کتابخانه روایات شیعه
ينزل إلى القبر ولي الميت أو من يأمر وليه و يكون نزوله من عند رجلي القبر حافيا مكشوف الرأس و يتناول الميت يبدأ برأسه بإكرام و احترام و يتذكر أنه بعين الله جل جلاله و هو وكيل الميت في هذا المقام و يقول إذا نزله اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة و لا تجعلها حفرة من حفر النار و يقول بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم إيمانا بك و تصديقا بكتابك هذا ما وعد اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً ثم يسلمه إلى الله جل جلاله و يستودعه لله جل جلاله و يلقيه إلقاء المستسلم بين يدي الله جل جلاله و يقول في تسليمه و إيداعه بحسب ما يفتحه الله جل جلاله على قلبه و كلامه. ثم يضجعه على جانبه الأيمن و يستقبل به القبلة و يحل عقد كفنه من جهة رأسه و رجليه و يضع خده على التراب ذلا و استكانة و استرحاما و استعطافا لمولاه رب الأرباب
وَ يَجْعَلُ مَعَهُ شَيْئاً مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ ع فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ أَمَانٌ.
و المنزل مهول يحتاج إلى التوصل و السلامة منه بغاية الإمكان. و مما رأيت في بشارة المقبل المسعود من أهل اللحود
عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ أَوَّلَ مَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ شَيَّعَكَ وَ اسْتَجَابَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَكَ وَ قَبِلَ مِمَّنْ شَهِدَ لَكَ.
ثم يلقن الميت ما كان يعتقده أيام حياته من الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية و لرسوله ص بالرسالة و للأئمة من عترته بالإمامة و الجلالة و يكون التلقين من أهل اليقين و على نية أنه جواب الملكين السائلين فلعل الله جل جلاله برحمته يكفيه بذلك سؤال منكر و نكير و تقر به العين.
ثم يشرج اللين [اللبن] عليه و يقول اللهم صل وحدته و آنس وحشته و ارحم غربته و أسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك و احشره مع من كان يتولاه. فإذا فرغ من تشريج اللين [اللبن] عليه خرج من القبر من جهة رجليه و هال التراب عليه و يهيل كل من حضر هناك بظهور أكفهم إلا من كانت له به رحم و يقولون إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هَذَا مَا وَعَدَ اللَّهُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً و يطم القبر و يرفع عن الأرض مقدار أربع أصابع و يسطح و يصب الماء عليه أي على القبر يبدأ بالصب من عند رأسه ثم يدار من أربع جوانبه حتى يرجع إلى رأسه و أن فضل من الماء شيء صبه على وسط قبره. فإذا فرغ من ذلك زار الميت من الحاضرين من أراد التقرب إلى مالك يوم الدين
ذكر ما نورده من صفات زيارة قبور الأموات
فَمِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع نَزُورُ الْمَوْتَى فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَيَسْمَعُونَ بِنَا إِذَا أَتَيْنَاهُمْ قَالَ إِي وَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ بِكُمْ وَ يَفْرَحُونَ بِكُمْ وَ يَسْتَأْنِسُونَ إِلَيْكُمْ قَالَ قُلْتُ فَأَيَّ شَيْءٍ نَقُولُ إِذَا أَتَيْنَاهُمْ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ وَ صَاعِدْ إِلَيْكَ أَرْوَاحَهُمْ وَ لَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْوَاناً وَ أَسْكِنْ إِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَ تُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
وَ مِنْ كِتَابِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ لِأَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى
مِنْ جُمْلَةِ حَدِيثٍ قَالَ: قُلْتُ يَعْنِي لِأَبِي الْحَسَنِ ع هَلْ يَسْمَعُ الْمَيِّتُ تَسْلِيمَ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ قَالَ نَعَمْ يَسْمَعُ أُولَئِكَ وَ هُمْ كُفَّارٌ وَ لَا يَسْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ.
و الخبر مختصر. أقول أنا و قوله ع يسمع أولئك و هم كفار لعله أراد الكفار الذين
خَاطَبَهُمُ النَّبِيُّ ع لَمَّا قَتَلَهُمْ بِبَدْرٍ وَ رَمَوْهُمْ فِي الْقَلِيبِ فَإِنَّهُ ع قَالَ لَهُمْ قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقّاً ثُمَّ قَالَ ع إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ كَمَا تَسْمَعُونَ.
