کتابخانه روایات شیعه
سُبْحَانَ مَنْ لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ يُغْشَى وَ لَا بَوَّابٌ يُرْشَى وَ لَا تَرْجُمَانٌ يُنَاجَى سُبْحَانَ مَنِ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الْأَسْمَاءِ سُبْحَانَ مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى سُبْحَانَ مَنْ لَا يَزْدَادُ عَلَى كَثْرَةِ الْعَطَاءِ إِلَّا كَرَماً وَ جُوداً سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَ لَا هَكَذَا غَيْرُهُ.
أقول ثم يدعو بينهما بما يفتح من الله جل جلاله عليه و يبدأ بالدعاء لأعظم الخلق في زمانه عند الله جل جلاله و أعزهم عليه فإنه موضع خاص لإجابة الدعاء ممن يقوم بشروط الدعاء كما ندب إليه ثم يقوم إلى الإقامة. فيقول الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمّدا رسول الله أشهد أن محمّدا رسول الله حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني شرف الله قدره و عصم من كل وصمة ذكره أيها العبد الضعيف الذي ينسى من حيث لا يدري و ينام مغلوبا من حيث لا يدري و يمرض من حيث لا يدري و يهرم من حيث لا يدري و يصاب بالنوائب من حيث لا يدري و يفجع بفقد الحبائب من حيث لا يدري و يموت في آخر الأمر من حيث لا يدري ما الذي قواك و أقدمك على سوء الأدب على سلطان العالمين و أنت سمعت نداءه مرارا تلويحا لتقوم إلى خدمته فهونت بذلك و لم تلتفت إلى دعوته فأعاد النداء تصريحا و قال
مرارا في الأذان و الإقامة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على خير العمل و أنت مع ذلك تسمع بأذنيك أي مسكين فلا تلتفت إلى إجابته فإذا كان اليهود و النصارى يسمعون هذا و لا يلتفتون و أنت تسمع مثلهم و لا تلتفت بأبلغ ما يكون فما الفرق بينك و بينهم في التحقيق فهل يخفى عليك و على عاقل أن صفاتك ما هي صفات أهل التصديق ويحك لو كنت من ذوي البصائر يكفيك في تعجيل القيام و الاهتمام بالخواطر و السرائر تجويز أنه يمكن أن يكون هذا النداء من سلطان الأوائل و الأواخر فإنك لو سمعت نداء من وراء دارك و قال لك قائل لا تعلم صدقه هذا نداء الخليفة و الملك فلان أو من ترجو منه بلوغ شيء من إيثارك أ ما كنت أي سقيم تترك أشغالك و تقوم إلى النداء فما قام عندك نداء جميع الأنبياء و الأوصياء و كافة الدعاة إلى سلطان الأرض و السماء مقام قول واحد لا تعلم صدقه على اليقين داو نفسك فإنك إن كنت من ذوي العقل فأنت سقيم و بك داء دفين أو من الهالكين فإياك إذا سمعت هذا النداء أن تتخلف عنه بل تقوم قيام مستبشر قد أهله مولاه للدخول إلى حضرة مشافهته و الإقبال عليه و القبول منه و ما أجد لك عذرا في النصيحة لك و الشفقة عليك فأقول لك إن كنت معذورا لأنك تعلم أن صاحب هذه الصلاة كلف القيام بها حتى لمن كان محاربا و جريحا و غريقا و مريضا و مأسورا و ما عذر فيها صحيح العقل فارحم روحك فإن بين يديك يوما عسيرا و خطرا كثيرا. أقول و إن كنت ممن لا ينفع عندك في القيام إلى الصلاة أول الوقت صعوبة التهديد و الوعيد فنحن نورد لك بعض ما ورد في تقديمها من الوعود.
فمن ذلك
مَا رَوَيْنَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ بِإِسْنَادِهِ فِيهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: فَضْلُ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ عَلَى الْآخِرِ كَفَضْلِ الْآخِرَةِ عَلَى الدُّنْيَا.
و من ذلك
بِإِسْنَادِنَا مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَفَضْلُ الْوَقْتِ الْأَوَّلِ عَلَى الْآخِرِ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ وَلَدِهِ وَ مَالِهِ.
