کتابخانه روایات شیعه
22- محمّد بن جعفر بن محمّد القصّار الرازيّ أبو جعفر، ذكره ابن بابويه في تاريخ الريّ، و قال: شيخ من مشاهير الشيعة، سمع أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى الفقيه على مذهبهم، روى عنه أبو سعيد محمّد بن أحمد الرازيّ و أخوه عبد الرحمن، و مات سنة ستّ و أربعين و خمس مائة 420 .
23- محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السّلام أبو عبد اللّه المعروف بنعمة المتقدّم في مشايخه 421 .
24- أبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمرانيّ 422 .
25- محمّد بن طلحة بن محمّد النعاليّ البغداديّ من شيوخ الخطيب البغداديّ 423 .
26- أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد 424 .
27- أبو محمّد هارون بن موسى التلّعكبرى 425 .
(آثاره الثمينة و مؤلّفاته القيّمة)
يبلغ قائمة مصنّفاته إلى ثلاثمائة مصنّف، نصّ على ذلك شيخ الطائفة في الفهرست و عدّ منها أربعين كتابا، و أورد الرجاليّ الكبير النجاشيّ في فهرسته نحو مائتين من كتبه و مصنّفاته كلّها قيّمة في شتّى العلوم الدينيّة و فنونها قد استفادت عنها الامّة جمعاء منذ تأليفها إلى عصرنا الحاضر، و لم يبق من تلك الثروة العظيمة إلّا نزر يسير، و حيث طال الكلام نحيل أسمائها و بيان مواضيعها و شروحها و ما ترجم منها و التعليق عليها إلى رسالتنا في ترجمته نسأل اللّه التوفيق لإتمامها و من شاء الوقوف على مصنّفاته فعلا فليراجع فهرست النجاشيّ.
(ولادته)
لم نعلم على التحقيق سنة ولادته و لم يعيّنها أحد ممّن ترجمه لكن الّذي يستفاد من كتابه كمال الدين و غيبة الطوسيّ و فهرست النجاشيّ أنّها كانت بعد موت محمّد بن عثمان العمريّ ثاني السفراء الأربعة، سنة 305 في أوائل سفارة أبي القاسم الحسين بن روح ثالث السفراء الأربعة، قال شيخنا المترجم: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الأسود قال: سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه اللّه بعد موت محمّد بن عثمان العمريّ رضي اللّه عنه أن أسأل أبا القاسم الروحيّ أن يسأل مولانا صاحب الزّمان عليه السّلام أن يدعو اللّه عزّ و جلّ أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته فأنهى ذلك فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعليّ بن الحسين و أنّه سيلد له ولد مبارك ينفعه اللّه عزّ و جلّ به و بعده أولاد. إه 426 و قال شيخ الطائفة: قال ابن نوح: حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سورة القمّيّ رحمه اللّه حين قدم علينا حاجّا قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن يوسف الصائغ القمّيّ و محمّد بن أحمد بن محمّد الصيرفيّ المعروف بابن الدلّال و غيرهما من مشايخ أهل قمّ أنّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي اللّه عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو اللّه أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب إنّك لا ترزق من هذه، و ستملك جارية ديلميّة و ترزق منها ولدين فقيهين. إه 427
و قال النجاشيّ: إنّ عليّ بن الحسين رحمه اللّه قدم العراق و اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه اللّه و سأله مسائل، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليّ بن جعفر الأسود 428 يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السّلام، و يسأله فيها الولد، فكتب إليه: قد
دعونا لك بذلك و سترزق ولدين ذكرين خيّرين 429 .
هذه كلمات أعلام القوم في تاريخ ولادته و في طليعتها كلام المترجم نفسه و هو أعرف بحاله فيستنتج أنّ ولادته كانت بعد سنة 305، و قد كانت خير ولادة و خير مولود حيث ولد بدعوة الإمام الحجّة عليه السّلام و عمّ نفعه و خيره و بركته الأنام و لذا كان شيخنا المترجم يفتخر و يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السّلام 430 ، و كان يقول: كان أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود رضي اللّه عنه كثيرا ما يقول إذا رآني أختلف إلى مجالس شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه و أرغب في كتب العلم و حفظه: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرّغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام عليه السّلام 431 . و كان ابن سورة يقول: كلّما روى أبو جعفر و أبو عبد اللّه ابنا عليّ بن الحسين شيئا يتعجّب الناس من حفظهما و يقولون لهما: هذا الشأن خصوصيّة لكما بدعوة الإمام لكما، و هذا أمر مستفيض في أهل قمّ 432 .
و كان أخوه الحسين يقول: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة، فربّما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمّد بن عليّ الأسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال و الحرام يكثر التعجّب لصغر سنّي ثمّ يقول: لا عجب لأنّك ولدت بدعاء الإمام عليه السلام 433 .