و في ذلك زيادات و روايات ذكرناها في المزار الكبير. و ربما يقال هذا الشرح ما هو من عمل اليوم و الليلة على التحقيق و ما يخفى عن أهل التوفيق أن الطهارات بالأغسال من توابع الصلوات و أن كلما ذكرناه من توابع تلك المهمات و لجميع ما شرحناه زيادة فقه و تفصيل تركناه خوفا من التطويل. و من السنة المؤكدة حمل الطعام إلى أهل الميت ففيه رواية عن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام. و روي أنه يقام للميت مأتم ثلاثة أيام كما
رَوَاهُ حَرِيزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: يُصْنَعُ لِلْمَيِّتِ مَأْتَمٌ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ يَوْمَ مَاتَ.
ذكر ما يعمل قبل أول ليلة يدفن الإنسان في قبره
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يَأْتِي عَلَى الْمَيِّتِ سَاعَةٌ أَشَدُّ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ فَارْحَمُوا مَوْتَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَلْيُصَلِّ أَحَدُكُمْ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّتَيْنِ وَ فِي الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ يُسَلِّمُ وَ يَقُولُ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْعَثْ ثَوَابَهُمَا إِلَى قَبْرِ ذَلِكَ الْمَيِّتِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَيَبْعَثُ اللَّهُ مِنْ سَاعَتِهِ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى قَبْرِهِ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ ثَوْبٌ وَ حُلَّةٌ وَ يُوَسَّعُ فِي قَبْرِهِ مِنَ الضِّيقِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَ يُعْطَى الْمُصَلِّي بِعَدَدِ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ حَسَنَاتٍ وَ يُرْفَعُ لَهُ أَرْبَعُونَ دَرَجَةً.
يقول السيد الإمام العالم العامل رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس كن من أهل الوفاء و لا تهون بالأموات حيث قد انقطع بينك و بينهم حبل الرجاء و تذكر أن الله جل جلاله قد بذل لك سبحانه من العطاء على الوفاء أضعاف ما كنت تؤمل و أضعاف ما كان بينك و بينهم من الأحياء فإن هونت ببذله و رفده فلعلك ما تصدق بقوله و وعده
الفصل الرابع عشر في صفة الطهارة بالتراب عوضا عن الغسل بعد تعذر الطهارة بالمياه و اختيار الثياب و المياه و المكان للصلاة و ما يقال عند دخول المساجد و الوقوف في القبلة لما رويناه
يقول السيد الإمام العالم العامل رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني زاده الله جل جلاله مع حسن بلوغ الآمال شرف زيادة الإفضال في المال. قد تقدم أن الطهارة بالتراب يكون عند ضيق الأوقات و خوف الفوات و ذكر ما ينقضها من الحادثات و التيمم باب رحمة كما قلناه فتح الله جل جلاله و دل به على أسباب رضاه و نبه على أن الصلاة من
أهم العبادات و أنها لا تسقط عن المكلف بها عند الضرورات و لا لحال من الحالات
صفة التيمم عوضا عن الغسل
فإذا تضيق وقت الصلاة سواء كانت واجبة أو مندوبة و كان على المكلف غسل لا يصح الدخول في الصلاة إلا بعد التطهير منه فإن كانت الصلاة التي يريد لها الطهارة واجبة كانت نية تيممه واجبة لوجه وجوبها يستبيح بها ما يستباح بالغسل يعبد الله جل جلاله بذلك لأنه أهل للعبادة و إن كانت الصلاة مندوبة فيكون التيمم مندوبا كما شرحناه فيضرب المكلف به يديه على الأرض أو ما يقوم مقامها عند تعذر ترابها و ينفضهما و يمسح بهما من ابتداء شعر رأسه عند أعلى جبهته ماسحا لجميع جبينه إلى طرف أنفه الذي يلي فمه ثم يضرب ضربة ثانية للأرض أو ما يقوم مقامها كما كنا ذكرناه و ينفضهما و يمسح بباطن كفه اليسرى ظاهر كفه اليمنى من المفصل الذي بينها و بين الذراع إلى أطراف الأصابع من يده اليمنى و يمسح بباطن كفه اليمنى ظاهر كفه اليسرى من المفصل الذي بينها و بين الذراع إلى أطراف أصابع كفه اليسرى فإذا فعل ذلك فقد استباح ما كان يستبيحه بالغسل على السواء و ما ينقضه إلا ما ينقض التيمم عن الطهارة الكبرى و الصغرى. و قد تقدم ذكره في الفصل الثاني عشر و إن كان الغسل لميت تعذر وجود التمكن من استعمال الماء فيؤمم عوضا عن تغسيله كما يتيمم الحي المكلف بالغسل على ذلك الترتيب و الاستيفاء. و أما اختيار الثياب و المكان للصلاة فالمهم أن يكون الثوب و المكان للصلاة طاهرين على وجه مباحا له الصلاة فيهما سواء كان
