کتابخانه روایات شیعه
الصَّحِيحَ وَ لِي بِهِ عِدَّةُ رِوَايَاتٍ- أَنَّ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ الْخَمِيسِ يَوْمُ عَرْضِ أَعْمَالِ الْعِبَادِ فَيَكُونُ الْعَبْدُ عَلَى قَدَمِ التَّأَهُّبِ فِيهِ وَ الِاسْتِعْدَادِ-
وَ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ فِي النِّصْفِ الثَّانِي مِنَ الْمُجَلَّدِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ فِي تَفْضِيلِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ وَ يَوْمِ الْخَمِيسِ وَ قَالَ فِيهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدٌ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيَقُولُ اتْرُكُوا أَوْ أَرْجِئُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا.
وَ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ الْمَذْكُورِ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ يُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ.
أَقُولُ وَ رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الْخَاصَّةِ أَنَّ وَقْتَ عَرْضِ الْأَعْمَالِ فِي هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ عِنْدَ انْقِضَاءِ نَهَارِهِمَا فَيَنْبَغِي لِلْعَبْدِ الْعَارِفِ بِحُرْمَةِ مَنْ تُعْرَضُ أَعْمَالُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَفَقَّدَهَا وَ يُصْلِحَهَا بِغَايَةِ مَا يَنْتَهِي جُهْدُهُ إِلَيْهِ وَ يَتَذَكَّرَ أَنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ
أَوَّلًا الْعَالِمِ بِالسَّرَائِرِ ثُمَّ عَلَى خَوَاصِّهِ أَهْلِ الْمَقَامِ الْبَاهِرِ وَ تُحْضَرُ تِلْكَ الصُّحُفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ فِيهَا فَضَائِحُ الذُّنُوبِ الْكَبَائِرِ وَ الصَّغَائِرِ فَكَيْفَ يَهُونُ هَذَا عِنْدَ عَبْدٍ مُصَدِّقٍ بِاللَّهِ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ الْعَزِيزِ الْقَاهِرِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ.
أقول: و قد أشرنا إلى تدبير الصحائف عند انفصال الملائكة الحفظة عن الإنسان في آخر كل يوم و آخر كل ليلة في الجزء الأول و الثاني من هذا الكتاب فانظر ما هناك و جبن نفسك ويحك عن مواقف الهوان بالعقاب أو العتاب و لا تهون بنفسك فإنك إن هونت بها في هذه الدار فكأنك قد فصلت لها ثيابا من نار و بنيت لها دارا من نار و حبسا من نار و هيأت لنفسك ما لا قوة لك عليه من الهلاك و الأخطار و قنعت لها المقامات الفضيحة و العار و ما أعرفك أيها العبد إلا كما قال الله تعالى وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً فكيف صرت عند وعيد الله جل جلاله و تهديده قويا لا تقبل
تحذيرا و لا تخويفا و كأني بك أنت تقول إنك تتكل على رحمة الله وجوده و هذا منك بهتان و استخفاف بوعيده ويحك أنت تعلم من نفسك أنك عند الذنوب ما يخطر بقلبك إنك تفعلها لأجل رحمة علام الغيوب ثم و لو كنت أيها العبد بين يدي ملك من ملوك الدنيا محسن إليك و أنت تعلم أنه رحيم كريم لا يعاقبك أو لا يجتري عليك أ كان يسهل عندك مع معرفتك بإحسانه و أنت في حضرة دولته و سلطانه أن تقول له لأعصينك و لأخالفنك في إرادتك و كراهتك اتكالا على رحمتك لكن ما كان يخطر ببالك التعرض لعصيانه و كنت تستحيي من كثرة إحسانه و تذل أن تواجهه بالمعصية في حضرة ملكه و سلطانه و لكنك بعيد من صفات العارفين بمالك الدين فاندب على نفسك و ابك عليها فإنك إن بقيت على ذلك الإهمال خفت عليك أن تكون من الهالكين أبد الآبدين.
الفصل الثامن فيما نذكره من خبر عن الأبرار باختيار يوم الثلاثاء للأسفار
بِإِسْنَادِنَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِيِّ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيَّةِ ص أَنَّهُمْ قَالُوا تُسَافِرُ يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَلَانَ اللَّهُ فِيهِ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع.