و أمّا ما في بعض الكتب من أنّه ولد في خراسان أثناء زيارة والده لمشهد الرّضا عليه السّلام 434 ممّا لم نعثر على مستند يثبته، و لا على قائل من أصحابنا يذكره و اللّه أعلم.
(وفاته و مدفنه)
توفّي قدّس اللّه روحه سنة 381، و كان بلغ عمره نيّفا و سبعين سنة، و قبره بالريّ بالقرب من قبر عبد العظيم الحسنيّ رضي اللّه عنه عند بستان طغرليّة في بقعة رفيعة في روضة مونقة، و عليها قبّة عالية، يزوره الناس و يتبرّكون به، و قد جدّد عمارتها السلطان فتحعلي شاه قاجار سنة 1238 تقريبا بعد ما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس و ثبتت للسلطان و امرائه و أركان دولته، ذكر تفصيلها جمع من الأعاظم كالخوانساري في الروضات و التنكابني في قصص العلماء و المامقاني في تنقيح المقال و الخراسانيّ في منتخب التواريخ، و القمّيّ في الفوائد الرضويّة و غيرهم في غيرها، قال الخوانساري: و من جملة كراماته الّتي قد ظهرت في هذه الأعصار، و بصرت بها عيون جمّ غفير من أولي الأبصار و أهالى الأمصار أنّه قد ظهر في مرقده الشريف الواقع في رباع مدينة الريّ المخروبة ثلمة و انشقاق من طغيان المطر، فلمّا فتّشوها و تتبّعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابة فيها مدفنه الشريف، فلمّا دخلوها وجدوا جثّته الشريفة هناك مسجّاة عارية غير بادية العورة، جسيمة وسيمة، على أظفارها أثر الخضاب، و في أطرافها أشباه الفتائل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب، فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع الخاقان المبرور السلطان فتحعلي شاه قاجار جدّ والد ملك زماننا هذا الناصر لدين اللّه خلّد اللّه ملكه و دولته، و ذلك في حدود ثمان و ثلاثين بعد المائتين و الألف من الهجرة المطهّرة تقريبا، فحضر الخاقان المبرور هناك بنفسه المجلّلة لتشخيص هذه المرحلة، و أرسل جماعة من أعيان البلدة و علمائهم إلى داخل تلك السردابة، بعد ما لم يروا امناء دولته العليّة مصلحة الدولة في دخول الحضرة السلطانيّة ثمّة بنفسه إلى أن انتهى الأمر عنده من كثرة من دخل و أخبر إلى مرحلة عين اليقين، فأمر بسدّ تلك الثلمة و تجديد عمارة تلك البقعة، و تزيين
الروضة المنوّرة بأحسن التزيين، و إنّي لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة، و كان يحكيها الأعاظم من أساتيدنا الأقدمين من أعاظم رؤساء الدنيا و الدين 435 إه.
و قد ذكر المامقانيّ تلك الواقعة عن العدل الثقة الأمين السيّد إبراهيم اللّواسانيّ الطهرانيّ قدّس سرّه 436 .
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً
(بيته)
(أبوه)
بيته في قمّ من أعظم بيوت الشيعة و أرفعها، يتّصف بالسؤدد و المجد، قد نبغ منه جماعة كثيرة من أساطين العلم، و خرج منه عدّة من فطاحل الفضيلة، و حملة الحديث و الفقه و من وقفنا على أسمائهم نذكرهم و نشير إلى مختصر من تراجمهم فمنهم:
1- أبوه المعظّم أبو الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ الصدوق الأوّل قدّس سرّه الشريف.
مذكور في أكثر التراجم مشفوعا بالإكبار و الإجلال و الحفاوة و الثناء، قال الرجاليّ الأقدم النجاشيّ في فهرسه: 184 عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ أبو الحسن شيخ القمّيّين في عصره و متقدّمهم و فقيههم و ثقتهم، كان قدم العراق، و اجتمع مع أبي القاسم ابن روح رحمه اللّه و سأله مسائل إلى آخر ما نقلنا عنه قبلا. و قال ابن النديم في فهرسه:
277: ابن بابويه و اسمه عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ من فقهاء الشيعة و ثقاتهم.
و ترجمه الشيخ في رجاله و فهرسته، و العلّامة في الخلاصة و سائر أرباب التراجم في كتبهم و ذكره العلماء في إجازاتهم و أثنوا عليه جميعا، و نحن لا نحتاج إلى الإيعاز إليها بعد ما ورد عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام في حقّه في توقيعه الشريف: يا شيخي و معتمدي و فقيهي 437 .
(مشايخه و أساتذته)