کتابخانه روایات شیعه
الأيسر ما بين القميص و الإزار ثم يسد فاه و أذنيه بقطن و ما يحتاج إليه ثم يعممه بأن يحنكه بها و يجعل للعمامة من أولها طرفا على صدره ثم يعممه و يجعل من آخرها طرفا آخر أيضا على صدره و يبسط الحبرة أو ما يقوم مقامها ثم يبسط الإزار و يجعل عليه قطنا و ذريرة و يوفرها عليه ثم يلفه في الإزار و الحبرة لفا رقيقا مشفقا عليه و يشدهما من قبل رأسه و من جهة قدميه ثم يحمل في تابوته أو ما يحمل فيه إلى موضع الصلاة عليه و أفضل المشيعين للجنائز خلفها و عن جانبها لأن المشيع تابع فكيف يكون بين يديها. و يستحب تربيع الجنازة بأن يأخذ جانبها الأيمن ثم رجلها اليمنى ثم رجلها اليسرى ثم منكبها الأيسر يدور خلفها و حولها
ذكر صفة الصلاة على الأموات
عادة جماعة من أصحابنا المصنفين أن يؤخروا ذكر هذه الصلاة إلى كتاب الصلاة و رأيت ذكرها هاهنا أقرب إلى صواب الإرادات فإنها ليست من تلك الصلاة و لا يجب فيها الطهارة و لا القراءة و لا شروط تلك المناجاة و أردت أنه إذا وقف الناظر في هذا الكتاب يجد الصلاة على الميت في هذا الباب و لا يحتاج أن يطلبها من موضع بعيد فلعله أقرب إلى الصواب. و صلاة الأموات فرض على الكفاية إذا قام بها بعض من تجب عليه سقطت عن الباقين. و تجب الصلاة على كل ميت مؤمن أو من له حكم المؤمن ممن له من العمر ست سنين و أولى المكلفين بالصلاة عليه أولاهم بميراثه من الذكور و الزوج أحق بالصلاة على زوجته من وليها و يصلي على الميت أي وقت كان من ليل أو نهار ما لم يكن وقت فريضة من الصلوات
أو فرض غيرها مضيق الأوقات فيبدأ بالفريضة إلا أن يخاف على الميت من التغيير فيبدأ على سائر الحالات و الطهارة للصلاة على الميت أكمل و آخر الصفوف أفضل. فإذا وضع الميت للصلاة عليه فيجعل رأسه مما يلي يمين الذي يصلي عليه و رجلاه مما يلي يسار المصلي عليه و يتقدم الإمام فيخلع نعليه و يقف للرجل عند وسطه و للمرأة عند صدرها و يقصد المصلي أنه يصلي على هذا الميت واجبا لوجه وجوبه يعبد الله جل جلاله بذلك لأنه أهل العبادة. و يكبر تكبيرة يرفع بها يديه و يكبر الذي وراءه بتكبيرة فيقول الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله. ثم يكبر ثانية فيقول الله أكبر اللهم صل على محمد و آل محمد و بارك على محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد كأفضل ما صليت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ثم يكبر ثالثة فيقول الله أكبر اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . ثم يكبر رابعة فيقول الله أكبر اللهم عبدك و ابن عبدك نزل بك و أنت خير منزول به اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا و أنت أعلم به منا اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز عنه و احشره مع من كان يتولاه من الأئمة الطاهرين و ارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه برحمتك يا أرحم الراحمين و يبالغ في الدعاء بحسب ما يفتح على
خاطره من أكرم الأكرمين. ثم يكبر الخامسة فيقول الله أكبر العفو العفو و يقف على حاله حتى ترفع الجنازة ثم ينصرف بخشوعه و إقباله ذاكرا لله و أنه كذا يكون في وفاته و انتقاله. و إن كان الميت عدوا لله جل جلاله و قد حضر تقية فيدعو بعد التكبيرة الرابعة بما يكون أقرب إلى المراضي الإلهية. و إن كان الميت مستضعفا قال بعد التكبيرة الرابعة اللهم اغفر لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ . و إن كان لا يعرف هل هو عدو لله جل جلاله أو ولي لله جل جلاله فيقول بعد التكبيرة الرابعة اللهم هذه نفس أنت أحييتها و أنت أمتها و أنت أعلم بسرها و علانيتها فاحشرها مع من تولت. و إن كان الميت دون البلوغ فيقول بعد التكبيرة الرابعة اللهم اجعله لنا و لأبويه فرطا
ذكر التعزية
رَوَى غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَوْلَانَا عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: التَّعْزِيَةُ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ وَ بَعْدَ مَا يُدْفَنُ.
