

الأيسر ما بين القميص و الإزار ثم يسد فاه و أذنيه بقطن و ما يحتاج إليه ثم يعممه بأن يحنكه بها و يجعل للعمامة من أولها طرفا على صدره ثم يعممه و يجعل من آخرها طرفا آخر أيضا على صدره و يبسط الحبرة أو ما يقوم مقامها ثم يبسط الإزار و يجعل عليه قطنا و ذريرة و يوفرها عليه ثم يلفه في الإزار و الحبرة لفا رقيقا مشفقا عليه و يشدهما من قبل رأسه و من جهة قدميه ثم يحمل في تابوته أو ما يحمل فيه إلى موضع الصلاة عليه و أفضل المشيعين للجنائز خلفها و عن جانبها لأن المشيع تابع فكيف يكون بين يديها. و يستحب تربيع الجنازة بأن يأخذ جانبها الأيمن ثم رجلها اليمنى ثم رجلها اليسرى ثم منكبها الأيسر يدور خلفها و حولها

ذكر صفة الصلاة على الأموات‏

عادة جماعة من أصحابنا المصنفين أن يؤخروا ذكر هذه الصلاة إلى كتاب الصلاة و رأيت ذكرها هاهنا أقرب إلى صواب الإرادات فإنها ليست من تلك الصلاة و لا يجب فيها الطهارة و لا القراءة و لا شروط تلك المناجاة و أردت أنه إذا وقف الناظر في هذا الكتاب يجد الصلاة على الميت في هذا الباب و لا يحتاج أن يطلبها من موضع بعيد فلعله أقرب إلى الصواب. و صلاة الأموات فرض على الكفاية إذا قام بها بعض من تجب عليه سقطت عن الباقين. و تجب الصلاة على كل ميت مؤمن أو من له حكم المؤمن ممن له من العمر ست سنين و أولى المكلفين بالصلاة عليه أولاهم بميراثه من الذكور و الزوج أحق بالصلاة على زوجته من وليها و يصلي على الميت أي وقت كان من ليل أو نهار ما لم يكن وقت فريضة من الصلوات‏

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 81

أو فرض غيرها مضيق الأوقات فيبدأ بالفريضة إلا أن يخاف على الميت من التغيير فيبدأ على سائر الحالات و الطهارة للصلاة على الميت أكمل و آخر الصفوف أفضل. فإذا وضع الميت للصلاة عليه فيجعل رأسه مما يلي يمين الذي يصلي عليه و رجلاه مما يلي يسار المصلي عليه و يتقدم الإمام فيخلع نعليه و يقف للرجل عند وسطه و للمرأة عند صدرها و يقصد المصلي أنه يصلي على هذا الميت واجبا لوجه وجوبه يعبد الله جل جلاله بذلك لأنه أهل العبادة. و يكبر تكبيرة يرفع بها يديه و يكبر الذي وراءه بتكبيرة فيقول الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله. ثم يكبر ثانية فيقول الله أكبر اللهم صل على محمد و آل محمد و بارك على محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد كأفضل ما صليت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ثم يكبر ثالثة فيقول الله أكبر اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات‏ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ . ثم يكبر رابعة فيقول الله أكبر اللهم عبدك و ابن عبدك نزل بك و أنت خير منزول به اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا و أنت أعلم به منا اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز عنه و احشره مع من كان يتولاه من الأئمة الطاهرين و ارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه برحمتك يا أرحم الراحمين و يبالغ في الدعاء بحسب ما يفتح على‏

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 82

خاطره من أكرم الأكرمين. ثم يكبر الخامسة فيقول الله أكبر العفو العفو و يقف على حاله حتى ترفع الجنازة ثم ينصرف بخشوعه و إقباله ذاكرا لله و أنه كذا يكون في وفاته و انتقاله. و إن كان الميت عدوا لله جل جلاله و قد حضر تقية فيدعو بعد التكبيرة الرابعة بما يكون أقرب إلى المراضي الإلهية. و إن كان الميت مستضعفا قال بعد التكبيرة الرابعة اللهم اغفر لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ‏ . و إن كان لا يعرف هل هو عدو لله جل جلاله أو ولي لله جل جلاله فيقول بعد التكبيرة الرابعة اللهم هذه نفس أنت أحييتها و أنت أمتها و أنت أعلم بسرها و علانيتها فاحشرها مع من تولت. و إن كان الميت دون البلوغ فيقول بعد التكبيرة الرابعة اللهم اجعله لنا و لأبويه فرطا

ذكر التعزية

رَوَى غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَوْلَانَا عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: التَّعْزِيَةُ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ وَ بَعْدَ مَا يُدْفَنُ.

ثم يعزى أهل الميت بما يفتحه الله جل جلاله من أسباب الاعتبار و الأخبار.

وَ مِنْ أَحْسَنِ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ عَنِ الصَّادِقِ ص فِي التَّعْزِيَةِ أَنَّهُ قَالَ مَا مَعْنَاهُ‏ إِنْ كَانَ هَذَا الْمَيِّتُ قَدْ قَرَّبَكَ مَوْتُهُ مِنْ رَبِّكَ أَوْ بَاعَدَكَ عَنْ ذَنْبِكَ فَهَذِهِ لَيْسَتْ مُصِيبَةً وَ لَكِنَّهَا رَحْمَةٌ وَ عَلَيْكَ نِعْمَةٌ وَ إِنْ كَانَ مَا وَعَظَكَ وَ لَا بَاعَدَكَ عَنْ ذَنْبِكَ وَ لَا قَرَّبَكَ مِنْ رَبِّكَ فَمُصِيبَتُكَ بِقَسَاوَةِ قَلْبِكَ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِكَ بِمَيِّتِكَ إِنْ كُنْتَ عَارِفاً بِرَبِّكَ.