ذلك بملك أو عارية أو إجارة أو غير ذلك من وجوه الإباحات و أن يكون صادقا في لبسه ثيابه للصلاة و معنى قولي صادقا أي يكون سريرته موافقة لعلانيته في أنه ما لبس هذه الثياب إلا لله و ما يريده من العبادات لأنه إن كان قصده بلبسها لذة نفسه و قلبه كان كاذبا عند الله في أنه لبسها للصلاة أو لأجل ربه و كذلك إن كان للمكاثرة و المفاخرة و التقرب إلى قلوب العباد فإنه يكون كاذبا إذا أظهر أنه لبسها لخدمة سلطان المعاد فيجب أن يكون صادقا في لبس ثيابه و إلا كان مستخفا مستحقا أن يعرض الله جل جلاله عن خطابه و عن جوابه و عن ثوابه. و لا تصح صلاة الرجال في الإبريسم المحض الساتر للعورة إلا أن يكون في الحرب لمصلحة المحارب و الضرورة إليه إذا كان المصلي فيه ذاكرا أن الثوب الحرير عليه و لشرح لباس الصلاة و ما يحل أو يستحب فيه أو يحرم أو يكره تفصيل يخاف منه التطويل. و أما اختيار مكان الصلاة فالأفضل لذلك ما كان بقلبه فيه حاضرا و العبد فيه لله جل جلاله بالقلب ذاكرا لازما حق الحرمة الجلالة الإلهية و أدب ذل العبودية و أقرب إلى الإخلاص و الاختصاص بعيدا من الشواغل الباطنة و الظاهرة عن وقوفه بين يدي مولاه و مالكه جبار الجبابرة و مالك الدنيا و الآخرة و يكون صادقا في اختياره لذلك المكان لخدمة الملك الديان و معنى قولي صادقا أن تكون سريرته موافقة لعلانيته في أنه ما قصد الحضور في ذلك المكان و الوقوف فيه إلا لله جل جلاله و طلب مراضيه.
وَ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَنَّ عَبْداً مِنَ الْخَوَاصِّ وَ أَهْلِ الِاخْتِصَاصِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَى الِانْفِرَادِ وَ بِالْقُرْبِ مِنْهُ شَجَرَةٌ
يَسْكُنُ فِيهَا أَطْيَارٌ فَنَقَلَ مُصَلَّاهُ إِلَى تَحْتِ الشَّجَرَةِ لِيَسْتَأْنِسَ بِالشَّجَرَةِ وَ تَغْرِيدِ الطَّيْرِ فِي الْأَشْجَارِ فَعُوتِبَ مِنْ جَانِبِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ قِيلَ لَهُ أَ مَا كَانَ فِي الْأُنْسِ بِنَا مَا يُغْنِيكَ عَنِ الشَّجَرَةِ وَ الطُّيُورِ فَتَابَ وَ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ خَاطَرَ بِذَلِكَ الْأُنْسِ الْمَذْكُورِ.
وَ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَحَادِيثِ أَهْلِ الْمُحَاسَبَةِ وَ ذَوِي الْمُرَاقَبَةِ أَنَّ بَعْضَهُمْ كَانَ يُصَلِّي بِنَشَاطٍ وَ اهْتِمَامٍ وَ انْبِسَاطٍ فَقَالَ يَا رَبِّ هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنَ الْإِقْبَالِ فِي الصَّلَاةِ مَا أَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى الِاسْتِدْرَاكِ قَبْلَ الْمَمَاتِ فَقِيلَ لَهُ نَعَمْ إِنَّكَ تَسْكُنُ إِلَى نَسِيمِ الْأَسْحَارِ وَ يُنَشِّطُكَ لَنَا غَيْرُنَا وَ مَا هَكَذَا تَكُونُ صِفَاتُ خَوَاصِّ الْأَبْرَارِ فَمَعَكَ شَرِيكٌ لَنَا فِي خِدْمَتِكَ وَ بَاعِثٌ آخَرُ غَيْرُ مَا أَرَدْنَاهُ مِنْ إِخْلَاصِ عُبُودِيَّتِكَ.
أقول و إن كان حال هذا العبد المكلف قويا في الإمكان إلى أنه لا يختلف إخلاصه و اختصاصه بمكان دون مكان فالأفضل له اتباع الشرع في تفضيل أماكن الصلاة و تفضيل محال الدعوات و أفضلها بيوت الله تعالى و جل جلاله و مساجده الخاصة لعبادته و أفضل المساجد مسجد الحرام و مسجد المدينة و لذلك تفصيل ها نحن ذاكرون لما يتهيأ على جهته و روايته
ذكر فضل بعض المساجد و تفاوت الصلاة فيها