ثم يعزى أهل الميت بما يفتحه الله جل جلاله من أسباب الاعتبار و الأخبار.
وَ مِنْ أَحْسَنِ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ عَنِ الصَّادِقِ ص فِي التَّعْزِيَةِ أَنَّهُ قَالَ مَا مَعْنَاهُ إِنْ كَانَ هَذَا الْمَيِّتُ قَدْ قَرَّبَكَ مَوْتُهُ مِنْ رَبِّكَ أَوْ بَاعَدَكَ عَنْ ذَنْبِكَ فَهَذِهِ لَيْسَتْ مُصِيبَةً وَ لَكِنَّهَا رَحْمَةٌ وَ عَلَيْكَ نِعْمَةٌ وَ إِنْ كَانَ مَا وَعَظَكَ وَ لَا بَاعَدَكَ عَنْ ذَنْبِكَ وَ لَا قَرَّبَكَ مِنْ رَبِّكَ فَمُصِيبَتُكَ بِقَسَاوَةِ قَلْبِكَ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِكَ بِمَيِّتِكَ إِنْ كُنْتَ عَارِفاً بِرَبِّكَ.
و مما يقال في العزاء إن الله جل جلاله قد بذل على الصبر و الرضا
بالمصائب ما هو أعظم من بقاء الأحياء فالعاقل يرغب في أرجح المواهب و المناقب فقال جل جلاله الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ و كفى في التعزية عند العارفين أنه من تدبير أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين الذي لا يتهم في تدبيره و شفقته على المحسنين و لا على المسيئين و لعل لو كشف لأهل الأموات ما في باطن ذلك من المصالح و السعادات لسأل الميت و لسأل أيضا أهله تعجيل الحادثات على كل حال و لكان إذا لم يمت و تأخرت تلك المصالح و العنايات يبكون أبلغ مما بكوا عليه عند الممات. و المهم عند ذوي الألباب موت القلوب و موت صفة من صفات كمال الإنسان و أما موت الأبدان و نقلها من دار تقلب الأزمان فذلك سعادة و زيادة مع سلامة الأديان. ثم يحمل الميت إلى محل خلوته بمالك أمره و وحدته و وحشته في حفرته و قبره
ذكر صفة دفن الأموات
إذا وصل الحاملون للميت إلى مضاجعة الثرى و مجاورة أهل القبور من الورى و المنزل الذي يهجره فيه الأهل و الإخوان و يخذله الأعوان و الجيران و يقيم فيه وحيدا و فريدا طريدا بعيدا.
تُنْزَلُ جِنَازَةُ الرَّجُلِ مِمَّا يَلِي رِجْلَيْ قَبْرِهِ وَ تُقَدَّمُ إِلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فِي ثَلَاثِ دَفَعَاتٍ فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رُوحَهُ تَسْتَعِدُّ بِذَلِكَ لِمَا يَلْقَاهُ مِنَ السُّؤَالِ وَ الْأُمُورِ الْهَائِلَاتِ. وَ إِنْ كَانَتْ جِنَازَةَ امْرَأَةٍ تُرِكَتْ قُدَّامَ قَبْرِهَا مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ.
ثم
ينزل إلى القبر ولي الميت أو من يأمر وليه و يكون نزوله من عند رجلي القبر حافيا مكشوف الرأس و يتناول الميت يبدأ برأسه بإكرام و احترام و يتذكر أنه بعين الله جل جلاله و هو وكيل الميت في هذا المقام و يقول إذا نزله اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة و لا تجعلها حفرة من حفر النار و يقول بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص اللهم إيمانا بك و تصديقا بكتابك هذا ما وعد اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً ثم يسلمه إلى الله جل جلاله و يستودعه لله جل جلاله و يلقيه إلقاء المستسلم بين يدي الله جل جلاله و يقول في تسليمه و إيداعه بحسب ما يفتحه الله جل جلاله على قلبه و كلامه. ثم يضجعه على جانبه الأيمن و يستقبل به القبلة و يحل عقد كفنه من جهة رأسه و رجليه و يضع خده على التراب ذلا و استكانة و استرحاما و استعطافا لمولاه رب الأرباب
وَ يَجْعَلُ مَعَهُ شَيْئاً مِنْ تُرْبَةِ الْحُسَيْنِ ع فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ أَمَانٌ.