و مما يقال في العزاء إن الله جل جلاله قد بذل على الصبر و الرضا

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 83

بالمصائب ما هو أعظم من بقاء الأحياء فالعاقل يرغب في أرجح المواهب و المناقب فقال جل جلاله‏ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ‏ و كفى في التعزية عند العارفين أنه من تدبير أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين الذي لا يتهم في تدبيره و شفقته على المحسنين و لا على المسيئين و لعل لو كشف لأهل الأموات ما في باطن ذلك من المصالح و السعادات لسأل الميت و لسأل أيضا أهله تعجيل الحادثات على كل حال و لكان إذا لم يمت و تأخرت تلك المصالح و العنايات يبكون أبلغ مما بكوا عليه عند الممات. و المهم عند ذوي الألباب موت القلوب و موت صفة من صفات كمال الإنسان و أما موت الأبدان و نقلها من دار تقلب الأزمان فذلك سعادة و زيادة مع سلامة الأديان. ثم يحمل الميت إلى محل خلوته بمالك أمره و وحدته و وحشته في حفرته و قبره‏

ذكر صفة دفن الأموات‏

إذا وصل الحاملون للميت إلى مضاجعة الثرى و مجاورة أهل القبور من الورى و المنزل الذي يهجره فيه الأهل و الإخوان و يخذله الأعوان و الجيران و يقيم فيه وحيدا و فريدا طريدا بعيدا.

تُنْزَلُ جِنَازَةُ الرَّجُلِ مِمَّا يَلِي رِجْلَيْ قَبْرِهِ وَ تُقَدَّمُ إِلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فِي ثَلَاثِ دَفَعَاتٍ فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رُوحَهُ تَسْتَعِدُّ بِذَلِكَ لِمَا يَلْقَاهُ مِنَ السُّؤَالِ وَ الْأُمُورِ الْهَائِلَاتِ. وَ إِنْ كَانَتْ جِنَازَةَ امْرَأَةٍ تُرِكَتْ قُدَّامَ قَبْرِهَا مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ.

ثم‏

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 84

ينزل إلى القبر ولي الميت أو من يأمر وليه و يكون نزوله من عند رجلي القبر حافيا مكشوف الرأس و يتناول الميت يبدأ برأسه بإكرام و احترام و يتذكر أنه بعين الله جل جلاله و هو وكيل الميت في هذا المقام و يقول إذا نزله اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة و لا تجعلها حفرة من حفر النار و يقول بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم إيمانا بك و تصديقا بكتابك هذا ما وعد اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً ثم يسلمه إلى الله جل جلاله و يستودعه لله جل جلاله و يلقيه إلقاء المستسلم بين يدي الله جل جلاله و يقول في تسليمه و إيداعه بحسب ما يفتحه الله جل جلاله على قلبه و كلامه. ثم يضجعه على جانبه الأيمن و يستقبل به القبلة و يحل عقد كفنه من جهة رأسه و رجليه و يضع خده على التراب ذلا و استكانة و استرحاما و استعطافا لمولاه رب الأرباب‏

وَ يَجْعَلُ مَعَهُ شَيْئاً مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ ع فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ أَمَانٌ.

و المنزل مهول يحتاج إلى التوصل و السلامة منه بغاية الإمكان. و مما رأيت في بشارة المقبل المسعود من أهل اللحود

عَنِ النَّبِيِّ ص‏ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ شَيَّعَكَ وَ اسْتَجَابَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَكَ وَ قَبِلَ مِمَّنْ شَهِدَ لَكَ.

ثم يلقن الميت ما كان يعتقده أيام حياته من الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية و لرسوله ص بالرسالة و للأئمة من عترته بالإمامة و الجلالة و يكون التلقين من أهل اليقين و على نية أنه جواب الملكين السائلين فلعل الله جل جلاله برحمته يكفيه بذلك سؤال منكر و نكير و تقر به العين.

فلاح السائل و نجاح المسائل، ص: 85

ثم يشرج اللين [اللبن‏] عليه و يقول اللهم صل وحدته و آنس وحشته و ارحم غربته و أسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك و احشره مع من كان يتولاه. فإذا فرغ من تشريج اللين [اللبن‏] عليه خرج من القبر من جهة رجليه و هال التراب عليه و يهيل كل من حضر هناك بظهور أكفهم إلا من كانت له به رحم و يقولون‏ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏ هَذَا مَا وَعَدَ اللَّهُ‏ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ‏ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً و يطم القبر و يرفع عن الأرض مقدار أربع أصابع و يسطح و يصب الماء عليه أي على القبر يبدأ بالصب من عند رأسه ثم يدار من أربع جوانبه حتى يرجع إلى رأسه و أن فضل من الماء شي‏ء صبه على وسط قبره. فإذا فرغ من ذلك زار الميت من الحاضرين من أراد التقرب إلى مالك يوم الدين‏

ذكر ما نورده من صفات زيارة قبور الأموات‏

فَمِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع نَزُورُ الْمَوْتَى فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَيَسْمَعُونَ بِنَا إِذَا أَتَيْنَاهُمْ قَالَ إِي وَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ بِكُمْ وَ يَفْرَحُونَ بِكُمْ وَ يَسْتَأْنِسُونَ إِلَيْكُمْ قَالَ قُلْتُ فَأَيَّ شَيْ‏ءٍ نَقُولُ إِذَا أَتَيْنَاهُمْ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ وَ صَاعِدْ إِلَيْكَ أَرْوَاحَهُمْ وَ لَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْوَاناً وَ أَسْكِنْ إِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَ تُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ‏ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

صفحه بعد