کتابخانه روایات شیعه
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ : غاية محذوف دلّ عليه الكلام، أي: لا يغررهم تمادي أيّامهم، فإنّ من قبلهم أمهلوا حتّى أيس الرّسل عن النّصر عليهم في الدّنيا.
أو عن إيمانهم، لانهماكهم في الكفر مترفّهين متمادين فيه من غير وازع.
وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ، أي: كذّبتهم أنفسهم حين حدّثتهم بأنّهم ينصرون.
أو كذّبهم القوم بوعد الإيمان.
و قيل 18915 : الضّمير للمرسل إليهم، أي: و ظنّ المرسل إليهم أنّ الرّسل قد كذّبوهم بالدّعوة و الوعيد.
و قيل 18916 : الأوّل للمرسل إليهم. و الثّاني للرّسل، أي: و ظنّوا أنّ الرّسل قد كذبوا و أخلفوا فيما وعد لهم من النّصر، و خلط الأمر عليهم.
و في الجوامع 18917 : أنّ قراءة التّخفيف قراءة أئمّة الهدى- عليهم السّلام-.
و قرأ 18918 غير الكوفيّين، بالتّشديد، أي: و ظنّ الرّسل أنّ القوم قد كذّبوهم فيما أوعدوهم.
و قرئ 18919 : «كذبوا» بالتّخفيف و بناء الفاعل، أي: أنّهم قد كذبوا فيما حدّثوا به عند قومهم لما تراخى عنهم و لم يروا له أثرا.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 18920 : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : وكلهم اللَّه إلى أنفسهم، فظنّوا أنّ الشّياطين قد تمثّلت لهم في صورة الملائكة.
و في تفسير العيّاشيّ 18921 : عن ابن شعيب 18922 ، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال :
و كلهم [اللَّه] 18923 إلى أنفسهم أقلّ من طرفة عين.
عن زرارة 18924 قال : قلت لأبي عبد اللَّه- عليه السّلام-: كيف لم يخف رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- فيما يأتيه من قبل اللَّه، أن يكون ذلك ما ينزغ به الشّيطان؟
قال: فقال: إنّ اللَّه إذا اتّخذ عبدا رسولا أنزل عليه السّكينة و الوقار، فكان يأتيه من قبل اللَّه مثل الّذي يراه بعينه.
جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ : النّبيّ و المؤمنين. و إنّما لم يعيّنهم للدّلالة على أنّهم الّذين يستأهلون أن يشاء نجاتهم، لا يشاركهم فيه غيرهم.
و قرأ ابن 18925 عامر و عاصم و يعقوب، على لفظ الماضي المبنيّ للمفعول.
و قرئ 18926 : «فنجى».
وَ لا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110): إذا نزل بهم.
و في عيون الأخبار 18927 ، في باب مجلس الرّضا- عليه السّلام- عند المأمون في عصمة الأنبياء- عليهم السّلام-: حدّثنا تميم بن عبد اللَّه بن تميم القرشيّ- رضي اللَّه عنه- قال:
حدّثنا أبي، عن حمدان بن سليمان النّيشابوريّ، عن عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون و عنده الرّضا- عليه السّلام-.
فقال له المأمون: يا ابن رسول اللَّه، أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلى.
قال: فما معنى قول اللَّه- عزّ و جلّ-؟
... إلى أن قال: فأخبرني عن قول اللَّه- تعالى-: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا .
قال الرّضا- عليه السّلام-: يقول اللَّه- تعالى-: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ من قومهم، و ظنّ قومهم أنّ الرّسل قد كذبوا جاء الرّسل نصرنا.
فقال المأمون: للّه درّك، يا أبا الحسن.
لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ : في قصص الأنبياء و أممهم. أو في قصّة يوسف و إخوته.
عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ : لذوي العقول المبرّأة من شوائب الإلف و الرّكون إلى الحسّ.
ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى : ما كان القرآن حديثا يفترى.
وَ لكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ : من الكتب الإلهيّة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 18928 : يعني من 18929 كتب الأنبياء.
وَ تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ : يحتاج إليه في الدّين.
وَ هُدىً : من الضّلالة.
وَ رَحْمَةً : ينال بها خير الدّارين.
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111): يصدّقونه.
تفسير سورة الرّعد
سورة الرّعد مدنيّة.
و قيل 18930 : مكّيّة، إلّا قوله: وَ يَقُولُ الَّذِينَ (الآية).
و آياتها ثلاث 18931 و أربعون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 18932 ، بإسناده إلى أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- أنّه قال : من أكثر قراءة سورة الرّعد لم يصبه اللَّه بصاعقة أبدا و لو كان ناصبيّا 18933 ، و إذا كان مؤمنا دخل 18934 الجنّة بلا حساب و يشفع في جميع من يعرفه 18935 من أهل بيته و إخوانه.
و في مجمع البيان 18936 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- قال : من قرأ سورة الرّعد أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ سحاب مضى و كلّ سحاب يكون إلى يوم القيامة، و كان يوم القيامة من المؤمنين 18937 بعهد اللَّه.
المر قيل 18938 : معناه: أنا اللَّه أعلم و أرى.
و في كتاب معاني الأخبار 18939 ، بإسناده إلى سفيان بن سعيد الثّوريّ: عن الصّادق- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه- عليه السّلام- [و «المر» معناه:] 18940 أنا اللَّه المحيي المميت الرّزاق.
و في تفسير العيّاشيّ 18941 : عن أبي لبيد 18942 ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال :
يا أبا لبيد، إنّ لي في حروف القرآن المقطّعة لعلما جمّا. إنّ اللَّه- تبارك و تعالى- أنزل الم 18943 ذلِكَ الْكِتابُ فقام محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- حتّى ظهر نوره و ثبتت كلمته و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السّابع مائة سنة و ثلاث سنين.
ثمّ قال: و تبيانه في كتاب اللَّه في الحروف المقطّعة إذا عدّدتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطّعة حرف تنقضي أيّامه إلّا و قائم من بني هاشم عند انقضائه.
ثمّ قال: «الألف» واحد، و «اللّام» ثلاثون، و «الميم» أربعون، و «الصّاد» تسعون 18944 ، فذلك مائة و إحدى و ستّون 18945 . ثمّ كان بدو خروج الحسين بن عليّ- عليهما السّلام- «الم [اللَّه] 18946 ». فلمّا بلغت مدّته، قام قائم 18947 ولد العبّاس عند «المص»، و يقوم 18948 قائمنا عند انقضائها ب «المر» 18949 ، فافهم ذلك و عه 18950 و اكتمه.
قيل 18951 : المراد بالكتاب: السّورة، و «تلك» إشارة إلى آياتها، أي: تلك الآيات آيات السّورة الكاملة. أو القرآن.
وَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ : هو القرآن كلّه.