و المنزل مهول يحتاج إلى التوصل و السلامة منه بغاية الإمكان. و مما رأيت في بشارة المقبل المسعود من أهل اللحود
عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ أَوَّلَ مَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ شَيَّعَكَ وَ اسْتَجَابَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَكَ وَ قَبِلَ مِمَّنْ شَهِدَ لَكَ.
ثم يلقن الميت ما كان يعتقده أيام حياته من الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية و لرسوله ص بالرسالة و للأئمة من عترته بالإمامة و الجلالة و يكون التلقين من أهل اليقين و على نية أنه جواب الملكين السائلين فلعل الله جل جلاله برحمته يكفيه بذلك سؤال منكر و نكير و تقر به العين.
ثم يشرج اللين [اللبن] عليه و يقول اللهم صل وحدته و آنس وحشته و ارحم غربته و أسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك و احشره مع من كان يتولاه. فإذا فرغ من تشريج اللين [اللبن] عليه خرج من القبر من جهة رجليه و هال التراب عليه و يهيل كل من حضر هناك بظهور أكفهم إلا من كانت له به رحم و يقولون إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ هَذَا مَا وَعَدَ اللَّهُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيماناً وَ تَسْلِيماً و يطم القبر و يرفع عن الأرض مقدار أربع أصابع و يسطح و يصب الماء عليه أي على القبر يبدأ بالصب من عند رأسه ثم يدار من أربع جوانبه حتى يرجع إلى رأسه و أن فضل من الماء شيء صبه على وسط قبره. فإذا فرغ من ذلك زار الميت من الحاضرين من أراد التقرب إلى مالك يوم الدين
ذكر ما نورده من صفات زيارة قبور الأموات
فَمِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع نَزُورُ الْمَوْتَى فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَيَسْمَعُونَ بِنَا إِذَا أَتَيْنَاهُمْ قَالَ إِي وَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ بِكُمْ وَ يَفْرَحُونَ بِكُمْ وَ يَسْتَأْنِسُونَ إِلَيْكُمْ قَالَ قُلْتُ فَأَيَّ شَيْءٍ نَقُولُ إِذَا أَتَيْنَاهُمْ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ وَ صَاعِدْ إِلَيْكَ أَرْوَاحَهُمْ وَ لَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْوَاناً وَ أَسْكِنْ إِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَ تُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
وَ مِنْ كِتَابِ مَدِينَةِ الْعِلْمِ لِأَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى
مِنْ جُمْلَةِ حَدِيثٍ قَالَ: قُلْتُ يَعْنِي لِأَبِي الْحَسَنِ ع هَلْ يَسْمَعُ الْمَيِّتُ تَسْلِيمَ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ قَالَ نَعَمْ يَسْمَعُ أُولَئِكَ وَ هُمْ كُفَّارٌ وَ لَا يَسْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ.
و الخبر مختصر. أقول أنا و قوله ع يسمع أولئك و هم كفار لعله أراد الكفار الذين
خَاطَبَهُمُ النَّبِيُّ ع لَمَّا قَتَلَهُمْ بِبَدْرٍ وَ رَمَوْهُمْ فِي الْقَلِيبِ فَإِنَّهُ ع قَالَ لَهُمْ قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقّاً ثُمَّ قَالَ ع إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ كَمَا تَسْمَعُونَ.
و في ذلك زيادات و روايات ذكرناها في المزار الكبير. و ربما يقال هذا الشرح ما هو من عمل اليوم و الليلة على التحقيق و ما يخفى عن أهل التوفيق أن الطهارات بالأغسال من توابع الصلوات و أن كلما ذكرناه من توابع تلك المهمات و لجميع ما شرحناه زيادة فقه و تفصيل تركناه خوفا من التطويل. و من السنة المؤكدة حمل الطعام إلى أهل الميت ففيه رواية عن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام. و روي أنه يقام للميت مأتم ثلاثة أيام كما
رَوَاهُ حَرِيزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: يُصْنَعُ لِلْمَيِّتِ مَأْتَمٌ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ يَوْمَ مَاتَ.
ذكر ما يعمل قبل أول ليلة يدفن الإنسان في قبره