کتابخانه روایات شیعه
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ قُضِيَتِ الْحَوَائِجُ الْعِظَامُ فَقُلْتُ إِلَى أَيِّ وَقْتٍ فَقَالَ مِقْدَارِ مَا يُصَلِّي الرَّجُلُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مُتَرَسِّلًا.
وَ رَوَى أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ الْمَذَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ الْآدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّوَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ رُكُودِ الشَّمْسِ عِنْدَ الزَّوَالِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا أَصْغَرَ جُثَّتَكَ وَ أَعْضَلَ مَسْأَلَتَكَ وَ إِنَّكَ لَأَهْلٌ لِلْجَوَابِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ حَذَفْنَاهُ ثُمَّ قَالَ يَبْلُغُ شُعَاعُهَا تُخُومَ الْعَرْشِ فَتُنَادِي الْمَلَائِكَةُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أُحَافِظُ عَلَى هَذَا الْكَلَامِ عِنْدَ الزَّوَالِ قَالَ نَعَمْ حَافِظْ عَلَيْهِ كَمَا تُحَافِظُ عَلَى عَيْنَيْكَ فَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ الْجَوِّ بِهَذَا التَّسْبِيحِ حَتَّى تَغِيبَ.
وَ مِمَّا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِي إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ وَ رَأَيْنَاهُ بِخَطِّ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِي كِتَابِ نَوَادِرِ الْمُصَنِّفِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ اسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ فَطُوبَى لِمَنْ رُفِعَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ وَ رُوِّيْنَاهُ أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ كِتَابِهِ كِتَابِ الصَّلَاةِ
و سنذكر في الفصل الحادي و الأربعين من هذا الكتاب في أدعية الساعات بعض ما رويناه في سبب فتح أبواب السماء للدعاء عند
الزوال
وَ مِنْ كِتَابِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ هَبَّتِ الرِّيَاحُ وَ قُضِيَ فِيهَا الْحَوَائِجُ الْكِبَارُ.
وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ الْحَاجَةُ فَاطْلُبْهَا عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ.
وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ طَلَبَهَا إِلَى اللَّهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ يَعْنِي زَوَالَ الشَّمْسِ.
بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَنِ الْبَاقِرِ ع وَ زِيَادَةِ قَوْلِهِ ع فَطُوبَى لِمَنْ رُفِعَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ عَمَلٌ صَالِحٌ.
أقول أنا و إذا كان هذا وقتا خاصا لإجابة الدعاء و بلوغ الرجاء و بابا مفتوحا لرحمة قد هدى الله جل جلاله إليها فلنذكر ما ينبغي تقديمه لمن يريد أن لا يرد دعاؤه غير ما قدمناه من الصفات التي ينبغي أن يكون الداعي عليها.
رَوَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي [عَنْ عَمِّ أَبِيهِ] مُوسَى [بْنِ] عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: مَنْ قَدَّمَ هَذَا الدُّعَاءَ أَمَامَ دُعَائِهِ اسْتُجِيبَ لَهُ.
قَالَ وَ حَدَّثَنَا مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي عَزِيزُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيِّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُرَدَّ دُعَاؤُهُ فَلْيُقَدِّمْ هَذَا الدُّعَاءَ أَمَامَ دُعَائِهِ وَ هُوَ مَا شَاءَ اللَّهُ تَوَجُّهاً إِلَى اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَبُّداً لِلَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَلَطُّفاً لِلَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَذَلُّلًا لِلَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِنْصَاراً بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِكَانَةً لِلَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ تَضَرُّعاً إِلَى اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِغَاثَةً بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتِعَانَةً بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
الفصل السابع عشر فيما نذكره من نوافل الزوال و بعض أسرار تلك الحال
يقول السيد العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس شرف الله قدره و قدس في الملإ الأعلى ذكره. اعلم أن هذا الفصل يشتمل على عدة معان منها ما نذكره من أسرار الصلوات و من المراقبة فيها بالنيات و لزوم الآداب و حفظ الحركات و السكنات و منها ما نذكره من كون صلاة نوافل الزوال تسمى صلاة الأوابين و أن الدعاء فيها مقبول عند أرحم الراحمين و منها ما نذكره من أن الاستخارة عند نوافل الزوال كما ستأتي الرواية به في تلك الحال
ذكر ما نذكره من أسرار الصلاة
اعلم أن الصلاة تشتمل على نية الصلاة و لفظ تكبير و لفظ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ و على تحميد و تمجيد و دعوى العبادة و الاستعانة بالله جل جلاله و دعوات و قراءة القرآن و خضوع و ركوع و سجود و خشوع و شهادة لله جل جلاله بالوحدانية و لمحمد ص رسوله بالرسالة الربانية و صلوات عليه و على آله و تسليم.
