کتابخانه روایات شیعه
الْخَلْوَةَ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ عَلِيٌّ ع بِالتَّنَحِّي فَتَنَحَّيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَجَعَلَ عُثْمَانُ يُعَاتِبُ عَلِيّاً ع وَ عَلِيٌّ مُطْرِقٌ 1381 فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ فَقَالَ مَا لَكَ لَا تَقُولُ فَقَالَ إِنْ قُلْتُ لَمْ أَقُلْ إِلَّا مَا تَكْرَهُ وَ لَيْسَ لَكَ عِنْدِي إِلَّا مَا تُحِبُّ.
قال المبرد تأويل ذلك إن قلت اعتددت عليك بمثل ما اعتددت به علي فيلذعك عتابي و عقدي أن لا أفعل و إن كنت عاتبا إلا ما تحب.
باب معاني الألفاظ التي ذكرها أمير المؤمنين ع في خطبته بالنخيلة حين بلغه قتل حسان بن حسان عامله بالأنبار
1- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْجَلُودِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ أَنَّ عَلِيّاً ع انْتَهَى إِلَيْهِ 1382 أَنَّ خَيْلًا لِمُعَاوِيَةَ وَرَدَتِ الْأَنْبَارَ فَقَتَلُوا عَامِلًا لَهُ يُقَالُ لَهُ حَسَّانُ بْنُ حَسَّانَ فَخَرَجَ مُغْضَباً يَجُرُّ ثَوْبَهُ حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ وَ اتَّبَعَهُ النَّاسُ فَرَقَى رَبَاوَةً 1383 مِنَ الْأَرْضِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ص ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَ جُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَ سِيمَاءَ 1384 الْخَسْفِ وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ 1385 وَ قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى حَرْبِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَيْلًا وَ نَهَاراً وَ سِرّاً
وَ إِعْلَاناً وَ قُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا فَتَوَاكَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ وَ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ قَوْلِي- وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ هَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنْبَارَ وَ قَتَلُوا حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ وَ رِجَالًا مِنْهُمْ كَثِيراً وَ نِسَاءً وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُدْخَلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْمُعَاهَدَةِ فَتُنْتَزَعُ أَحْجَالُهُمَا وَ رُعُثُهُمَا ثُمَّ انْصَرَفُوا مَوْفُورِينَ لَمْ يُكْلَمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ كَلْماً- فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ دُونِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ عِنْدِي فِيهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ عِنْدِي بِهِ جَدِيراً يَا عَجَباً كُلَّ الْعَجَبِ مِنْ تَظَافِر هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ فَشَلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ إِذَا قُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذَا أَوَانُ قُرٍّ وَ صِرٍّ وَ إِذَا قُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ فِي الصَّيْفِ قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَنْظِرْنَا يَنْصَرِمِ الْحَرُّ عَنَّا فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ وَ يَا طَغَامَ الْأَحْلَامِ 1386 وَ يَا عُقُولَ رَبَّاتِ الْحِجَالِ 1387 وَ اللَّهِ لَقَدْ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ لَقَدْ مَلَأْتُمْ جَوْفِي غَيْظاً حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ شُجَاعٌ وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لَهُ فِي الْحَرْبِ لِلَّهِ دَرُّهُمْ وَ مَنْ ذَا يَكُونُ أَعْلَمَ بِهَا وَ أَشَدَّ لَهَا مِرَاساً مِنِّي فَوَ اللَّهِ لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وَ لَقَدْ نَيَّفْتُ الْيَوْمَ عَلَى السِّتِّينِ وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ يَقُولُهَا ثَلَاثاً فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَ مَعَهُ أَخُوهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَ أَخِي هَذَا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حِكَايَةً عَنْ مُوسَى رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي 1388 فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ فَوَ اللَّهِ لَنَنْتَهِيَنَّ إِلَيْهِ وَ لَوْ حَالَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ جَمْرُ الْغَضَا 1389 وَ شَوْكُ الْقَتَادِ فَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ ثُمَّ قَالَ وَ أَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ ثُمَّ نَزَلَ ع.