أقول فإذا لم تنهض لوعيده و لا وعوده فهل ترى عندك تصديقا لمقدس مقاله أو معرفة بحرمة جلاله فإذا قام العبد للصلاة كما قدمناه و قبل النصيحة و الاهتمام كما ذكرناه فليدع بما
رَوَيْنَاهُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَجْرَانَ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: تَقُولُ بَعْدَ الْإِقَامَةِ قَبْلَ الِاسْتِفْتَاحِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَ الصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ بَلِّغْ مُحَمَّداً ص الدَّرَجَةَ وَ الْوَسِيلَةَ وَ الْفَضْلَ وَ الْفَضِيلَةَ بِاللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ص أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ .
و تقول أيضا ما
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي حَدِيثٍ هَذَا الْمُرَادُ مِنْهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ قَالَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ وَ يُكَبِّرَ يَا مُحْسِنُ قَدْ أَتَاكَ الْمُسِيءُ وَ قَدْ أَمَرْتَ الْمُحْسِنَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ الْمُسِيءِ وَ أَنْتَ الْمُحْسِنُ وَ أَنَا الْمُسِيءُ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَجَاوَزْ عَنْ قَبِيحِ مَا تَعْلَمُ مِنِّي فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَائِكَتِي اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ وَ أَرْضَيْتُ عَنْهُ أَهْلَ تَبِعَاتِهِ.
الفصل التاسع عشر فيما نذكره من فضل صلاة الظهر و صفتها و بعض أسرارها و جملة من تعقيبها و سجدتي الشكر و ما يتبعها
إذا فرغ العبد من الإقامة و الدعاء بعدها و كان كما حررناه و هو بين يدي الله جل جلاله بقلبه و قالبه كما يكون العبد بين يدي مولاه إذا كان مولاه يراه. فينبغي أن يكون على خاطره زيادة على ما قدمناه أن هذه الصلاة يطفئ بها نيرانا قد أوقدها على حريق مهجته و حريق كلما يملكه في دنياه و آخرته و إنها قد شرعت في الحريق فيكون اهتمامه بالصلاة على أتم التوفيق كما لو وقعت النيران في داره في الدنيا أو قماشه و أحرق ولده أو أحرق عياله العزيزين عليه و كادت أن يصل حريقها إلى جسده لما رواه جماعة من أصحابنا و رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه فإنه ثقة فيما يرويه معتمد عليه. و قد ذكر شيخنا السعيد أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه في الفهرست طرفا من الثناء عليه و نبهنا على زيادة ما أشار إليه في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ صَلَاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلَّا نَادَى مَلَكٌ بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ.
وَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ فِي تَهْذِيبِ الْأَحْكَامِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ صَلَاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلَّا نَادَى مُنَادٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ.
و من مهمات الذي يريد صلاة الفريضة أن يصليها صلاة مودع خائف على أنه لا يقدر على مثلها مغتنما لشرف محلها و تحف فضلها كما
رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ فِي كِتَابِ الْمَشِيخَةِ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا عَبْدَ اللَّهِ إِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةً فَرِيضَةً فَصَلِّهَا لِوَقْتِهَا صَلَاةَ مُوَدِّعٍ يَخَافُ أَلَّا يَعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً ثُمَّ اضْرِبْ بِبَصَرِكَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِكَ فَلَوْ تَعْلَمُ مَنْ عَنْ يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ لَأَحْسَنْتَ صَلَاتَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ قُدَّامَ مَنْ يَرَاكَ وَ لَا تَرَاهُ.