ذكر نية الصلاة
أما نية الصلاة فإنك إن كنت عبدا معاملا لله جل جلاله في جميع الحركات و السكنات عارفا بمعنى قوله جل جلاله في محكم الآيات وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فأنت إذا كنت كذلك لا زلت متهيئا لأوامره فتمتثل أمره بالصلاة و تعبده لأنه يستحق العبادة لذاته كما لو كنت متهيئا لدخول شخص عزيز عليك فإنك حيث
تراه تقوم لإكرامه و تقبل عليه بمقتضى مشاهدة ذاته أو لو كنت متهيئا لقدوم رسول إليك ممن يعز عليك فإنه إذا وقع نظرك عليه و نظره عليك و سمعت رسالة الرسول فإنك تبادر إلى قبوله من غير تردد فكر و لا روية و لا تحتاج إلى تجديد زيادة نية و أما إن كنت عن ربك غافلا و لدنياك و هواك معاملا فتحتاج عند الحضور للصلوات أن تحضر شارد قلبك بزمام عقلك و لبك و تقفه بين يدي مولاك و تذكره أنه دعاك و أنه يراك و تقصد بعقلك و قلبك أنك تعبده لأنه أهل للعبادة و تدخل حضرة مناجاته دخول أهل السعادة و هذه الصلاة إن كانت واجبة أداء فتقصد العبادة لوجه وجوبها أداء و إن كانت قضاء فتقصد ذلك و إن كانت أداء أو قضاء فتقصد بذلك العبادة لله جل جلاله.
ذكر تكبيرة الحرام
ينبغي إذا قلت الله أكبر أن يكون هذا القول منك معاملة لله جل جلاله و عبادة و لا يكون تلفظا بالغفلة على العادة و تكون صادقا فيه فأما قولك الله أكبر
فَقَدْ رَوَى ابْنُ بَابَوَيْهِ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ عِنْدَهُ يَعْنِي عِنْدَ الصَّادِقِ ع اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ فَقَالَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع حَدَدْتَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ كَيْفَ أَقُولُ فَقَالَ قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ.
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني بلغه الله مناه و كبت أعداءه قوله ع حددته لأنه إذا كان الله جل جلاله أكبر من كل شيء فكل الأشياء غيره فهي محدثات و كل محدث محدود فكان المعتقد لذلك قد جعل الله جل جلاله محدودا
و قوله ع أكبر من أن يوصف لأنه جل جلاله لا تحيط الصفات به على التحقيق و إنما لما ضاقت العبارات على أهل التوفيق و التصديق علمهم الله جل جلاله و رسوله ع ألفاظا في وصف جلال الله على قدر قصور علوم العباد. أقول و معنى قولي أن يكون هذا قولك عبادة و معاملة أي أن يكون الله جل جلاله في قلبك و عند عقلك عظيما على قدر ما وهبك من معرفة ذاته و صفاته الكاملة فتقصد بهذا الاعتقاد في عظمته و بهذا اللفظ في قولك الله أكبر مجرد عبادته لأنه أهل للعبادة. أقول و أما قولي أن يكون صادقا فأريد بذلك أن يكون فعلك لقولك موافقا بحيث إذا قلت الله أكبر تكون سريرتك موافقة لعلانيتك في أنه لا شيء أعظم منه جل جلاله في قلبك و عقلك و نفسك و نيتك و لا يكون شيء أعز عليك منه و لا يشغلك في تلك الحال شيء عنه كما قال جل جلاله في تهديده لمن يؤثر عليه بصريح القرآن المبين قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ . أقول فإذا وجدت عقلك و قلبك و نفسك تؤثر على الله جل جلاله غيره فاعلم أنك داخل تحت تهديد سلطان العالمين و لعلك تكون من قد غضب الله جل جلاله عليك فلا يهديك لفسقك و سماك من الفاسقين. أقول و قد روي نحو ذلك في النقل بزيادة كشف لما في القرآن و العقل
كَمَا رَوَى الْحُسَيْنُ بْنُ سَيْفٍ صَاحِبُ الصَّادِقِ ع فِي كِتَابِ أَصْلِهِ
الَّذِي أَسْنَدَهُ إِلَيْهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ لَا يُمْحِضُ رَجُلٌ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ.