(تفسيره) قال المبرد سيما الخسف تأويله علامة قال الله عز و جل سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ 1390 و قال الله عز و جل يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ 1391 -
و قال الله عز و جل- يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ 1392 أي معلمين قوله و ديث الصغار تأويل ذلك يقال للبعير إذا ذللته الدمامة 1393 بعير مديث أي مذلل و قوله في عقر ديارهم أي في أصل ديارهم و العقر الأصل و من ثم قيل لفلان عقار أي أصل مال و قوله تواكلتم هو مشتق من وكلت الأمر إليك و وكلته إلى إذا لم يتوله أحد دون صاحبه و لكن أحال به كل واحد إلى الآخر و من ذلك قول الحطيئة
أمون إذا واكلتها لا تواكل
.
و قوله وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا 1394 أي لم تلتفتوا إليه يقال في المثل لا تجعل حاجتي منك بظهر أي لا تطرحها غير ناظر إليها و قوله حتى شنت عليكم الغارات يقول صبت يقال شننت الماء على رأسه أي صببته و من كلام العرب فلما لقي فلان فلانا شنه بالسيف أي صبه عليه صبا و قوله هذا أخو غامد فهو رجل مشهور من أصحاب معاوية من بني غامد بن نضر من الأزد و قوله فتنتزع أحجالهما يعني الخلاخيل واحدها حجل و من ذلك قيل للدابة محجلة و يقال للقيد حجل لأنه يقع في ذلك الموضع و قوله و رعثهما فهي الشنوف 1395 واحدها رعثة و جمعها رعاث و جمع الجمع رعث و قوله ثم انصرفوا موفورين من الوفر أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن و لا مال يقال فلان موفور و فلان ذو وفر أي ذو مال و يكون موفورا في بدنه و قوله لم يكلم أحد منهم كلما أي لم يخدش أحد منهم خدشا و كل جرح صغير أو كبير فهو كلم و قوله مات من دون هذا أسفا يقول تحسرا و قد يكون الأسف الغضب قال الله عز و جل فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ 1396 و الأسيف يكون بمعنى الأجير و يكون بمعنى الأسير و قوله من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم أي من تعاونهم و تظاهرهم فيه و قوله و فشلكم عن حقكم-
يقال فشل فلان عن كذا إذا هابه فنكل عنه و امتنع من المضي فيه و قوله قلتم هذا أوان قر و صر فالصر شدة البرد قال الله عز و جل كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ 1397 و قوله هذه حمارة القيظ فالقيظ الصيف و حمارته اشتداد حره.
باب 1398 معنى قول الرسل ع إذا قيل لهم يوم القيامة ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ الْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي الْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ الطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْحُسَيْنِ 1399 بْنِ عَلِيٍّ الْكَحَّالُ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي يَزِيدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا 1400 قَالَ يَقُولُونَ لَا عِلْمَ لَنَا بِسِوَاكَ قَالَ الصَّادِقُ ع الْقُرْآنُ كُلُّهُ تَقْرِيعٌ وَ بَاطِنُهُ تَقْرِيبٌ.
قال مصنف هذا الكتاب يعني بذلك أن من وراء آيات التوبيخ و الوعيد آيات الرحمة و الغفران.