الفصل التاسع فيما نذكره من عمل في كل يوم خميس غير ما قدمناه
فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ الْإِنْسَانُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ بَعْدَ الْحَمْدِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سُورَةَ هَلْ أَتَى وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيُبَاكِرْ فِيهَا فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ فَإِذَا تَوَجَّهَ قَرَأَ الْحَمْدَ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ الْإِخْلَاصَ وَ الْقَدْرَ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ الْخَمْسَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ يَقُولُ: مَوْلَايَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِيكَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ وَاجِبٌ عَلَيْكَ مِمَّنْ جَعَلْتَ لَهُ الْحَقَّ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي وَ مِنْ وَظَائِفِ يَوْمِ الْخَمِيسِ صَلَاةٌ بَعْدَ ضَاحِي نَهَارِهِ لِدَفْعِ الْغَمِّ وَ الْهَمِّ وَ قَضَاءِ الدُّيُونِ.
و قد تقدم
ذكرها في الرواية الثانية من عمل الأسبوع و بين الروايتين تفاوت.
حَدَّثَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ وَ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ وَ دَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّقِّيُّ وَ جَمَاعَةٌ عِنْدَ سَيِّدِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ص فَدَخَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ فَشَكَا الْغَمَّ وَ الْهَمَّ وَ كَثْرَةَ الدَّيْنِ فَقَالَ لَهُ ع إِذَا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ بَعْدَ الضُّحَى فَاغْتَسِلْ وَ ائْتِ مُصَلَّاكَ وَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَإِذَا سَلَّمْتَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ تَرْفَعُ يَدَيْكَ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ تَقُولُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُحَرِّكُ سَبَّابَتَيْكَ وَ تَقُولُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ حَتَّى يَنْقَطِعَ النَّفَسُ ثُمَّ تَبْسُطُ يَدَيْكَ تِلْقَاءَ وَجْهِكَ وَ تَقُولُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ تَقُولُ يَا أَفْضَلَ مَنْ رُجِيَ وَ يَا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ وَ يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى وَ يَا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ وَ يَا مَنْ لَا يَعِزُّ
عَلَيْهِ مَا يَفْعَلُهُ يَا مَنْ حَيْثُ مَا دُعِيَ أَجَابَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَ أَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ عَظِيمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَ بِفَضْلِكَ الْقَدِيمِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَ إِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْعَظِيمِ دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ مُحْيِي الْعِظَامِ وَ هِيَ رَمِيمٌ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُيَسِّرَ لِي أَمْرِي وَ لَا تُعَسِّرَ عَلَيَّ وَ تُسَهِّلَ لِي مَطْلَبَ رِزْقِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ يَا قَدِيراً عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ غَيْرُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.
-
أَقُولُ وَ زَادَ فِيهِ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَ قُدْرَتِكَ وَ بِعِزَّتِكَ وَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ أَنْ تُيَسِّرَ لِي مِنْ فَضْلِكَ وَ حَلَالِ رِزْقِكَ أَوْسَعَهُ وَ أَعَمَّهُ فَضْلًا وَ خَيْرَهُ عَاقِبَةً يَا رَبِّ.
و من
وظائف يوم الخميس أنه يستحب طلب العلم فيه و من وظائف يوم الخميس أنه يستحب فيه قراءة سورة المائدة و قد قدمنا فضل قراءتها في الجزء الثاني من الكتاب قال جدي أبو جعفر الطوسي في عمل يوم الخميس و يستحب فيه قراءة بني إسرائيل و الكهف و الطواسين الثلاث و سجدة و لقمان و سورة ص و حم السجدة و حم الدخان و سورة الواقعة و من وظائف يوم الخميس تقليم الأظفار فيه و في فضل ذلك روايات و سنذكر أن تقليمها يوم الجمعة أفضل إن شاء الله تعالى و من وظائف يوم الخميس جواز تقديم غسل يوم الجمعة فيه لمن خاف ألا يتمكن من الغسل يوم الجمعة و من وظائف يوم الخميس أنه.
يُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ الْإِنْسَانُ عَلَى النَّبِيِّ ص أَلْفَ مَرَّةٍ وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ.
أقول و في رواية أخرى يقول مائة مرة و فيه فضل كثير-