أقول و قد روي أبلغ من ذلك في أن الناس لا يحصل لهم الإيمان حتى لا يؤثروا على رسوله ص ما تضمنه الحديث الذي نرويه
بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَهْلِي إِلَيْهِ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِهِ وَ عِتْرَتِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ عِتْرَتِهِ وَ ذَاتِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ ذَاتِهِ.
أقول فإذا كان رسوله ص لا يصح الإيمان مع هذا الإيثار عليه فكيف يحصل الإيمان مع الإيثار على الله جل جلاله و ترجيح غيره عليه
ذكر التوجه
أما التوجه
فَقَدْ رَوَى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ زُهْدِ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع كَانَ عَلِيٌّ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حَتَّى يُعْرَفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ.
أَقُولُ وَ رَوَى صَاحِبُ كِتَابِ زَهْرَةِ الْمُهَجِ وَ تَوَارِيخِ الْحُجَجِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ قَالَ مَوْلَانَا الصَّادِقُ ع كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ اقْشَعَرَّ جِلْدُهُ وَ اصْفَرَّ لَوْنُهُ وَ ارْتَعَدَ كَالسَّعَفَةِ.
و روي عنه ع عند قوله في الصلاة وَجَّهْتُ وَجْهِيَ مثل الذي رويناه عن مولانا علي ص و كانا إذا دخلا في التوجه
اصفر لونهما و ظهر الخوف من الله جل جلاله عليهما لأنهما ع عرفا و علما هيبة الملك الذي يقومان بين يديه. و سيأتي في هذا الكتاب من خوف النبي ص في الصلوات و خوف عترته المعصومين ما تعلم يقينا أنك لست تابعا لهم و أنك على خلاف ما كانوا عليه من معاملة سلطان العالمين. أقول و قد كان فرضنا جميعا أن نخاف الله جل جلاله للهيبة و الحرمة التي يستحقها لذاته فبلغت الغفلة بنا إلى أننا لا نخاف لذلك و لا نخاف لأجل خوف المعصومين الذين نقتدي بهم في عباداته و لا نخاف لأجل ما تجدد منا من مخالفاته في إراداته و تهويننا بجلالة أمره و نهيه و بمقدس حبه و قربه و مناجاته و هذا جهل عظيم منا بالمعبود كاد أن يقرب من جهل أهل الجحود فإذا قال العبد وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ينبغي أن يتحقق أنه في مقام العرض و أنه ما مراد الله جل جلاله منه و مراد رسوله ع بقوله وَجَّهْتُ وَجْهِيَ أي وجهت صورة وجهي إلى القبلة فحسب لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ و لكن المراد منه أن يكون قد وجه قلبه و عقله عن الالتفات إلى سواه جل جلاله من سائر المرادات و المكروهات.
وَ لَقَدْ قِيلَ لِبَعْضِ الْعَارِفِينَ مَا أَحْسَنَ مَا تُقْبِلُ بِوَجْهِكَ عَلَى الصَّلَوَاتِ فَقَالَ إِنْ كَانَ وَجْهِي لَا يَلْتَفِتُ فَإِنَّ وَجْهَ قَلْبِي كَثِيرُ الِالْتِفَاتِ.