باب معنى نفس العقل و روحه و رأسه و عينيه و لسانه و فمه و قلبه و ما قوي به
1- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ الْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي الْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ الطَّرِيفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكَحَّالُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ الَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فَجَعَلَ الْعِلْمَ نَفْسَهُ وَ الْفَهْمَ رُوحَهُ وَ الزُّهْدَ رَأْسَهُ وَ الْحَيَاءَ عَيْنَيْهِ وَ الحِكْمَةَ لِسَانَهُ وَ الرَّأْفَةَ فَمَهُ وَ الرَّحْمَةَ قَلْبَهُ ثُمَّ حَشَاهُ وَ قَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ بِالْيَقِينِ وَ الْإِيمَانِ وَ الصِّدْقِ وَ السَّكِينَةِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ الرِّفْقِ وَ الْعَطِيَّةِ وَ الْقُنُوعِ وَ التَّسْلِيمِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نِدٌّ وَ لَا شِبْهٌ وَ لَا شَبِيهٌ وَ لَا كُفْوٌ وَ لَا عَدِيلٌ وَ لَا مِثْلٌ وَ لَا مِثَالٌ الَّذِي كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ وَ لَا أَطْوَعَ لِي مِنْكَ وَ لَا أَرْفَعَ مِنْكَ وَ لَا أَشْرَفَ مِنْكَ وَ لَا أَعَزَّ مِنْكَ بِكَ أُوَحَّدُ وَ بِكَ أُعْبَدُ وَ بِكَ أُدْعَى وَ بِكَ أُرْتَجَى وَ بِكَ أُبْتَغَى وَ بِكَ أُخَافُ وَ بِكَ أُحْذَرُ وَ بِكَ الثَّوَابُ وَ بِكَ الْعِقَابُ فَخَرَّ الْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً وَ كَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَرَفَعَ الْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِلَهِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ.
باب معنى ما جاء في لعن الذهب و الفضة
1- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [بْنُ] أُمِيدْوَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْبَارِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ لَا يُحِبُّهُمَا إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ جِنْسِهِمَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الذَّهَبُ وَ الْفِضَّةُ قَالَ ع لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِلَيْهِ إِنَّمَا الذَّهَبُ الَّذِي ذَهَبَ بِالدِّينِ وَ الْفِضَّةُ الَّتِي أَفَاضَ الْكُفْرَ.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه هذا حديث لم أسمعه إلا من الحسن بن حمزة العلوي و لم أروه عن شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و لكنه صحيح عندي يؤيده الخبر المنقول
عن أمير المؤمنين ع أَنَّهُ قَالَ: أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ الْمَالُ لَا يَرُوسُ إِنَّمَا يُرَاسُ بِهِ 1401 .
فهو كناية عمن ذهب بالدين و أفاض الكفر و إنما وقعت الكناية بهما لأنهما أثمان كل شيء كما أن الذين كني عنهم أصول كل كفر و ظلم.
باب معنى الدرجات و الكفارات و الموبقات و المنجيات
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ وَ ثَلَاثٌ كَفَّارَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ 1402 وَ ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ فَأَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِفْشَاءُ السَّلَامِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَ الصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَ النَّاسُ نِيَامٌ وَ أَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ وَ الْمَشْيُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ أَمَّا الْمُوبِقَاتُ فَشُحٌّ مُطَاعٌ وَ هَوًى مُتَّبَعٌ وَ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ وَ أَمَّا الْمُنْجِيَاتُ فَخَوْفُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ الْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَ الْفَقْرِ وَ كَلِمَةُ الْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَ السَّخَطِ.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه-
رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: الشُّحُّ الْمُطَاعُ سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
و أما السبرات فجمع سبرة و هو شدة البرد و بها سمي الرجل سبرة.
باب معنى رمضان
1- حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ فَذَكَرْنَا رَمَضَانَ فَقَالَ لَا تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ وَ لَا ذَهَبَ رَمَضَانُ وَ لَا جَاءَ رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَجِيءُ وَ لَا يَذْهَبُ وَ إِنَّمَا يَجِيءُ وَ يَذْهَبُ الزَّائِلُ وَ لَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضانَ فَالشَّهْرُ الْمُضَافُ إِلَى الِاسْمِ وَ الِاسْمُ اسْمُ اللَّهِ وَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَثَلًا وَ عِيداً 1403 .
2- أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ص لَا تَقُولُوا رَمَضَانَ وَ لَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضانَ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ.
باب معنى ليلة القدر
1- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ الْكِنَانِيِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ أَ تَدْرِي مَا مَعْنَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقُلْتُ لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ص إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدَّرَ فِيهَا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَكَانَ فِيمَا قَدَّرَ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَايَتُكَ وَ وَلَايَةُ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.