و من مهمات الذي يريد الصلاة ألا يدخلها كارها و يخرج عنها مستقيلا فإن الله جل جلاله يقول عن بعض من خيب آمالهم و محا إقبالهم ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ . و من جملة ما أنزل الله جل جلاله ذكر الصلاة فلا تكن من الكارهين فتكون من الهالكين و إياك أن تقبل قول من يقول لك أنها تكليف و التكليف ثقيل على القلوب فإن هذا القول بعيد من رضا علام الغيوب أ يقول هو جل جلاله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ فترد أنت عليه هذا القول المقدس الصريح في القرآن و تقول أنت بخلاف ذلك و تقدم على البهتان أ يقبل قولك إنه جل جلاله يريد منك أن تحبه جل جلاله و تدعى أنك قد أحببته جل جلاله تكره خدمته و التقرب إليه فهل يصح في العقل أن المحب يستثقل العمل في طلب رضا محبوبه أو يكره شيئا مما
يقربه إليه. أقول و قد ورد النقل مزكيا للعقل فيما أشرت إليه فمن ذلك ما أرويه بطرقي التي قدمناها في خطبة هذا الكتاب إلى الشيخ الجليل أبي جعفر محمد بن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه مما ذكره
وَ رَوَاهُ فِي أَمَالِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ ع يَقُولُ مَا أَحَبَّ اللَّهَ مَنْ عَصَاهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ فَقَالَ
تَعْصِي الْإِلَهَ وَ أَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
هَذَا مُحَالٌ فِي الْقِيَاسِ بَدِيعٌ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ
إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعٌ .
أقول و لعل قائلا يقول هذان البيتان لمحمود الوراق. فنقول إن الصادق ع تمثل بهما و رواة الحديث ثقات بالاتفاق و مراسيل محمد بن أبي عمير كالمسانيد عند أهل الوفاق. أقول و من ذلك ما رويناه بإسنادنا المشار إليه
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَيْهِ فِيمَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ الرَّوْضَةِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَ لَا تَنْهَى هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ وَ مَنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ قُلْتُ أَ لَا تَنْهَى حُجْرَ بْنَ زَائِدَةَ وَ عَامِرَ بْنَ جُذَاعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ يَا يُونُسُ قَدْ سَأَلْتُهُمَا أَنْ يَكُفَّا عَنْهُ فَلَمْ يَفْعَلَا فَدَعَوْتُهُمَا وَ سَأَلْتُهُمَا وَ جَعَلْتُهُ حَاجَتِي إِلَيْهِمَا فَلَمْ يَكُفَّا عَنْهُ فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا فَوَ اللَّهِ لَكُثَيِّرُ عَزَّةَ أَصْدَقُ فِي مَوَدَّتِهِ مِنْهُمَا فِيمَا يَنْتَحِلَانِ مِنْ مَوَدَّتِي حَيْثُ يَقُولُ
لَقَدْ عَلِمَتْ بِالْغَيْبِ أَنْ لَا أُحِبَّهَا
إِذَا أَنَا لَمْ يُكْرَمْ عَلَيَّ كَرِيمُهَا
أَمَ وَ اللَّهِ لَوْ أَحَبَّانِي لَأَحَبَّا مَنْ أَحَبَّ.
أقول أ فلا تسمع قول الصادق ص المنقول الموافق للمعقول ما أحب الله من عصاه فإذا كان العاصي له غير محب لجلاله فكيف يكون المستثقل لما يقرب إليه سبحانه محبا أو عارفا بفوائد إقباله. أقول و انظر الحديث الآخر و ما تضمن من قسمه الباهر بقوله ع أم و الله لو أحباني لأحبا من أحب و هل للعقول مدفع عن هذا الاعتقاد فإياك و المغالطة بالمعاذير الباطلة التي لا تنفعك عند من يعلم السرائر إذا حاسبك عليها و أنت قائم بين يديه مكشوف الرأس بمحضر الأوائل و الأواخر فكيف يجوز أن تكون كارها أو متثاقلا و تكون عارفا بجلالة من دعاك إليها و حثك عليها أ ما عرفت أنه دعاك بلسان حال المؤذنين و الرواة المخبرين حتى تواتروا و بلغ الأمر إلى أنك كأنك سمعت ذلك من لسان سيد المرسلين ثم لم يقنع جل جلاله بذلك حتى شافهك بالدعاء إليها و المحافظة عليها فقال منه جل جلاله إليك مقبلا بالجلالة و الحرمة و الهيبة عليك حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ . فإذا لم تفرح و تستبشر و تعرف جملة ما دعاك إليه من سعادة الدنيا و الدين فكيف تكون من المسلمين المصدقين. و أما استقالتك منها بطلب تعجيل الخروج عنها ليت شعري إلى أين تخرج أي معثر أي مسود الوجه و الصحائف أي من يرمي نفسه بيده في المتالف تستقيل من سعادتك لتخرج إلى غفلتك و شقاوتك.